البيان الانتخابي للمحامي نور الدين قسوات المرشح لانتخابات الجمعية التأسيسية عام 1949
نص البيان:
ما كان لي أن أرشح نفسي في شاطئ الخابور من الجزئرة ابنة سوريا البارة ودمشق الجبارة السمحاء، مستقلاً عن الأحزاب السياسية لولا أمر الله، وأنا على علم أن هذه المعركة سلاحها القوة المادية والحزبية، وما قصدي جر مغنم أو مغرم بل رضاء الله وخدمة الوطن، وقل أعملوا فسيرى الله عملكم..
إن التعاليم السماوية أنزلت تترى بعصور طويلة المدى إلى أن أكمل الدين، وأكمل الله نعمته على العالمين سنة الله قد خلت من قبل ولن تجد لسنة الله بديلا ولن تجد لسنته تحولا وهي حكمة بالغة يتمشى عليها العالم إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً.
قال تعالى: إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، مطلق الأقوام وأفراد البشر كما قال: يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله، والله هو الغني الحميد، ان يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديدن وكذلك قال الله تعالى: يا أيها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا ان أكرمكم عند الله أتقاكم، آيات بينات فأين تعارف المرأة بالرجل، وتفاهمها بل أين الألفة والرحمة وهما ركن الشعوب والمجتمع بل أين تفاهم الشعوب وتعارفها والعمل على السلم، فعلى العالم أن يرجع والإنسان إلى الله في جميع مذاهبه ومبادئه الموضوعة باجتهاده ويسخر هذه الحضارة المادية التي بلغ إليها العالم بعد الحربين العالميين لسعادة الإنسان والإنسانية، فنحن في عصر الراديو والتلفزيون والذرة ، عصر المادة والصراحة يجب علينا أن نعمل على السلم والتعارف والاخاء وتبادل المصالح والمنافع ضمن حدود الحرية والاستقلال.
وبعد إليك أيها القارئ، والناخب الكريم الأهداف العالمية والعامة والخاصة:
1- التعارف والتفاهم الفردي والحزبي والدولي والجماعي وإعلان حرية واستقلال الشعوب والاعتراف بها اعترافاً تاماً دائماً والتضامن والتعاهد وإزالة الاستعمار اللغوي والفعلي من القاموس والعرف الدولي فعلاً مع التعاون الصادق الذي لا ريب ولا خبث فيه.
2- احلال السلام محل الخصام، والحروب الحامية الوطيس والباردة بالطرق السياسية الناجعة والايجابية لا طمع فيها ونشر المبادئ العالية المتلائمة مع الحق والعدالة والحرية والمساواة والاخاء، والوقوف أمام كل اعتداء وايقافه قبل وقوعه، وعند الاقتضاء مقابلة الاعتداء بمثله.
3- تبادل المنافع والمصالح المادية والمعنوية واستغلال خيرات الأرض بالطرق العملية والنسبية المقابلة.
4- حرية الأديان وحرمتها والأماكن المقدسة والمحافظة على حالتها التي كانت عليها سابقاً، وعدم تدويلها أو تغيير أوضاعها فالدين يهذب الدولة.
5- وحدة الدين والدولة واتحاد الدول العربية الشامل ووحدتها ثم اتحاد الدول الإسلامية والشرقية من المغرب الأقصى إلى الشرق الأقصى.
6- اعداد العدة لتأمين القوة الارهابية لا العدوانية قال تعالي: “وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة، ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم..”.
وقال :”يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يقاتلوكم ولا تعتدوا ان الله لا يحب المعتدين”.
7- نشر العلم والثقافة والفضيلة وصون الاخلاق ووقار المرأة والرجل والعمل على تعارفهما بنشر الزواج وتسهيل أسبابه والقضاء على الجهل والفساد والرزيلة.
8- توحيد الكلمة ونشر اللغة العربية وجعلها دولية، ومنع اللغات غير الدولية والتكلم بها والقضاء على النعرات المختلفة والعنصرية والطائفية.
9- تبادل السكان عند الايجاب توزيع أراضي الدولة على ضعفاء الفلاحين والمزارعين العاملين وتنشيط العامل والصانع وتأمين الرخاء وجميع مرافق الحياة والعمل على ازدهار الجزيرة واعادة حضارة ما بين النهرين الأولى وحفظ حقوق ابنائها البررة المخلصين، وحماية الجميع من النفوذ الاقطاعي والاستغلال.
10- تأمين موارد الدولة والحزينة وحفظ حقوق بيت المال من الموارد الطبيعية ورؤوس الأموال الكبيرة والمتوسطة بفرض الرسوم النسبية.
11- قدسية القوانين وتنفيذها، اطاعة أولي الأمر وتوجيه المسؤوليات السياسية والحرية والادارية وحرمة الجيش وعدم تدخله في السياسة وابعاد العناصر الهدامة واقصاء الارهابيين واصلاح الجهاز الحكومي وتطهيره من الرؤوس الفاسدة مع اعادة النظر في الملاكات والتصنيف واعادة المنسقين والمغبونين المعوزين وتأمين حرية النشر والصحافة ضمن حدود الآداب العامة والأنظمة المرعية الاجراء لنعلم أن سياستنا تسير بخطى بطيئة إلى الوراء وأنا نلعب باحجار الشطرنج تارة وبكرة البلياردو أخرى ونبعث الفتن والظلم والفساد والله لا يحب المفسدين الظالمين.
ولا يزال أمامنا بريق من الآمل فإن أضعنا الفرص تفاقم الخطر وعندئذ لابد من حدوث أعجوبة بين الدول لتلافي الحرب المدمرة.
والله اسأل التوفيق وبه استعين.
المرشح عن الحسكة
المحامي نور الدين قسوات
