You dont have javascript enabled! Please enable it!
مقالات

إياد محفوظ: سينما الفردوس في حلب

من كتاب حكايات الجميلية

إياد محفوظ – التاريخ السوري المعاصر

سينما الفردوس في حلب – لمحة تاريخيّة

عرفت مدينة حلب (السيمنا)(1) منذ عام (1908)، وتشير الأخبار والمعلومات المتوافرة إلى أنّ أوّل مكان عُرض فيه فيلم سينمائي صامت كان في مقهى الناعورة الذي احتضتنه شطراً من الزمن منطقة بستان الكتّاب، وعلى وجه التحديد يقع مكانه بالقرب من جسر الناعورة (تقاطع شارع القدسي مع شارع بارون)، بالقرب من متحف حلب الوطني.

وقد تهافت أهالي المدينة على اكتشاف هذا الوافد الجديد والفرجة عليه، لا سيما أنّ رسم الدخول كان زهيداً نوعاً ما حيث بلغت قيمة البطاقة الواحدة (قرشين ونصف)(2) فقط، في حين تجاوزت أجرة مشاهدة بعض المسرحيات في الفترة نفسها خمسة عشر قرشاً.

بعد ذلك نُصبت شاشة لعرض الأفلام السينمائية في مقهى الشهبندر الشهير الكائن في حارة متفرعة عن شارع بارون، كما أنشئت واحدة أخرى في منطقة باب الفرج عام (1914)، حملت اسم سينما “الكوزمو غراف”.

شارع بارون بحلب والذي يوجد فيه عدد من دور السينما

في عام (1917) افتتحت سينما (الشرقي) بإدارة السيد ميشيل مريش، في منطقة باب الفرج أيضاً، التي صار اسمها لاحقاً سينما (العباسية)، وتعدّ سينما (الشرقي) أوّل سينما تعرض أفلاماً ناطقة في حلب.

دور العرض السينمائي في الجميليّة

تتالى لاحقاً افتتاح دور العرض السينمائية في وسط المدينة التجاري، وفي أحياء حلبية أخرى أيضاً، وكان لحي الجميليّة نصيب معقول منها، حيث افتتحت بالمحلة في أوقات مختلفة ثلاث قاعات لعرض الأفلام السينمائيّة.

ما يثير الانتباه أنّ الدور المستحدثة في حي الجميليّة لم تكن منتمية إلى صالات الصف الأول في المدينة، حيث كانت مختصّة في تقديم العروض الثانية للأفلام السينمائية الجديدة وربما الثالثة في بعض الأحيان، أو تلجأ إلى عرض الأفلام السينمائيّة القديمة لا سيما الناجحة منها.

تقع الدار الأولى واسمها سينما (الجمهورية) بجوار مقهى الجمهوريّة، حيث احتلّ مقرّاهما جزءاً من الطابق الأرضي، في بناية تابعة لمديرية الأوقاف، التي كانت موجودة في أطراف حي الجميليّة بالقرب من مبنى البريد والبرق والهاتف، وتحديداً في الجهة الجنوبية من ساحة سعد الله الجابري، وذلك قبل هدمها وإزالتها بغية توسيع الميدان في منتصف السبعينيّات من القرن العشرين، ونشير إلى أنّها تأسّست أصلاً تحت اسم سينما (دنيا)، وقد اشتهرت باستقدام فرق الاستعراضات الفنية الراقصة من مصر، كما قدّم على خشبة مسرحها الفنان سعد الدين بقدونس عدداً من (مسرحياته)(3).

أمّا الدار الثانية فقد أطلق عليها اسم سينما (فريال)، حيث أسّست في إحدى البنايات التابعة أيضاً لمديرية الأوقاف التي تم تشييدها في شارع القوتلي بالقرب من جامع الصديق في فترة الخمسينيّات من القرن الفائت، وقد اختصّت تلك السينما بتقديم الأفلام العربية الرومانسيّة، والاجتماعيّة (عرض ثانٍ) لاسيما أفلام الفنان القدير الموسيقار فريد الأطرش، والعندليب الأسمر المطرب عبد الحليم حافظ، على أنّها تحولت في السبعينيّات من القرن الماضي إلى مسرح ومقر لنقابة الفنانين في حلب، وما زالت تحمل هذه الصفة حتى يومنا هذا.

الدار الثالثة هي سينما (الفردوس)، وسنتوقف عند هذه الصالة بالعرض والتحليل، وبنوع من التفصيل بغية ملامسة دور تلك الأماكن في سيرورة جانب من ملامح الحياة الاجتماعية في حي الجميليّة.

سينما الفردوس

افتتح السيد سعد الدين جبل (أبو أحمد) في بداية الخمسينيّأت من القرن الماضي صالة سينما جديدة في حي الجميليّة، وأطلق عليها اسم سينما الفردوس.

موقع سينما الفردوس

هذا وقد احتضن أحد المباني القديمة الكائن في وسط شارع إسكندرون هذه السينما، وقد اخترتُ هذه الدار دون سواها من دور العرض الأخرى للغوص في بعض تفاصيلها لما تمتلك من ذكريات فتية لدى أجيال عدّة من شباب حي الجميليّة.

موقع سينما الفردوس

في منتصف الاتجاه النازل من تقاطع شارع إسكندرون مع شارع البحتري صوب شارع القوتلي، وقبل أن تنعطف يساراً بأمتار قليلة إلى شارع الفارابي تطالعك عبّارة صغيرة في الواجهة الشرقية لبناية الضالع، ما إن تتخطى بوابتها حتى يقابلك على اليمين لوحة كبيرة تتزاحم على واجهتها إعلانات الأفلام، في حين ينتصب المدخل الرئيس للسينما في الطرف الأيسر من العبّارة، الذي لا تتجاوز مساحته عدّة أمتار مربعة، حيث يحتل شباك قطع التذاكر في صدر المدخل بجوار غرفة الإدارة، في حين تتوزع على جدرانه الأخرى “أفيشات” الأفلام التي يغلب على بعضها الهرم، إذ نادراً ما يتم تغييرها، ومن خلال باب صغير على يمين المدخل يعبر الزبائن إلى صالة البهجة والفرجة، حيث يواجهك إلى اليسار ممر عرضي يفصل القاعة إلى جزئين، يوجد في نهايته الحمامات، يشغل الجزء الأكبر من الصالة القسم الموجود على يمين الممر، حيث تتربع شاشة العرض في نهايته، وتتوزع فيه على نحو عشوائي المقاعد الخشبية الطويلة التي يميل شكلها في صورتها العامة إلى رحلات جلوس الطلاب في الصفوف المدرسية، بينما ينتشر هنا وهناك بعض الكراسي الخيزران المستقلة، في حين يوجد على يسار الممر جزء صغير مرتفع نسبياً، تسترخي فوقه بعض المقاعد الثابتة، وهو مخصّص للعائلات، ويوجد في طرفه الأيمن درج صغير يفضي إلى منصة “اللوج” المؤلفة من صفين من المقاعد الثابتة أيضاً، وخلفها تستقر غرفة الإسقاط التي أشرف عليها فترة طويلة من الزمن السيد عبد الفتاح، وهو بالمصادفة يشبه كثيراً الممثل المصري عبد المنعم إبراهيم.

كما يوجد في أعلى ضلع الصالة الأيسر عدد من المراوح لتنقية الهواء المشبع بدخان السجائر، بينما تنتصب في الجهة المقابلة ثلاث بوابات، مخصّصة لخروج الرواد من السينما إزاء انتهاء عرض الفيلم، وهي مفتوحة مباشرة على العبارة الخارجية.

إنّ سينما الفردوس لم تعدّ في يوم من الأيام ضمن قائمة القاعات الباذخة، التي تأسّست في تلك الفترة لا سيما دور العرض المنتشرة في شوارع وسط المدينة التجاري وحاراته، فضلاً عن أنّها لم تكن مختصّة بعرض الأفلام الحديثة، بل كانت تهوى تقديم وجبات دسْمة من الأفلام الأجنبية والعربية القديمة، ذات الطابع القتالي والحركي (أفلام الأكشن)، والبطولات الخارقة، مثل أفلام (ماشستي، وهرقل، وفانتوماس، وفاندام، وما شابهها، إضافة إلى أفلام الثلاثي الشهير فريد شوقي ومحمود المليجي وتوفيق الدقن، وأفلام المبدع إسماعيل ياسين)، حيث كانت تأخذ بألباب جمهورها العريض من الناشئة من مختلف الشرائح الاجتماعيّة التي قطنت محلة الجميليّة.

كما نشير إلى أنّ سعر بطاقة الدخول كان يعدّ متواضعاً قياساً بسعر بطاقات الدور السينمائية الأخرى، إذ لم يتجاوز ثمنها آنذاك ربع ليرة سورية، في حين بلغ سعر تذكرة الجلوس في قسم العائلات، أو في منطقة “اللوج” العلوية خمساً وثلاثين قرشاً سورياً.

تمتاز سينما الفردوس عن سواها من القاعات السينمائيّة الأخرى بجملة من الخصائص الطريفة والمغرية التي تتيح لها جذب أكبر عدد من المتفرجين، حيث تنفرد مع سينما الزهراء في تبديل الفيلم المعروض صباح يوم الأحد من كل أسبوع، بدلاً من تغييره يوم الأثنين كما هو متبع في سينمايات حلب الأخرى جميعها، إضافة إلى أنّ إدارة السينما حدّدت حفلة الساعة الثالثة في أيام السبت والأثنين والأربعاء من كل أسبوع، لإقامة سحب يانصيب على أرقام بطاقات الدخول، وقد استطاعت هذه الجوائز من رسم ابتسامة عريضة على وجوه الفائزين على الرغم من أنّها لم تكن سوى أعطيات متواضعة، مثل كأس، أو صحن من البلاستيك، وفي أحسن الأحوال كانت توزع ضمن الجوائز بضع بطاقات دخول مجانية، ومع كل ظهور رقم فائز جديد كان الشخص الذي يجري عملية سحب البطاقات الرابحة يصيح هاتفاً بنبرة ممطوطة: “طِلعْلو طِلعْلو.. طِلعْلو”. فيضج الحاضرون بالتصفيق وهم يردّدون العبارة نفسها، فيعلو الهرج والمرج العفوي في فضاء الصالة، وقد جرت العادة أن يستلم الفائزون هداياهم بعد انتهاء العرض من غرفة الإدارة الموجودة في مدخل السينما.

وبما أنّ أجهزة تشغيل الأفلام في سينما الفردوس من النوع البدائي والقديم فإنّه من الطبيعي أن تغيب الصورة، أو يختفي الصوت على نحو مفاجئ غير مرّة في أثناء عرض الفيلم، فيهبّ المتفرجون ويبادرون إلى إطلاق عبارة (بلّورة يا جوز العورة)(3) عندما تغيب الصورة، وعبارة (راديو) حين اختفاء الصوت، وفي حقيقة الأمر يلجأ معظم مرتادي قاعات السينما في حلب إلى إطلاق مثل تلك العبارات الظريفة عند حصول طارئ مفاجئ خلال عرض الأفلام فيها، ولا يسعنا أن نستثني إمكانية حدوث مثل هذا السلوك العفوي من روّاد دور العرض السينمائية الراقية، بما فيها الحفلات المخصّصة للعائلات.

من الأمور الطريفة الأخرى تلك المدفأة الكبيرة التي كانت تشغل حيزاً مهماً يمين قاعة السينما، حيث اعتادت أن تزهو بوهجها السحري في أيام شتاء حلب الباردة، وقد ساد العرف أن يتم تسليم المقاعد المجاورة لها من زبون إلى آخر إثر دفع فروغ مقداره فرنك سوري واحد.

شارع إسكندرون بحي الجميلية حيث موقع سينما الفردوس

يقال إنّه في إحدى ليالي حلب الشتوية القاسية، نخرت شدة البرد عظام رواد السينما فتصاعد الشغب في الصالة إثر توقف المدفأة اليتيمة عن نشر دفئها، ولئلا يتفاقم الأمر تدخل صاحب السينما حيث ألقى على الحضور خطبة عصماء، جوهرها أنّه ليس باليد حيلة، فكمية الحطب المخصّصة لتشغيل المدفأة في هذا اليوم قد نفدت (الكمية عبارة عن حطبتين كبيرتين)، ووعدهم بالمزيد في الأيام التالية، فانحسر آنذاك سخط الجمهور وغضبهم، وانقلبوا إلى متابعة أحداث الفيلم، حيث سادت الهدأة في الصالة تدريجياً، جرى كل ذلك بينما كان الشريط السينمائي مستمراً بالدوران على نحو طبيعي غير عابئ بالهرج والمرج المتناثر حوله.

إضافة إلى أنّ كثيراً من الرواد يصطحبون معهم شيئاً من الطعام، أو كيساً زاخراً بأنواع (التخليطة)(4)، أو البزورات، كان هذا السلوك أمراً مألوفاً في أجواء هذه السينما، فضلاً عن إمكانية التمتع بارتشاف كوب من الشاي أو الميلو، أو تناول فنجان من القهوة المغلية الطازجة مقابل فرنك أو فرنكين على أحسن تقدير، وفي أيام الصيف الحارة درجت العادة أن تسطو على المشهد (كازوزة الستيم)(5) الشهيرة لا سيما الممهورة منها باللون الأحمر.

في نهاية المطاف يسعنا القول: إنّ سينما الفردوس كانت أشبه بمقهى شعبي فريد، تتزاحم فيه أشكال الخيال والعبث والمتعة جميعها.

في السبعينيّات من القرن الماضي انحسرت الأضواء عنها، وتلاشى بهاؤها حين توقفت عن أداء واجبها الاجتماعي والترفيهي إثر إغلاق أبوابها، حيث تناثر روادها على المقاهي وأماكن اللهو الأخرى، وعلى إثر ذلك تحول مقرها إلى مخازن تجاريّة، وورشات لصناعة المفروشات، والأثاث المنزلي.

على أنّه من الجدير ذكره أنّ سينما الفردوس حين أنشئت في عام (1952)، كانت تتمتع بمواصفات السينمايات المحترمة، من حيث مستوى الرواد، والمعدات الفنية الجديدة، والأفلام الحديثة المتوافرة على نحو دائم، وتوقيت الحفلات المنتظمة، والمقاعد الثابتة المريحة، وتوافر أسباب النظافة، ونشير إلى أنّ العرض الصباحي كان مقتصراً على الجنس اللطيف، في حين يسمح للعموم حضور حفلتي الساعة الثالثة عصراً والسادسة مساءً، بينما خصّصت حفلة الساعة التاسعة ليلاً لرواد السينما من العائلات، الذين كانوا يعودون إلى منازلهم في الحي سيراً على الأقدام إثر خروجهم من صالة السينما في منتصف الليل تقريباً وهم يتبادلون عبارات الود والمجاملة وقد غمرت صدورهم المتعة والبهجة، في زمن كان فيه أهالي المحلة يشكلون أسرة كبيرة، لكن يبدو أنّ علّة الإهمال طالت سينما الفردوس، لا سيما منذ أن قرّرت إدارتها عرض الأفلام على نحو مستمر في بداية الستينيّات من القرن الماضي، فانتهت أحوالها إلى الشكل الذي عرضناه في هذه الفقرة.

إضافة في محلها

حدثني الصديق علاء معرستاوي عن حادثة جرت معه في ستينيّات القرن الماضي إثر مرافقة ابن جيرانه إلى صالة سينما الفردوس دون حصوله على موافقة والدته ومباركتها.

أثمرت تلك المغامرة عن فوز الفتى علاء ذي الإثني عشر عاماً بإحدى الجوائز التي وزّعت في تلك الحفلة، وهي عبارة عن قارورة عطر كبيرة، أدخلت السرور إلى نفسه، وجعلته يحلّق في عليين.

ما إن انتهى عرض الفيلم حتى انقلب علاء على جناح السرعة إلى منزل أسرته، وقد غمرت صدره ألوان الفرح والسعادة، على أنّه تلقى علقة ساخنة من والدته جرّاء وقوع بصرها على القارورة الغامضة، قوامها أربع لطمات قاسية، هبطت على وجنتيه كصواعق متزاحمة، وقد تزامنت مع انهمال عبارات التأنيب والتوبيخ على عقله الذاهل، فوالدته “رأسها وألف سيف” لم تصدق روايته، فسعر هذا العطر في تلك الفترة لا يقل عن ليرتين سوريتين بالتمام والكمال، وهو مبلغ يعدّ كبيراً حيال إمكانات شاب يافع في عمر صديقنا علاء.

استمرت نوبة الغضب مهيمنة على أجواء المنزل، ولم تتبدّد إلّا بعد أن اصطحبته والدته إلى سينما الفردوس، وتحقّقت من الأمر بنفسها، فتحرّرت آنذاك من شكوكها إزاء خوفها من أن يكون صغيرها قد ارتكب حماقة رعناء، أو طيش أخرق، بينما ارتدّت القارورة على إثرها إلى أحضان علاء، حيث رافقته ردحاً طويلاً من الزمن دون أن تعلن إفلاسها.

1- السيمنا: وهي السينما: من الفرنسيّة، آلة الصور المتحركة ومجازاً: مكان عرض الأفلام وضع لها بعضهم: خيال الظل، ووضع لها المجمع الثاني المصري: الخَيَالَة، واستمرت كلمة السينما العالميّة السائدة وجمعوها على السينمات، والسينمايات، وبلغ عدد السينمات في حلب سنة (1960) عشرين.

انظر موسوعة حلب (المقارنة)، تأليف خير الدين الأسدي، وتحقيق محمد كمال، المجلد الرابع، الصفحة (437).

وتغيير موضعي الحرفين الميم والنون، يسمى القلب المكاني، وهو من سمات لهجة أهل حلب.

انظر كتاب الظواهر اللغوية الكبرى في العربية، تأليف الدكتور عبد الرحمن دركزللي، لهجة حلب، الصفحة (24).

2- القرش: من التركيّة: غروش، وحدة النقد التركي، يعدل (40) بارة، أو يعدل الواحد من المائة من الليرة العثمانيّة، ويجمع القرش على القروش.

انظر موسوعة حلب (المقارنة)، تأليف خير الدين الأسدي، وتحقيق محمد كمال، المجلد السادس، الصفحة (173).

3- مسرحيات سعد الدين بقدونس: من خلال المعلومات الواردة في الإعلان الذي نشره الفنان الحلبي غسان دهبي على صفحته في “الفيس بوك” بوسعنا رسم صورة تحاكي معالم تلك الفترة الفنية، التي كانت غنية بالنشاطات والعروض المسرحية: فرقة المسرح الحر تقدم على مسرح سينما دنيا اعتباراً من يوم الأثنين (21/02/1955) الكوميدي السوري الأستاذ سعد الدين بقدونس في ابتكارات جديدة في الفن المسرحي، وروايات مبتكرة ووجوه جديدة، تبدأ مع حفلة خاصة للسيدات كل يوم الساعة العاشرة صباحاً، أمّا أوقات العرض للعموم: الحفلة الأولى الساعة الثانية والنصف، والحفلة الثانية الساعة السادسة، والحفلة الأخيرة الساعة التاسعة والربع. يشترك في تقديم العروض المسرحية: الثنائي ليلى ورامز، الممثلة القديرة الشقراء عائدة، المطربة البلدية الشادية ليلى رمزي، الممثلة الصغيرة الناشئة المنلوجست فتنة، المنلوجست رامز أبو الظهر، المنلوجست الموهوبة سحر رمزي، الممثلون محمد حمدي، موسى العسكر ماوي، علي الرواس، عدنان بركات، محمد خير، فائز علاء الدين. إضافة إلى عرض الفيلم الفكاهي الغنائي الراقص ياحلاة الحب، تمثيل محمد فوزي – نعيمة عاكف – سليمان نجيب.

4- بلّورة يا جوز العورة: وأصلها امسح البلّورة يا جوز العورة، أساس هذه العبارة جاء من السنوات الأولى لعرض الأفلام السينمائيّة في حلب في زمن لم تكن فيه الكهرباء موجودة ولا حتى معروفة، حيث كانت العدسة تتلقى نور المصباح الغازي فقط. وعليه يبادر عامل آلة الإسقاط إلى مسح البلّورة كلما تكاثف هباب الفحم الغازي على العدسة لئلا تتشوه الصورة. وفي بعض الأحيان يتلكأ العامل أو ينشغل عن مسحها، فتتعكر الصورة قليلاً، فيصيح المتفرجون لا سيما الرجال منهم: امسح البلّورة يا جوز العورة، كيلا يسهو الموظف عن مسحها مرة أخرى.

5-التخليطة: أو التشكيلة، أو النقل.

التشكيلة: من العربية، التشكيلة: اسم الواحدة من تشكيلة الشيء، تنويع أشكاله، وأطلقوها أهل حلب في المملحات على المنوعة.

النقل: من العربية، النَقل: ما يتنقّل به على الشراب، من فستق وتفّاح ونحوهما، وقد يضم النُقل، والجمع نْقول، ونْقولات.

وفي الفارسية: نُقل: الفواكه المجففة.

ومن تهكمات أهل حلب: كمل النقل بالزعرور.

6-كازوز ستيم: أو كازوز خزنة (نسبة إلى أسرة خزنة المعروفة في حلب، وهم أصحاب الامتياز)، وهو معبأ في حلب، وبطعم التوت ويتمتع بمذاق لذيذ، نشأت عليه أجيال متعاقبة من أهالي حلب، وإلى وقت قريب كانوا يفضلونه على سواه من أنواع المشروبات الغازيّة المستوردة.

المصدر
محفوظ (إياد)، حكايات الجميلية



 أحداث التاريخ السوري بحسب السنوات


سورية 1900 سورية 1901 سورية 1902 سورية 1903 سورية 1904
سورية 1905 سورية 1906 سورية 1907 سورية 1908 سورية 1909
سورية 1910 سورية 1911 سورية 1912 سورية 1913 سورية 1914
سورية 1915 سورية 1916 سورية 1917 سورية 1918 سورية 1919
سورية 1920 سورية 1921 سورية 1922 سورية 1923 سورية 1924
سورية 1925 سورية 1926 سورية 1927 سورية 1928 سورية 1929
سورية 1930 سورية 1931 سورية 1932 سورية 1933 سورية 1934
سورية 1935 سورية 1936 سورية 1937 سورية 1938 سورية 1939
سورية 1940 سورية 1941 سورية 1942 سورية 1943 سورية 1944
سورية 1945 سورية 1946 سورية 1947 سورية 1948 سورية 1949
سورية 1950 سورية 1951 سورية 1952 سورية 1953 سورية 1954
سورية 1955 سورية 1956 سورية 1957 سورية 1958 سورية 1959
سورية 1960 سورية 1961 سورية 1962 سورية 1963 سورية 1964
سورية 1965 سورية 1966 سورية 1967 سورية 1968 سورية 1969
سورية 1970 سورية 1971 سورية 1972 سورية 1973 سورية 1974
سورية 1975 سورية 1976 سورية 1977 سورية 1978 سورية 1979
سورية 1980 سورية 1981 سورية 1982 سورية 1983 سورية 1984
سورية 1985 سورية 1986 سورية 1987 سورية 1988 سورية 1989
سورية 1990 سورية 1991 سورية 1992 سورية 1993 سورية 1994
سورية 1995 سورية 1996 سورية 1997 سورية 1998 سورية 1999
سورية2000

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى