شهادات ومذكرات

من مذكرات أكرم الحوراني- تهاون الكتلة الوطنية بقضية لواء الاسكندرون

من مذكرات أكرم الحوراني (2-6 /64)

تهاون الكتلة الوطنية بقضية لواء الاسكندرون

من الأمور المسلم بها بالنسبة لمعظم قادة الكتلة الوطنية آنذاك أن التصديق على المعاهدة أثمن من اللواء، وهذا كان شعاراً مطروحاً: (قرية مستقلة خير من بلاد واسعة مستبعدة) “فارس الخوري”.

وهكذا صرح في السابع عشر من شباط عام 1937، سعد الله الجابري وزير الخارجية والداخلية قائلاً بكل بساطة: “خسرنا لواء الاسكندرون ولم نخسر حق المطالبة به”.

في الثالث من كانون الثاني عام 1937 قررت عصبة الأمم إيفاد لجنة دولية لدرس الوضع الراهن في اللواء.

وفي الحادي عشر من كانون الثاني عم 1937 وضعت هذه اللجنة تقريرها فعمت المظاهرات اللواء بقيادة الأستاذ زكي الأرسوزي[1] احتجاجاً على المؤامرة الفرنسية التركية لسلخ اللواء عن سورية ثم عمت المظاهرات والاضرابات جميع أرجاء البلاد، كما ارتفعت أصوات الاستنكار العربية في العراق ومصر والأقطار العربية الأخرى، وكانت الكتلة الوطنية ممتعضة من مظاهرات المدن السورية التي كان يقودها الطلاب متخوفة من استفحالها.

وقد كشف البرلمان التركي فيما بعد أن حسني البرازي، الذي عنيته الكتلة محافظاً للواء أثناء تسليمه لتركيا، كان عميلاً يقبض راتباً معلوماً من المخابرات التركية، وعلى كل حال فإن موقف قاعدة الكتلة الوطنية الشعبية كان يختلف كل الاختلاف عن موقف الزعمار، وهذا كان أهم أسباب تداعيها وانهيارها فيما بعد.

[1] ساھم الاستاذ زكي الأرسوزي في لواء الاسكندرون مساھمة جدية بالدفاع عن عروبة اللواء في وجه مؤامرة التتريك الكبرى التي قامت بھا تركیا وفرنسا حیث افتتح مكتبا لعصبة العمل القومي التي كان منتسبا لھا، وكانت نتائج الاستفتاء الذي قررته عصبة الأمم بجانب العرب، فقررت تركیا اجتیاح اللواء عسكريا بالتفاھم مع فرنسا، وقد خرجت حماة بأجمعھا لاستقبال الطلاب المھاجرين من اللواء وكان منظرا مؤلما ومثیرا مشھد ھؤلاء الطلاب الذين انتسب قسم منھم لتجھیز حماة بعد تشردھم من اللواء، وقد ساھم طلاب وشباب زكي الأرسوزي: وھیب الغانم، سلیمان العیسى، صدقي اسماعیل ورفاقھم في انشاء حزب البعث العربي فیما بعد.

الفنان أيمن زيدان في الفيلم الروائي (الطحالب)

مختار سمان

اترك تعليقاً إلغاء الرد

مقالات ذات صلة