محافظة الرقةمقالات
حمصي فرحان الحمادة: التقويم الرقي عام 1931 .. سنة أم عظام
حمصي فرحان الحمادة – التاريخ السوري المعاصر
ماذا حدث سنة 1931
سميت هذه السنة سنة أم عظام عمّ القحط بسبب انحباس المطر في أرجاء منطقة الرقة كما باقي مناطق بلاد الشام.. فكثر الجوع والفقر وفنيت أكثر المواشي حيث انتثرت هياكلها العظمية في كل مكان. وبلغ الجوع بالناس مبلغاً دفعهم لأكل الجيف.
ولكثرة الهياكل العظمية للمواشي والحيوانات التي أكلتها الحيوانات الضارية سميت هذه السنة (سنة أم عظام).
وذكرت الموسوعة البريطانية أن تدفق نهر الفرات هبط لحد لم يبلغه أبداً، حيث بلغ تدفقه 411 متراً مكعباً في الثانية، وهذا النقص في التدفق أثر كثيراً على الزراعة والسقي.
وكانت سنة قهر لأهل منطقة الرقة فقام (عبيد آغا الكعكه جي) وفتح مخازن الطعام لديه وصنع للعامة الرز واللحم والقهوة المرة.
يتضح لنا من خلال تمجيد “عساف الجابر” لهذا الرجل، يقول:
عيب على النواب تأكل أشكال وألوان “عبيد كان نائباً لا يأكد دون عن جماعته”
وأهل العيال اليتامي ينظرون التوالي (والناس الفقراء ينتظرون الفضلات)
تليك النيابة لعبيد آغا الكعكه جي (النيابة تلائمه وهو يستحقها وتستحقه)
أبو وزنه خصيم الرجال (اسم ابنته وزنه وبها يكنى)
ويعتبره مثال يحتذى به لحصره على احترام أهله وأبناء بلدته حيث يقول:
يمشى بنص السوك جنو عبيد آغا
شامط خنجره خايف على ربعو من الضرابه
ياسيف يامشري من الجلابه
من يد عبيد آغا يحر صوابه
كما بادر الكثير من شيوخ العشائر والأغنياء لتقديم الطعام للفقراء والمحتاجين. ولشدة كرم الشيخ (مجحم بن مهيد) الذي كان يرسل المنادين لدعوة الناس لطعام العشاء سمي (المصوت بالعشا).
