You dont have javascript enabled! Please enable it!
مختارات من الكتب

مروان حبش: السير نحو الوحدة

من كتاب البعث وثورة آذار (17)

إعادة تنظيم الحزب في الانفصال

لقد واجهت الحزب الذي اعتبر يوم السابع من نيسان 1947، عيداً لتأسيسه، واجهته سنوات نضالية أسفرت عن قيام وحدة سورية ومصر في شباط 1958، كما واجهته أزمات عديدة، ولعلّ مسألة قبول القادة الثلاثة حل الحزب كشرط لموافقة عبد الناصر على الوحدة كانت من المسائل التي أخذت حيزاً كبيراً من اهتمام ومناقشات البعثيين، وكانت لها نتائج أدت إلى انقسام الحزب إلى أجنحة متعددة، مازال يعاني منها.

السير نحو الوحدة

   بدأ ظهور المرحلة الإيجابية في عام 1955، حين اجتمع الرئيس عبد الناصر مع النقيب مصطفى حمدون، الذي كان قد التحق بدورة عسكرية في مصر، وفي هذا الاجتماع أبدى عبد الناصر إعجابه بحزب البعث وحرصه عليه، ومما قاله: انتبهوا يا حمدون … إن الحزب مستهدف، إنهم يريدون استئصالكم.

   وفي أوائل عام 1956 التقى الأستاذان أكرم الحوراني وصلاح الدين البيطار (كانا عضوين في وفد برلماني يزور القاهرة) مع الرئيس عبد الناصر في منزله، وقال لهما: يجب أن تعتبروني واحداً منكم، أنا أتتبع الحزب في سورية بمنتهى الاهتمام.

   كانت بداية جسور التلاقي إعجاباً متبادلاً، ومن ناحية مصر _كما أورد هيكل في كتابه سنوات الغليان– إن الرئيس عبد الناصر قال له: ( لابد أن نكون على اتصال بكل القوى العربية التقدمية وإقامة جبهة عريضة، وأمامنا حزب البعث في سورية، آراؤهم وطنية).

   وتحدث باتريك سيل في كتابه الصراع على سورية  “إن أول جماعة سياسية، خارج مصر، منحت ثقتها لعبد الناصر، كانت حزب البعث، وأصبح البعث بعد تأميم  قناة السويس في تموز 1956 حليفاً لعبد الناصر، حتى إن البعض كان يطلق عليه “حزب عبد الناصر”.

   كان الحزب يعمل بشكل دائب على تحقيق ذاته وغاياته، وجَعْلُ الصفة القومية فيه حقيقة دافعة منظمة وفعالة، ومن هذه الحقيقة مدَّ الحزب جسوراً قوية للتلاقي مع مصر في عهد الرئيس ناصر.

   في هذه الفترة أصبح البعث قوة فاعلة ومحركة للأحداث على مسرح الحياة السياسة السورية، وفي بيان له موجه إلى الشعب العربي بتاريخ 17 نيسان 1956، دعا لأول مرة وبشكل علني إلى الوحدة بين مصر وسورية: (إن نقطة الانطلاق نحو الوحدة التي تنبثق من النظرة القومية السليمة والتي يتطلبها واقعنا القائم، مع السعي لتوثيق التعاون بين الدول العربية المقاومة للأحلاف وذات السياسة الخارجية المستقلة والتي تحيط بها تلك الخطط الاستعمارية هي في المبادرة لإعلان الوحدة بين سورية ومصر).

   كان ذلك، بعد إعلان الدستور المصري في 16 كانون الثاني 1956، الذي نصّ في مادته الأولى على أن “مصر دولة عربية ذات سيادة، وهي جمهورية ديمقراطية، والشعب المصري جزء من الأمة العربية”.

   كما دفع البعث بحكومة الميثاق القومي التي تشكلت برئاسة صبري العسلي في حزيران 1956 لاتخاذ قرار بتشكيل لجنة للشروع في مفاوضات مع مصر لتحقيق اتحاد فيدرالي بين القطرين، ولاقى هذا القرار موافقة بالإجماع من المجلس النيابي.

   كان تأكيد الحزب على السير نحو الوحدة ينطلق من أن المناخ السياسي في سورية كان قومياً تحررياً، وأن ممارسات الرئيس عبد الناصر كانت تستجيب للحركة التي أطلقها البعث، رغم أن الأستاذين صلاح البيطار وأكرم الحوراني حين التقيا مع الرئيس في منزله في أوائل عام 1956، تحدثا إليه: عن إيمانهما بأن في مصر تجربة عربية تقدمية وينظران إليها بعين الجد والتفاؤل، وعن حرصهما جداً على نجاح تجربته وهذا ما يقتضي أن يصارحوه  بما لاحظاه من مواقف الشعب السلبية من الحكم، ويعتقدا أن السبب يعود إلى انعدام الديمقراطية).

   لقد تغاضت قيادة الحزب عن إبراز الجوانب الفردية والأمنية لنظام عبد الناصر، وتمَّ التركيز على عروبته و على نضاله ضد الاستعمار والأحلاف المشبوهة، وبدءاً من العام 1956 أخذ البعث يعبئ الشعب لذلك، وأصبح حديث الوحدة مع مصر يحرك الشارع السوري، من دون أن تقوم القيادة في مصر بخطوات التعبئة نفسها للشعب المصري، وبذلك الوقت كان البعث قد أصبح القوة الأساسية المؤثرة في تحريك الأحداث على مسرح الحياة السياسية السورية، كما أصبح له كلمة مسموعة في داخل الجيش الذي كان له تأثيره على السياسة في سورية،  وأن عامل النفوذ الكبير الذي كان يتمتع به الضباط البعثيون على الجيش كان هو العامل الأقوى في دفع غالبية ضباط الجيش إلى المطالبة بالوحدة ووضع السياسيين جميعاً أمام الأمر الواقع.

   بدأ العمل من أجل الوحدة، وتتالت اللقاءات بين قادة البعث وبين الرئيس عبد الناصر،  كما كانت لقاءات كثيرة تحدث بين قوى وشخصيات سورية عديدة مدنية وعسكرية، وبين محمود رياض سفير مصر في دمشق، والملحق العسكري المصري عبد المحسن أبو النور، وكانت نقطة الضعف أن البعث لم يكن مسلحاً بنظرية وإستراتيجية عمل، ولهذا لم يكن عند الحزب مفهوم علمي مدروس للوحدة التي يريدها ولا خطة عملية لتحقيقها، وليس لديه مشروع محدد بشأنها مع أنها “الوحدة”  هي الحلقة المركزية في عقيدته، و بالرغم من أن الأستاذ ميشيل عفلق قد أعلن في شباط 1956 أن الحزب يعدّ دراسةً لمشروع اتحاد فيدرالي مع مصر، ونتيجة لتطور الأحداث جرى بسرعة إعداد مشروع عند بدء مباحثات الوحدة يقوم على أسس فيدرالية، حمله  وزير الخارجية الأستاذ صلاح البيطار إلى القاهرة، ولكن لم يطرحه في المباحثات التي أجراها هناك.

   في طريق عودته من الأمم المتحدة، مرّ الأستاذ صلاح البيطار على القاهرة والتقى الرئيس عبد الناصر الذي أبلغه أنه يخشى قيام بعض ضباط الجيش السوري بانقلاب للسيطرة على السلطة والحيلولة دون قيام الوحدة، ولذلك فهو يريد أن يتأكد من موقف الجيش قبل المضي في أية إجراءات عملية.

   كما أن عبد المحسن أبو النور  نقل الهواجس نفسها وخشية الرئيس ناصر إلى الأستاذ البيطار بأن بعض الضباط يعارضون قيام الوحدة، وسمى الضابطين أمين الفوري وأحمد عبد الكريم، فاستدعاهما الأستاذ البيطار يوم 11/1/ 1958 وطرح عليهما الموضوع، فأنكراه وأكد أحمد عبد الكريم بأنهما “مع الوحدة ولا يرضيان عنها بديلاً، وأن مجلس القيادة العسكري الذي يمثل قيادة الجيش ومختلف وحداته والمناطق العسكرية مجمع على الوحدة”، ونتيجة لحديث الأستاذ صلاح البيطار اجتمع في اليوم نفسه، مجلس القيادة العسكري المكون من حوالي .2 ضابطاً.

   تسارعت الأحداث، ودخل أعضاء المجلس في مزاودات بعضهم مع بعض، ومنهم من كان يطالب بوحدة اندماجية، وأعدوا مذكرة باسم الجيش والقوات المسلحة تضمنت إجماع أعضاء هذا المجلس على قيام الوحدة الكاملة مع مصر، وسَمّى مجلس القيادة وفداً من بين أعضائه للسفر إلى القاهرة في الليلة نفسها لتقديم المذكرة إلى الرئيس ناصر، كما تقرر أن يقوم وفد آخر من مجلس القيادة بتقديمها، صباحاً، إلى الحكومة السورية، وفوجئت الحكومة، باستثناء الأستاذين الحوراني والبيطار، بأن طائرة ستقلُّ وفداً من المجلس العسكري يضم 14 ضابطاً ستصل الساعة 12ليلاً إلى مطار القاهرة لمقابلة الرئيس عبد الناصر، وأن الوفد يحمل معه مذكرة تم إعدادها في دمشق، وبعد حوار طويل بين مندوبين عن الرئيس ناصر وأعضاء الوفد وافق الرئيس على قبول فكرة الوحدة الاندماجية بشرطين:

1 -حل الأحزاب في سورية.

 2 -إبعاد الجيش عن السياسة.

   ووضع أعضاء مجلس القيادة العسكري أنفسهم تحت تصرف الرئيس ناصر وتركوا له الحرية بتعيين أفراد هذا المجلس في الأمكنة التي يريدها أو تكليفهم بأي عمل يشاء، ثم سافر الأستاذ البيطار إلى القاهرة واستكمل المباحثات.

   عاد الأستاذ البيطار من رحلته الأخيرة  إلى مصر وهو يحمل مشروع وحدة اندماجية بين القطرين، بدلاً من مشروع الحزب بقيام “وحدة اتحادية” مدعياً أن القيادة السياسية في مصر لا تقبل غير ذلك، وهذه الوحدة الكاملة تقتضي حل المجلسين النيابيين في كل من سورية ومصر واستقالة الحكومتين، كما حمل الأستاذ البيطار معه أيضاً، طلباً من من القيادة المصرية بضرورة “حل الأحزاب في سورية بما في ذلك حزب البعث”، كي يتسنى لها التفكير في قيام الوحدة، ولقد وافق مجلس النواب السوري والحكومة السورية على تلك الشروط، وسافر الرئيس شكري القوتلي وأركان الدولة إلى القاهرة وتمَّ الإعلان عن قيام الوحدة الاندماجية.

   كانت الوحدة نتيجةً لنضال الشعب العربي, وأن خطورتها وأهميتها تؤثر على مستقبل الثورة العربية، وكان البعث داعيةَ وحدة منذ نشأته، ولم تكن الوحدة مع مصر طوقَ نجاة وخلاصاً لسورية من أزمتها، ولم تكن هرباً من المشاكل الداخلية، بل هي، مرض سوري، كما يقول الأستاذ البيطار، وكان الأستاذ عفلق يرى أن هذه الوحدة ستحقق المعجزات وتغير وجه التاريخ، ويؤكد محمود رياض في كتابه “الأمن القومي العربي” دور البعث، ويقول: (لم يعرض عبد الناصر الوحدة على سورية ولم يفرضها، بل رأى أنها مؤجلة لمدة خمس سنوات، وكان البعث هو الذي ضغط بشكل متواصل، وكان عبد الناصر يرى ضرورة التمهيد للوحدة). ويذكر رياض، أيضاً: (أن قادة البعث كانوا يرون أن عبد الناصر هو أول زعيم مصري يدعو إلى القومية العربية ووحدة العمل العربي).

   إلى جانب العمل من أجل الوحدة، بدأ الحزب يطرح مع الرئيس عبد الناصر عام 1957 فكرة الجبهة القومية الشعبية على نطاق الوطن العربي، وكان هذا الطرح نتيجة للسياق الجديد الذي دخلت فيه القضية العربية بعد أن أصبح شعار وحدة النضال العربي الذي كانت تؤكد عليه كتابات الحزب ونشاطاته حقيقة واقعة.

   إن الوحدة التي هي حلم الجيل العربي، والتي هي أساس عقائدي من أسس وجود الحزب، قد كان لها عميق الأثر في نفوس البعثيين، ولقد نشرت جريدة البعث في العدد 88 تاريخ 26 كانون الثاني 1958 مقالاً بعنوان مصر وسورية جمهورية عربية متحدة، ومما ورد فيه (إن هذا المستوى من الوعي للقضية العربية الذي تجلي خاصة في مصر وسورية، وهذا الكفاح الثوري الذي خاضه الشعب العربي في القطرين ومن حولهما الشعب العربي كله ضد الاستعمار الغربي و”إسرائيل” هو الذي أتاح للقطرين أن يحققا طرد الأجنبي من أرضهما وأن يصمدا في وجه مؤامراته المتصلة وعدوانه.
وكما اقترن فقدان الشعب العربي لحريته بتجزئة وطنه وتمزيقه يقترن اليوم تحررهما بالوحدة، فيتقدم القطران اللذان فصلت بينهما قرون طويلة من التجزؤ والاحتلال ليكملا الخطوة التحررية بالخطوة نحو الوحدة وذلك بتحقيق الـ ج.ع.م بين مصر وسورية).
وكتب الأستاذ ميشيل عفلق في العدد 90 من جريدة البعث بتاريخ 8 شباط1958 مقالة بعنوان “هذه الوحدة ثورة عربية وثورة عالمية، وضمانتها في استمرار ثوريتها”، ومما جاء فيها: (أن هذا

الظفر الأول للوحدة العربية يجيء دليلاً لا على ثورية الوحدة فحسب، بل على ثورية القومية العربية في اتجاهها الجديد.

 إن الوحدة كحدث لبى في شباط 1958 حاجة العرب إلى الانطلاق، وعبر عن أمانيهم وإرادتهم وكثمرة لنضال طويل، قدم الشعب فيه تضحيات كبرى جعل الـ ج.ع.م في حمى العرب كلهم يتطلعون إليها ويعملون من أجل حمايتها. أما الحزب الذي اعتبر نفسه أنه قد حقق أكبر خطوة قومية في تاريخ نضاله، خطوة الوحدة بين سورية ومصر، وجد فيما بعد أنه وقع في خطأ جسيم عندما قبل حلّ تنظيمه داخل الجمهورية العربية المتحدة وتسليم قيادة تلك الخطوة التاريخية إلى حكم الرئيس جمال عبد الناصر، الذي ظهر فيما بعد أنه كان بعيداً عن تفهم شروطها وبعيداً بصورة خاصة عن تفهم أهمية التنظيم الثوري للشعب وكونه ضرورة لتطبيق الوحدة وحمايتها ولتحقيق الثورة، كما ظهر أن الحزب لم يكن في مستوى الخطوة التاريخية التي حققها، فلم يعدّ لها الإعداد الكافي كي يبقى الشعب هو المشرف على تطبيقها والمدافع عنها ضد انحرافات الحكم ومؤامرات أعداء الأمة.

   لقد أدركت قيادة الحزب خطأها عندما فصلت بين الوحدة والديمقراطية لدى قيام وحدة سورية ومصر بسبب تفاؤلها السطحي في أن تؤدي الوحدة بصورة حتمية إلى الديمقراطية وتفرض ذلك على الحكام .


اقرأ :

مروان حبش: البعث وانتخاب القوتلي لرئاسة الجمهورية عام 1955(16)

مروان حبش: البعث والانتخابات النيابية عام 1954 (15)

مروان حبش:البعث والانقلاب على نظام حكم الشيشكلي (14)

مروان حبش: البعث والقيادة القومية (13)

مروان حبش: قضية انسحاب جلال السيد من حزب البعث (12)

مروان حبش: قضية الضابط داود عويس (11)

مروان حبش: قضية البعث وحسني الزعيم (10)

مروان حبش: دمج الحزبين وزواج لم يُعمِّر (9)

مروان حبش: الدمج بين حزبي البعث العربي والعربي الاشتراكي (8)

مروان حبش: صدور جريدة البعث والمؤتمر التأسيسي عام 1947 (7)

مروان حبش: معارك حركة البعث 1943- 1947 (6)

مروان حبش: تكون حلقة شباب البعث العربي 1942- 1943 (5)

مروان حبش: زكي الأرسوزي وتأسيس الحزب القومي العرب عام 1939 (4)

مروان حبش: الحزب القومي العربي (3)

مروان حبش: عصبة العمل القومي  (2)

مروان حبش: نشأة وتكون حزب البعث العربي (1)

حزب البعث

مروان حبش: حركة 23 شباط – الدواعي والأسباب – المقدمة (1)

مروان حبش: حركة 23 شباط – الحزب في السلطة (2)

مروان حبش: حركة 23 شباط.. سقوط حكم حزب البعث في العراق (3) 



 أحداث التاريخ السوري بحسب السنوات


سورية 1900 سورية 1901 سورية 1902 سورية 1903 سورية 1904
سورية 1905 سورية 1906 سورية 1907 سورية 1908 سورية 1909
سورية 1910 سورية 1911 سورية 1912 سورية 1913 سورية 1914
سورية 1915 سورية 1916 سورية 1917 سورية 1918 سورية 1919
سورية 1920 سورية 1921 سورية 1922 سورية 1923 سورية 1924
سورية 1925 سورية 1926 سورية 1927 سورية 1928 سورية 1929
سورية 1930 سورية 1931 سورية 1932 سورية 1933 سورية 1934
سورية 1935 سورية 1936 سورية 1937 سورية 1938 سورية 1939
سورية 1940 سورية 1941 سورية 1942 سورية 1943 سورية 1944
سورية 1945 سورية 1946 سورية 1947 سورية 1948 سورية 1949
سورية 1950 سورية 1951 سورية 1952 سورية 1953 سورية 1954
سورية 1955 سورية 1956 سورية 1957 سورية 1958 سورية 1959
سورية 1960 سورية 1961 سورية 1962 سورية 1963 سورية 1964
سورية 1965 سورية 1966 سورية 1967 سورية 1968 سورية 1969
سورية 1970 سورية 1971 سورية 1972 سورية 1973 سورية 1974
سورية 1975 سورية 1976 سورية 1977 سورية 1978 سورية 1979
سورية 1980 سورية 1981 سورية 1982 سورية 1983 سورية 1984
سورية 1985 سورية 1986 سورية 1987 سورية 1988 سورية 1989
سورية 1990 سورية 1991 سورية 1992 سورية 1993 سورية 1994
سورية 1995 سورية 1996 سورية 1997 سورية 1998 سورية 1999
سورية2000

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى