صحيفة فلسطين العدد الصادر في يوم السبت الثاني من كانون الأول عام 1933م.
عنوان الخبر:
الجامعة السوريين للسوريين فقط!
النص:
دمشق في 29 تشرين الثاني – لمراسل صحيفة فلسطين الخاص-
لقد كانت نتيجة الإضراب المتواصل الذي قام به طلاب الجامعة السورية في الأيام الأخيرة ومظاهراتهم الكثيرة ضد المعاهدة وموقعيها ثم طوافهم على بيوت النواب ومنازلهم لحملهم على عدم المصادقة على المعاهدة عندما تعرض عليها في المجلس.
أقول لقد كانت نتيجة هذه الأعمال أن قررت الجامعة السورية طرد كل تلميذ يتغيب عن حضور ولو درس واحد. وقد اتخذا هذا القرار لمدة شهر واحد ينتهي في 20 كانون أول القادم.
ان دروس الجامعة السورية ما كانت يوماً من الأيام إجبارية بل كان الأستاذ يحضر إلى دار الجامعة ويلقي درسه ولو على تلميذ واحد وينصرف.
وأما بعد صدور هذا القرار فإنك ترى طلاب الجامعة على اختلاف معاهدها ينساقون منذ الصباح الباكر إلى الجامعة خشية أن يتأخروا عن حضور بعض الدروس، ويتناولون مضمون ذلك القرار.
وقد كانوا يمضون الجانب الأكبر من يومهم من قبل في المقاهي يلعبون النرد والورق ويطالعون.
وهناك شائعة اتصلت بي أرى أن لابد من ذكرها هنا ليتدبر الطلاب وأولو أمرهم المسألة منذ الآن فقد علمت بأن الجامعة السورية تدرس في هذه الأيام مشروعاً وهي ترغب في تطبيقه في طليعة العام الدراسي المقبل.
وهذا المشروع يقضي بعدم قبول أي طالب يرغب بالانتماء إلى الجامعة السورية إذا لم يكن متجنساً بالجنسية السورية أو بعبارة أخرى، سوف تقتصر الجامعة في جميع فروعها على الطلبة السوريين وحدهم.
أما الطلبة الفلسطينيون واللبنانيون والعراقيون والمصريون وغيرهم من الطلاب “الأجانب” الموجودين حالياً فيها فسوف لا بسري عليهم هذا القرار بل يسمح لهم بمواصلة دروسهم إلى أن يحصلوا على شهاداتهم وبعدئذ يصبح طلاب الجامعة سوريين لا يشوبهم أي عنصر “أجنبي” مشاغب.
