التعليممحافظة حماة
التعليم في محافظة حماة
التعليم في محافظة حماة
كانت الكتاتيب هي الركيزة الأساسية للتعليم في محافظة حماة مثل بقية المحافظات، وتركز على تحفيظ القرآن الكريم ومبادئ القراءة والكتابة والخط. كانت هذه المؤسسات التقليدية تمثل النواة التي انطلقت منها بذور النهضة التعليمية.
وشهدت محافظة حماة من 1900 إلى 1946 انتقالاً جذرياً من أنماط التعليم التقليدية إلى تبني النظم التعليمية الحديثة، متأثرة بالتحولات السياسية والاجتماعية التي عصفت بالمنطقة، من أواخر العهد العثماني إلى فترة الانتداب الفرنسي وصولاً إلى فجر الاستقلال.
عصر الكتاتيب وما قبله
كانت الكتاتيب تمثل البيئة التعليمية الأولى للأطفال في حماة. كانت غرفة الكتاب عبارة عن حجرة كبيرة المساحة، تتسع لجلوس حوالي خمسين تلميذاً يجلسون على حصيرة على الأرض أمام الشيخ. يجلس الشيخ بدوره على دكة خشبية مرتفعة قليلاً تعلوها جلد خروف، وأمامه منضدة قليلة الارتفاع عليها أدوات الكتابة، وخلفه سبورة سوداء على الحائط.
ثم بدأ التعليم الحديث وظهور المدارس، وكانت المدارس الرشدية أولى المدارس النظامية الحديثة التي ظهرت في حماة. وتأسس مكتب الرشدية للبنين في حماة حوالي عام 1287 هـ (1870-1871م).
وفي عام 1885م، كان في لواء حماة 22 مدرسة ابتدائية ضمت 1250 تلميذاً، ومدرسة رشدية واحدة ضمت 40 تلميذاً. تشير هذه الأرقام إلى أن معظم مدارس حماة كانت لا تزال كتاتيب صغيرة، مع بداية ظهور المدارس النظامية الحديثة.
وشهد مطلع القرن العشرين تحولاً جذرياً في المشهد التعليمي بمدينة حماة، حيث بدأت المدارس الحديثة، التي تعتمد على مناهج منظمة وأنظمة إدارية متطورة، تحل تدريجياً محل الكتاتيب التقليدية.
إلى جانب المدارس الحكومية العثمانية، بدأت بعض المدارس الأهلية بالظهور في سوريا بدافع الغيرة على مستقبل اللغة العربية والقومية العربية، كاستجابة للسياسات العثمانية التي فرضت اللغة التركية. في حماة، بدأت تظهر مدارس خاصة مثل مدرسة عنوان النجاح التي أسسها مفتي حماة الشيخ سعيد النعسان.
مع بداية فترة الانتداب الفرنسي على سوريا ولبنان عام 1920، دخل التعليم في حماة مرحلة جديدة اتسمت بتحديات فرض الهيمنة الأجنبية وتوسع نطاق التعليم بمبادرات وطنية ومحلية.
شهدت حماة تضاعفاً في عدد المدارس وطلابها تقريباً خلال الفترة 1924-1938، من 1590 مدرسة إلى 2554 مدرسة، وعدد تلامذتها من 126,000 إلى 280,000 تلميذاً. من هؤلاء، 92,000 تلميذاً فقط كانوا يدرسون في المدارس الحكومية، و55,000 في المدارس الفرنسية “شبه الرسمية” التي كانت تحصل على معونات مكثفة من المفوضية السامية، بينما بلغ عدد تلاميذ المدارس الخاصة (الإسلامية والمسيحية) 120,000 تلميذاً. هذه الأرقام تظهر توسعاً كبيراً في التعليم، ولكنه يكشف أيضاً عن تنوع في أنواع المدارس والجهات الممولة لها.
من الأرشيف العثماني 1903- عريضة الأعيان والعلماء لإعادة تأهيل بناء ثانوية حماة
المراجع والهوامش:
(1). النهضة التعليمية والثقافية في حماة: من الكتاتيب إلى المدارس الحديثة (1900-1946)- https://hamahplus.net/
المحاكم والنظام القضائي في محافظة حماة
الصحف والمطبوعات في محافظة حماة