مقالات
عمرو الملاّح: قبل مئةٍ وخمسة عشر عاماً… غرفة تجارة وزراعة وصناعة حلب تنتخب إدارتها
عمرو الملاّح – التاريخ السّوري المعاصر
أوردت صحيفة “البشير” البيروتية في عدد لها صادر في ربيع العام 1905 نقلاً عن “فرات” الجريدة الرسمية لولاية حلب الخبر التالي بشأن الانتخابات التي جرت في حلب لاختيار مجلس إدارة جديد لغرفة التجارة والزراعة والصناعة:
“إن حضره عطوفة والينا العالي [كاظم بك] اهتم بأمر الفلاحة والزراعة والتجارة والصنائع العائدة بالنفع العظيم على الثروة العامة في الولاية فلم يرض بإبقائها على حالتها الطبيعية مع ما عليه موقع ولايتنا وتربتها من القابلية والاستعداد فأراد أن يتذرع بالوسائل الآيلة إلى تقدمها واتساع نطاقها بأسرع وقت فدعا عدداً من اشراف حلب ووجهائها ومعتبري تجارها وألقى عليهم الوصايا اللازمة واستنهض هممهم للحصول على المقصد الخيري بحيث ينتخبون هيئة غرف للتجارة والزراعة والصناعة من ذوات عرفوا بالكفاءة والوقوف.
فبناء على هذا اجتمع الذوات المومأ إليهم وانتخبوا لأجل الغرفة الذكورة اثني عشر رجلاً وعرضوا انتخابهم بموجب مضبطة ثم اجتمع الذوات المنتخبون المومأ إليهم تحت رئاسة حضرة ملاذ الولاية السامي فاختير وانتخب رئيساً أول عزتلو صالح آغا كتخدا زاده من اشراف حلب ورئيساً ثانياً رفعتلو نعمان أفندي سكياس زاده من معتبري التجار ومشاوراً أول الحاج بكر أفندي حاجي كامل زاده من معتبري التجار ومشاوراً ثانياً فتح الله أفندي حداد زاده من معتبري التجار وتم بعد ذلك انتخاب الأعضاء.”
وأما أعضاء مجلس إدارة غرفة التجارة والزراعة والصناعة لولاية حلب، الذين جرى انتخابهم فهم بحسب ترتيب ملحق (تصحيح وعلاوه) “سالنامة ولاية حلب” للعام 1323 هـ/ 1905 م الأفندية (افنديلر):
ملاح زاده سعادتلو مرعي؛ جابري زاده فضيلتلو حاجي مرات (الحاج مراد)؛ أبري زاده عزتلو بشير؛ عبديني زاده عزتلو جرجي.
بالإضافة إلى تعيين كل من:
الوكيل القضائي للخزينة رفعتلو ضيا بك؛ والأفندية هنانو زاده رفعتلو أحمد؛ وحاجي مرات زاده (الحاج مراد) حاجي صالح؛ سالم زاده اسكندر.
يُذكر أن غرفة تجارة حلب تعد من أعرق غرف التجارة في الشرق الأوسط والعالم العربي فقد أنشئت في العام 1303 هـ/ 1885 م بعد إحداث غرفة تجارة اسطنبول بعامين، وذلك بموجب نظام غرف التجارة الذي أصدرته الدولة العثمانية فـي العام 1297 هـ/ 1880 م، ثم تلتها غرفة تجارة دمشق في العام 1308 هـ/ 1890 م.
وقد تميزت الغرفة بتخصصها في إنماء القطاعات الاقتصادية المختلفة في ولاية حلب العثمانية. ووقعت على عاتقها المسؤولية الكبرى في إنماء الولاية، وإدخال الإصلاحات الضرورية للزراعة، والبحث ودراسة الوسائل الخاصة بالتقدم العام للتجارة في الولاية، وبعث التقارير الخطية بذلك إلى الوالي، وجمع المعلومات المتعلقة بالاستيراد والتصدير والزراعة في الولاية، والإشراف على الجهود المبذولة لتقدم الزراعة والتجارة. ودلت تلك الواجبات على سعي الدولة إلى تحقيق تنمية مستدامة بما تعلق بالقطاعات الاقتصادية في الأطراف، تكون مبنية على تحريات ودراسات معمّقة ومعطيات ثابتة وواضحة.
تعريفات:
– “زادة”: لاحقة من التركية عن الفارسية، كانت تُضاف في آخر أسماء الأسر، لتدل على معنى “الابن” أو “السليل” أو “الذرية”. وكانت كثيرة الورود في أسماء الأسر ذات النفوذ والمكانة في العهد العثماني، وتقابلها بالعربية “من بني” أو “من آل”.
– “سعادتلو” و”فضيلتلو” و”عزتلو” و”رفعتلو” الواردة أعلاه، وقد رتبت هنا بحسب تسلسل أهميتها من الأعلى إلى الأدنى ضمن سياق هذا المنشور، هي أنساق من النعوت أو ألفاظ التخاطب الرسمية المستخدمة في نظام التشريفات العثمانية، وعادة ما كانت ترد قبل ذكر أسماء الحائزين على الرتب في الهرمية العثمانية من ملكية وقلمية (مدنية/ سياسية)، وعلمية (دينية)، وسيفية (عسكرية)، وتتفاوت أهميتها بتفاوت ترتيبها ضمن أنساق المراتب في الهرمية العثمانية.
اقرأ :