مقالات
خالد محمد جزماتي: من ذكريات السجن (1)
خالد محمد جزماتي – التاريخ السوري المعاصر
من ذكريات السجن
بعد اثنان وأربعون يوما قضيتها في فرع التحقيق العسكري جمعونا في غرفة لا تتسع لأكثر من عشرة أشخاص، ولكننا أربعون… وليس فيها دورة مياه. يسوقوننا خمسة خمسة تحت ضربات السياط لقضاء حاجتنا وهم يصرخون علينا مع الشتائم القذرة.. معكم ثلاث دقائق.. تقع المٱسي الشخصية.. ونرى مأسي الٱخرين ..
في هذه الغرفة الجماعية كان معنا أحد السجناء من لبنان اسمه قزحية شهوان كتائبي الهوى اعتقلوه في بيروت وساقوه إلى سورية.. وبعد أن ساقونا إلى معتقل تدمر بدأت المأساة في تدمر ..
بعد أن انتهت أزمة الأخوين حافظ ورفعت تم نقل طاقم السجن من قائده الرائد فيصل غانم إلى مساعد انضباط السجن محمد الخازم … تم تكليف الضابط بركات العش بإدارة السجن فحاول أشعارنا بأنه مستقيم ينفذ الأوامر..
فبدأ يجتمع مع المهاجع في الساحات.. وعندما اجتمع مع سجناء المهجع رقم 4 وخطب فيهم استغل السجين المسيحي الكتائبي قزحية شهوان الفرصة ورفع يده ..فأذن له بركات العش بالتكلم..
قال. يا سيدي أنا مسيحي كتائبي ليس لي علاقة بالإخوان أو باليمين (بعث العراق) أطلب نقلي من تدمر ..فأجابه بركات العش …القيادة وضعتك هنا لتعلن اسلامك وتنتمي إلى جماعة الإخوان.
ولما أخلي سبيلي تعجبت من قنوات التلفزيون.. وكان بعضها ينقل مشاهد لمظاهرات اللبنانيين وبعض الأمهات يرفعن لافتات كتب عليها بالخطوط العريضة أسماء أبنائهن المعتقلين قسراً في السجون السورية ومن تلك اللوحات كنت أرى احداهن ترفع لوحة كبيرة عليها اسم ابنها قزحية شهوان الذي حسب معلومات السجناء تم إعدامه في تدمر وأمه مازالت تطالب به والنظام لا يهتم حتى بإبلاغ ذويه .
