شهادات ومذكرات
من مذكرات أكرم الحوراني – إيطاليا تهاجم الحبشة عام 1935
من مذكرات أكرم الحوراني (48/1)
من مذكرات أكرم الحوراني- الجزء الأول 48 – إيطاليا تهاجم الحبشة:
كان من أهم الأحداث المؤثرة في أواخر عام 1935 غزو موسوليني للحبشة، ولا أزال أذكر أن الجمهوري كان يتتبع أخبار ذلك الغزو يوماً فيوماً باهتمام كبير وحماسة شديدة للأحباش لا تقل عن حماستهم لقضاياهم، فكنا نرى الخرائط في الأيدي والناس يتتبعون أنباء مقاومة الأحباش للغزو الإيطالي، حتى أصبح الجمهوري على معرفة تامة بجغرافية الحبشة وأسماء زعماء قبائلها وظروفها، وكانت الصحف تؤيد هذا الاتجاه وتذكر العرب بأن للأحباش عليهم ديناً عندما ناصروا النبي العربي ضد أعدائه “وقد أن الأوان لرد هذا الجميل”.
كان وراء هذه الظاهرة المميزة والصحيحة، عاملان:
أولاً- فظائع الطلاينة في طرابلس الغرب وليبيا واعدامهم الشهيد عمر المختار على الشكل المعروف.
ثانياً -وحدة مشاعر شعوب آسيا وأفريقيا ضد الاستعمار الغربي.
كما كان للدعاية الإنكليزية الماهرة دور عا في اذكاء هذه المشاعر ضد الإيطاليين، وكان من نتائج هذا الغزة ما أساء إلى سمعة الأمير شكيب أرسلان في ضمائر الناس، لأنه أيد الغزو الإيطالي وناصره، ولم يجده شيئاً دفاع الكتلة الوطنية عن موقفه ولا التبريرات التي نشرها والحجج التي تذرع بها معتبراً انتصار الحبشة انتصاراً للانكليز أعداء العرب، وبذلك فقدت اللجنة الدستورية الفلسطينية في جنيف رصيدها من الاعتبار والاحترام لدى الرأي العام، ولاسيما بعد أن أتهم عضواها الأمير شكيب أرسلان وإحسان الجابري بقبضهم الأموال من موسوليني عدو العرب والإسلام.
وبالمقابل فقد كان الزعماء الوطنيون يعملون على تغذية هذه الظاهرة الصحية – ظاهرة وقوف الجماهير الشعبية ضد الغزو الإيطالي للحبشة- بأسباب الوعي والمعرفة وتوضيح الخط الفاصل بين الباطل والحق، أو بين الاستعمار من جهة وحق الشعوب في تقرير مصيرها من جهة أخرى، من ذلك مثلاً أن الزعيم الوطني الدكتور عبد الرحمن الشهبندر سئل في منفاه: هل تعطف على الحبشة؟
فأجاب:
(إنني أعطف على الحبشة لنفس الأعذار التي انتحلها موسوليني لمهاجمتها، واتخذها ذريعة للبطش بها والقضاء على حوزتها، فهو يقول إن الحبشة همجية وحشية تبيح في بلادها الرق واستغلال النفوس البشرية للمصالح المادية الحقيرة وتسخيرها لمآرب لا تليق بالقرن العشرين وأنا كل من درس الاستعمار درساً نزيهاً نقول أن الدوتشي انما أطلق للجيش الإيطالي يده في اثيوبيا لسبب جوهري واحد هو وضع الإغلال في أعناق الأحباش والسلاسل في أيديهم وأرجلهم لاستغلال نفوسهم لمصالح إيطاليا المادية الحقيرة، وتسخيرهم لمآرب لا تليق بالقرن العشرين.
وان الفرق بين الرق الحبشي والرق الإيطالي هو في المقدار لا في النوع، فالرق الحبشي هو بالفرد إما الرق الإيطالي كما يشهد عمر المختار في لحده فهو رق بالجملة، وأحق الناس بإصدار الحكم في الشؤون الاستعمارية هي أمثالنا ممن تعاني بلادهم الأمرين من ويلات السيطرة الأجنية، إن التضحية التي لا أتردد في تقديمها للحبشة، لو سمحت لي الظروف في سنة 1935 كما سمحت لي للحبشة، لو سمحت لي الظروف في سنة 1935 كما سمحت لي في سنة 1925، هي أن أشارك الأحباش في دفاعهم عن حوزتهم السياسية في لب بلادهم، وأن أتعرض لجميع ما يتعرضون له من أنواع المهالك والأخطار، ذلك لأن الحق العزيز المقدس الضائع يحتم أنواع المهالك والأخطار، ذلك لأن الحق العزيز المقدس الضائع يحتم علينا إذا كنا أحراراً أن ندافع عنه، وإذا لم تسنح لنا فرصة عملية للدفاع عنه في نفس بلادنا، فالمروءة تقضي بأن لا تتقاعس عنه في بلاد غيرنا، من أدعى دواعي افتخارنا واعتداناً بأننا عشاق حرية واستقلال أن يقف أبناء بلادنا في جميع أقطارهم العربية هذا الموقف المشرف مع الحبشة على رغم جميع وسائل الأغراء التي توسلت بها إيطاليا لفتنتهم وتوجيه أنظارهم إلى غير وجهتها النبيلة السامية، فالحق حق في بلاد العرب وفي بلاد العجم، والباطل باطل ولو أيدته القوة الغاشمة بالمال وبالرجال).
اقرأ:
من مذكرات أكرم الحوراني (1) – من ذكريات الطفولة
من مذكرات أكرم الحوراني (2) – يا حوراني يا أكحل
من مذكرات أكرم الحوراني (3) – لماذا لم ينجح أبي في الانتخابات؟
من مذكرات أكرم الحوراني (4) – خلفیة الأوضاع الاجتماعیة بحماه في أواخر العھد التركي
من مذكرات أكرم الحوراني (5) – في مدرسة ترقي الوطن وأيام كئیبة عند الشیخة
من مذكرات أكرم الحوراني (6) – صفعة ظالمة من جندي الماني وحاكم سورية في ضیافتنا
من مذكرات أكرم الحوراني (7) -الأمير فیصل يتبرع لانشاء مدرسة في حماه
من مذكرات أكرم الحوراني (8) – مرحبا يا ابن الحسین
من مذكرات أكرم الحوراني (9) – طائرة ترمي منشورات في حماة
من مذكرات أكرم الحوراني (10) – الإنكليز والفرنسيون في حماة
من مذكرات أكرم الحوراني (11) – الثورات والأمل
من مذكرات أكرم الحوراني (12) – في قصر العظم
من مذكرات أكرم الحوراني (13) – الثورة الوطنیة والثورة الاجتماعیة معاً
من مذكرات أكرم الحوراني (14) – الحسین بن علي
من مذكرات أكرم الحوراني (15) – ثورة عام 1925 في حماة
من مذكرات أكرم الحوراني (16)- عثمان الحوراني يتحدث عن ثورة حماة عام 1925
من مذكرات أكرم الحوراني (17) – فظائع الفرنسیین في حماه
من مذكرات أكرم الحوراني (18) – البطل رزوق النصر ينتقم
من مذكرات أكرم الحوراني (19) – من ھم مواطنونا الدروز؟
من مذكرات أكرم الحوراني (20) : بدء تفتح الوعي السیاسي للقضیة الوطنیة
من مذكرات أكرم الحوراني (21) : فرنسا تصطنع الشیخ تاج
من مذكرات أكرم الحوراني (22): التعرف على الشعراء والزعماء الوطنیین في دمشق
من مذكرات أكرم الحوراني (23) – فجیعة سوريا باغتیال الغزي
من مذكرات أكرم الحوراني (24) – في الكلیة الوطنیة بعالیه في لبنان
من مذكرات أكرم الحوراني (25) – ذكريات من مكتب عنبر
من مذكرات أكرم الحوراني (26) – تأسیس أول ناد رياضي في حماه
من مذكرات أكرم الحوراني (27) – الصدمة الأولى في الجامعة الیسوعیة
من مذكرات أكرم الحوراني (28) – في لبنان عام 1931
من مذكرات أكرم الحوراني (29) – الشعب السوري يثور ضد تزيیف الانتخابات
من مذكرات أكرم الحوراني (30) – محاولة اغتیال صبحي بركات
من مذكرات أكرم الحوراني (31) – جذور الحركة الشعبیة في حماه
من مذكرات أكرم الحوراني (32) – أهل الصفة
من مذكرات أكرم الحوراني (33) – لقاء مع ابراهیم هنانو
من مذكرات أكرم الحوراني (34) – وفاة الملك فیصل بن الحسین
من مذكرات أكرم الحوراني (35) – وحدة القضیة السورية الفلسطینیة
من مذكرات أكرم الحوراني (36) – في معھد الحقوق بدمشق
من مذكرات أكرم الحوراني (37) – تخلف معھد الحقوق
من مذكرات أكرم الحوراني (38) – التراث عامل تطوير لا تجمید
من مذكرات أكرم الحوراني (39) – مقال لم ينشر
من مذكرات أكرم الحوراني (40) – “الرجل” الذي ينتقم من النساء ومعركة الحشيش
من مذكرات أكرم الحوراني (41) – أولئك المحجبات الباسلات
من مذكرات أكرم الحوراني (42) – العید الألفي لأبي الطیب المتنبي
من مذكرات أكرم الحوراني (43) – الوباء
من مذكرات أكرم الحوراني (44) – سلطة الانتداب تجمد نادي أبي الفداء
من مذكرات أكرم الحوراني (45) – بوادر صراع النفوذ السعودي والھاشمي في سورية
من مذكرات أكرم الحوراني (46) – عصبة العمل القومي
من مذكرات أكرم الحوراني (47) – الكتلة الوطنية تتجه نحو التنظيم الحزبي