You dont have javascript enabled! Please enable it!
مقالات

مكتب عنبر.. دار التاجر اليهودي الذي تحول إلى مدرسة سلطانية

مدرسة عنبر أو مكتب عنبر أو المكتب السلطاني

بني المكتب أصلاً ليكون داراً للتاجر اليهودي يوسف أفندي عنبر وهو ثاني بيوت دمشق من ناحية المساحة (بعد قصر العظم) وأحد أكثرها بهاءً. بدأ بناء البيت عام  1284 للهجرة (1867 للميلاد) وانتقلت ملكيّته إلى الإدارة العثمانيّة حوالي عام  ١٨٧٥ بعد أن أثقلت الديون كاهل عنبر. تأسّست فيه عام 1304 (1886) حسب الحصني أو 1305 (1887- 1888) حسب السلنامة أوّل مدرسة ثانويّة حديثة في دمشق “مكتب الإعداديّة الملكيّة” أو “المدرسة السلطانيّة” وتخبرنا تقارير السلنامة أيضاً أنّ ٢٦٨ طالباً درسوا فيها عام 1316 (1898-1899) ليرتفع العدد إلى 398 في العام التالي. تزوّدنا السلنامة أيضاً بأسماء المدرّسين والمواد المدرّسة. كان المكتب -في جملة ما كان- مدرسة داخليّة.

النسبة للخواجا يوسف أفندي عنبر من مواليد دمشق عام 1820 والحديث عن ثاني أكبر دور دمشق (بعد قصر العظم) بمساحة 4059 متر مربّع.

جمع يوسف عنبر ثروته في الهند التي أقام فيها لفترة طويلة كأحد رعايا بريطانيا العظمى أمّا عن البيت فقد بني بين  1867 – 1870 بكلفة ٤٦٠٠٠ ليرة ذهبيّة عثمانيّة وهو مبلغ أسطوري في كلّ المقاييس. استلزم بناء هذا القصر هدم دار عمر السفرجلاني (وفيّات 1701) وتمّ مزج طرز تقليديّة مع المعاصرة في الصرح الجديد. من الناحية المعماريّة كان البناء برمّته حديثاً وقتها لربّما باستثناء لعض العناصر الزخرفيّة المعادة الاستعمال.

تشير الدلائل أنّ كلفة البناء تجاوزت توقّعات وإمكانيّات الخواجا عنبر مع حلول عام 1870 ممّا دفعه إلى مغادرة دمشق إلى غير عودة. دعى يوسف أفندي نفسه مواطناً عثمانيّاً اعتباراً من عام 1874 على الأقلّ ولكنّه أمضى ما تبقّى من حياته في لندن.

قامت السلطات بمصادرة البيت عام 1875 في محاولة منها لتسديد الديون المترتّبة عليه وتحوّلت تسميته إلى مكتب عنبر عندما أصبح أوّل مدرسة ثانويّة في دمشق عام 1887- 1888. رممّت الحكومة السوريّة البيت عام 1978 وهو اليوم مقرّ لجنة حماية دمشق القديمة ويتعيّن على من يرغب بإجراء تعديلات على المباني والبيوت داخل سور المدينة أن يحصل على موافقته.

مكتب عنبر من جلاء العثمانييّن إلى الانتداب الفرنسي

يستشفّ القارىء دون عناء النزعة العروبيّة في مقال الأستاذ فريد جحا القيّم عن مكتب عنبر في الحوليّات الأثريّة العربيّة السوريّة. لا ضير في ذلك طالما التزم الكاتب بمنهج موضوعي متجرّد من الأهواء والأحكام المسبقة قدر الإمكان. لنأخذ على سبيل المثال الأسطر التالية (صفحة ٤٠٤) التي نقلها جحا عن الأستاذ ظافر القاسمي:

بعض الأساتذة الأتراك أنفسهم وإن كان قلّة نادرة كان مسلماً حقّاً كثير التقديس للرسول الأعظم صلّى الله عليه وسلّم ولقومه العرب“.

في هذه الكلمات قدر لا يستهان به من العنصريّة والتعصّب. سواءً أحبّ المرء الأتراك أم كرههم وسواءً كان صديقاً ودوداً للدولة العثمانيّة أم عدوّاً لدوداً لها فلا مناص للعاقل من الإقرار أنّ الأتراك مسلمون وأنّ كلّ من عرّف نفسه مسلماً فهو مسلم والادّعاء أنّ المسلمين الحقيقييّن منهم “قلّة نادرة” كلام “من فوق الأساطيح” كما يقول المثل الشامي.

كان مكتب عنبر أوّل مؤسّسة تعرّبت بشكل كامل بعد جلاء العثمانييّن عندما “نعمت البلاد بالاستقلال” حسب تعبير المؤلّف ولكن هذا الاستقلال (الذي دعمته بريطانيا في البداية) لم يكمل السنتين ويخبرنا الأستاذ حجا أنّ مكتب عنبر تحوّل إلى ثكنة عسكريّة عشيّة يوم ميسلون إذ جلب إليه السلاح الذي وزّع بين الطلّاب وجرى تدريبهم عليه و”الذي لا شكّ فيه أنّ فريقاً من أبنائه قد حمل السلاح وذهب إلى العركة وقاتل”. يتابع المؤلّف سرده عن الدور الوطني الذي لعبه طلّاب المكتب في عهد الانتداب من التظاهر ضدّ زيارة بلفور (صاحب التصريح الشهير) عام ١٩٢٥ إلى تحدّي المندوب السامي الفرنسي في العام الذي تلاه ومطالبته باستقلال سوريا وكيف خطب الأستاذ شكري الشربجي مذكّراً “بالعهود التي قطعت للعرب الذين صدّقوكم فقاموا بثورتهم العربيّة الكبرى” (لتوخّي الدقّة “العهود” المزعومة لم تكن للسورييّن بل للهاشمييّن ولم يعطها الفرنسيّون بل الإنجليز وفي رأيي أنّهم أوفوا بها وزادوا وأنّ كرمهم مع أولاد الشريف حسين كان حاتميّاً).

جاء في كتاب الأستاذ ظافر القاسمي عن مكتب عنبر أنّه أمضى فيه أحلى أيّام حياته وأنّ المدرسة ضمّت جمهرة المتعلّمين في البلد وكانت الثانويّة الرسميّة الوحيدة في دمشق وخرّجت نخبة البلد. كان من تلاميذ المكتب “رجال الرعيل الأوّل وكانوا أوّل من رفع صوته بذكر العربيّة على عهد الاتّحادييّن من الترك وتسلّلت القوافل من بعضهم“.

شارف دور المكتب كمدرسة التجهيز على الانتهاء مع إنجاز البناء الحديث في منتصف الثلاثينات (ثانويّة جودت الهاشمي + ابن خلدون لاحقاً) ولا زال قصر يوسف أفندي عنبر قائماً في قلب المدينة القديمة وشاهداً على تاريخ عريق.

البناء

الموقع داخل سور دمشق القديمة شمال الشارع المستقيم (البيت اليهودي الوحيد شمال الشارع المستقيم) وعلى بعد حوالي ٢٠٠ متر جنوب شرق الجامع الأموي. للبناء بابان الرئيس منهما غربي يبعد حوالي خمسة عشر متراً إلى الجنوب من جامع القاري أو السفرجلاني أمّا الشرقي فيطلّ على شارع أو زقاق المتكنة (عرض ثلاثة أمتار).

مكتب عنبر مستطيل الشكل بطول يقارب المائة متر (شرق-غرب) وعرض نحو خمسين متراً (شمال جنوب) وهو أكبر دور دمشق على الإطلاق باستثناء قصر العظم.

زار الأستاذ فريد جحا البناء مرّتين الأولى زيارة وصفها بالخاطفة في آب ١٩٨٣ والثانية متأنّية في التاسع من كانون ثاني ١٩٨٤ ووصفه باختصار شديد في مقاله في الحوليّات اقتبست منه أسطر معدودة لتعريف سريع به. المكتب يستحقّ كتاباً كاملاً بمئات الصفحات وعشرات الصور الرقميّة مع المساقط والخرائط على أقلّ تقدير ولكن الأوابد التي حظيت بما هي جديرة به من الاهتمام في سوريا قليلة.

يقسم البناء إلى أربعة وحدات تتّصل ببعضها عن طريق أبواب ويتوسّط كلّ من هذه الوحدات صحن أو باحة سماويّة يتوسّطها بدورها حوض أو بركة ماء محاطة بحدائق يطلّ عليها من الأطراف الأربعة أربعون غرفة موزّعة على طابقين. المكتب مزوّد بأواوين وأعمدة وأقواس وزخارف جداريّة تمتزج فيها التقاليد الشرقيّة (العناصر التقليديّة كالإيوان والصحن المركزي مع الزينة هندسيّة كانت أو نباتيّة والرسوم الجداريّة والنقوش النافرة أو الغائرة) والأوروبيّة المستلهمة من طراز الروكوكو المتميّز بالإفراط في الزخارف والدقّة إلى درجة الابتذال أو هكذا على الأقلّ ارتأت الليدي Isabel Burton في الصفحة ١٧٢ من كتابها الشهير “حياة سوريا الداخليّة” عندما قالت:

“يقوم يهوديّ آخر يدعى الخواجا عنبر ببناء قصر على طراز أكثر حداثة وبالتالي أقلّ استساغة بالنسبة لي. الفخامة الرائجة اليوم غنيّة أكثر ممّا ينبغي بينا يتمتّع بيت لزبونا بالعراقة وسلامة الذوق. في كلّ الأحوال لا يمكن لأحد أن ينكر على عنبر اهتمامه بتزويد داره بأسباب الرخاء إذ ألحق بها كنيساً خاصّاً وحمّاماً تركيّاً. اشترى عنبر جميع البيوتات القديمة حوله ليوسّع منزله إلى أقصى حدّ ممكن ومع الأسف أحرق في هذا الصدد  زخارف هذه البيوت وخشبها القديم الذي عجز عن تقدير أصالته وجماله وهزىء بي عندما تحسّرت على هذه الخسارة”.

 الصحن المركزي في مكتب عنبر
يعدّ الصحن المركزي لمكتب عنبر من أكبر صحون الدور الشاميّة وأكثرها بذخاً. يتقدّم رواق الصاليا الشماليّة فيه ويقابلهما إيوان كبير في الجهة القبليّة. هناك إيوانان صغيران متواجهان على جانبيّ الإيوان الكبير في نهاية الصحن الجنوبيّة.
شمل الطابق العلوي في البيت رواقاً مفتوحاً لا نظير له في دمشق القديمة يقع فوق رواق الطابق الأرضي مباشرة. أغلق رواق الطابق العلوي بجدار في القرن العشرين ونعرف وجوده فقط من خلال الصور التاريخيّة (اللقطة الملحقة عن Bonfils في أواخر القرن التاسع عشر).
الصحن الغربي كبير أيضاً وذو غرف فسيحة وإن اختلف تنظيمها الحالي عن الأصل الدارس. ليس لدينا صور لهذا الرواق قبل القرن العشرين.
أخيراً لا يوجد نقوش كتابيّة تاريخيّة في مكتب عنبر والسبب على الأرجح إفلاس يوسف أفندي وهجرته قبل أن يستطيع أن يسكن في داره ويضع اللمسات النهائيّة على زخارفها.

 الصحن الشرقي في مكتب عنبر

عدد صحون مكتب عنبر أربعة: ثلاثة منها كبيرة ورابع صغير يلي المدخل مباشرة من جهة الشرق. تعكس الغرف وتوزيعها حول الصحون التغيّرات التي طرأت على تنظيم عمارة الدور الشاميّة في سبعينات القرن التاسع عشر.

يتّصل الصحن الشرقي مع باب المدخل بواسطة الصحن الرابع الصغير المذكور أعلاه ونرى في المخطّط الملحق صاليا (قاعة تتبع الموضة وقتها حيث يتلاشى فرق الارتفاع بين العتبة والطزر) في الجانب الشرقي وإيوان في الجانب القبلي.

تتمحور البحرة البيضويّة الشكل مع مدخل الصاليا ولكنّها تنحرف قليلاً باتّجاه الشرق عن محور الإيوان.

مكتب عنبر: المناهج المدرسيّة بين التركيّة والعربيّة

أكمل فخري البارودي خمس سنوات من التعليم الابتدائي التحق بعدها بمكتب عنبر ليمضي فيه سبع سنوات من 1901 إلى 1908 كتب عنها في مذكّراته ونقل عنه الأستاذ حجا المعلومات التالية:

أعطى المكتب شهادتين الأولى متوسّطة في نهاية السنة الخامسة والثانية إعداديّة بعد إتمام السابعة. المواد المدرّسة هي الآتية:

القرأن والعلوم الدينيّة والفقهيّة، الأخلاق، المنطق، اللغات العربيّة والتركيّة والفرنسيّة والإيرانيّة، علم الثروة، علم أحوال السماء (الفلك؟!)، جغرافيا وتاريخ (مع تركيز على الإمبراطوريّة العثمانيّة)، الصحّة، القانون، “علم الأشياء”، الرياضيّات بفروعها، الزراعة، الخطّ، الكيمياء، الحكمة (الفلسفة؟!)، الماكينة (فيزياء؟!)، أصول مسك الدفاتر، الأرض (الجيولوجيا)، النبات، الحيوان.

من الواضح أنّ المناهج تهدف بالدرجة الأولى إلى تخريج طبقة بيروقراطيّة مهنيّة وكفوءة ولائها للإميراطوريّة العثمانيّة أمّا عن رأي البارودي (من نافل القول أنّه أدلى به بعد نهاية الحرب العالميّة الأولى) فهو باختصار “أنّهم كانوا يدوّخون رؤوس الطلبة بهذه العلوم” مضيفاً أنّ الغالبيّة المعظمى من المدرّسين كانوا من الأتراك  بما فيهم معلّم اللغة العربيّة! وأنّ عدد المعلّمين العرب لم يتجاوز الإثنين الأوّل مسؤول عن تعليم القواعد والقراءة التركيّة!! والثاني أستاذ الديانة وكلاهما من دمشق.

بالنسبة للغة التعليم فهي تركيّة في جميع المواد والعلاقة بين العرب والأتراك (حسب البارودي) علاقة محكوم مع حاكم كما نرى في الأسطر التالية من مذكّراته:

أربعمائة سنة كانت قد مرّت على الأتراك وهم يحكمون بلادنا لمّا دخلنا مكتب عنبر وكان من الطبيعي أن يتولّد شيء من النفور بين أبناء الحاكم وأبناء المحكوم ولم يكن واحد منّا يجرؤ على رفع رأسه أمام المعلّمين ورجال الإدارة وكلّهم من الأتراك كما أنّ رهبة الحكم العثماني كانت تملأ القلوب وبسبب هذا الرعب الذي بثّه الحكم العثماني في النفوس لم نكن نجرؤ على ذكر العرب والعروبة.

بالطبع العربيّة كانت اللغة الأمّ للأكثريّة الساحقة من الطلّاب بينما كان المعلّمون الأتراك -حسب الدكتور سامي الميداني- “جهلة وليسوا في الأصل معلّمين بل مبعدين غضب عليهم فكان إرسالهم إلى سوريا نوعاً من التأديب أو العقاب”. يضرب الدكتور ميداني أمثلة ومنها أنّ “تعليم اللغة الفرنسيّة كان يتمّ بالتركيّة وكان مدرّسها جزائريّاً منفيّاً يجهل اللغة ويدرّسها للانتفاع ليس أكثر”.

تلخّص الاقتباسات أعلاه التوجّه العروبي للأستاذ جحا نقلاً عن البارودي والميداني وفي اعتقادي أنّ إسقاط العروبة بمفعول رجعي على سوريا في مطلع القرن العشرين وتحديداً قبل أن تضع الحرب العظمى (١٩١٤-١٩١٨) أوزارها فيه من المبالغة الشيء الكثير وخلط (سواءً كان عفويّاً أو مع سبق الإصرار) بين العروبة كمفهوم لغوي-ثقافي والقوميّة العربيّة كمفهوم جغرافي-سياسي. بالنسبة للسفر برلك من الأقرب إلى الصواب القول أنّ معظم السورييّن كانوا يتلهّفون لانتهاء هذا الكابوس بشكل أو بآخر بغضّ النظر عن المنتصر والمهزوم أمّا من حمل السلاح منهم فقد استمرّ معظمهم في ولاءه للقسطنطينيّة حتّى جلاء آخر جندي عثماني عن بلاد الشام.


انظر:

المعهد الدانمركي في دمشق وقصة بيت العقاد

دوما .. في الحوليّات الأثريّة السوريّة لوصفي زكريا

المصدر
تعود الصور الملحقة للعدد الخامس والثلاثين من الحوليّات الأثريّة العربيّة السوريّة أمّا عن المعلومات فتعريب عن صفحة ١٢٨ و ٤١٢ من دراسة الدكتور Weber عن دمشق في أواخر العهد العثماني.



 أحداث التاريخ السوري بحسب السنوات


سورية 1900 سورية 1901 سورية 1902 سورية 1903 سورية 1904
سورية 1905 سورية 1906 سورية 1907 سورية 1908 سورية 1909
سورية 1910 سورية 1911 سورية 1912 سورية 1913 سورية 1914
سورية 1915 سورية 1916 سورية 1917 سورية 1918 سورية 1919
سورية 1920 سورية 1921 سورية 1922 سورية 1923 سورية 1924
سورية 1925 سورية 1926 سورية 1927 سورية 1928 سورية 1929
سورية 1930 سورية 1931 سورية 1932 سورية 1933 سورية 1934
سورية 1935 سورية 1936 سورية 1937 سورية 1938 سورية 1939
سورية 1940 سورية 1941 سورية 1942 سورية 1943 سورية 1944
سورية 1945 سورية 1946 سورية 1947 سورية 1948 سورية 1949
سورية 1950 سورية 1951 سورية 1952 سورية 1953 سورية 1954
سورية 1955 سورية 1956 سورية 1957 سورية 1958 سورية 1959
سورية 1960 سورية 1961 سورية 1962 سورية 1963 سورية 1964
سورية 1965 سورية 1966 سورية 1967 سورية 1968 سورية 1969
سورية 1970 سورية 1971 سورية 1972 سورية 1973 سورية 1974
سورية 1975 سورية 1976 سورية 1977 سورية 1978 سورية 1979
سورية 1980 سورية 1981 سورية 1982 سورية 1983 سورية 1984
سورية 1985 سورية 1986 سورية 1987 سورية 1988 سورية 1989
سورية 1990 سورية 1991 سورية 1992 سورية 1993 سورية 1994
سورية 1995 سورية 1996 سورية 1997 سورية 1998 سورية 1999
سورية2000

هيثم قدح

طبيب وكاتب سوري مقيم في الولايات المتّحدة الأمريكيّة منذ عام 1985

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى