You dont have javascript enabled! Please enable it!
قضاياملفات

زيارة لجنة كينغ كراين الى سورية عام 1919

عقد مؤتمر الصلح – السلم في باريس في كانون الثاني عام 1919م، وتبنى الرئيس الأميركي ويلسون فكرة إرسال لجنة دولية للتعرف على مطالب الأهالي.

وكان قد ظهر جلياً منذ جلسة 20 آذار عام 1919 أن فرنسا لا ترغب لأي لجنة بالدخول إلى البلاد من أجل التحقيق إلا إذا شمل ذلك العراق وفلسطين.

حتى اعتقد بعض ساسة فرنسا أن اقتراح إرسال اللجنة الدولية هو مؤامرة من وزارة الخارجية البريطانية للتخلص من انتداب فرنسا على سورية.

ورغم أن الحكومة البريطانية قد وافقت على إرسال اللجنة وعينت أسماء الأعضاء فيها، إلا أنها وقفت من القضية موقف الفتور وليس المعارضة التامة.

وأعلنت وزارة الخارجية الفرنسية امتناع الحكومة عن تعيين أعضاء في اللجنة الدولية مالم يوافق بريطاني على وضع مسؤولين فرنسيين في المنطقة الشرقية، حسب نصوص اتفاقية سايكس بيكو، وعلى دفع معونة مالية فرنسية للحكومة العربية.

وأعلن لويد جورج امتناعه عن إرسال أعضاء بريطانيين إلى اللجنة، مالم تفعل فرنسا، وانسحبت إيطاليا كذلك من عضوية اللجنة لأنه لم يكن لها مصلحة في الشرق.

أما الرئيس ويلسون الأميركي الذي تبنى فكرة التحقيق واعتقد جازماً أنها أحسن وسيلة للحصول على المعلومات الضرورية لتسوية ما بعد الحرب في الشرق الأوسط، فقد وجد أنه إما أن يترك فكرة التحقيق أو أن يتولاها وحده، فقرر اتخاذ الحل الأخير.

وأعلن ويلسون في الحادي والعشرين من أيار أنه قد أصدر تعليماته إلى الأعضاء الأميركيين في اللجنة بالذهاب إلى سورية، حيث وصلوا إلى يافا في 10 حزيران 1919م، تحت اسم الهيئة الأميركية من اللجنة الدولية حول الانتداب في تركيا.


وصول اللجنة:

وصلت لجنة “كينع-كراين” لتقصي الحقائق بشأن مستقبل البلاد بعد الانهيار العثماني المنبثقة عن مؤتمر الصلح بباريس  إلى يافا في العاشر من حزيران 1919م، وقضت في سورية 42 يوماً، زارت خلالها مختلف القرى والمدن في سورية، واستمعت إلى مطالب الأهالي.

اللجنة في دمشق:

وصلت اللجنة دمشق في الخامس والعشرين من حزيران.

وفي الثاني من تموز أصدرت اللجنة بياناً.

وفي الثالث من تموز قام وفد من المؤتمر السوري العام بتقديم مقررات المؤتمر إلى اللجنة، وبعدها تحدث الأمير فيصل أمامهاا لمدة ساعة ونصف فبين مخاوف السوريين من الاستعمار والتجزئة ورغبتهم بالحرية والاستقلال كما بين اعتراضهم على المادة (22) من ميثاق الأمم.

وأكدوا على عدم رفضهم للمساعدة الأميركية أو البريطانية التي لا تتدخل في استقلالهم على خلاف المساعدة الفرنسية.

زيارة لجنة كينغ – كراين إلى حلب في تموز 1919:

اختتمت لجنة الاستفتاء الأمريكية أعمالها في حلب، التي بقيت فيها ثلاثة أيام قضتها في مقابلة الوفود والهيئات الرسمية وممثلي الشرائح الاجتماعية كافة.

وما كادت تصل اللجنة عاصمة شمال سوريا في 24 تموز من عام 1919، حتى تحرك نواب حلب في المؤتمر السوري العام بالتنسيق مع الأمير فيصل تجاه الدعاية الفرنسية، فقاموا بتنظيم الصفوف الوطنية لجعل “برنامج دمشق” مطلب أهالي حلب وأقضيتها أمامها، واستطاعوا أن ينجحوا في ذلك نجاحاً باهراً، حيث كان هو المطلب الذي لم يكد يشذ عنه إلا القلائل، ذلك أن مطلب المؤتمر كان يمثل مطالب الأمة بأكملها.

وكان ممن قابل اللجنة في مقر إقامتها بفندق بارون وفد من ممثلي أعيان حلب ضم عشرين عضواً كان لأعضاء المؤتمر السوري حضور قوي فيه. فبمقارنة أسماء أعضاء الوفد مع أسماء نواب المؤتمر نقع على خمسة نواب هم: الباشا مرعي الملاح (النائب الأول لرئيس المؤتمر)، والشيخ عبد الحميد الجابري، والمحامي محمد المدرس، وجلال القدسي، والدكتور عبد الرحمن الكيالي. وأما بقية أعضاء الوفد فهم: الحاج مراد الجابري، وعارف إبراهيم باشا، ومحمد ويس آغا، والفريق كامل القدسي، وفؤاد العادلي، والدكتور كاظم الكواكبي، وبهاء الدين الأميري، والدكتور فؤاد حمدي عيسى، والدكتور نافع السباعي، وراغب الكيخيا، وصادق الرفاعي، ورضا الجابري، وتوفيق الحياني، وراشد المرعشي، وأسعد العينتابي. وقد جرى بينهم وبين أعضاء اللجنة الحديث التالي:

س: هل مطالبكم منطبقة مع مطالب المؤتمر السوري؟

ج: هي بعينها حرفياً إلا أن لنا بعض إيضاحات تفصيلية بخصوص الحدود نعرضها عليكم وهي مدرجة في لائحتنا هذه المقدمة إليكم. وذكروا لهم أن (وادي حوران) هو الحد الطبيعي بين حلب والعراق، وطلبوا إدخاله إلى حدود الولاية ليكون (دير الزور) داخلاً ضمنها.

س: بلغنا أنه لولا الضغط لكانت أكثرية المسلمين يطلبون فرنسا.

ج: أولاً- الضغط غير متصور وقوعه لأن حكومتنا الحاضرة عربية، وهي لسان حالنا ونحن لسان حالها.

ثانياً- طلب فرنسا لا يتصور حدوثه من المسلمين، لأنهم يطلبون استقلالهم، وفرنسا تدعي حقوقاً في البلاد وهذان أمران متناقضان لا يمكن الجمع بينهما.

توصيات اللجنة

وفي العاشر من تموز أرسل كنج وكرين برقية إلى الرئيس الأميركي ويلسون يلخصان آراءهما حول الوضع في سورية “إذ أن هناك أموراً لا يمكن الخطأ فيها وهي الرغبة العميقة في الوحدة والاستقلال في سورية وفلسطين، مع رفض أي شكل من أشكال الانتداب الفرنسي، وأن الولايات المتحدة هي أول اختيار للأغلبية.

وقد أرسلت الملاحظات التالية إلى لندن عن طريق القاهرة في التاسع عشر من تموز: سوريا لن تقبل انتداباً فرنسياً، البرنامج الصهوني يمكن تنفيذه بالقوة ضد رغبات العرب، رغبة عامة في الوحدة السورية، فرنسا لن تقبل سلمياً كدولة منتدبة في سورية الداخلية، رغبة السوريين في مساعدة أنجلوسكسونية لدعم الاستقلال تحتاج الى تشجيع.

وقد وضعت توصيات اللجنة في الثامن والعشرين من آب عام 1919 في تقرير طويل، قدم إلى المندوبين الأميركيين في باريس في ثلاثة أجزاء: الأول شرح لعمل اللجنة وتقرير عن الأوضاع السائدة في المنطقة، والثاني توصيات عامة إلى مؤتمر السلم حول تسوية المسألة التركية، أما الجزء الثالث وهو أكثر الأجزاء أهمية وتشويقاً فهو تقرير سري يبين فيه الأعضاء ما وجده في تحقيقاتهم بصراحة أكثر.


رفعت اللجنة في نهاية الزيارة تقريراً دعت فيه إلى ضرورة المحافظة على وحدة سورية، ونقلت رغبة الأهالي في أن تعهد عصبة الأمم إلى الولايات المتحدة أمر الوصاية على سورية.


انظر:

بيان لجنة كينغ كراين بعيد زيارة دمشق في تموز عام 1919

مؤتمر السلام ولجنة كينغ – كراين 1919

عمرو الملاَح: الفريق كامل باشا القدسي (1849-1926) رجل دولة، وقائد عسكري

المراجع والهوامش:



 أحداث التاريخ السوري بحسب السنوات


سورية 1900 سورية 1901 سورية 1902 سورية 1903 سورية 1904
سورية 1905 سورية 1906 سورية 1907 سورية 1908 سورية 1909
سورية 1910 سورية 1911 سورية 1912 سورية 1913 سورية 1914
سورية 1915 سورية 1916 سورية 1917 سورية 1918 سورية 1919
سورية 1920 سورية 1921 سورية 1922 سورية 1923 سورية 1924
سورية 1925 سورية 1926 سورية 1927 سورية 1928 سورية 1929
سورية 1930 سورية 1931 سورية 1932 سورية 1933 سورية 1934
سورية 1935 سورية 1936 سورية 1937 سورية 1938 سورية 1939
سورية 1940 سورية 1941 سورية 1942 سورية 1943 سورية 1944
سورية 1945 سورية 1946 سورية 1947 سورية 1948 سورية 1949
سورية 1950 سورية 1951 سورية 1952 سورية 1953 سورية 1954
سورية 1955 سورية 1956 سورية 1957 سورية 1958 سورية 1959
سورية 1960 سورية 1961 سورية 1962 سورية 1963 سورية 1964
سورية 1965 سورية 1966 سورية 1967 سورية 1968 سورية 1969
سورية 1970 سورية 1971 سورية 1972 سورية 1973 سورية 1974
سورية 1975 سورية 1976 سورية 1977 سورية 1978 سورية 1979
سورية 1980 سورية 1981 سورية 1982 سورية 1983 سورية 1984
سورية 1985 سورية 1986 سورية 1987 سورية 1988 سورية 1989
سورية 1990 سورية 1991 سورية 1992 سورية 1993 سورية 1994
سورية 1995 سورية 1996 سورية 1997 سورية 1998 سورية 1999
سورية2000

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى