شهادات ومذكرات
من مذكرات أمين أبو عساف (66) وضعي الخاص
من مذكرات أمين أبو عساف (66): وضعي الخاص
إني من الأوائل الذين لبوا نداء الواجب وانسحبوا من صفوف القوات الخاصة وانضموا إلى صفوف القوى الوطنية.
أسندت إلي مهمات صعبة وحساسة حتى قبل استلام الجيش، ولم تُرفع مني قيادة بسبب ضعف أو جبن أو سوء ائتمان.
عُينت في تدمر ضابط عشائر وقائد فوج الهجانة قبل استلام الجيش، ثم نُقلت إلى السويداء لصالح الخدمة في أصعب الظروف وأحرجها، ولم يهدأ لي بال منذ الانسحاب من جيش الشرق الخاص، وما أن تحرك الجيش إلى الحدود الفلسطينية حتى طلبت الاشتراك في العمليات، وأجبتُ إلى طلبي في اليوم الثاني 16 أيار.
في 25 أيار عينت آمراً لفوج المدرعات الثاني وكنت فخوراً بهذه الثقة، خضتُ عدة معارك معه. جرحت في إحداها وعدتُ مسرعاً بعد خروجي من المستشفى، حتى كان 15 أيلول أثناء الهدنة الدائمة حيث أعطيت قيادة الفوج لضابط آخر بعد انتهاء العمليات التي لم يحضرها.
بعد هذا التاريخ أُعطيت قيادة أكثر الأفواج إلى رؤساء ومنهم أقل قدماً مني، كنت أثناء العمليات وقبل الهدنة الثانية الرئيس الوحيد آمر فوج.. أصبح كل آمرى الأفواج والكتائب رؤساء إلا أنا وكثرت تنقلاتي وهي:
15 أيلول نقلتُ رئيساً للشعبة الثالثة في أركان اللواء الثاني في بانياس
7 تشرين الأول عدت آمر سرية في فوج المدرعات الثاني الذي قدته أثناء العمليات.
9 تشرين الأول ضابط ارتباط مع الجيش السعودي الذي انتظرته في مخفر “أبو الشامات” ولم يصل.
20 تشرين الأول كتيبة الفرسان الأولى معاوناً لآمر الكتيبة في القنيطرة.
28 تشرين الثاني نقلت إلى اللواء الرابع رئيساً لأركانه في معسكرات قطنا.
لقد راجعت معاون القائد العام مرتين وبناء على طلبي.
الأولى : عندما جرى نقلي من قيادة فوج المدرعات وتسليمي قيادة سرية فيه.
الثانية: عندما أعادوني آمر سرية إلى فوج المدرعات الثاني الذي قدته أثناء العمليات. كل ما فعله في كل منها تعديل النقل ثم الوقوع في نفس الخطأ بعد مدة بسيطة ولم يصحح الخطأ.
لقد أحدثت عدة قيادات في الأشهر الأخيرة وتجاهل وجودي ولو كان من سبب لما تألمت.
تأكد أني لم أراجع رئيس شعبة قبلك لأن الشاكي ضعيف ولربما تتخذ عنه شتى الأفكار ولكن ثقتى بأخلاقك وتربيتك جعلتني أحدثك بما يلي:
لايخفاك أني ظلمت في التصنيف إذ جعل الترفيع مقيداً بتاريخ 1 / 1 / 1947 بدلاً من 1 / 1 / 1945 وهكذا رُفع معي من هم أقل مني قدماً وأتى بعدي بثلاثة أشهر من هم بعدي في الرتبة السابقة بأربعة سنوات وهلم جرا.. الآن جاء دور سنة القدم والذي حصل عليها من الرؤساء صار أقدم مني مثلاً الرئيس “محمود شطرا” فقد كان بيني وبينه حوالي خمس سنوات رتبة، وقد حصل على قدم وصار أقدم مني. أعطيت نفسي مثلاً لأني لم أدرس أوضاع الضباط / فوج – لواء/ وما فوق، ربما ظهرت أمثلة كثيرة جديرة بالدراسة والتصحيح.
مضت العمليات ولم يرفع أحد لأن القيادة لم تكن تراقب حتى قيادة اللواء، أهملت مراقبة أعمال الضباط والقطعات المحاربة أثناء المعارك لأنها ساحة الاختبار- ترفيع المستحق في المعركة كما يجري في كل جيوش العالم لا مجال للاعتراض عليه. أما منح سنوات القدم والترفيع العشوائي خارج المعركة بدون طريق التسلل وبدون استحقاق يؤثر على معنويات الضباط ويسبب عدم الثقة بالقيادة ويحطم الجيش.
حبذا لو وضعت القيادة قواعد صارمة للترفيع وعدم التلاعب بمصير الضباط وأن يلغى الترفيع الاستثنائي إلا في ساحة المعركة الحربية، وأن نتبع ما هو جار في الجيش الفرنسي الذي نعرفه جيداً بالنسبة للفرنسيين أنفسهم فقط (دون ضابط المستعمرات أو تحت الانتداب).
أثناء المعركة يرفع من يبرز بشجاعته مثلاً:
– يقود هجوماً ناجحاً ويحتل مواقع العدو – يثبت ويصدُ هجوم العدو.
– يفك الطوق عن قوة محاصرة – يخترق حصار العدو – ينفذ مهمات صعبة واستثنائية.
– القيام مع وحدته بأي عمل عسكري مجيد لصالح الجيش حسب تقدير رؤسائه.
أثناء السلم يجري الترفيع على النحو الآتي:
من رتبة ملازم إلى ملازم أول يجري الترفيع بصورة عادية بعد مرور سنتين على الرتبة. من رتبة ملازم أول إلى رئيس يتبع الضباط دورة اجتياز رتبة لقيادة سرية تعينها المواد المقرة ومنها قيادة سرية في تمارين القتال. يسجل الناجحون على لوائح أسمية حسب تسلسل درجاتهم وبعد إتمامهم أربع سنوات في رتبهم. وفي الوقت المحدد للترفيع يبدأ ترفيعهم بالتسلسل حسب وجود الشواغر. لا يرفع إلا الضباط الذين اتبعوا الدورات. من رتبة رئيس إلى رتبة رائد يتبع الضباط دورة اجتياز رتبة لقيادة الفوج ثم يُتبع نفس الأسلوب المبين أعلاه.
اعتباراً من رتبة رائد يتقدم الضباط إلى مسابقات – الانتقاء لدورة الأركان- الناجحون يتبعون دورة الأركان. والناجحون في هذه الدورة يستحقون الترفيع بعد إتمام المدة المؤهلة للترفيع في الوقت المحدد، وحسب تسلسل الدرجات والشواغر.
بعد ذلك تأتي دورة الأركان العليا يتبع نفس الأسلوب أي لا يصل إلى المراتب العليا إلا النخبة المختارة من الضباط الأمراء ويستمرون في إتباع دورات عليا مقرره لأن الفن العسكري يتطور دائماً مثل باقي العلوم.
تبقى ساحة المعركة هي الميزان الحقيقي الدقيق لمعرفة إمكانيات الضباط وبما أن القائد العام يحمل مهمات جساماً خارج الجيش وبعض معاونيه ينفذون رغباته أحياناً بدون دراسة حتى وإن كانت مخالفة للقانون، لعلك ورفاقك الشباب المخلصين تتمكنون من الحد من هذه التصرفات وتطبيق القانون والمحافظة على التقاليد العسكرية.
أطلت عليك ولكنها أمور تتعلق بالخدمة والواجب وأسلم.
كان المقدم الركن “رياض كيلاني” من طلاب الفرسان السنة الثانية للعام الدراسي 1940 – 1941 عند تعيين الملازم أول أمين أبو عساف مدرباً في الكلية العسكرية، وهو من تلاميذه. تخرج في تلك السنة برتبة مرشح وكان الأول على دورته من الفرسان بينما حصل الطالب “جميل زهر الدين” على الدرجة الثانية.
انظر :
الفصل الأول – الثورة العربية الكبرى وسوريا تحت الانتداب
من مذكرات أمين أبو عساف (1): الثورة العربية الكبرى
من مذكرات أمين أبو عساف (2): بدايات الحكم الفرنسي في السويداء
من مذكرات أمين أبو عساف (3): أسباب الثورة السورية الكبرى 1925
من مذكرات أمين أبو عساف (4): اشتراك حوران وعرب اللجاة في الثورة السورية الكبرى
من مذكرات أمين أبو عساف (5): متابعة دراستي وانتسابي إلى الصف الخاص
من مذكرات أمين أبو عساف (6): الدخول إلى الكلية العسكرية
من مذكرات أمين أبو عساف (7): الدراسة في الكلية العسكرية
من مذكرات أمين أبو عساف (8): التخرج من الكلية العسكرية وتعييني في الكوكبة الثالثة
من مذكرات أمين أبو عساف (9): نقلي إلى كتيبة شمال سورية الكوكبة /25/
من مذكرات أمين أبو عساف (10): إجراءات السفر إلى “سومير”
من مذكرات أمين أبو عساف (11): مدرسة سومير للفرسان والمدرعات
من مذكرات أمين أبو عساف(12): زيارة باريس
من مذكرات أمين أبو عساف (13): إعلان فرنسا الحرب على ألمانيا النازية
من مذكرات أمين أبو عساف(14) : نقلي إلى الكوكبة الثالثة مدرباً لطلاب الكلية العسكرية
من مذكرات أمين أبو عساف (15) : محاضرة عن الدروز في “جبل الدروز”
من مذكرات أمين أبو عساف (16): الحرب عام 1941 بين قوات فيشي وقوات فرنسا الحرة والجيش البريطاني
من مذكرات أمين أبو عساف (17): ذهاب الكتيبة إلى الحدود الفلسطينية
من مذكرات أمين أبو عساف (18): معركة فيق
من مذكرات أمين أبو عساف (19):الانسحاب من تل الفرس
من مذكرات أمين أبو عساف (20): العودة إلى حمص بالقطار من محطة القدم
من مذكرات أمين أبو عساف (21): إعادة تشكيل الرعيل واستلامي مهمات دفاعية على طريق تدمر ودمشق
من مذكرات أمين أبو عساف (22): تعييني أمراً لرعيل المدرعات الثاني عام 1941
من مذكرات أمين أبو عساف (23): عودة الرعيل إلى ثكنته في اللاذقية
من مذكرات أمين أبو عساف (24): نقلي معاوناً لقائد الفرسان والمدرعات
من مذكرات أمين أبو عساف (25): نقلي إلى الكتيبة الخفيفة للمنطقة الشمالية آمراً للتشكيلات الآلية
من مذكرات أمين أبو عساف (26): تشكيل أول كوكبة آلية وتعيين قائداً لها عام 1942
من مذكرات أمين أبو عساف (27): نقلي إلى الكتيبة الدرزية
من مذكرات أمين أبو عساف (28): تعييني معاوناً لآمر المجتمع الرابع
من مذكرات أمين أبو عساف (29): إبعاد الضباط النظاميين إلى بيروت
من مذكرات أمين أبو عساف (30): عودتي معاوناً لآمر المجتمع الرابع
من مذكرات أمين أبو عساف (31): استلامي قيادة الكوكبة الخفيفة الرابعة
من مذكرات أمين أبو عساف (32): وضع المفرزة
من مذكرات أمين أبو عساف (33): الانسحاب عن الفرنسيين
من مذكرات أمين أبو عساف (34): كيف سارت الأمور في دمشق والسويداء عام 1945
من مذكرات أمين أبو عساف (35): تشكيل مديرية العشائر وقيادة قوى البادية عام 1945م
من مذكرات أمين أبو عساف (36): خلاف البدو والحضر في تدمر ودور البريطانيين
من مذكرات أمين أبو عساف (37): وصول “راكان بن مرشد” وتحريض العسكريين
من مذكرات أمين أبو عساف (38): كتاب إلى آمر قوى البادية عام 1945
من مذكرات أمين أبو عساف (39): تشكيل فوج البادية بتدمر عام 1945
من مذكرات أمين أبو عساف (40): العيد الوطني لاستقلال سورية عام 1946
الفصل الثاني- فجر الاستقلال وحرب فلسطين:
من مذكرات أمين أبو عساف (41): نقلي إلى كتيبة الفرسان الأولى في السويداء
من مذكرات أمين أبو عساف (42): مقابلة “سلطان باشا الأطرش”
من مذكرات أمين أبو عساف (43): عودة “حمد الأطرش” آمر لكتيبة الفرسان في السويداء
من مذكرات أمين أبو عساف (44): تعييني قائداً لمنطقة جبل العرب عام 1947
من مذكرات أمين أبو عساف (45): تعيين “عارف بك النكدي” محافظاً للسويداء
من مذكرات أمين أبو عساف (46): أوضاع الضباط السوريين في قوات المشرق الخاصة
من مذكرات أمين أبو عساف (47): حشد الجيش على حدود فلسطين
من مذكرات أمين أبو عساف (48): تعيين حسني الزعيم رئيساً للأركان
من مذكرات أمين أبو عساف (49): فوج المدرعات الثاني وتعيني آمراً له
من مذكرات أمين أبو عساف (50): معركة كعوش
من مذكرات أمين أبو عساف (51): نقلي من فوج المدرعات إلى الكتيبة الأولى
من مذكرات أمين أبو عساف (52): استلامي قيادة الهجوم على خان يردا
من مذكرات أمين أبو عساف (53): قصف للطيران اللإسرائيلي وإصابتي بجراح
من مذكرات أمين أبو عساف (54): تعييني رئيساً للشعبة الثالثة في أركان اللواء الثاني
من مذكرات أمين أبو عساف (55): نقلي معاوناً لآمر كتيبة الفرسان الأولى
من مذكرات أمين أبو عساف (56): المعارك التي اشتركت بها كوكبات الكتيبة الأولى أو مخافرها
من مذكرات أمين أبو عساف (57): استلام قطعات الشرق الخاصة
من مذكرات أمين أبو عساف (58): زج الجيش السوري بالمعركة أمام “خط إيدن” عام 1948
من مذكرات أمين أبو عساف (59): احتلال كعوش
من مذكرات أمين أبو عساف (60) التعاون العربي لتشكيل قيادة القوات العربية
من مذكرات أمين أبو عساف (61) وضع الجيوش العربية خلال معركة فلسطين
من مذكرات أمين أبو عساف (62) نقلي إلى اللواء الرابع رئيساً لأركانه
من مذكرات أمين أبو عساف (63) الوضع العام قبيل إنقلاب الزعيم “حسني الزعيم”
من مذكرات أمين أبو عساف (64) الإنقلاب الأول بقيادة الزعيم حسني الزعيم
المراجع والهوامش:
