مقالات
د.عادل عبدالسلام (لاش): كيف ضُم الجامعيون إلى نقابة المعلمين السورية
د. عادل عبدالسلام (لاش) – التاريخ السوري المعاصر
“نقابة المعلمين واحدة من المؤسسات المهمة التابعة لحزب البعث السوري، كانت تضم قبل عام 1970 كافة معلمي المراحل التعليمية ما قبل الجامعية. الأمر الذي كان يزعج السلطات الحاكمة. وتسعى لضم الجامعيين إليها.
وكانت آراء المعلمين وعلى رأسهم نقيبهم صديقي الأستاذ احمد حسن الخطيب، رافضة للفكرة، لكن رأي القيادات كان مغايراً، فبدأ الحزبيون في سنة 1970 باستقطاب الحياديين من أعضاء الهيئة التدريسية والتعليمية والحزبية فس الجامعة وشكلوا منهم مجموعات لانتخاب ممثلين لهم في مفاوضات الانضمام لنقابة المعلمين. وتمت الدعوة إلى اجتماع في مدرج جامعة دمشق الكبير، ترأسه وزير التعليم العالي الدكتور مصطفى حداد ورئيس نقابة المعلمين الأستاذ أحمد الخطيب، والدكتور أنيس كنجو مندوب القيادة الحزبية (أستاذ من كلية العلوم، علوي تسنن ؟؟؟
وأصبح- كما يشاع- خادماً في أحد جوامع المملكة العربية السعودية فيا بعد .. والله أعلم ؟؟) . وكان عدد الحضور من الأساتذة والمدرسين 181 فرداً. وبعد نقاش وتداول… طرح الوزير مسألة الانضمام على التصويت العلني، فنال صوتين، هما صوت رئيس قسم اللغة الإنكليزية موسى الخوري، وصوت جودت الركابي (كان محاضرا من ملاك وزارة التربيةً)، وعارضه 179 صوتاً. فصعق مصطفى حداد وأنيس كنجو، بينما علت وجه الخطيب ابتسامة وكنت أعرف موقفه المعارض لانضمانا….. لكن مصطفى لم ييأس وأعلن عن إجراء مشاورات ولقاءات أخرى للتوصل إلى اتفاق في هذا الشأن، وكأن نتيجة التصويت لم تكن كافية.
تمت دعوتنا إلى اجتماع ثان بعد أسبوعين، كان من أقصر الاجتماعات، إذ اقتصر على تلاوة محضر الاجتماع السابق، وفوجئ الجميع بموافقة القيادة على قبول انضمام الجامعيين إلى النقابة وترحيبها، بناءاً على التصويت الذي جرى قبل اسبوعين وكانت نتائجه( حسب مسخهم للحقيقة):
(صوتان فقط معارضان للانضمام، و179 صوتاً مؤيداً) .
أي أن القيادة عكست وبكل وقاحة وصفاقة واحتقار نتيجة التصويت تماماً. ختمت الجلسة وأصبحت الجامعة والجامعيون فرعاً من فروع نقابة المعلمين في سورية.
وأتساءل بسخرية مُرة: أليس في هذا الأسلوب الشمولي الإرهابي ما يقضي على الديموقراطية،؟؟ ويدفع بالديموقراطيات أن تعيد النظر في سلوكياتها و احترامها لحقوق البشر، فلقد تم اعتبار إشراف الشعب وخيرة أبنائه ذباباً، أو لاوجود لهم وتم إقصاؤهم أصلاً ؟؟؟. نتاج سياسة التجهيل التي استفحلت في المجتمع السوري منذ 1958، السنة التي أعتبرها سنة انتشار خلايا السرطان والجمرة الخبيثة التي فتكت بالثقافة والمعرفة والعلم والتربية و التعليم في سورية. التي لم يمض على استقلالها سوى عقد ونيف. إنها سنة الوحدة مع مصر، التي اعتبرت سورية (الإقليم الشمالي) مستعمرة لها”. وأكمل الحزب الحاكم مسيرتها المدمرة.
عادل عبد السلام لاش
