You dont have javascript enabled! Please enable it!
أعلام وشخصيات

محمد راغب الطبّاخ

الشيخ محمد راغب الطبّاخ   
 
 “الطبّاخ” هو الاسم المختصر لأشهر مؤرخ حلبي كتب عن تاريخ “حلب” وأعلامها وما مر عليها من أحداث، واليوم قلما تقرأ كتاباً كتبه باحث أو مؤرخ معاصر حول شخصية حلبية أو أحد من أعلامها إلا وكان مرجعه في ذلك الشيخ “الطبّاخ”، فمن هذا “الطبّاخ”؟

  للتعرّف على شخصية “الطباخ” وحياته وتكوينه الثقافي تحدث الأستاذ “محمد خالد النائف” مدير دار الكتب الوطنية في حلب الذي قال عنه: 
 «هو “محمد راغب بن محمود بن هاشم الطباخ الحلبي”، ولد في محلة “باب قنسرين” بمدينة “حلب” في العام 1293 هجرية 1877 ميلادية وتوفي في العام 1370 هجرية 1951 ميلادية وهو علامة ومؤرخ وفقيه، جمعت أسرته بين التجارة والعلم والتصوّف، حفظ القرآن الكريم وهو صغير وتعلم في الكتاتيب الحلبية اللغات التركية والفارسية والفرنسية بالإضافة طبعاً للغة العربية».
 وعن الذين تأثر بهم “الطبّاخ” في بدايات تكوينه الثقافي والمعرفي قال “النائف”: «زار “الطبّاخ” “الحجار” برفقة والده وطاف في البلاد الإسلامية متتلمذاً ومتعرّفاً على علماء ذلك العصر من أمثال “عبد القادر المغربي” والشيخ “محمد الزرقا” والشيخ “بشير الغزي” و”بهجت البيطار” و”كامل القصاب” وسواهم، كما راسل علماء آخرين مثل “عيسى اسكندر المعلوف” و”أحمد تيمور باشا” و”شكيب أرسلان”، لقد كان ولعه بالعلم والعلماء ذا فائدة كبيرة في تكوينه الثقافي. كتب “الطبّاخ” في جرائد تلك الأيام مثل “البلاغ” و”المفيد” و”المجمع العلمي” في “دمشق” و”العاديات” في “حلب” كما درّس اللغة العربية وعلوم الدين والدنيا وعمل على إصلاح مدارس “حلب” في تلك الفترة وصار عضواً في العديد من الجمعيات وقام بتأسيس مطبعة “العلمية” التي طبع فيها مؤلفاته ومؤلفات غيره من مفكري “حلب”».
 وختم الأستاذ “محمد خالد النائف” كلامه لنا بالحديث عن أشهر ما ألفه “الطبّاخ” وهو كتاب /أعلام النبلاء بتاريخ “حلب” الشهباء/ بالقول: «إنّ كتابه الموسوعي الشهير /أعلام النبلاء بتاريخ “حلب” الشهباء/ كلّفه كما يقول “الطبّاخ” بنفسه اثنتين وعشرين سنة من جمع المواد والتصنيف والتبويب والتأليف فجاء هذا المؤلف الكبير والجليل كسجل زمني حافل بالأحداث السياسية المتلاحقة ومعرض لتراجم أعلام الشهباء من رجال الحكم والعلم والقضاء والأدب والشعر والطب والآثار العمرانية من مساجد وكنائس وقصور وزوايا ومدارس وغيرها، كما يتحدث عن تطور “حلب” الاقتصادي وأوضاع العملات فيها، لقد طُبع هذا السفر النفيس لأول مرة في العام 1923 ولاقى رواجاً كبيراً، وفي العام 1988 قام الأستاذ “محمد كمال” مشكوراً بتحقيقه والوقوف على طباعته فصدر عن دار القلم العربي في “حلب” في سبع مجلدات تتصدرها صورة “الطبّاخ” الذي كتب تحتها بيتان شعريان من تأليفه هي:

إليكم يا بني الشهباء كتاباً 
 حوى تاريــخ أجــداد عظام
وروحي في ثناياه تجلت
 وذا رسمي إذا غابت عظامي

  وحول أهم المناصب العلمية والإدارية التي تولاها “الطباّخ” يقول الأستاذ “محمد عدنان كاتبي” في كتابه/ علماء من “حلب” في القرن الرابع عشر الهجري/- 2008 ما يلي: 
 «بثقافته الواسعة خاض الشيخ غمار الحياة داعياً إلى الله باذلاً جهده في نشر العلم لطلابه فعمل مدرّساً في مدرسة “شمس المعارف” الابتدائية وفي “المدرسة الفاروقية” وغيرها فعمل على توطيد اللغة العربية فيها، ولمّا اُفتتحت “المدرسة الخسروية” سنة 1340 هجرية اُنتدب الشيخ لتدريس الحديث الشريف والسيرة النبوية ثم التاريخ والثقافة الإسلامية فيها وقد سعى إلى النهوض بهذه المدرسة وتعديل مناهج الدراسة فيها بشكل يوافق روح العصر وعلومه، وفي سنة 1356 هجرية عُيّن الشيخ مديراً للمدارس الدينية التي جُمعت في “الخسروية” فأخذ على عاتقه إصلاح هذه المدارس ووضع المشاريع وقدم المقترحات لوضع المناهج الكفيلة بتوحيد مناهج التعليم في هذه المدارس».
 ويضيف “كاتبي”: «كما تولى الشيخ عدداً من المناصب العلمية والإدارية فاختير عضواً في “جمعية المعارف الأهلية الإسلامية” التي تأسست العام 1332 هجرية وعضواً في “المجمع العلمي العربي” في “دمشق” سنة 1342 هجرية وعضواً في “جمعية الآثار القديمة” في “حلب” سنة 1349 هجرية وعضواً في اللجنة الإدارية في المتحف الوطني سنة 1350 هجرية وعضواً في جمعية “المعارف النعمانية” في “حيدر أباد” الدكن سنة 1355 هجرية ورئيساً لجمعية “البر والأخلاق الإسلامية” سنة 1358 هجرية وعضواً في “مجلس المعارف” في “حلب” سنة 1328 هجرية ومديراً للمكتبة الوقفية لفترة قصيرة ورئيساً لرابطة العلماء في “حلب”».

 وحول مؤلفاته يقول “كاتبي”: «ترك عدداً من المؤلفات تدل على سعة علمه وغزارة ثقافته في مختلف العلوم والفنون منها كتب مطبوعة ومنا أبحاث ورسائل منشورة في الصحف والمجلات ومنها ما يزال مخطوطاً، أما المطبوعة فهي: /إعلام النبلاء بتاريخ “حلب” الشهباء/ في سبع مجلدات -/الأنوار الجلية في مختصر الأثبات الحلبية/ -/تمرين الطلاب في صناعة الإعراب/ وهو رسالة صغيرة 16 صفحة -/ذو القرنين وسد الصين/ -/الروضيات/ وهو ما جمعه من أشعار “أبي بكر الصنوبري الحلبي” مع ترجمة حياته -/عظة الأبناء بتاريخ الأنبياء/ وهو كتاب مدرسي في ستين صفحة -/العقود الدرية في الدواوين الحلبية/ وهي ثلاثة دواوين لثلاثة من شعراء “حلب” في القرن الحادي عشر الهجري -/المصباح في مقدمة “ابن الصلاح”/ -/المطالب العلية في الدروس الدينية/ وهو ثلاثة كتب ألّفها لطلاب المدارس عندما انتخب عضواً في مجلس معارف “حلب”».

 ومن الأبحاث والرسائل التي نشرها في المجلات المحلية والعربية نذكر: «ترجمة حول “كمال الدين ابن العديم” مع دراسة حول كتابه /بغية الطلب/ مؤلفة من 80 صفحة نشر 60 منها في “الجامعة الإسلامية الحلبية”-/المدارس في الإسلام/ نشره في تسعة أعداد من مجلة “الجامعة الإسلامية الحلبية” -/مجموعة من شعر الأديب “عمر بن حبيب الحلبي”/ نشره في مجلة “الاعتصام” الحلبية -شرح حديث /اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن/ بحث نشره في مجلة “التمدن الإسلامي” الدمشقية -/السياسة في القرآن/ محاضرة ألقاها أيام الانتداب الفرنسي في “حلب” ونشرها في مجلة “الفتح” المصرية».

 وحول آثاره المخطوطة يقول الأستاذ “كاتبي”: «أما آثاره المخطوطة فكثيرة أهمها: /الفتح المبين على نور اليقين في سيرة سيد المرسلين/ -/الثقافة الإسلامية/ وهو كتاب موسوعي لمختلف العلوم الشرعية والأدبية والتاريخية -/ترجمة مسهبة حول “حافظ احمد بن علي الشهير بابن حجر العسقلاني”/ -/رسالة عن البلاد والقرى الملحقة بولاية “حلب” في عهد الدولة العثمانية/ -/ديوان “أبو فراس الحمداني”/- كتاب جمع فيه ما لعلماء “حلب” من مؤلفات ودواوين».

 ويختم “كاتبي”: «لقد ظل الشيخ “الطبّاخ” على همته العالية في العمل العلمي إلى أن أدركته المنية في 25 من شهر رمضان المبارك سنة 1370 هجرية الموافق في 29 حزيران 1950 ميلادية فأسفت عليه مدينة “حلب” كلها وشيّعته بجنازة حافلة إلى مثواه الأخير في مقبرة “السنيبلة” التي كانت تقع في “حي المشارقة” إلى الشمال الغربي من “سوق الهال” أمام مدرسة “عبد الرحمن الغافقي” وقد أُزيلت الآن كلها حيث تم فتح مبان وشوارع جديدة فنُقل رفاته إلى “مقبرة الصالحين”» (1) .
 


 (1) باسل  عمر حريري، الموسوعة التاريخية لأعلام حلب، و موقع حلب .. بقلم الأستاذ نضال يوسف



 أحداث التاريخ السوري بحسب السنوات


سورية 1900 سورية 1901 سورية 1902 سورية 1903 سورية 1904
سورية 1905 سورية 1906 سورية 1907 سورية 1908 سورية 1909
سورية 1910 سورية 1911 سورية 1912 سورية 1913 سورية 1914
سورية 1915 سورية 1916 سورية 1917 سورية 1918 سورية 1919
سورية 1920 سورية 1921 سورية 1922 سورية 1923 سورية 1924
سورية 1925 سورية 1926 سورية 1927 سورية 1928 سورية 1929
سورية 1930 سورية 1931 سورية 1932 سورية 1933 سورية 1934
سورية 1935 سورية 1936 سورية 1937 سورية 1938 سورية 1939
سورية 1940 سورية 1941 سورية 1942 سورية 1943 سورية 1944
سورية 1945 سورية 1946 سورية 1947 سورية 1948 سورية 1949
سورية 1950 سورية 1951 سورية 1952 سورية 1953 سورية 1954
سورية 1955 سورية 1956 سورية 1957 سورية 1958 سورية 1959
سورية 1960 سورية 1961 سورية 1962 سورية 1963 سورية 1964
سورية 1965 سورية 1966 سورية 1967 سورية 1968 سورية 1969
سورية 1970 سورية 1971 سورية 1972 سورية 1973 سورية 1974
سورية 1975 سورية 1976 سورية 1977 سورية 1978 سورية 1979
سورية 1980 سورية 1981 سورية 1982 سورية 1983 سورية 1984
سورية 1985 سورية 1986 سورية 1987 سورية 1988 سورية 1989
سورية 1990 سورية 1991 سورية 1992 سورية 1993 سورية 1994
سورية 1995 سورية 1996 سورية 1997 سورية 1998 سورية 1999
سورية2000

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى