أكرم الحوراني

ولد حسن أكرم الحوراني الرفاعي في حماة  في الرابع من تشرين الثاني 1911م.

أول جد لعائلة أكرم الحوراني هو حماة هو الشيخ عثمان الحوراني وهو من عائلة الحلقي من بلدة جاسم في حوران، بنى زاوية في حي الحورانة في حماة لممارسة الطريقة الرفاعية ثم دفن فيها.

أما والده فكان على اتصال بالجمعية العربية الفتاة، ورشح نفسه لعضوية مجلس (المبعوثان) ممثلا لحماه وحمص في استانبول لكنه لم ينجح, توفي الاب خلال الحرب العالمية الأولى بداء الكوليرا.

درس الحوراني في معهد العلم والتربية في حماة، والمرحلة الثانوية في مدرسة مكتب عنبر بدمشق.

 درس الطب لمدة عام في الجامعة اليسوعية ببيروت ثم ترك الجامعة وتابع دراسة الحقوق في معهد الحقوق بجامعة دمشق.

الحوراني والحزب القومي السوري الاجتماعي:

انتسب في مرحلة شبابه إلى الحزب القومي السوري الاجتماعي عام 1936 وعين في منصب منفذ عام حماة، وبعد عام 1947 انسحب من الحزب، ويذكر الحوراني أنه انسحب من الحزب أثناء زيارة أنطون سعادة إلى حماة والاجتماع به، وكتب في مذكراته: (لم يجد الخصوم في سيرة حياتي غير التركيز على استغلال انتسابي للحزب السوري القوي في عام 1936. ولكن هذا التركيز لم يترك أي أثر على المستوى الشعبي والجماهيري. بل إن نجاحي في انتخابات عام 1943 أظهر أن الشعب يكن لي حباً وتأييداً ودعماً يفوق ما كنت أنتظره.

ولم تترك هذه التجربة في نفسي أي عقدة، بل كان لها نتائج إيجابية هامة على المستوى الشخصي والشعبي، ومنها:

أولاً – أوصلني انتسابي للحزب السوري القومي على الشكل الذي ذكرت، لفهم مشاكل لبنان وتطلعاته مالم يتيسر لغيري من الساسة السوريين فهمه وسبره، وتفهمت تكوين المجتمع اللبناني وخلفياته الاجتاعية والاقتصادية، وعرفت تطلعاته وعلله وآفاقه وأمراضه. ومع ذلك فإن هذا الفهم لم ينجنا من ارتكاب بعض الأخطاء بالنسبة للبنان مما سيرد في حينه.

ثانياً – اتسعت آفاق إدراكي السياسي والوطني والقومي من قراءاتي لكل ما أصدره الحزب في تلك الفترة من نشرات وبيانات وكتب باهتمام وتدقيق، مع الحوار والنقاش المستمرين طيلة فترة انتسابي للحزب، ولم تعد القومية عندي مجموعة مشاعر وجدانية غامضة وشعارات غائمة بل أصبحت أتطلع إلى أسس واضحة محددة للقومية العربية التي أؤمن بها.

ثالثاً – أوضحت تلك التجربة العاهة الرئيسية التي تعاني منها أغلب الأحزاب العربية، وهي عاهة نشوء الأحزاب من فوق، منطلقة من الأوساط الثقافية والجامعية والطلابية بمعزل عن النضال الحي لجماهير الشعب. الأمر الذي يجعل هذه الأحزاب تنسلخ عن ضحير الأمة لتدور في الفراغ وتناضل داخل عالم الكلمات لا عالم الواقع، وهذا ما يولد لدى قياداتها مركبات النقص المعروفة، كالعصمة والغرور والتعالي، فيصبح الحزب جماعة من المريدين يكرهون الجماهير الشعبية ويخشونها بأعماقهم.

إن الحب العظيم هو المنطلق العميق لكل الثورات التي أثرت في مجرى التاريخ، وإن الاستعلاء على الشعب والخوف منه والإدعاء بالعصمة هو مقتل الحركات السياسية وهو السر وراء انحرافاتها.

إن المعلم الأكبر هو الشعب لا سواه.. والقائد الحقيقي هو الذي يصبح رفيقاً للشعب يستلهم من ضمير الجماهير صبواتها وتطلعاتها وأمانيها وآمالها. إن الشعوب هي الملهمة، والقيادة هي المفكرة والمنفذة.

وتبقى كل النظريات والايديولوجيات التي لا تنبثق عن التجربة والنضال مع الجماهير تأملات شخصية مهما بدا براقاً بناؤها الفلسفي والفكري ولا أدل على ذلك من أن الأحزاب الشيوعية العربية رغم أنها تستند إلى النظرية الماركسية فقد ظلت خمسين عاماً في البلاد العربية معزولة على هامش الأحداث، بل كانت معظم مواقفها الفاعلة في الجانب الآخر من حركة التاريخ.

رابعاً – ليس التنظيم الحزبي انضباطاً عسكرياً أو رياضياً أو إرهابياً مفروضاً، بل إن التنظي الحزبي هو انضباط واع منبثق عن اقتناع ذاتي بقيم الحزب العقلانية والوجدانية.

في أواخر شهر آب 1937 جاء انطون سعادة إلى حماه، ونزل ضيفاً على صلاح، شقيق أديب شيشكلي، في بيته، فاجتمعت به هناك حيث حاول أن يبحث معي إعادة تنظيم الحزب في المدينة، ولكنني أصررت على الانسحاب نهائياً.

لا شك أن عبادة الفرد والنزعة الرومانسية والنرجسية والإنطلاق من “العصمة الفردية” ما تزال من ابرز أمراض  القيادات العربية السياسية، فهمي الآفات التي ما تزال آثارها تنخر حتى الآن في بنيان الأحزاب اليمينية والتقدمية على السواء).

الحزب السوري القومي الاجتماعي دحض ما كتب أكرم الحوراني ونشر قرار فصله من الحزب والذي جرى في العشرين من شباط عام 1949م.

المشاركة في دعم حركة الكيلاني في العراق:

شارك عام 1941، المتطوعين الذين ذهبوا الى بغداد لمؤازرة ثورة رشيد عالي الكيلاني ضد البريطانيين، وبعد أن تمكن البريطانيون من قمع الثورة، عاد الوطنيون (الحوراني ومن معه) من العراق إلى سورية حيث تم احتجازهم لفترة من قبل حكومة الانتداب الفرنسي في دير الزور على الحدود السورية العراقية، وفي تلك الأثناء تعرف على ميشيل عفلق وصلاح الدين البيطار.

عمل الحوراني بعد تخرجه من كلية الحقوق في المحاماة.

انتخب أكرم الحوراني أول مرة عضواً عن حماة في المجلس النيابي عام 1943م.

كما انتخب أكرم الحوراني عضواً عن حماة في المجلس النيابي عام 1947م.

وانتخب عضواً في الجمعية التأسيسية عام 1949م.

انتخب عضواً في المجلس النيابي عام 1954م.

كما أختير عضواً في مجلس الأمة – الإقليم الشمالي.. سورية 1960 – 1961م.

واختير عضواً في المجلس التأسيسي والنيابي في سورية 1961م.

أكرم الحوراني وزيراً:

سمي وزيراً للزراعة في حكومة هاشم الأتاسي الثانية التي تشكلت  في الرابع عشر من آب 1949م، عند إنقلاب سامي الحناوي على الزعيم حسني الزعيم، واستمرت حتى الرابع عشر من كانون الأول 1949م.

سمي وزيراً للدفاع الوطني في حكومة خالد العظم والتي تشكلت في السابع والعشرين من كانون الأول 1949م.  

سمي وزيراً للعدل في حكومة الوحدة الثانية إلى جانب منصبه نائباً للرئيس جمال عبد الناصر.

الحزب العربي الاشتراكي والاندماج  مع البعث:

أسس أكرم الحوراني الحزب العربي الاشتراكي في أواخر عام 1949م.

في عام 1950 أسس الحزب العربي الاشتراكي في عام 1950م، وفي عام 1952 اندمج الحزب العربي الاشتراكي مع حزب البعث العربي في حزب واحد وأصبح اسمه حزب البعث العربي الاشتراكي.

رئيساً للبرلمان عام 1957:

في عام 1957 انتخب رئيساً للبرلمان السورية.

نائباً للرئيس جمال عبد الناصر:

في عهد الوحدة صار نائباً لرئيس الجمهورية جمال عبد الناصر.

مغادرة سورية بعد إنقلاب آذار 1963:

بعد إنقلاب آذار 1963 غادر سورية إلى لبنان ثم إلى الأردن.

وفاته:

توفي في عمان في الرابع والعشرين من شباط 1996.

عند وفاته كانت الترتيبات أن ينقل الجثمان إلى حماة ليدفن في مسقط رأسه،  فلما تعذر ذلك، وتقرر دفنه في عمان، حدث ارتباك في موضوع تجهيز قبر له، فما كان من مسلم بسيسو، المناضل العربي الفلسطيني الغزاوي، إلا أن قدم قبره، الذي جهزه لنفسه، هدية للحوراني.

اقرأ:

رسائل أكرم الحوراني