You dont have javascript enabled! Please enable it!
وثائق سوريا

أنطون سعادة 1943: سورية الكبرى

أنطون سعادة

منذ أوائل أبريل/نيسان الماضي وأخبار المحاولة الصادرة عن رئيس وزارة مصر، نحاس باشا، لإيجاد «وحدة عربية» تصل إلينا بواسطة المصدر الوحيد الذي يبدي اهتماماً بأخبار الشرق الأدنى وإذاعتها، نعني شركة «ترانس أوسيان» الألمانية، التي تتبعت الحركات الجارية في مصر والعراق ثم في سورية، في صدد محاولة «الوحدة العربية» التي خرج اقتراحها من الوزارة المصرية في دعوة وجهت إلى رئيس وزارة العراق وحده!

تكلمنا في أعداد سابقة من الزوبعة، وفي بعض أعداد سورية الجديدة، وفي بعض أعداد النهضة في بيروت، على المطامع المصرية في سورية وعلى نوع «العروبة» والوحدة العربية التي تبغيها.

وبما أنّ الدعوة إلى مؤتمر يدرس وسائل تحقيق «الوحدة العربية» خرجت من رئيس الوزارة المصرية، مصطفى نحاس باشا، فإننا نرى من المناسب جداً إيراد تصريح سابق لهذا السياسي المصري حين كان رئيس الحكومة الوفدية، سنة 1937، هو سابقة مفيدة جداً لإيضاح المرامي المصرية في سورية والأقطار العربية. ونحن ننقل هذا التصريح عن عدد جريدة «الكتلة الوطنية» الرسمية المسماة الإنشاء، الصادر في 24 يوليو/تموز 1937.

وتصريحه وارد في معرض رد على سؤال وجّهه إليه في مجلس النواب، النائب الدكتور محمد حسين هيكل بك عن قضية فلسطين وموقف مصر من «الوحدة العربية» والأقطار العربية المختلفة. وإليك القسم المتعلق بموقف مصر من الأقطار العربية:

»تحرص الحكومة المصرية كل الحرص على توطيد صلات الود والرخاء، وتبادل المنافع التي تربط مصر والشعوب العربية والشرقية الإسلامية وتعمل دائماً على إعلاء قدر مصر عندها ومكانتها بينها. وهي تتابع باهتمام كل ما يدور في مسرح السياسة الدولية من معاهدات ومحالفات واتجاهات وغيرها لتكون، إذا اقتضى الحال، على استعداد لإجراء ما تستلزمه مصلحة البلاد (أي مصر) في الوقت المناسب، ولكنها قبل أن تجري أي عمل إيجابي معيّن لا ترى من حسن السياسة ولا من المصلحة الإعراب عن مقاصدها في شأنه». انتهى كلام نحاس باشا».

وقد أعلن الدكتور هيكل في المجلس سحب استجوابه، مكتفياً بما قاله رئيس الوزراء»، أي أنّ هذا النائب وافق بدون تحفظ على النظرة السياسية التي أعلنها مصطفى نحاس باشا، بصفة كونه رئيس الحكومة المصرية، في التعبير عن خطة مصر واتجاهها في جميع المسائل التي تمس أو تتعلق بالأقطار العربية الأخرى. وهذه النظرة تتمركز في قول نحاس باش: «وتعمل (الحكومة المصرية) دائماً على إعلاء قدر مصر عندها (أي عند الأقطار العربية) ومكانتها بينها».

لا نعتقد أنّ إنساناً غير مغفّل يطّلع على تصريح نحاس باشا، وموافقة مجلس نواب مصر عليه، ولا يرى فيه نظرة مصرية خصوصية ترمي إلى خدمة المصالح المصرية قبل كل شيء. وقد ظهرت هذه السياسة المصرية، الطامعة في مصالح بعض أقطار العالم العربي، في الحملة الإذاعية التي سخّر لها الكتّاب الكبار والصحف الكبرى لتسهيل ضم فلسطين إلى مصر بانتزاعها من وحدة الوطن السوري ووحدة القومية السورية.

وفي السياسة المذكورة عودٌ إلى المطامع المصرية القديمة في فلسطين، التي جرت بسببها حروب دموية كبيرة بين سورية المدافعة عن اتحادها ومصر الطامعة في التهام الثلث الجنوبي من الوطن السوري الذي نجحت في ابتلاع القسم المتطرف منه نحو الجنوب الغربي، نعني شبه جزيرة سيناء، الذي اضطرت الدولة السورية الأيوبية للتخلي عنه بعد حروب ومعارك مع دولة المماليك الذين نشأوا في نعمة الملوك السوريين، في مصر.

وإذا اكتفينا بذكر الحرب العنيفة بين سورية ومصر، في عهد السلوقيين في سورية والبطليميين في مصر، كان لنا شاهد لا تدفع شهادته في إثبات المطامع المصرية في جنوب سورية واضطرار سورية لخوض الحروب العديدة دفاعاً عن حقها في وطنها وصيانةً لكليّته ووحدته.

عندما نضغ هذه السوابق وغيرها أمامنا ــــ ويجب أن نضعها أمامنا ــــ حين النظر في مشروع رئيس الحكومة المصرية، نتمكن من إدراك العوامل الخفية التي توضح لنا الأغراض الحقيقية التي ترمي إليها السياسة المصرية من وراء الدعوة إلى إنشاء «وحدة عربية»، براقة، خداعة للذين لا يدركون منشأ الأمور وعواقبها.

تجاه هذه الحقائق الراهنة كان من البديهي أن تتحقق نظرية الحزب السوري القومي الاجتماعي في مسألة العروبة والوحدة العربية. فبعد أن طبّلت الصحافة المصرية وزمّرت لدعوة نحاس باشا، وبعد أن ذاع خبر دعوة رئيس الوزارة المصرية رئيس الوزارة العراقية، نوري السعيد، لزيارة القاهرة ووضع أسس المشروع النهائية، على أثر المحادثات والمفاوضات التي قام بها في مصر وزير داخلية العراق، تحسين باشا العسكري، قبل منتصف شهر أبريل/نيسان الماضي، وردت أخبار أوائل مايو/أيار الصادرة عن بغداد معلنة أنّ زيارة نوري السعيد باشا لمصر يجب أن لا تكون موضع سوء فهم، وأنّ المفاوضات في القاهرة «خالية من مسألة الاتحاد في العمل السياسي، وأنها مقتصرة على التعاون الثقافي» كما ورد في برقية لشركة «ترانس أوسيان» بتاريخ 6 مايو/أيار الماضي.

ثم عقب هذا الخبر خبر آخر للشركة المذكورة، صادر عن أنقرة في 27 مايو/أيار، يعلن أنه سيجري توقيع «اتفاق ثقافي» بين العراق ومصر، بمناسبة زيارة رئيس الوزارة العراقية لمصر، وأنّ الاتفاق المذكور سيكون مفتوحاً للأقطار العربية الأخرى التي ترغب في الدخول فيه. ثم جاءت برقيات أخرى في صدر شهر يونيو/حزيران الماضي للشركة المذكورة آنفاً تحمل أنباء حبوط مشروع نحاس باشا، ورفض رئيس الوزارة العراقية زيارة القاهرة، وإعلانه رغبة العراق في الاتحاد مع سورية!

لم تقتصر حوادث مشروع نحاس باشا على ما تقدم فقد أدت هذه الخطوة إلى حصول مجار أخرى سياسية. ومن هذه المجاري ما أعلنه أمير شرق الأردن الهاشمي العروبي العربي، وخلاصته أنّ الشيء الأساسي الآن هو «إيجاد سورية الكبرى» قبل التفكير في أي اتحاد عربي!

تقول برقية «ترانس أوسيان» التي التقطت الخبر من بغداد في 6 مايو/أيار الماضي إنّ سورية الكبرى التي يقترحها الأمير عبد الله الحسيني الهاشمي تشمل الشام ولبنان وشرق الأردن والعراق (ولا ذكر لفلسطين في البرقية ولعله سهو ولكن يمكن أن يكون إخراج فلسطين من مشروع الأمير عبد الله مقصوداً، موافقة للسياسة البريطانية المؤيدة مطاليب اليهود وادعاءاتهم في فلسطين) ولكن البرقيات التالية تحذف العراق أيضاً من مشروع الأمير عبد الله ولا تذكر غير توحيد الشام ولبنان وشرق الأردن، بإغفال فلسطين.

مهما يكن من الاختلاف في أخبار مدى اتساع مشروع الأمير عبد الله أو ضيقه، فأشكاله جميعها تدل على أنّ هذا الأمير اضطر أخيراً لاعتناق نظرية الحزب السوري القومي الاجتماعي في المسائل القومية، مع إدخال أغراض إضافية عليها تقتضيها مطامعه في إيجاد عرش وراثي في سورية يتبوأه هو وذريته، ويكون معتمداً ليس فقط على مبادىء الوحدة السورية القومية التي نادى بها الحزب السوري القومي الاجتماعي، بل على سياسة بريطانية أيضاً في الدرجة الأولى، وعلى التودد لتركية في الدرجة الثانية!

إنّ مشروع نحاس قد حبط حبوطاً كلياً. لأن العراق، الذي فتحت باصرته الحركة القومية الاجتماعية في سورية شعر قبل فوات الأوان بالخطر الذي تتعرض له مصالحه في اتباع العروبة المصرية، أو السياسة المصرية الخاصة في المسائل العربية العامة، ولأن الرأي العام في سورية، المتنبه بحركة الحزب السوري القومي الاجتماعي، لم يشأ أن يرتمي في شباك دعوة مصر إلى مؤتمر «عربي» تكون نتيجته سيطرة سياسة مصر والمصالح المصرية، السياسية والاقتصادية في شؤون العالم العربي. ورأى الأمير عبد الله أنّ الوعي القومي في سورية كلها قد أصبح حقيقة لا يمكن الهرب منها، فأراد استغلاله لمطامعه الملكية وإكساب نفسه صفة «بطل» المناداة بإيجاد سورية الكبرى التي هي سورية الحزب السوري القومي الاجتماعي. وبرقية شركة «ترانس أوسينان» الصادرة عن أنقرة في 8 يونيو/حزيران الماضي تثبت أنّ الخطط «التي نادى بها الأمير عبد الله تتقدم باستمرار في أوساط الرأي العام»، أي أنها هي الخطط التي يريدها الشعب في سورية ويقبلها، حتى ولو نادى بها شخص مكروه من الشعب لتلوّنه وتقلّبه السياسي كالأمير عبد الله. أما مشروع نحاس باشا فقد كان حبوطه كلياً بعد زيارته الأخيرة التي تمت في يونيو/حزيران الماضي لفلسطين. فقد زار نحاس باشا فلسطين على أمل أن يلتقي هناك بنوري السعيد باشا. وبمناسبة زيارة الأمير عبد الله للقدس سرت إشاعات أنّ الثلاثة سيجتمعون أو يعقدون مؤتمراً هناك لبحث مشروع نحاس باشا. ولكن البرقية الواردة في 14 يونيو/حزيران حملت خبر عودة رئيس الوزارة المصرية إلى القاهرة من غير حدوث مقابلة بينه وبين رئيس وزارة العراق الذي كان أشيع أنه سيأتي إلى فلسطين في موعد زيارة رئيس الوزارة المصرية لمقابلته هناك.

كانت خاتمة حركات نحاس باشا في زيارته لفلسطين إذاعته نداء هناك يقول فيه «بضرورة العمل العربي الإسلامي المشترك». وتقول البرقية إنّ رسالة نحاس باشا اصطبغت بصبغة دينية شديدة، وإنه ختمها بقوله إنّ مصر ستهتم دائماً «لفائدة المسألة العربية الإسلامية»! ومهما يكن من أمر النعرة الدينية التي حاول نحاس باشا استغلالها في فلسطين لدعم المطامع المصرية هناك فلا نظن أنّ نداءة يغيّر النتيجة السلبية التي وصل إليها مشروعه. والفضل في ذلك يعود، بلا شك، إلى الوعي القومي الذي أوجده الحزب السوري القومي الاجتماعي في سورية الذي أجبر رجلاً عربياً ينادي بالعروبة ويلتفت دائماً إلى الصحراء، وطنه الأصلي، على القول إنّ وحدة سورية يجب أن تُقدّم على الوحدة العربية.

إنّ الشعور بإمكان دخول العراق في سورية الكبرى ليس جديداً، ويجوز بحثه، سواء أورد في ما أعلنه الأمير عبد الله الحسيني أم لم يرد. ولا ننسى أنّ فريقاً من السوريين المغتربين أذاع أثناء الحرب العالمية الماضية دعوة إلى إيجاد «الولايات السورية المتحدة» على أن يكون العراق إحدى هذه الولايات. أما الحزب السوري القومي الاجتماعي فقد أبدى هذه الإمكانية وحبّذها في مواقف عديدة منها تصريح للزعيم سنة 1936 حين سئل عن رأيه في العراق وصلته بسورية فقال: «إنّ العلاقات الإتنية والتاريخية بين سورية والعراق كانت قوية جداً في الماضي، ولم يحدث ما يضعفها في الحاضر. والعراق كان جزءاً من سورية الكبرى على العهد السلوقي. ولا مانع من إعادة هذه الوحدة في الوقت المناسب باقتناع الشعبين بوجوبها ولزومها». وفي سنة 1938 ثبّت الزعيم رأيه المذكور في خطابه في نادي همبلط في برلين قائلاً: «إنّ سياسة سورية القومية الاجتماعية تسعى لإزالة الصحراء الداخلية بين سورية الأم والعراق وتحويلها إلى مزارع وبساتين تسمح بإنشاء القرى والمدن وترابط العمران فيتم الاتحاد الاجتماعي، الذي إذا لم يسبقه الاتحاد السياسي، فلا غنى له عن اللحاق به. فيمكن حينئذٍ إنشاء سورية الكبرى أو «سوراقية»، إذا لم يكن بد من تحويرالإسم».

يرجّح أن لا يكون أمير شرق الأردن عرض للعراق ومسألة دخوله في سورية الكبرى، ولكن اقتراح نوري السعيد باشا إيجاد تقارب وتعاون بين سورية والعرق بدلاً من النظر في «وحدة عربية» مصطنعة ومقتصرة على بعض الأقطار العربية دون بعض، بالإضافة إلى مناداة الأمير عبد الله بسورية الكبرى أولاً، هو انتصار تام كامل لمبادىء الحزب السوري القومي الاجتماعي ونظرياته وخططه السياسية والاجتماعية على جميع المشاريع الاستغلالية باسم العروبة الدينية التي أراد رئيس وزارة مصر الاستناد إليها في الظاهر لجذب جنوب سورية إلى مصر، وفصلها عن وحدتها القومية والوطنية، ولبسط نفوذ مصر في ما أمكن من الأقطار العربية.


انظر :

بيانات ووثائق الحزب السوري القومي الإجتماعي

كلمات وخطب أنطون سعادة

مقالات أنطون سعادة:

أنطون سعادة: آمال الوطن

أنطون سعادة: الوطنية

أنطون سعادة: الوحدة السورية ومخاوف اللبنانيين

أنطون سعادة: غورو وسورية

أنطون سعادة: السوريون والاستقلال

أنطون سعادة: السوريون في عالم الاقتصاد

أنطون سعادة: الفاتح العربي الجديد

أنطون سعادة: القضية الوطنية .. الصهيونية وامتدادها

أنطون سعادة: سورية تجاه بلفور

أنطون سعادة: الجنسيات السورية واللبنانية والفلسطينية    

أنطون سعادة: بدء النهاية – ثورة الشرق

أنطون سعادة: نص كتاب استقالة أنطون سعادة : إلى «محفل نجمة سورية» 

أنطون سعادة: المناطق الأجنبية المستقلة في سورية.. سورية صين جديدة

أنطون سعادة: معرض التلوين الصوري

أنطون سعادة: ذكرى الهدنة

أنطون سعادة: موقف فرنسة من سورية .. الحدث الجديد

أنطون سعادة: عصران يتصارعان.. مبادىء أساسية في التربية القومية

أنطون سعادة: الصحافة السورية

1933 أنطون سعادة: المقالات الاقتصادية الأزمة الاقتصادية في بلادنا 
1933 أنطون سعادة: المقالات الاقتصادية أزمتنا الاقتصادية عوامل أخرى
1933 أنطون سعادة: بعث الأدب السوري
1933 أنطون سعادة: المقالات الاقتصادية المهاجرة وتأثيرها الاقتصادي
1936 نداء أنطون سعادة إلى القوميين بمناسبة الفتنة الدينية
1936 مذكرة الحزب السوري القومي إلى جمعية الأمم حول لواء إسكندرون 
1937 أنطون سعادة: شرق البحر السوري
1937 أنطون سعادة: البلاد السورية سيدافع عن سلامتها جيش سوري لا جيش تركي
1937 أنطون سعادة: السياسة الخارجية – العقبة بين سورية والمملكة العربية
1937 أنطون سعادة: السياسة الخارجية على المتوسط .. الخطر التركي
أنطون سعادة: السياسة الخارجية على حدود مصر
1943 أنطون سعادة: سورية الكبرى

انظر ايضاً:

أنطون سعادة: الغول الروسي مشروع السنين الخمس

أنطون سعادة: السوريون والاستقلال

أنطون سعادة: غورو وسورية

أنطون سعادة: الوحدة السورية ومخاوف اللبنانيين

أنطون سعادة: محافظة اللاذقية وحق المنتصر

 

المصدر
الزوبعة، بيونس آيرس، العدد 62 الصادر في الأول من تموز عام 1943م.



 أحداث التاريخ السوري بحسب السنوات


سورية 1900 سورية 1901 سورية 1902 سورية 1903 سورية 1904
سورية 1905 سورية 1906 سورية 1907 سورية 1908 سورية 1909
سورية 1910 سورية 1911 سورية 1912 سورية 1913 سورية 1914
سورية 1915 سورية 1916 سورية 1917 سورية 1918 سورية 1919
سورية 1920 سورية 1921 سورية 1922 سورية 1923 سورية 1924
سورية 1925 سورية 1926 سورية 1927 سورية 1928 سورية 1929
سورية 1930 سورية 1931 سورية 1932 سورية 1933 سورية 1934
سورية 1935 سورية 1936 سورية 1937 سورية 1938 سورية 1939
سورية 1940 سورية 1941 سورية 1942 سورية 1943 سورية 1944
سورية 1945 سورية 1946 سورية 1947 سورية 1948 سورية 1949
سورية 1950 سورية 1951 سورية 1952 سورية 1953 سورية 1954
سورية 1955 سورية 1956 سورية 1957 سورية 1958 سورية 1959
سورية 1960 سورية 1961 سورية 1962 سورية 1963 سورية 1964
سورية 1965 سورية 1966 سورية 1967 سورية 1968 سورية 1969
سورية 1970 سورية 1971 سورية 1972 سورية 1973 سورية 1974
سورية 1975 سورية 1976 سورية 1977 سورية 1978 سورية 1979
سورية 1980 سورية 1981 سورية 1982 سورية 1983 سورية 1984
سورية 1985 سورية 1986 سورية 1987 سورية 1988 سورية 1989
سورية 1990 سورية 1991 سورية 1992 سورية 1993 سورية 1994
سورية 1995 سورية 1996 سورية 1997 سورية 1998 سورية 1999
سورية2000

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى