You dont have javascript enabled! Please enable it!
أعلام وشخصيات

رشيد بقدونس

1875 - 1943

رشيد بقدونس
رشيد بن عبد الرزاق بن حسن بن يوسف بقدونس، مناضل عسكري وسياسي سوري، عالم بالتاريخ والجغرافية وله عناية باللغة العربية، ولد في صالحية دمشق وتوفي فيها.

أنهى دراسته الأولية في المدرسة الرشدية في دمشق، ثـم التحق بالكليـة الحربية في اصطنبول وتخرج فيها ضابط مشاة عام 1895، أُرسل بعدها في كتيبة إلى كريت Crete ثم نقل إلى سالونيك Salonique فأقام فيها ست سنوات وتعلم اللغة اليونانية. وحارب في صفوف الجيش التركي في حرب اليونان وأُسر في إسبرطة Sparta عام 1913، وبقي أسيراً سنة ونصفاً ثم أطلق سراحه، فأرسل إلى جبهة القوقاز مع بداية الحرب العالمية الأولى وظل فيها حتى انتهاء تلك الحرب.

كان رشيد بقدونس من نشطاء جمعية العهد التي تأسست عام 1913 وضمت عدداً كبيراً من القوميين العرب، ونادت باستقلال البلاد العربية. وأصدر في مدينة كولكي ـ سالونيك، جريدة الوطن باللغة التركية، ووقفها على نشر الوعي القومي والدعوة إلى استقلال البلاد العربية ووحدتها.

وفي عام 1918 أي بعد إعلان الثورة العربية ونجاحها التحق رشيد بقدونس بالجيش العربي في سورية،وعُيّن برتبة قائد في الشعبة الثالثة من ديوان الشورى الحربي، فشارك في تنظيم الجيش الفتي وتدريبه، وأسهم في ترجمة الكتب العسكرية من التركية إلى العربية، منها: كتاب «تعليم المشاة» (1919) وكتاب «الفروسية» (1920) وكتاب «سياسة الخيل«، وشارك في وضع جداول فنّ الرمي والرقيم اليومي وكتاب «الأسلحة»، وكتاب «التعبئة» وتنظيمات الجيش. وكان بصحبة الملك فيصل لما دخل دمشق بعد إعلان الاستقلال في 8 آذار عام 1920.

ولما نجح الحلفاء في تقسيم بلاد الشام إلى سورية الشمالية تحت الانتداب الفرنسي، وسورية الجنوبية تحت الانتداب الإنكليزي اعتزل رشيد بقدونس الحياة العسكرية، وتفرغ لمقارعة المستعمرين الفرنسيين بفكره وقلمه، فشارك القوى الوطنية في تنظيم تجمعاتها وفي حرب العصابات، والمقاومة الوطنية التي بلغت أوجها عام 1922، وكان من بين من اعتقلتهم السلطات الفرنسية في ذلك العام وحكمت عليهم بالسجن والنفي، فحكم عليه بالسجن عشر سنوات ومثلها بالنفي، ولكنه تمكن من الهرب متخفياً عبر بادية الشام، حتى وصل إلى الأردن ثم فلسطين، وبقي فيها إلى أن صدر عفو عام عن الثوار في سنة 1928 فعاد إلى دمشق.

مارس رشيد بقدونس في المنفى تدريس مادة التاريخ والجغرافية والحضارة العربية في مدارس فلسطين، وكان يؤكد في دروسه وحدة بلاد الشام،وبعد عودته من المنفى تابع نشاطه النضالي والسياسي، وكان من بين أعضاء المؤتمر السوري العربي الذي دعت إليه القوى الوطنية عام 1933.

كذلك وجه رشيد بقدونس في 18 تشرين الأول 1935 مذكرة باسم المحاربين القدماء إلى دي مارتيل De Martel المفوض السامي الفرنسي في سورية ولبنان طالب فيها بالوحدة السياسية الشاملة وبالاستقلال والسيادة.

ولمّا تأسست الجبهة الوطنية المتحدة عام 1936 شارك رشيد بقدونس في إعداد بيانها الأول، وفي نشر ميثاق الاتحاد الوطني العام،كما شارك في المؤتمر القومي العربي في بلودان عام 1936/1937. وأسهم في جميع النشاطات التي تهدف إلى النهوض باللغة العربية والابتعاد عن التعبيرات الأجنبية، فترأس أعمال لجنة التهذيب اللغوي التي أنيط بها تدقيق التعبيرات والكلمات التنظيمية للقطاع المدني للدولة الفتية عام 1919، ووضع مرادفات عربية للاصطلاحات والتعبيرات والتعليمات العسكرية والأوامر التي كانت مستعملة في الجيش التركي. وأجرى دراسة مطولة حول اتباع رسم معين يضاف إلى الحروف العربية في مقابل الحروف الأجنبية التي ليس لها ما يقابلها في الأبجدية العربية، وكان من الذين نادوا بتأسيس مجامع علمية في كل من دمشق وبغداد والقاهرة وتونس والمغرب الأقصى حرصاً منه على سلامة اللغة العربية، ولما تأسس المجمع العلمي العربي بدمشق (مجمع اللغة العربية اليوم) عام 1920 كان رشيد بقدونس عضواً من أعضائه وكانت له مشاركات متميزة فيه، ورأس لجنة المصطلحات العلمية التي ضمت أعضاء من المجمع ومن الجامعة السورية وجامعة بغداد، وكانت له إسهامات في مجلة المجمع العلمي العربي. وقد أتقن اللغات التركية والفرنسية واليونانية والفارسية إتقاناً تاماً، وله مؤلفات باللغة اليونانية،ويبدو أن اندلاع الحرب العالمية الثانية ووفاته حالا دون صدورها.

درّس رشيد بقدونس التاريخ والجغرافية في مكتب عنبر، وفي دار المعلمات بدمشق عام 1921. وفي المدرسة السلطانية في السلط 1922-1923 وفي المدرسة الإسلامية الكبرى في حيفا 1924-1928.

ومن مؤلفات رشيد بقدونس كتاب «التاريخ العام»، وكتاب «التاريخ القديم»، (الأعوام 1924-1928) وكتاب «تاريخ القرون الوسطى»، وكتاب «تاريخ القرون الأخيرة»، وكذلك كتاب «الجغرافية الطبيعية». وترك مخطوطات لم يتح له نشرها، منها «تاريخ الكنيسة» (ترجمة عن اليونانية) و«آثار العرب» و«الطب عند العرب». ومن أهم نشاطاته الخيرية والاجتماعية إسهامه مع نخبة من أهل الصالحية في تأسيس «جمعية الثقافة والتعليم الخيري»، لتعليم أبناء الفقراء والأيتام وتقديم الكتب واللوازم والألبسة مجاناً، وتعليم الأميين من أرباب الحرف ليلاً.

وكان عضواً عاملاً في «جمعية النداء الخيري التعليمي»، وفي «جمعية التمدن الإسلامي». كما كان من مؤسسي «جمعية إسعاف المتقاعدين»، لإعانة المحتاجين من المتقاعدين العسكريين والمدنيين وأرباب المهن الحرة وأسرهم بالتطبيب والأدوية اللازمة.

مراجع للاستزادة:
ـ أمين سعيد، الثورة العربية الكبرى (مطبعة عيسى البابي الحلبي وشركاه بمصر).

ـ أحمد حلمي العلاف، دمشق في مطلع القرن العشرين (منشورات وزارة الثقافة والإرشاد القومي 1976).

ـ ظافر القاسمي، مكتب عنبر (دار العلم للملايين، بيروت 1964).

ـ مجلة المجمع العلمي العربي، المجلد الخامس (1925-1926).

المصدر
زهير رشيد بقدونس - الموسوعة العربية



 أحداث التاريخ السوري بحسب السنوات


سورية 1900 سورية 1901 سورية 1902 سورية 1903 سورية 1904
سورية 1905 سورية 1906 سورية 1907 سورية 1908 سورية 1909
سورية 1910 سورية 1911 سورية 1912 سورية 1913 سورية 1914
سورية 1915 سورية 1916 سورية 1917 سورية 1918 سورية 1919
سورية 1920 سورية 1921 سورية 1922 سورية 1923 سورية 1924
سورية 1925 سورية 1926 سورية 1927 سورية 1928 سورية 1929
سورية 1930 سورية 1931 سورية 1932 سورية 1933 سورية 1934
سورية 1935 سورية 1936 سورية 1937 سورية 1938 سورية 1939
سورية 1940 سورية 1941 سورية 1942 سورية 1943 سورية 1944
سورية 1945 سورية 1946 سورية 1947 سورية 1948 سورية 1949
سورية 1950 سورية 1951 سورية 1952 سورية 1953 سورية 1954
سورية 1955 سورية 1956 سورية 1957 سورية 1958 سورية 1959
سورية 1960 سورية 1961 سورية 1962 سورية 1963 سورية 1964
سورية 1965 سورية 1966 سورية 1967 سورية 1968 سورية 1969
سورية 1970 سورية 1971 سورية 1972 سورية 1973 سورية 1974
سورية 1975 سورية 1976 سورية 1977 سورية 1978 سورية 1979
سورية 1980 سورية 1981 سورية 1982 سورية 1983 سورية 1984
سورية 1985 سورية 1986 سورية 1987 سورية 1988 سورية 1989
سورية 1990 سورية 1991 سورية 1992 سورية 1993 سورية 1994
سورية 1995 سورية 1996 سورية 1997 سورية 1998 سورية 1999
سورية2000

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى