ولد في درعا في قرية خربة غزالة في عام 1935م.
درس المرحلة الابتدائية والثانوية في مدارس درعا، وبعد نيله شهادة البكالوريا انتقل إلى القاهرة لدراسة الهندسة الزراعية.
بعد تخرجه عمل في وزارة الزراعة في سورية، ثم عين مديراً عاماً لمشروع حوض الفرات في محافظة الرقة.
انتخب في عام 1981 عضواً في مجلس الشعب عن محافظة درعا، وجرى اختياره رئيسًا لمجلس الشعب .
وفي الخامس عشر من شباط عام 1986 انتخب مرة ثانية عضواً في مجلس الشعب عن محافظة درعا، واختير مرة ثانية رئيساً لمجلس الشعب، ووبقي في منصبه حتى عام 1987م.
حكومة محمود الزعبي الأولى:
شكل محمود الزعبي الحكومة للمرة الأولى في الأول من تشرين الثاني عام 1987 واستمرت حتى التاسع والعشرين من حزيران عام 1992م.
ضمت الحكومة كلاً من:
محمود الزعبي | رئيس الوزراء |
مصطفى طلاس | نائب رئيس الوزراء – وزيراً للدفاع |
محمود قدور | نائب رئيس الوزراء لشؤون الخدمات |
سليم ياسين | نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية |
محمد غباش | وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي |
كمال شرف | وزارة التعليم العالي |
فاروق الشرع | وزارة الخارجية |
ياسين رجوح | وزير دولة لشؤون مجلس الوزراء |
يوسف أحمد | وزارة النقل |
محمد حربا | وزارة الداخلية |
أحمد دياب | وزارة الإدارة المحلية |
محمد غسان الحلبي |
وزارة التربية |
مطانيوس حبيب | وزارة النفط والثروة المعدنية |
محمد سلمان | وزارة الإعلام |
حسان السقا | وزارة التموين والتجارة الداخلية |
محمد العمادي | وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية |
نجاح العطار | وزارة الثقافة |
محمد إياد الشطي |
وزارة الصحة |
عبد الرحمن مدني | وزارة الري |
أنطوان جبران | وزارة الصناعة |
وهيب فاضل | وزيراً لشؤون رئاسة الجمهورية |
كامل البابا | وزارة الكهرباء |
خالد المهايني |
وزير المالية |
عدنان قولي |
وزارة السياحة |
صباح بقجة جي | وزير دولة لشؤون التخطيط |
محمد جمعة | وزير دولة |
محمد مراد قوتلي | وزارة المواصلات |
عبد الحميد منجد | وزير دولة لشؤون البيئة |
غازي مصطفى | وزير دولة |
ناصر قدور | وزير دولة للشؤون الخارجية |
عبد المجيد طرابلسي | وزارة الأوقاف |
خالد الأنصاري | وزارة العدل |
مروان فرا | وزارة الإنشاء والتعمير |
علي خليل | وزير دولة |
حيدر بوظو | وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل |
محمد نور عنتابي | وزارة الإسكان والمرافق |
حكومة محمود الزعبي الثانية:
شكل محمود الزعبي الحكومة للمرة الثانية في التاسع والعشرين من حزيران 1992م، واستمرت حتى الثالث عشر من آذار 2000.
وجاءت على الشكل التالي:
محمود الزعبي | رئيساً للوزراء |
مصطفى طلاس | نائباً لرئيس الوزراء وزيراً للدفاع |
رشيد اختريني | نائباً لشؤون الخدمات |
سليم ياسين | نائباً للشؤون الاقتصادية |
فاروق الشرع | وزارة الخارجية |
يوسف أحمد | وزارة دولة |
محمد حربا | وزارة الداخلية |
محمد سلمان | وزارة الإعلام |
محمد العمادي | وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية |
نجاح العطار | وزارة الثقافة |
عبد الرحمن مدني | وزارة الري |
وهيب فاضل | وزارة الشؤون رئاسة الجمهورية |
كامل البابا | وزارة الكهرباء |
عبد الحميد منجد | وزارة الدولة لشؤون البيئة |
محمد غسان الحلبي | وزارة التربية |
ناصر قدور | وزارة الدولة للشؤون الخارجية |
محمد خالد المهايني | وزارة المالية |
محمد إياد الشطي | وزارة الصحة |
عبد المجيد الطرابلسي | وزارة الأوقاف |
علي خليل | وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل |
نديم عكاش | وزارة التموين والتجارة الداخلية |
محمد أمين أبو الشامات | وزارة السياحة |
دنحو داوود | وزارة الدولة لشؤون مجلس الوزراء |
أسعد مصطفى | وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي |
يحيى أبو عسلي | وزارة الإدارة المحلية |
أحمد نادر نابلسي | وزارة النفط والثروة المعدنية |
عبد الرحيم سبيعي | وزارة الدولة لشؤون التخطيط |
عبد الله طلبه | وزارة العدل |
صالحة سنقر | وزارة التعليم العالي |
رضوان مارتيني | وزارة المواصلات |
أحمد نظام الدين | وزارة الصناعة |
مفيد عبد الكريم | وزارة النقل |
ماجد عزو الرحيباني | وزارة الإنشاء والتعمير |
حسام الصفدي | وزارة الإسكان والمرافق |
نبيل ملاح | وزير دولة |
حنا مراد | وزير دولة |
الطرد من الحزب والإقامة الجبرية:
في مطلع شهر أيار عام 2000 طرد من عضوية حزب البعث، ووضع تحت الإقامة الجبرية في منزله.
انتحاره:
في الحادي والعشرين من أيار 2000 وعندما كان محمود الزعبي تحت الإقامة الجبرية في منزله، قام بالانتحار بطلقة نارية عن عمر يناهز الـ 65 عاماً.
قال ناطق باسم وزارة الداخلية السورية في يوم الأحد الحادي والعشرين من أيار عام 2000م، ان رئيس الوزراء السابق محمود الزعبي (اقدم على اطلاق النار من مسدسه على نفسه في غرفته في الطابق العلوي من منزله) في دمر في ضاحية دمشق.
واضاف الناطق ان الزعبي انتحر بحضور زوجته واولاده بعد ان علم بحضور قائد شرطة مدينة دمشق (لتبليغه مذكرة قضائية للمثول امام قاضي التحقيق واستجوابه في القضايا المنسوبة اليه والمتعلقة بارتكاباته التي الحقت اضرارا كبيرة بالاقتصاد الوطني) .
واضاف المصدر نفسه انه (جرى نقله على الفور الى مستشفى المواساة لاسعافه حيث فارق الحياة في المستشفى).
وجاء انتحار الزعبي بعد اسبوع من حجز امواله المنقولة وغير المنقولة لحين انتهاء التحقيق معه بتهم تتعلق بالفساد وسوء استخدام السلطة. وكانت شائعات ترددت الاسبوع الماضي عن محاولة الزعبي الانتحار بعد مرور ايام قليلة على فصله من الحزب واحالته للتحقيق في العاشر من الشهر الجاري ومرور سبعة ايام على مصادرة امواله واموال عائلته.
وجرت مراسم دفن متواضعة وعائلية في الثاني والعشرين من أيار عام 2000 لجثمان محمود الزعبي فيما تم وضع نجليه مفلح وهمام تحت الحجز، وسمح لهما بالمشاركة في تشييع جثة والدهما بمسقط رأسه في خربة غزالة.
وحول تفصيلات انتحار الزعبي قال مصدر مسئول في وزارة الداخلية ان رئيس الوزراء السابق أطلق النار على نفسه في منزله بضاحية دمر السكنية من مسدسه بعد ابلاغه ان قائد شرطة دمشق وصل لاحضاره لمقابلة قاضي التحقيق الاقتصادي الذي تسلم ملفه الخاص بالقضايا المنسوبة اليه (والمتعلقة بارتكاباته التي ألحقت اضرارا كبيرة بالاقتصاد الوطني) . واشار الى انه جرى نقل الزعبى الى مستشفى المواساة الحكومي القريب في دمشق الا انه فارق الحياة هناك.
علق المحلل والسياسي السوري عماد فوزي الشعيبي على الحادث بالقول ان محمود الزعبي قد طالته حملة الفساد التي يقودها الدكتور بشار الاسد منذ حوالي الاربع سنوات وقد تم وضعه تحت الاقامة الجبرية, في منزله ومنع من السفر ولا يمكن منع الاسلحة عنه. وحول عدم اصدار الحكومة السورية بيانا بالحادثة, اوضح الشعبي ان الزعبي لم يعد مسئولا في الحكومة وليس من المنطقي ان تصدر الحكومة بيانا او اي شيء بهذا الخصوص يصدر كبيان طبي و قضائي. وقال ان الاخبار التي سربت قبل ايام ليست دقيقة وان الناس تتناقل الكثير من الاخبار.
من جانبها شككت (جماعة الاخوان المسلمين في سوريا) امس في اقدام رئيس الوزراء السوري السابق على الانتحار. وقالت الجماعة في بيان تلقته فرانس برس (من حقنا ان نتساءل: كيف يمكن رجل تتخذ بحقه كل اجراءات العزل والفصل والحجز على الاموال, كيف يمكن الوصول الى مسدس يقطع به الطريق على العدالة التي كان كل ابناء شعبنا مهتما بتقليب صفحاتها) . واضاف البيان (لا نستطيع ان ندحض دعوى الانتحار, فاليأس عندما يحيط بالنفوس الخاوية يفعل كل شىء. ولكن نتساءل بحق: هل انتحر محمود الزعبي؟ ام انه نحر على ايدي المافيا التي تتخوف مما سيقول في التحقيق والمحاكمة؟ سؤال يجيب عليه المستقبل القريب) . وتابع البيان (اذا كان الزعبي قد انتحر حقا فهذا يعني ان شباك الفساد هي التي التفت على احد اقانيمها فقتلته وان على شعبنا السوري ان ياخذ زمام المبادرة لحرب حقيقية تطال الفساد والمفسدين جميعا دون استثناء).
انتحار الزعبي في مذكرات ووثائق عبد الحليم خدام:
نشر الصحفي والكاتب إبراهيم حميدي في مجلة المجلة، تفاصيل عن محمود الزعبي وحادثة انتحاره استناداً إلى وثائق وأوراق عبد الحليم خدام نائب رئيس الجمهورية، والتي شرع حميدي مؤخراً بعضها.
يتحدث خدام في أوراقه عن الزعبي الطريقة التي اتبعها للتقرب من الرئيس حافظ الأسد، فيقول : “كان الزعبي خلافا لكل ما كان يعتقده بعض الناس يتصف بالخبث، ويعرف من أين تؤكل الكتف. حرص على كسب ثقة الرئيس الأسد منذ أن كان عضوا احتياطيا في القيادة القطرية، ذلك أنه بعد أن ينتهي اجتماع قيادة الحزب، كان يلحق بالرئيس حافظ ويضع له في جيبه ظرفا وهذا الظرف على ما كنا نتوقع كان يتضمن تقريرا فيه معلومات. وكان الرئيس حافظ في الواقع يهتم كثيرا بمثل هذه الأمور لا سيما فيما يتعلق منها بأعضاء القيادة أو أعضاء الحكومة”.
وأضاف: “قبل انتحار الزعبي بثلاثة أيام دعانا الرئيس إلى منزله أنا وعبد الله الأحمر وسليمان قداح وعبد القادر قدورة ومصطفى طلاس، وكانت علامات الموت بادية على وجهه، وبدأ الحديث قائلا: لقد خانني محمود الزعبي، حققوا معه وحاسبوه. والتفت إلي وقال: كل ما كنت تقوله عنه وعن حكومته تبين لي أنه صحيح”.
يضيف خدام أن الأسد “لم يطلعنا على الموضوع الذي خانه فيه (الزعبي)، فتوقعنا أن يكون السبب قضية رشوة كبيرة. فقال سليمان قداح للأسد في الاجتماع الذي عقد في القصر: سنجتمع بالقيادة ونفصله من الحزب. وودعناه”.
جرى فصل الزعبي من الحزب وأحيل إلى التحقيق في جلسة حضرها الزعبي وخدام،ولدى الخروج من الاجتماع تقدم الزعبي من خدام وسأله: “ماذا فعلت؟”، فأجابه: “أنت مدعو للتحقيق والمحقق سيطلعك على التهم. دافع عن نفسك وإذا كانت تلك الوقائع متعلقة بغيرك كن جريئا واحكِ ما لديك من معلومات. وقال لي: إذا دعوني إلى التحقيق سأنتحر. فأجبته: لماذا الانتحار إذا كنت بريئا؟ ولم آخذ كلامه مأخذ الجد”.
ويتابع: “في الساعة الثانية ظهرا اتصل بي الزعبي، وقال: أرجوك يا أبو جمال أن تبلغ الرئيس أني سأنتحر إذا أحلت على التحقيق. فكررت كلامي الذي جرى بيني وبينه بعد اجتماع قيادة حزب البعث، فكرر كلامه. فقلت له: إذا انتحرت ولم تشاهد غيرك ميتا ارجع”.
في اليوم التالي، 25 مايو/أيار 2000، جاء قائد شرطة دمشق ومعه ضابطان لأخذ الزعبي إلى التحقيق، وعندما علم بالأمر صعد إلى الطابق الثاني في منزله وأطلق النار على رأسه وتوفي”.
لكن ما هي “الخيانة” التي تحدث عنها الأسد؟ يقول خدام: “بعد فترة وجيزة علمت أن الزعبي زور توقيع الرئيس حافظ وسحب من احتياطي الدولة مبلغ خمسة وستين مليون دولار، وكان احتياطي الدولة مسجلا باسم الرئيس حافظ الأسد، ولم يكن يخطر ببال أحد أن يكون الاحتياطي- وكانت قيمته آنذاك اثني عشر مليار دولار- موضوعا بالاسم الشخصي لرئيس الدولة”.
ويوضح خدام: “تم اكتشاف جريمة التزوير بعد أن وصلت وثيقة إلى الرئيس حافظ تقول إنه سحب مبلغا من المبلغ المودع باسمه في الخارج قيمته خمسة وستون مليون دولار، فاستغرب الأمر وطلب كتاب التحويل المرسل إلى البنك حيث الوديعة. وبعد أيام وصلت صورة الطلب، ولدى تدقيق التوقيع تبين أنه مزور وسئل البنك عن الجهة التي تم التحويل لها وتبين أنها عائدة لمحمود الزعبي. وهنا ثارت ثائرة الرئيس حافظ، فطلب من أحد رؤساء أجهزة الأمن استدعاء الزعبي وإنذاره بإعادة المبلغ وإذا لم يفعل سيعدم، وتم بالفعل إعادة المبلغ إلى المصرف، وهكذا طويت صفحة حكومة محمود الزعبي”.
ونشرت صحيفة القدس العربي خبراً عن انتحار الزعبي وتضارب الآراء حول الحادثة، وكشفت ان الزعبي كان قد حاول الانتحار في محاولة سابقة بعد طرده من حزب البعث قبل عدة أيام.
نص خبر صحيفة القدس العربي:
عنوان الخبر:
المعارضة: محاكمته كانت ستكشف عن أسماء كبيرة لها علاقة بالفساد.
نص الخبر:
(تضاربت الأنباء أمس حول عملية انتحار رئيس الوزراء السوري السابق محمود الزعبي، حيث تحدثت أنباء عن عملية تصفية لإغلاق ملف الفساد، فيما ذكرت مصادر طبية أنه أطلق النار على نفسه في مقر إقامته في ضاحية دمر في دمشق اثر وصول عناصر أمنية مكلفة بالحجز على منزله تنفيذاً لقرار وزارة المالية.
وأوضح مصدر طبي أن الزعبي الخاضع للإقامة الجبرية منذ احالته على القضاء بتهمة الفساد “أقدم على الانتحار، وان سيارة اسعاف نقلته على الفور، إلا أنه فارق الحياة قبل الوصول إلى مستشفى المواساة في دمشق”.
وقال المصدر ان عائلته المقيمة في المنزل “استدعت سيارة الإسعاف التي حضرت على الفور ونقلته”.
مشيراً إلى “إصابته بنزيف حاد في الدماغ لم تنجح الإسعافات الأولية في وقفه”.
ونقل المصدر عن شهود عيان قولهم أن الزعبي الذي شاهد العناصر الأمنية تطوق المنزل “أطلق رصاصتين من مسدسه بالهواء والثالثة على رأسه فخر على أثرها صريعاً”.
وأوضح المصدر الطبي أن الأطباء الذين عاينوا الجثة قدموا تقريراً بالوفاة الناجمة عن اصابته برصاصة “مزقت الدماغ وأحدثت نزيفاً فورياً”.
وأضافت ان الجثمان قد ينقل إلى قريته خربة غزالة في محافظة درعا، جنوب سورية، حيث يتوقع أن يوارى الثرى اليوم الاثنين.
واستغرب مراقبون السماح للزعبي بحيازة مسدس وهو تحت الإقامة الجبرية وحراسة مشددة، وخاصة وأنه سبق وأن أشيع أنه حاول الانتحار نهاية الشهر الماضي بعد إقالته من حزب البعث واحالته للقضاء.
وشككت جماعة “الاخوان المسلمين” السورية بانتحاره، ولم تستبعد أن تكون عملية تصفية، خاصة وأن للزعبي شركاء ممتنفذين في عمليات الفساد ما زالوا بالسلطة”.
وقال متحدث باسم الجماعة في تصريح لـ “القدس العربي” إن محاكمة الزعبي كانت ستكشف عن أسماء كبيرة لها علاقة بالفساد المتفشي في البلاد. واعتبر المتحدث أن السلطة ارادت من تحميل مسؤولية الفساد كاملة للزعبي تمهيداً لخلافة الدكتور بشار نجل الرئيس السوري حافظ الأسد، مشيراً إلى أن مهام رئيس الوزراء لم تكن سياسية بقدر ما كانت فنية.
وتوقعت المعارضة أن يثير قرار إعلان الحكومة عن انتحار الزعبي مشاكل جديدة للدولة التي تحاول تنظيف البيت الداخلي من العناصر المعارضة لبشار الذي يقود الحملة ضد الفساد في سورية والذي يتوقع أيضاً أن يتم تعيينه نائباً للرئيس أثناء اجتماعات القيادة القطرية الشهر المقبل.
وأشارت المصادر ذاتها إلى أن طبقة التجار الكبار في دمشق والذين ينتمون إلى الطبقة الحاكمة، وهم المستفيدون الوحيدون من اقصاء الزعبي وتحميله تركة 13 عاماً من الفساد، قد يكونوا مركزاً لصراع مع الغالبية باعتبارهم مسؤولين بطريقة أو بأخرى عن نهاية رئيس الوزراء السوري السابق).
الحياة الشخصية:
أولاده: مفلح، همام، كريم وابنة
حافظ الأسد قبل ثلاثة أيام من انتحار الزعبي: خانني… حققوا معه وحاسبوه
يروي نائب الرئيس السوري الراحل عبد الحليم خدام تفاصيل جديدة عن الأيام الأخيرة التي سبقت انتحار رئيس الوزراء محمود الزعبي في مايو/أيار 2000، بعد إقالته من رئاسة الحكومة بأسابيع.
وتكشف الأوراق التي حملها خدام معه من دمشق إلى باريس 2005، وحصلت “المجلة” على نسخة منها، حوارات ساخنة في قيادة حزب “البعث” الحاكم قبل تكليف الزعبي برئاسة الحكومة عام 1987 والسبب الحقيقي لانتحار الزعبي، حسب اعتقاد خدام الذي يقول: “قبل الانتحار بثلاثة أيام، دعانا الرئيس إلى منزله، أنا و(الأمين العام المساعد للقيادة القومية لحزب البعث) عبد الله الأحمر، و(الأمين القطري المساعد للحزب) سليمان قداح، و(رئيس مجلس الشعب) عبد القادر قدورة، و(وزير الدفاع) مصطفى طلاس. وكانت علامات التعب بادية على وجهه، وبدأ الحديث قائلا: لقد خانني محمود الزعبي؛ حققوا معه وحاسبوه”. وتنشر “المجلة” مقتطفات من أوراق خدام التي تشكل روايته، وليست وثيقة تاريخية محققة:
في بداية نوفمبر/تشرين الثاني 1987 اجتمعت القيادة القطرية لـحزب البعث الحاكم، في القصر الجمهوري لإجراء تعديلات في حكومة الدكتور عبد الرؤوف الكسم.
يعود تسلم الكسم رئاسة الحكومة إلى 1980. وقتذاك، بعد انتهاء المؤتمر القطري في بداية العام، كان التوقع لدى أعضاء القيادة إعادة تكليف محمود الأيوبي بتشكيل الوزارة “لأنه كان الأفضل بين الذي استلموا رئاسة الوزراء أو بين أعضاء القيادة القطرية الجديدة، بالإضافة إلى نزاهته”، حسب اعتقاد خدام، الذي يضيف: “لكن في أول اجتماع للقيادة القطرية لاختيار رئيس الوزراء طرح الأسد مباشرة اسم الكسم وقد فوجئنا جميعا بذلك الترشيح وعندما حاولنا المناقشة أجاب الرئيس حافظ: أنا أرى أنه كفء ولا حاجة لإضاعة الوقت بالمناقشة وهكذا طويت صفحة محمود الأيوبي”.
الكسم للأسد: أنا أخطئ كما تخطئ أنت
أثناء مؤتمر الحزب في نوفمبر 1987، كان “جو القيادة معبأ ضد الكسم وكان الانطباع لدى الأعضاء أن الرئيس حافظ متمسك به، وكنت من بين الذين يعملون على إقصائه. الأسد يعرف هذا الجو في القيادة، وكعادته بدأ بحملة ناقدة للدكتور الكسم وكانت شديدة إلا أنه ختمها بعبارات إيجابية، وقال: أنا واثق أن الدكتور الكسم سيغير أساليب عمله بما لا يسمح بتكرار الأخطاء التي يتحدث عنها أعضاء القيادة القطرية. وهنا طلب الدكتور الكسم الحديث، وتوجه بكلامه إلى الرئيس الأسد قائلا: كل منا يخطئ أنا أخطئ كما تخطئ أنت. ما كاد ينهي كلامه حتى تغير وجه الرئيس حافظ، ورد عليه بعنف، قائلا: في الواقع أنت لا تستحق أن تكون رئيسا للحكومة وكل ما قاله أعضاء القيادة عنك صحيح. أنت لا تصلح لأية مسؤولية وتوقف عن الكلام وساد القاعة صمت لبضع دقائق”.
تابع الأسد حديثه قائلا: “إني أقترح أن يشكل أبو جمال (عبدالحليم خدام) الوزارة”. يقول خدام: “أجبته على الفور: إننا في ظروف خارجية صعبة ومعقدة ليس من المصلحة العامة أن أترك الخارجية. بالإضافة إلى ذلك فإن الأسباب التي اعتذرت فيها عن تشكيل الحكومة سابقا لا تزال قائمة”.
ويضيف: “كان يجلس إلى جانبي العماد حكمت الشهابي. توجه (الأسد) إليه بالسؤال: ما رأيك يا حكمت… لكن المشكلة أن لديك مهام كثيرة في القوات المسلحة، وسأل (الأسد): من ترشح القيادة؟ خشيت أنا والأستاذ عز الدين ناصر الذي كان على يساري أن يتراجع الرئيس ويعيد الكسم وعندئذٍ سيكون من الصعب تحمله، فاقترحت الزعبي رئيس مجلس الشعب (البرلمان) وخلال دقائق تم تكليفه وشكل حكومته بتاريخ 1 نوفمبر 1987”.
صدر مرسوم من الأسد بتشكيل الحكومة برئاسة المهندس الزراعي محمود الزعبي والذي كان يشغل منصب رئيس مجلس الشعب، واستمر في رئاسة الحكومة حتى تاريخ 13 مارس/آذار 2000. بذلك تكون رئاسته للحكومة أطول مدة يقضيها شخص في هذا الموقع منذ تاريخ استقلال سوريا.
ويقول خدام: “كان الزعبي خلافا لكل ما كان يعتقده بعض الناس يتصف بالخبث، ويعرف من أين تؤكل الكتف. حرص على كسب ثقة الرئيس الأسد منذ أن كان عضوا احتياطيا في القيادة القطرية، ذلك أنه بعد أن ينتهي اجتماع قيادة الحزب، كان يلحق بالرئيس حافظ ويضع له في جيبه ظرفا وهذا الظرف على ما كنا نتوقع كان يتضمن تقريرا فيه معلومات. وكان الرئيس حافظ في الواقع يهتم كثيرا بمثل هذه الأمور لا سيما فيما يتعلق منها بأعضاء القيادة أو أعضاء الحكومة”.
ويتابع خدام: “لكسب ثقة الرئيس، توجه نحو باسل الأسد (الذي توفي في حادث سيارة بداية 1994) والذي كان يعده الرئيس لخلافته وأصبح دائما يزور مكتب باسل مرتين أو أكثر في الأسبوع، كما كان ينفذ له كل طلباته بغض النظر عن كونها قانونية أم لا، ومنها ما كان يتعلق بالتوظيفات أو بالعقود. كما توجه إلى الشخص الآخر نسيب الرئيس حافظ، وهو محمد مخلوف (الذي توفي بعد إصابته بـ”كوفيد” في مارس 2020)، وكون معه علاقات قوية، ولم يمض يوم دون أن يلتقي الاثنان. وساهمت تلك العلاقة في تدفق وكلاء الشركات الأجنبية والمحلية إلى مكتب محمد مخلوف لتسهيل حصولهم على العقود”.
لقاء دوبا في غرفة الساونا
وإلى جانب كل ذلك، عمل الزعبي، حسب خدام، على إغلاق الأبواب الأخرى حتى لا يأتيه الريح منها “فأقام علاقات ودية مع بعض قيادات المنظمات الشعبية واستغل صداقته مع رئيس اتحاد نقابات العمال عز الدين ناصر كمدخل لإقامة علاقات ودية مع اللواء علي دوبا مدير الاستخبارات العسكرية، والذي كان يلتقي في معظم الأحيان مع عز الدين ناصر في قاعة الساونا بفندق الميريديان. و”كان الزعبي يأتي إلى القاعة بحجة الساونا للقاء اللواء علي دوبا، وعز الدين ناصر، ومع ذلك استمر اللواء علي دوبا في نقده لممارسات الحكومة وأخطاء الزعبي”.
ويشرح خدام الذي كان على خلاف مع الزعبي: “كان يختلف عن (سلفيه رئيسي الوزراء) محمود الأيوبي، وعبد الرحمن خليفاوي، بأن الاثنين احتفظا باحترام نفسيهما في التعامل مع الرئيس ومع أعضاء القيادة ورؤساء أجهزة الأمن، بينما كان الزعبي جاهزا للتفريط في كرامته إلى أبعد الحدود. كما اختلف عن محمد علي الحلبي، فالحلبي كان يخشى العميد رفعت الأسد، (شقيق الرئيس حافظ الأسد الذي حاول القيام بانقلاب في بداية الثمانينات، حسب اعتقاد واسع، وعاد إلى سوريا قبل حوالي سنتين) فيستجيب لطلباته ولكنه بقي نظيفا لم يتورط في أعمال الفساد. أما محمود الزعبي فقد انزلق ليس فقط في تسهيل الفساد وإنما مارسه. كما كان يختلف عن الكسم بأن الأخير جلب على نفسه أكبر كمية من الحملات بسبب مقاومته للفساد وحملاته على المتورطين فيه، بينما كان الزعبي يتعامل مع مسائل الفساد وكأنها من الأمور الطبيعية”.
في تلك المرحلة الطويلة من رئاسة الزعبي للحكومة، حسب أوراق خدام الذي كان وقتذاك نائبا لرئيس الجمهورية “تراجعت الأمور الاقتصادية وازدادت البطالة وعم الفساد مؤسسات الدولة وأجهزتها بما في ذلك القضاء والتعليم العالي، كما أن تحمل المسؤولية في كل المواقع الحكومية كاد ينعدم في سبتمبر/أيلول”.
ويتابع خدام الذي عين نائبا للرئيس في 1984 وبات مشرفا على الجانب السياسي للوجود السوري في لبنان: “على ما أذكر عام 1989 اجتمعت مع الرئيس الأسد لمناقشة قضايا تتعلق بلبنان وبعد أن أنهينا النقاش تعرضت للوضع الداخلي وسوء الأحوال وركزت على فساد السلطة وعلى فساد العقود التي تجريها الحكومة. لم يستثر الرئيس حافظ هذا الحديث ودافع عن الزعبي وعن حكومته، ومما قاله: من أين تأتي بهذه المعلومات والواقع غير ذلك، فالأمور جيدة ولكن هناك من يريد أن يشوش على النظام، فأجبته: من الوزراء الذين يشكون ضغوط الزعبي عليهم لتمرير أمور غير قانونية”.
في عام 1991 زار رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري خدام وبعد أن ناقشا الوضع في لبنان “تحدث (الحريري) عن الوضع الاقتصادي في سوريا وتساءل: لماذا لا تقدم الحكومة السورية على إجراء إصلاحات توقف الخلل الاقتصادي؟ وهل تسمحون لي أن أساعدكم في هذا المجال وأن أكلف مجموعة من الخبراء لدراسة الاقتصاد السوري وتقديم مقترحات؟ فأجبته: هذا الأمر يتطلب قرارا من الرئيس لتمكين الخبراء من الاتصال بالمؤسسات السورية للحصول على المعلومات اللازمة لهم بالدراسة. وعلى كل حال أطلب من الرئيس وأعرض عليه الاقتراح”.
وبالفعل، بعد فترة قابل خدام الرئيس حافظ ووافق على الاقتراح، “وأعطى تعليمات لرئيس الحكومة الزعبي لتسهيل مهمة الخبراء. وبعد أكثر من سنة ونصف أنهى الخبراء دراستهم ووضعوا تقريرا من خمسة أجزاء تناول دراسة جميع القطاعات الاقتصادية مع المقترحات لتطويرها وإصلاحها وفي إطار الخط العام لسياسة الحكومة الاقتصادية ودون وضع أفكار ومقترحات تتناول جذور السياسة الاقتصادية للنظام”. وقد قدم الحريري لخدام مجموعة من ذلك التقرير، كما أرسل إلى الرئاسة مجموعة كبيرة. يقول خدام: “قرأت ذلك التقرير وهو بالفعل شكل دراسة موضوعية تؤدي إلى وقف الانهيار وإنعاش الاقتصاد، ومع ذلك لم يقرأ أحد ذلك التقرير الذي بلغت كلفته ثلاثة ملايين دولار، وهذا يدل على هبوط مستوى الشعور بالمسؤولية بالإضافة إلى الجهل الذي كان سائدا في قضايا البلاد”.
عقد “إيرباص”
كان من العقود الهامة عقد شراء طائرات “إيرباص”، لقد كثر الكلام حول هذا العقد وحول مفاوضاته، فأقدم رئيس الحكومة على تشكيل لجنة برئاسته وعضوية نائب رئيس الحكومة للشؤون الاقتصادية سليم ياسين ومدير شركة الطيران السورية، واستبعد وزير النقل، متهما إياه بالاتصال بالشركة الفرنسية للحصول على عمولة.
وبالفعل جرت المفاوضات وتم الاتفاق على العقد وقد عرضه رئيس الحكومة في اجتماع لمجلس الوزراء، فقدم وزير النقل الدكتور مفيد عبد الكريم مطالعة مطولة عن عيوب العقد وثغراته. كما أبدى الدكتور سليم ياسين ملاحظات جدية على العقد، ومع ذلك فقد أقر مجلس الوزراء العقد “بعد أن أوحى الزعبي للوزراء بأن الرئيس قد اطلع على العقد فأقره المجلس”، حسب قول خدام. ويضيف: “مر عليّ الدكتور ياسين وأبلغني بأن في العقد عيوبا كثيرة وأن رئيس الوزراء أصر على وجهة نظره والعقد سيكلف الدولة خسائر كبيرة. طلبت من الدكتور سليم ياسين طلب مقابلة الرئيس وشرح وجهة نظره. وبالفعل استقبله الرئيس في اليوم الثاني، وتحدث الدكتور سليم عن العقد وعن العيوب فأجابه الرئيس: سأتصل بمحمود لمعالجة الموضوع. كما أن الدكتور مفيد عبد الكريم أرسل دراسة خطية عن العقد إلى الرئيس. وفوجئت بأن العقد أخذ طريقه للتنفيذ”. بعد انتحار الزعبي (كما يرد لاحقا) ببضعة أيام تم توقيف سليم ياسين، وعبد الكريم، وأحيلا إلى القضاء، وتم الحكم عليهما بغرامة تفوق قيمة الطائرات، بالإضافة إلى سجن لمدة خمسة عشر عاما.
يقول خدام: “قبل انتحار الزعبي بثلاثة أيام دعانا الرئيس إلى منزله أنا وعبد الله الأحمر وسليمان قداح وعبد القادر قدورة ومصطفى طلاس، وكانت علامات الموت بادية على وجهه، وبدأ الحديث قائلا: لقد خانني محمود الزعبي، حققوا معه وحاسبوه. والتفت إلي وقال: كل ما كنت تقوله عنه وعن حكومته تبين لي أنه صحيح”.
يضيف خدام أن الأسد “لم يطلعنا على الموضوع الذي خانه فيه (الزعبي)، فتوقعنا أن يكون السبب قضية رشوة كبيرة. فقال سليمان قداح للأسد في الاجتماع الذي عقد في القصر: سنجتمع بالقيادة ونفصله من الحزب. وودعناه”.
وفي اليوم الثاني دعانا قداح للاجتماع في القيادة القطرية لحزب البعث لـ”أمر مهم”. وحضر كل الأعضاء ومنهم الزعبي فطلب منه قداح الخروج من قاعة الاجتماع لأن الموضوع يتعلق به، فبدأ بالخروج. كان جالسا إلى جانبي وسألني: “ما الأمر؟”. فقلت له: “الموضوع يتعلق بك، وبعد انتهاء الجلسة ستدعى إلى الاجتماع وسيبلغك الأمين القطري المساعد (قداح) قرار القيادة وأسبابه”.
بعد خروجه عرض قداح اللقاء الذي جرى مع الرئيس الأسد، وأن الأمر له علاقة بالفساد المتهم فيه رئيس الحكومة، واقترح طرده من الحزب وإحالته إلى التحقيق. وافقت القيادة القطرية على رفع اقتراح الطرد إلى القيادة القومية لأنها صاحبة الاختصاص وفق النظام الداخلي.
وبعد أن أنهينا الاجتماع تم استدعاء الزعبي وأبلغه قداح القرار، “فأصيب بالذهول وأخذ يردد: أنا ماذا فعلت؟”.
انتحار الزعبي
لدى الخروج من الاجتماع تقدم الزعبي من خدام وسأله: “ماذا فعلت؟”، فأجابه: “أنت مدعو للتحقيق والمحقق سيطلعك على التهم. دافع عن نفسك وإذا كانت تلك الوقائع متعلقة بغيرك كن جريئا واحكِ ما لديك من معلومات. وقال لي: إذا دعوني إلى التحقيق سأنتحر. فأجبته: لماذا الانتحار إذا كنت بريئا؟ ولم آخذ كلامه مأخذ الجد”، حسب خدام.
ويتابع: “في الساعة الثانية ظهرا اتصل بي الزعبي، وقال: أرجوك يا أبو جمال أن تبلغ الرئيس أني سأنتحر إذا أحلت على التحقيق. فكررت كلامي الذي جرى بيني وبينه بعد اجتماع قيادة حزب البعث، فكرر كلامه. فقلت له: إذا انتحرت ولم تشاهد غيرك ميتا ارجع”.
ويتابع خدام روايته للأحداث: “بعد قليل اتصل بي العماد حكمت الشهابي، رئيس أركان الجيش، وأبلغني ما قاله له الزعبي، وخلاصته أنه طلب منه إبلاغ الرئيس بأنه سينتحر إذا أحيل للتحقيق، وقد أجابه العماد حكمت بنفس الكلام الذي سمعه الزعبي مني”.
وفي الوقت نفسه الذي طرد فيه من الحزب، سحبت السيارات من أمام منزله، فاتصل بهيثم الشهابي ابن العماد حكمت الذي كانت لديه وكالة سيارات، وطلب منه بيعه سيارة، فأرسل له السيارة كما ذهب إليه لأخذ ثمنها ولم تكن لديه القيمة الكاملة للسيارة، فوافق هيثم على قبول ما لديه.
في اليوم التالي، 25 مايو/أيار 2000، جاء قائد شرطة دمشق ومعه ضابطان لأخذ الزعبي إلى التحقيق، وعندما علم بالأمر صعد إلى الطابق الثاني في منزله وأطلق النار على رأسه وتوفي”.
لكن ما هي “الخيانة” التي تحدث عنها الأسد؟ يقول خدام: “بعد فترة وجيزة علمت أن الزعبي زور توقيع الرئيس حافظ وسحب من احتياطي الدولة مبلغ خمسة وستين مليون دولار، وكان احتياطي الدولة مسجلا باسم الرئيس حافظ الأسد، ولم يكن يخطر ببال أحد أن يكون الاحتياطي- وكانت قيمته آنذاك اثني عشر مليار دولار- موضوعا بالاسم الشخصي لرئيس الدولة”.
ويوضح خدام: “تم اكتشاف جريمة التزوير بعد أن وصلت وثيقة إلى الرئيس حافظ تقول إنه سحب مبلغا من المبلغ المودع باسمه في الخارج قيمته خمسة وستون مليون دولار، فاستغرب الأمر وطلب كتاب التحويل المرسل إلى البنك حيث الوديعة. وبعد أيام وصلت صورة الطلب، ولدى تدقيق التوقيع تبين أنه مزور وسئل البنك عن الجهة التي تم التحويل لها وتبين أنها عائدة لمحمود الزعبي. وهنا ثارت ثائرة الرئيس حافظ، فطلب من أحد رؤساء أجهزة الأمن استدعاء الزعبي وإنذاره بإعادة المبلغ وإذا لم يفعل سيعدم، وتم بالفعل إعادة المبلغ إلى المصرف، وهكذا طويت صفحة حكومة محمود الزعبي”.
لا بد من الإشارة إلى أن الزعبي عندما انتحر كان خارج الحكومة. وفي أوائل مارس 2000 تمت الدعوة إلى اجتماع مفاجئ في القيادة القطرية وتبلغنا بأن الرئيس الأسد “سيحضره”. ويضيف خدام: “توجهنا إلى قاعة الاجتماعات ثم جاء الرئيس وقد ازداد بياض وجهه وبان الضعف عليه وبدأ الحديث متعثرا بالكلام، وقال: أنا قررت أن أقوم بحركة تصحيحية؛ وضع الحكومة سيئ ووضع البلد سيئ”. فعلق خدام همسا في أذن الأسد الذي هو قريب منه: “منذ زمن نقول لك البلد بحاجة إلى حركة تصحيحية”، في إشارة إلى الانقلاب الذي قام به الأسد لتسلم الحكم في نوفمبر/تشرين الثاني 1970.
يقول خدام: “أجابني بنشافة: يا أبو جمال الحركة التصحيحية التي سأقوم بها هي غير الحركة التصحيحية التي تفكر بها أنت. هنا قلت له: ألم نتحدث بهذا الموضوع في ديسمبر/كانون الأول 1999، ونتفق على الخطوط؟ وكان إلى جانبي الكسم، وهمس في أذني: لا تجادله فهو تعبان. وبالفعل صمتّ. تابع الأسد حديثه وقال: سنغير الحكومة. ونسي اسم رئيس الحكومة الجديد، فسأل الدكتور سليمان قداح عن اسم المقرر تسميته رئيس حكومة، فأجابه قداح: محمد مصطفى ميرو محافظ حلب. وهنا أصيب أعضاء القيادة بالذهول لأن القيادة كانت قد اتخذت قرارا قبل أسبوعين بإعفاء محمد مصطفى ميرو من منصبه كمحافظ وإحالته إلى التقاعد”.
انظر:
حكومة محمود الزعبي الأولى 1987- 1992
حكومة محمود الزعبي الثانية 1992 – 2000
المراجع والهوامش:
(1). مرسوم تسمية أعضاء مجلس الشعب عام 1981
(2). مرسوم تسمية أعضاء مجلس الشعب عام 1986
(3). حكومة محمود الزعبي الأولى 1987- 1992
(4). حكومة محمود الزعبي الثانية 1992 - 2000
(5). انتحار محمود الزعبي عام 2000
(6). صحيفة البيان، مواراة جثمان الزعبي في جنازة عائلية متواضعة، العدد الصادر في 23 أيار عام 2000م.
(8). صحيفة القدس العربي - لندنالعدد 3430 الصادر يوم الاثنين 22 أيار 2000م
(9). حافظ الأسد قبل ثلاثة أيام من انتحار الزعبي: خانني... حققوا معه وحاسبوه
المراجع والهوامش:
(1). مرسوم تسمية أعضاء مجلس الشعب عام 1981
(2). مرسوم تسمية أعضاء مجلس الشعب عام 1986
(3). حكومة محمود الزعبي الأولى 1987- 1992
(4). حكومة محمود الزعبي الثانية 1992 - 2000
(5). انتحار محمود الزعبي عام 2000
(6). صحيفة البيان، مواراة جثمان الزعبي في جنازة عائلية متواضعة، العدد الصادر في 23 أيار عام 2000م.
(8). صحيفة القدس العربي - لندنالعدد 3430 الصادر يوم الاثنين 22 أيار 2000م
(9). حافظ الأسد قبل ثلاثة أيام من انتحار الزعبي: خانني... حققوا معه وحاسبوه