You dont have javascript enabled! Please enable it!
من الصحافة

أسرار جديدة حول إعدام «إيلي كوهين»

كتاب: على عكس الروايات السائدة.. الجاسوس لم يعتقل بسبب رسائله المشفرة لتل أبيب

كشفت دراسة جديدة للباحث الإسرائيلي ناعيم نحمان تيبر، تفاصيل جديدة حول القبض على الجاسوس الإسرائيلي من أصل مصري، إيلي كوهين، الذي أعدمته سوريا قبل عقود.

وأورد موقع “حردي 10” الإخباري العبري، مقتطفات من الدراسة التي نشرت في كتاب صدر مؤخرًا بعنوان: “إيلي كوهين..الملف المفتوح”.

وكوهين يهودي ولد بالإسكندرية التي هاجر إليها أحد أجداده سنة 1924، عمل جاسوسًا ما بين عامي 1961 و1965 في سوريا، حيث أقام علاقات وثيقة مع التسلسل الهرمي السياسي و‌العسكري وأصبح المستشار الأول لوزير الدفاع.

وكشفت سلطات مكافحة التجسس السورية في نهاية المطاف عن مؤامرة التجسس، واعتقلت وأدانت كوهين بموجب القانون العسكري قبل الحرب، وحكمت عليه بالإعدام في 1965. وقيل أن المعلومات الاستخبارية التي جمعها قبل إلقاء القبض عليه كانت عاملًا هامًا في نجاح إسرائيل في حرب 1967.

وعلى العكس من الروايات السائدة حتى الآن، يقول الكتاب إن “كوهين لم يعتقل بسبب بعثه رسائل مشفرة لتل أبيب، وذلك لأن السوريين لم يكونوا قادرين تكنولوجيًا عل كشف أجهزة بث الرسائل المشفرة في ذلك الوقت”.

وأضاف مفسرًا القبض عليه، أن “ذلك جاء بسبب لقاء أجراه الجاسوس، وكان هذا من سوء حظه، لقد أرسل الرجل إلى سوريا من قبل جهاز الموساد ونجح في اختراق أعلى طبقات النخبة الحاكمة، وبعد محاكمة أجريت وراء الأبواب المغلقة، تم إعدامه”.

وأشار إلى أن “القرار بإعداد وتجنيد عملاء إسرائيليين وزرعهم في بلدان العدو مصر أو الأردن أو سوريا اتخذ في عام 1958، وذلك بعد وقت قصير من فشل الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية في توقع دخول الجيش المصري سيناء ، الأمر الذي تسبب في إقالة رئيس المخابرات الحربية بإسرائيل”.

وأضاف: “جاء هذا الفشل بسبب عدم قيام أحد ضباط الاستخبارات العسكرية العامل بوحدة تنصت، بإبلاغ القيادة معلومات عن عبور مدرعات مصرية قناة السويس”.

وتابع: “بناء عليه، قررت استخبارات إسرائيل العسكرية تعزيز قدرة العمل على معرفة نوايا وتحركات جيوش الدول العربية؛ وذلك بزراعة عملاء في عدد من الدول العربية، يبلغون تل أبيب بأي تحركات أو استعدادات عسكرية من قبل الدول التي ينشطون فيها، وهو ما تبعه قرار بتجنيد رجل لإسرائيل في دمشق”.

ووفقًا للكتاب: “تم اختيار كوهين وبدأ تلقى دروس في معهد للتدريب على أعمال التجسس، حيث تعلم كيفية الهروب من المراقبة والكتابة بالحبر السري، وبعد 9 أشهر خضع إيلي لتدريب آخر على التصوير واستخدام شفرة موريس وإخفاء المعلومات التي يجمعها، كما اتخذ القرار باختلاق قصة تغطية له حيث حصل على اسم (كامل أمين ثابت)، رجل أعمال من أصل سوري هاجر والداه إلى لبنان، وبعد وفاتيهما هاجر ثابت للعمل مع عمه في الأرجنتين”.

وواصل: “بعد 5 أيام من هبوط طائرة كوهين في دمشق واستئجاره شقة هنا، بعث بأول رسالة مشفرة إلى تل أبيب قال فيها (وصلت بسلام)”، لافتا إلى أن “السوريين وبعد اعتقالهم لإيلي ألقوا القبض أيضًا على مواطن سوري كان قد ساعد كوهين في اختراق الحدود اللبنانية والدخول إلى دمشق”.

وقال: “كوهين دخل سوريا للمرة الخامسة بتاريخ 26 نوفمبر 1964، بعد وقت قصير من اعتقال السوريين عميلين للمخابرات الأمريكية (سي أي إيه) في دمشق؛ أحدهما كان اسمه فرحان الأتاسي وكان أحد معارف إيلي كوهين، في ذلك الوقت عرف السوريون أن واشنطن تتجسس عليهم ولهذا قاموا برصد وتعقب رجال السفارة الأمريكية في دمشق، وكذلك راقبوا كل من يدخل أو يخرج مبنى السفارة”.

وأضاف: “بعد 5 أيام من هبوط كوهين في دمشق في 1 ديسمبر 1964، التقي مع صديق سوري يدعى ماجد العراد والذي حكى له أن التقى مع القيادي النازي الهارب فرانس رادماخر الذي يختبأ في دمشق من الملاحقة الدولية بسبب جرائمه خلال الحرب العالمية الثانية، بعدها بفترة قصيرة التقى الثلاثة كوهين والعراد ورادماخر في الشقة التي يختبأ فيها الأخير، والتي لم تبعد عن شقة إيلي إلا 10 دقائق فقط”.

وذكر أنه “بعد يوم من ذلك اللقاء، أبلغ كوهين قيادته بالموساد في تل أبيب أنه نجح في العثور على المجرم النازي، ومدهم بأوصافه وعنوانه، ولم يكن الجهاز الاستخباراتي الإسرائيلي يعلم الخطر الذي يحيق بكوهين بسبب لقائه مع رادماخر، فقد اتضح أن ماجد العراد هو جاسوس للأمريكيين ونقل إليهم معلومات عن لقاءاته مع القيادي النازي فرانتس رادماخر، كما أن المخابرات السورية عرفت بهذا اللقاء الثلاثي”.

وأشار إلى أن “السوريين كانوا يراقبون مبنى السفارة الأمريكية بعد اعتقال عميلين لواشنطن قبلها بوقت قصير، فقد تم رصد العراد وهو يزور السفارة، كما اتضح لهم أن القيادي النازي الهارب هو أيضًا غارق حتى خاصرته في أعمال التجسس؛ ولهذا فقد توجهت أعين رجال الأمن والاستخبارات السوريين بالشك إلى كوهين، وبدأوا في متابعته وبعد وقت قصير قرروا اقتحام شقته حيث عثروا هناك على أجهزة بث الرسائل المشفرة إلى تل أبيب”.

واستطر الكتاب: “يتضح من هذه التفاصيل أن المخابرات السورية لم تكن تعلم أن إيلي كوهين يعمل لصالح إسرائيل، لم يعرفوا أنه يهودي، لكن بعد أسابيع من التعذيب تم اكتشاف الحقيقة، وأجريت له محاكمة من وراء الأبواب المغلقة، ولم يسمح لأي محام أو صحفي بحضور الجلسات”.

المصدر
محمد محمود، صحيفة المصريون، عدد 10 حزيران 2018



 أحداث التاريخ السوري بحسب السنوات


سورية 1900 سورية 1901 سورية 1902 سورية 1903 سورية 1904
سورية 1905 سورية 1906 سورية 1907 سورية 1908 سورية 1909
سورية 1910 سورية 1911 سورية 1912 سورية 1913 سورية 1914
سورية 1915 سورية 1916 سورية 1917 سورية 1918 سورية 1919
سورية 1920 سورية 1921 سورية 1922 سورية 1923 سورية 1924
سورية 1925 سورية 1926 سورية 1927 سورية 1928 سورية 1929
سورية 1930 سورية 1931 سورية 1932 سورية 1933 سورية 1934
سورية 1935 سورية 1936 سورية 1937 سورية 1938 سورية 1939
سورية 1940 سورية 1941 سورية 1942 سورية 1943 سورية 1944
سورية 1945 سورية 1946 سورية 1947 سورية 1948 سورية 1949
سورية 1950 سورية 1951 سورية 1952 سورية 1953 سورية 1954
سورية 1955 سورية 1956 سورية 1957 سورية 1958 سورية 1959
سورية 1960 سورية 1961 سورية 1962 سورية 1963 سورية 1964
سورية 1965 سورية 1966 سورية 1967 سورية 1968 سورية 1969
سورية 1970 سورية 1971 سورية 1972 سورية 1973 سورية 1974
سورية 1975 سورية 1976 سورية 1977 سورية 1978 سورية 1979
سورية 1980 سورية 1981 سورية 1982 سورية 1983 سورية 1984
سورية 1985 سورية 1986 سورية 1987 سورية 1988 سورية 1989
سورية 1990 سورية 1991 سورية 1992 سورية 1993 سورية 1994
سورية 1995 سورية 1996 سورية 1997 سورية 1998 سورية 1999
سورية2000

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى