You dont have javascript enabled! Please enable it!
أعلامأعلام وشخصيات

مصطفى السباعي

1915 - 1964

هو مصطفى بن محمد حسني بن مصطفى بن محمد حوري بن مصطفى خليفة السباعي.

والدته السيدة فاطمة السباعي؛ بنت عبد الفتاح السباعي وليلى الحسيني.

والده؛ الشيخ محمد حسني السباعي (1889-1961)

ولد في حيّ بني السباعي بحمص القديمة عام 1915م.

تلقّى مبادئ العلوم الشرعية والقرآن الكريم على والده الشيخ حسني.

درس المرحلة الابتدائية في المدرسة المسعودية في حمص.

التحق بعد ذلك بـ دار العلوم الشرعية في حمص، وأتمّ فيها دراسته عام 1930م بنجاح باهر.

كان مولعًا بالمطالعة والبحث في كتب الأدب والثقافة المختلفة، كما كان في فترة دراسته يتردّد على مجالس العلماء وحلقاتهم الخاصة، ومنهم مفتي حمص طاهر الأتاسي، ومديره في المدرسة الشرعية زاهد الاتاسي، ومحمد الياسين عبد السلام البسمار، وأنيس كلاليب.

بدأ الخطابة في وقت مبكر وفي كثير من الأحيان كان يلقي خطبة الجمعة في المسجد النوري الكبير نيابةً عن أبيه، وهو فتى لم يتجاوز الثامنة عشرة.

نشاطه السياسي في حمص 1930-1933

بدأ مصطفى السباعي نشاطه السياسي في تشكيل جمعية سرية تقاوم المدارس الأجنبية التي كانت تحظى بدعم سلطات الانتداب الفرنسي.

ونظرًا لتوجّهه الإسلامي المحافظ؛ كان السباعي يرى في تلك المدارس خطرًا على أبناء المدينة، لما تسهم فيه من ترسيخ الثقافة والأخلاق والعادات الغربية في نفوس طلّابها. وقد ربط محاربة تلك المدارس بمحاربة الاستعمار الفرنسي، فكان يكتب منشورات تحارب تلك المدارس ويطبعا سرًا، ويتولّى مع رفاقه توزيعها على الناس. كما كان قد انتمى في تلك الفترة إلى جماعة “الرابطة الدينية” التي أسسها بعض علماء حمص وعلى رأسهم الشيخ محمود جنيد.

وبعد فترة من العمل السري تحوّل إلى المجاهرة بعدائه للفرنسيين، فأخذ يحرّض عليهم من على منبر الجامع النوري الكبير، ويدعو المصلّين في كثير من الأحيان إلى التظاهر والمقاومة، وكان حينها في حدود السادسة عشرة.

اعتقل في عام 1931م، بتهمة توزيع نشرات معادية لسياسة فرنسا في المغرب، ثم أفرجوا عنه تخفيفًا للهياج الشعبي في المدينة. لكنهم أعادوا اعتقاله عام 1932م بعد أن استمرّ في إلقاء الخطب المعادية للانتداب والاستعمار في صلاة الجمعة، فسجن حينها عدة شهور، وحينما أفرج عنه ارتأى أن يتابع تحصيله ودراسته العليا في جامعة الأزهر.

الدراسة في الأزهر ونشاطه السياسي في مصر (1933-1941):

بعد تخرّجه من دار العلوم الشرعية بحمص في حدود عام 1932م، توجّه مصطفى السباعي إلى القاهرة لمتابعة الدراسة في الأزهر .

حضر دروس الشيخ السوري المقاوم عزّ الدين القسّام في جامع حيفا أثناء سفره إلى مصر وتأثر به.

وحين وصوله إلى القاهرة انتسب إلى كلية أصول الدين، فحاز على إجازتها بتفوّق.

أثناء فترة دراسته انجذب للحركة الإسلامية في مصر بزعامة حسن البنا،

وقد كانت تدعو للنضال ضد الاستعمار البريطاني لمصر، وتسخط على الأحزاب التقليدية في البرلمان المصري. وعبر تلك الحركة انخرط السباعي في الحراك السياسي الشعبي، وقابل حسن البنا فتأثر به، ليمسي أحد الفاعلين في حركة الإخوان المسلمين بمصر وأحد ركائزها في عديد الحركات؛ فقاد المظاهرات الطلابية المطالبة بالإصلاح داخل جامعة الأزهر، ثم قاد المظاهرات الشعبية ضد الاحتلال البريطاني لمصر.

نتيجة نشاطه السياسي اعتقل  وسجن في عام 1934م.

وفي عام 1941م اتهمته السلطات البريطانية في مصر بتأليف جمعية سرية لتأييد ثورة رشيد عالي الكيلاني في العراق، ودعوة الشعب المصري للثورة على الإنكليز، فقبضت عليه مرة ثانية وسجنته شهرين، ثم سلّم إلى السلطات الإنكليزية بفلسطين، فقضى في سجون معتقل (صرفند) أربعة أشهر قبل أن يطلق سراحه بكفالة.

في وقت لاحق؛ تابع مصطفى دراسته في الأزهر لمرحلة الدكتوراه، وقدّم أطروحة علمية بعنوان “السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي”، نال بموجبها إجازة الدكتوراه بتقدير الامتياز عام 1949م، بعد أن ناقشتها لجنة من كبار علماء الأزهر.

العودة إلى سورية ومناهضة سلطات الانتداب

عاد مصطفى السباعي إلى سورية بعد خروجه من سجون الإنكليز في فلسطين عام 1941م، فما كاد يصل إلى البلاد حتى قبض عليه الفرنسيون خوفًا من أن يثير عليهم الجماهير من جديد، فسجنوه في حمص ثم بيروت، ثم في معتقل “المية ومية” وقلعة راشيّا بلبنان مدة سنتين ونصف، أي حتى عام 1944م. وفور خروجه من السجن عاد إلى النضال ضد الاستعمار بعزيمة أشدّ، فعاد إلى حمص ثم انتقل إلى دمشق، ومنها كان يجول في المدن السورية ويخطب في أهلها، مشيرًا كذلك إلى قضية فلسطين والاحتلال الذي طال أجزاءً منها.

ومع اندلاع انتفاضة الاستقلال عن الانتداب الفرنسي في أيار 1945م، تصدّر السباعي جموع الثائرين في حمص، وأطلق الرصاصة الأولى داعيًا إلى المقاومة المسلّحة ضد الفرنسيين.

تأسيس جماعة الإخوان المسلمين في سورية عام 1945:

لقد كان لنشاط مصطفى السباعي مع حركة الشباب الإسلامي بمصر، ولاحقًا مقابلة زعيمها حسن البنّا، تأثيرًا مهمًا على فكر السباعي ونهجه العملي المستقبلي في الحياة السياسية. وقد عاد مصطفى السباعي من مصر حاملًا رسالة بناء تنظيم سوري رديف للحركة الإسلامية في مصر؛ حركة الإخوان المسلمين، متّخذًا من الجمعيات الإسلامية السورية أساسًا لإنشاء تنظيم جديد يتبع إلى الجماعة الأمّ بمصر. وقد نجح في هذه المهمّة عام 1945م، ليتمّ بالفعل دمج هذه الجمعيات تحت اسم “جماعة الإخوان المسلمين”، حيث انتخبته الهيئة التأسيسية فيما بعد مراقبًا عامًا مدى الحياة، فكان أول من حمل هذا اللقب.

قد نجحت الجماعة الجديدة بشكل ملحوظ بعد خوضها انتخابات عام 1947م بأربعة مرشحين فاز منهم ثلاثة في أول انتخابات تشريعية بعد الاستقلال. وبرزت مجددًا بعد صدور قرار تقسيم فلسطين أواخر عام 1947م، حيث أصدرت بيانًا من الجامع الأموي مع حزب البعث العربي وقوى أخرى لمنع تقسيم فلسطين.

السياعي وكتيبة الإخوان المسلمين في فلسطين عام 1948

مع اندلاع الحرب العربية الإسرائيلية عام 1948م، بدأ مصطفى السباعي يدعو إلى التطوع في صفوف جيش الإنقاذ العربي، وأخذ يجوب المدن والقرى السورية لحضّ الشباب وجمعهم. ثم ترأس كتيبة الإخوان المسلمين التي تم تشكيلها في سورية، وتدرّبت في معسكر قطنا بريف دمشق لمدة شهر ونصف. وتوجّه على رأس تلك الكتيبة إلى القدس مباشرةً، وجعل السباعي من “الروضة” المطلّة على المسجد الأقصى مقرّ قيادة تلك الكتيبة.

خاضت كتيبة الإخوان بقيادته جميع المعارك في المدينة والتي كانت تمتدّ من بيت إلى بيت ومن شارع إلى شارع، وأهمها معركة الحي اليهودي؛ التي كانت أشدّ المعارك في القدس، حيث كان المقاتلون يتقدمون لنسف الحي اليهودي بيتًا بيتًا بأيديهم الرشاشات والقنابل.

وكذلك معركة القدس الكبرى؛ التي أقسم فيها السباعي أن لا يدخل اليهود القدس إلا على أشلاء حاميته وكتيبته.
وقد اضطرّ السباعي ورفقاؤه للانسحاب من فلسطين بعد توقيع الهدنة، وفي ذلك يقول:
“كنا نشعرُ ونحن في قلب معارك القدس، أن هناك مناورات تجري في الصعيد الدولي، وفي أوساط السياسات العربية الرسمية، فتشاورنا في كتيبة الإخوان المسلمين فيما يجب علينا فعله، بعد صدور الأوامر إلينا بالانسحاب من القدس، فقرَ رأينا على أننا لا نستطيع مخالفة الأوامر الصادرة إلينا بمغادرة القدس لاعتبارات متعددة، وأننا بعد وصولنا إلى دمشق سنرسل بعض الإخوان المسلمين خفيةً إلى القدس مرةً ثانية، لدراسة ما إذا كان بالإمكان عودتنا بصورة إفرادية، لنتابع نضالنا في الدفاع عن فلسطين”يُنظر: السباعي، (مصطفى)، جهادنا في فلسطين.

السياعي عضواً في الجمعية التأسيسية:

عاد مصطفى السباعي إلى سورية مرةً أخرى بعد استحصاله على شهادة الدكتوراه من جامعة الأزهر عام 1949م.

شكّل السباعي جبهة سياسيّة قويّة سمّاها الجبهة الإشتراكية الإسلامية، ودخل الانتخابات بعدها باسم الجبهة وكانت قائمتها الانتخابية مؤلفة من مسيحيين ومسلمين، وعملت هذه الجبهة كواجهة برلمانية لجماعة الإخوان المسلمين.

فاز مصطفى السباعي بمقعد في الجمعية التأسيسية عام 1949 عن دمشق رغم أنه ابن حمص، وذلك عبر الجبهة المذكورة التي انتخب نائبًا لرئيسها بعد فوزه بالمقعد البرلماني.

وقد لعب دورًا ديناميكيًا في تمكين الجمعية التأسيسية السورية من إقرار دستور 1950، إذ أثارت الفقرة التي تنصّ على أن الإسلام دين الدولة، جدلًا كبيرًا امتدّ إلى الشارع وكاد أن يتسبّب بفتنة طائفية. وقد قطع السباعي طريق الفتنة بأن تقدّم مع رشدي الكيخيا إلى لجنة الدستور بتعديل المادة من: الإسلام دين الدولة، إلى: الإسلام دين رئيس الدولة. وبحكمته تلك انتهت الفتنة قبل أن تبدأ.

ولم يكتفِ بذلك بل تولّى الدفاع عن الدستور بوصفه من أكثر دساتير دول العالم الإسلامي إسلاميةً، بل ودعا تلك الدول إلى الاحتذاء بالدستور السوري. وانفرد السباعي عن سائر الشخصيات الإسلامية، في عصره وما بعد عصره حتى، بالاستخدام الإيجابي لمصطلح العلمانية، ودافع عن القانون الإسلامي بوصفه قانونًا علمانيًا على حدّ تعبيره حرفيًا.

وقد ألقى السباعي عام 1953م محاضرة في جمعية “عباد الرحمن”  البيروتية الإخوانية لم يدع فيها أي مجال للشك، بحسب الباروت، في أنه يتبنّى علمانيةً منفتحة واستيعابية مقابل العلمانية الصلبة أو النضالية التي تشكّل حيّزًا من حيّزات العلمانية، وترتبط بالمفهوم الراديكالي الفرنسي للعلمانية. وشكّل ذلك عنصرًا أساسيًا في رؤية السباعي لإمكانية تحويل الحركة الإسلامية في سورية والتي يشكّل الإخوان المسلمون عصبها الأساسي إلى حركة  ديموقراطية إسلامية على غرار الأحزاب الديموقراطية المسيحية في أوروبا.

التدريس في كلية الحقوق وتأسيس المعهد العربي الإسلامي بدمشق:

بعد استحصاله على شهادة الدكتوراه من الأزهر، درّس مصطفى السباعي علوم اللغة العربية والتربية الدينية في ثانويات حمص.

ومع إقامة كلية الحقوق في الجامعة السورية مسابقةً للتعيين؛ تقدّم لها السباعي فكان الناجح الوحيد فيها، وعلى ذلك عيّن مدرسًا متمرنًا نهاية عام 1950م.

وفي تلك الفترة بدأ العمل على استحداث مدرسة خاصة توافق رؤيته التربوية والتعليمية، حيث لم يكن مؤمنًا بالمناهج الدراسية الحكومية، فأسس “المعهد العربي” في دمشق في حدود عام 1950م، وهو معهد يشمل جميع مراحل التعليم من الحضانة إلى الثانوية للذكور والإناث. ثم انضمّت إلى إدارته فيما بعد جمعية التمدّن الإسلامي، فأصبح يسمّى “المعهد العربي الإسلامي” عام 1951م. وكان السباعي مؤسس المعهد وأول مدير له، كما عمل مع رفقائه، كعمر بهاء الدين الأميري، على إنشاء مبنى المعهد نهاية عام 1951م، بمساحة تزيد عن 5000 متر مربع في منطقة الشركسية بدمشق، وافتتاح فروع له في معظم المحافظات السورية.

وقد فصل مصطفى السباعي من التدريس في الجامعة السورية في عهد أديب الشيشكلي، وذلك بسبب رفضه أداء القسم لرئيس غير شرعيّ، وأبعد إلى خارج سورية عام 1952م، فأمّ لبنان وبقي فيه حتى أواخر عهد الشيشكلي.

تأسيس كلية الشريعة بالجامعة السورية وموسوعة الفقه الإسلامي (1955):

منذ أن تم تعيينه مدرسًا في كلية الحقوق، وبعد نجاح فكرة المعهد العربي الإسلامي، كان لدى مصطفى السباعي طموح في إنشاء كلّية خاصة مستقلّة لتخصص الشريعة الإسلامية، لتخريج علماء الشرع بشكل أكاديمي.

قد كلّل حلمه بالنجاح عام 1955م؛ فتمكّن رغم الصعوبات والعراقيل، وبجهود فردية في كثير الأحيان، من تأسيس كلية الشريعة ضمن الجامعة السورية.

وأقيم حفل افتتاح كلية الشريعة رسميًا في احتفال مهيب على مدرّج الجامعة السورية في العشرين من نيسان عام 1955، حضره رئيس الجمهورية هاشم الأتاسي ورؤساء المجلس النيابي والحكومة والوزراء، كما شارك في الافتتاح مجموعة من السفراء والعلماء، وثلّة من كبار الأساتذة في الجامعة. وألقى عميد الكلية مصطفى السباعي كلمةً في الاحتفال.

قد كان السباعي أول عميد للكلية، ورئيسًا لقسم الفقه الإسلامي ومذاهبه، إلى جانب قيامه بالتدريس في كلية الحقوق. كما كان له درس أسبوعي مستقلّ سمّاه “قاعة البحث”، ولم يكن ينقطع عن درسه هذا حتى في فترة مرضه.

وعقب تأسيس الكلية، التي عني بمناهجها والتوجيه فيها؛ عمل مع مجموعة من رفقائه في كلية الشريعة على إنشاء موسوعة للفقه الإسلامي، تهدف إلى إحيائه وصياغته صياغة جديدة وتبويبه وتصنيفه على أحدث الأساليب المتّبعة في الموسوعات العلمية، وذلك كي يلائم التطورات الاجتماعية والتشريعية الحديثة. فتمّ له ولرفقائه هذا الأمر، وكان أول رئيس لهذه الموسوعة التي جمعت خيرة العناصر العلمية والفقهية والقانونية في الجامعة السورية.

البعثات والمؤتمرات الإسلامية والعلمية:

ترأس مصطفى السباعي العديد من البعثات الوطنية والإسلامية والعالمية وشارك في الكثير منها منذ مطلع العقد الخامس للقرن العشرين. ففي عام 1951م ترأس وفد سورية إلى المؤتمر الإسلامي العالمي في باكستان. كما حضر المؤتمر الإسلامي العام المنعقد في القدس عام 1953م، والذي حضره ممثلو الإخوان المسلمين من جميع الأقطار.

وفي عام 1954م ترأس وفد سورية إلى المؤتمر الإسلامي المسيحي المنعقد في بحمدون بلبنان، وفيه ألقى خطابه الشهير عن الإسلام والشيوعية، ونشر ذلك الخطاب في الصحف والمجلات السورية يومئذٍ، ونشر كاملًا في نشرة المؤتمر.

وفي عام 1956م بعد عقد المؤتمر الإسلامي بدمشق؛ أوفدته الجامة السورية إلى أوروبا لزيارة جامعاتها والاطلاع على مناهج الدراسات الإسلامية فيها، فزار تركيا وإيطاليا وبريطانيا وإيرلندا وبلجيكا وهولندا والدنمارك والنرويج والسويد وفنلندا وألمانيا والنمسا وسويسرا وفرنسا، واجتمع في هذه البلاد كلها مع المستشرفين من أساتذة الدراسات الإسلامية والشرقية، وناقشهم في مؤلفاتهم عن الإسلام. كما ألقى المحاضرات في المساجد والجامعات والندوات مدافعًا عن حقوق العرب في فلسطين والجزائر، وعن قضايا الشرق والإسلام. ومن  أهم تلك الخطب؛ خطبة الجمعة في مسجد باريس، التي كانت مصادفة لذكرى المولد النبوي الشريف، فتحدث فيها عن رسالة الدين الإسلامي ورحمته، وعرّج على القضية الجزائرية والأساليب الوحشية التي كانت فرنسا ترتكبها في الجزائر.

وفي عام 1957م سافر إلى موسكو مع عمداء كليات الجامعة السورية بدعوة من جامعة موسكو، زار خلالها معظم الجامعات الروسية في مختلف الأقاليم، والتقى بأساتذة الدراسات الشرقية والتاريخية والاجتماعية، وناقشهم في الإسلام والشيوعية والاشتراكية.

انتخابات 1957 واعتزال السياسة:

نتيجة المحاكمات التي أجريت في القضية المسمّاة “المؤامرة العراقية” عام 1956م، شغرت أربعة مقاعد نيابية في البرلمان السورية عن دمشق وحمص والسويداء وجبل العرب. فدعي لإجراء انتخابات تكميلية في شهر أيار من عام 1957م. أما السباعي فقد رشّح نفسه عن دمشق بدلًا من منير العجلاني الذي حوكم في القضية المذكورة.

لكنّ التجمع القومي التقدّمي دعم مرشح حزب البعث رياض المالكي؛ شقيق العقيد عدنان المالكي الذي تم اغتياله عام 1955م. وعلى الرغم من أن المالكي قد فاز -بشكلٍ ما- بأغلبية بسيطة على الشيخ مصطفى السباعي، حيث حصد الشيخ نسبة 47% من الأصوات. إلا أن سقوط السباعي في الانتخابات قد هزّه، وترافق ذلك مع إصابته بشللٍ جزئي، أقعده عن العمل السياسي حتى وفاته، وجعله يتفرّغ للكتابة والتأليف.

في ميدان الصحافة:

من المرجّح أن نشاط مصطفى السباعي في ميدان الصحافة لم يبدأ مع تأسيسه صحيفة المنار عام 1947م، بل كان قبل ذلك بكثير. حيث أن كتابته للمناشير ضد الإرساليات الأجنبية وتوزيعها في أحياء حمص، ينمّ عن إدراكٍ مبكّر لأهمية الصحافة بكافة أشكالها، وليس ما يقتصر منها على الكتابة في الصحف فقط.

وبدى أنه كان مطلعًا على صحف زمانه ومطالعًا لها بدقّة حينما كان في حمص. وبعد أن وصل مصر للدراسة، أخذ يتردّد على إدارة مجلة الفتح لصاحبها محبّ الدين الخطيب، قبل أن يبدأ الكتابة بها عام 1935م.
وكانت صحيفة “المنار” أول صحيفة يؤسسها، وذلك في عام 1947م. وبذل في فترة إشرافه على تحريرها جهودًا كبيرة جعلتها في طليعة الصحف العربية، خاصةً لما كان ينشره من الافتتاحيات الجريئة في أعدادها اليومية، فكثيرًا ما كانت تنفذ جميع نسخ الجريدة في ساعة مبكرة من الصباح، ويرتفع سعر العدد في كثير من المناطق عند بعض الباعة إلى أضعاف أضعاف ثمنه.

ومع حدوث انقلاب حسني الزعيم عام 1949م توقّفت الصحيفة، ثم تملّك امتيازها لاحقًا الأستاذ بشير العوف الذي استأنف إصدارها باسمه كجريدة سياسية مستقلّة.
 
وبعد عودة الحياة الدستورية إلى سورية عام 1955م، عاد السباعي إلى ميدان الصحافة من جديد، فأسس مع رفقائه جريدة “الشهاب” الأسبوعية، التي استمرّت في الصدور إلى قيام الوحدة مع مصر عام 1958م. وقد كان هو المشرف على تحريرها وسياستها العامة، وله فيها مقالات وبحوث روحية وفكرية واجتماعية وتاريخية وسياسية.

وفي ذات العام (1955) حصل مصطفى السباعي على امتياز مجلّة “المسلمون” بعد احتجابها في مصر، وظلّ رئيسًا لتحريرها إلى سنة 1958م، حيث رأى تغيير اسم المجلّة وتجديدها، ونقلها صاحبها سعيد رمضان؛ صهر حسن البنّا، إلى مقرّه في جنيف بسويسرا.

أما المجلة الجديدة فقد اختار لها الدكتور السباعي اسم “حضارة الإسلام”، فكانت من أهم المجلات الإسلامية على مستوى العالم العربي، احتوت مئات المقالات بقلم أبرز علماء الشرع والقانون والحقوق. وخصّص السباعي أبوابًا خاصة ضمن المجلة للقضية الفلسطينية وثورة الجزائر وقضية عمان. كما أصدر عددًا ممتازًا عن الجزائر وثورتها في السنة الأولى، وعددًا ممتازًا عن فلسطين في السنة الثانية. وظلّ قائمًا على رأس هيئة تحريرها حتى وفاته.

أدبه ومؤلفاته:

ليس من المبالغة القول أن الدكتور مصطفى السباعي كان من أبلغ خطباء زمانه وأكثرهم قدرة على أسر قلوب الجماهير وتملّك عواطفهم وإلهاب أحاسيسهم ومشاعرهم، دون تلعثم لسان أو استعصاء تعبير، وهذا ما جعله الفارس الأول في ميدان الخطابة على مستوى سورية.
كما أن للشيخ السباعي بضع قصائد ومنظومات، نشر معظمها في كتاب خواطره: هكذا علّمتني الحياة، وغلب عليها الطابع الديني.

أما مؤلفاته فهي ما تم حصره أدناه، وقد ترجم الكثير منها إلى اللغات الأجنبية:

1- السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي.

2- شرح قانون الأحوال الشخصية (ثلاثة أجزاء)

3- من روائع حضارتنا

4- المرأة بين الفقه والقانون

5- عظماؤنا في التاريخ

6- القلائد من فرائد الفوائد

7- دروس من دعوة الإخوان المسلمين

8- هكذا علمتني الحياة – ألفه في عام 1962 خلال إقامته في المستشفى.

9- إشتراكية الإسلام.

10- أخلاقنا الاجتماعية

11- أخلاقنا العائلية

12- أحكام الصيام وفلسفته في ضوء القرآن والسنة

13- الدين والدولة في الإسلام

14- نظام السلم والحرب في الإسلام

15- هذا هو الإسلام: سلسلة رسائل تبحث عن الفكرة الإسلامية الحديثة.

16- السيرة النبوية: دروس وعبر.

17- الاستشراق والمستشرقون: ما لهم وما عليهم.

18- المرونة والتطوّر في التشريع الإسلامي.

19- منهجنا في الإصلاح.

20 -العرب قبل الإسلام: للعبرة والتاريخ.

21- العلاقات بين المسلمين والمسيحيين في التاريخ.

22- التسامح الديني.

23- التكافل الاجتماعي في الإسلام

24- جهادنا في فلسطين

25- مشروعية الإرث وأحكامه

26- آلام وآمال

27- الخلفاء الراشدون.

28- الصراع بين القلب والعقل

29- أصدق الاتجاهات الفكرية في الشرق العربي

30- دروس من الحياة.

31- الصراع بين العقل والقلب.

32- دعوة الإسلام: واقعية لا خيال.

33- مقدّمات مجلة حضارة الإسلام.

34- الفقر، الجوع، الحرمان: مشكلات وحلول.

35- أحداث غيّرت مجرى التاريخ.

36- مشروعية الإرث وأحكامه في الإسلام.

37- إسلامنا: تعريف موجز.

38- أصدق الاتجاهات الفكرية في الشرق العربي.

39- ألف في عام 1962 خلال إقامته في المستشفى كتاب “هكذا علمتني الحياة”.


الجوائز والتكريم:

– نال جائزة الدولة التشجيعية في الشريعة الإسلامية لعام 1960.


وفاته وإرثه:

توفّي د. مصطفى السباعي في دمشق يوم السبت الواقع في 3 تشرين الأول 1964م. وخرجت جنازته من منزله في حيّ أبي رمّانة إلى الجامع الأموي، حيث صلّى عليه الآلاف، ثم إلى مثواه الأخير في مقبرة باب الصغير. ورقم على شاهدة قبره بخطّ السيد بدوي الديراني:

الفاتحة. هذا مرقد الأستاذ العلّامة والمجاهد الكبير الشيخ مصطفى ابن حسني السباعي رحمهما الله تعالى، عميد كلّية الشريعة ورئيس قسم الفقه الإسلامي ومذاهبه في جامعة دمشق، والمراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في بلاد الشام.


تأبين السباعي في جامعة دمشق:

أقامت جامعة دمشق حفل تأبين للدكتور السباعي في مدرج جامعة دمشق في الثامن عشر من كانون الأول عام 1964م. شارك في الحفل عدد كبير من الوزراء وأعضاء السلك الدبلوماسي وفعاليات سياسية واجتماعية أخرى.

ألقيت في الحفل عدة كلمات تحدث فيها الخطباء عن مناقب مصطفي السباعي، ومن أهم الكلمات التي ألقيت في هذه المناسبة هي كلمة الدكتور محمد الفاضل عميد كلية الحقوق حينها والذي اغتالته الطليعة المقاتلة لاحقاً.


كتب عنه:

كتب عنه جمهور كبير من علماء الشرع والمفكّرين والأدباء، وعلى رأسهم:

– الشيخ سعيد رمضان البوطي الذي رثاه في مجلّة حضارة الإسلام.

– كما كتب عنه د. عدنان زرزور كتابًا ترجم له فيه بشكل مفصّل بعنوان: مصطفى السباعي، الداعية المجدّد.

كتب عنه الكاتب المصري محمد عبد الغني حسن:

الحق أن السباعي لم يكن شرقياً ولا غربياً، ولا كان شيوعياً ولا عدواً للرأسمالية، لكنه كان مسلماً واعياً، متمكناً من دينه، فاهماً له تمام الفهم، مؤمناً كل الإيمان بأن حضارة الإسلام هي أنجع علاج لحضارة العالم المريضة اليوم.  وتتجلى شخصية المرحوم مصطفى السباعي في مؤلفاته جميعاً مستقلة متحررة قائمة بذاتها، فهو لا ينتمي إلى أحد ولا يردد كالببغاء كلام غيره، ولكنه مبتكر أصيل في كل بحث يقوم به، بل هو يود أن يمد ظل الشخصية المستقلة إلى أمتنا العربية الإسلامية، فتحرر من التبعية الفكرية والسياسية لأية دولة من دول العالم).


ولد مصطفى حسني السباعي في مدينة حمص بسورية عام 1915م.

 وكان أبوه وأجداده يتولون الخطابة في الجامع الكبير بحمص، وقد تأثر في أول نشأته بأبيه  الشيخ حسني السباعي. 

تأثر في صباه بما كتبه محب الدين الخطيب.

تخرج السباعي من المدرسة الشرعية في حمص عام 1930،وكان على صلة بالرابطة الدينية التي أسسها بعض العلماء.

انتقل إلى القاهرة في عام 1933   لمتابعة دراسة القانون الإسلامي في جامعة الأزهر.

حصل على الدكتوراه من خلال رسالته “السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي”.

أثناء دراسته في مصر تعرف على حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين في مصر، وتأثر بدعوته وبحركة الإخوان المسلمين.

عاد إلى حمص واشتغل في التدريس في المدارس الثانوية في حمص، وفي المعهد الإسلامي في دمشق.

انخرط بعد عودته الى سورية في الدعوة لجماعة الاخوان المسلمين، وفي عام 1945 صار مراقباً عاماً للجماعة(1).

أسس السباعي في عام 1946 صحيفة المنار في دمشق.

 شارك في حرب العام 1948 على رأس مجموعة من المتطوعين من الإخوان المسلمين، وعمل رئيسا للجنة موسوعة الفقه الإسلامي التي كانت تعدها كلية الشريعة بجامعة دمشق.

انتخب في عام 1949 نائباً في البرلمان.

كان عضواً بارزاً في لجنة صياغة دستور عام 1950م.

 ترأس البعثة السورية للمؤتمر العالمي الإسلامي عام 1951

 ترأس البعثة السورية للمؤتمر الإسلامي المسيحي عام 1954.

أوفدته الجامعة عام 1956 لإجراء جولة دراسية في أوروبا للتعرف على الجامعات هناك وعلى الدراسات الإسلامية بصفة خاصة .

  أصيب بشلل نصفي عام 1957، ولكن جهوده العلمية والسياسة تواصلت رغم المرض.

 


انظر رسائل وبرقيات مصطفى السباعي:

برقية الإخوان المسلمين في سورية إلى الملك فاروق في مصر 1946م 


انظر:

جماعة الإخوان المسلمين

مصطفى السباعي أثناء الإنتخابات النيابية عام 1954

كلمة مصطفى السباعي بمناسبة الذكرى السابعة لثورة الجزائر عام 1960

كلمة محمد الفاضل في تأبين مصطفى السباعي عام 1964

 الشيخ مصطفى السباعي في أوربا عام 1956م


صور مصطفى السباعي:

الشيخ مصطفى السباعي في أوروبا عام 1956م
الشيخ مصطفى السباعي في أوروبا عام 1956م

المراجع والهوامش:

(1). رغم أن المراجع تذكر تاريخ ميلاده عام 1915م، كما هو موضّح كذلك على شاهدة قبره، إلا أن الأدقّ بشهادة السباعي نفسه هو 1914م، نظرًا لما ذكره حين كتب عن دفاع أهل حمص عن المدينة ضد غزو الفرنسيين عام 1920م، فقال أن عمره كان ست سنوات حينما شاهد علماء المدينة يدعون للنفير ضد الغزو. وربما عام 1915م هو تاريخ ميلاده الرسمي في سجلّات الدولة العثمانية، الأتاسي (فارس)، مئة شخصية وشخصية من حمص [مخطوط]

(2). زرزور، (عدنان)، مصطفى السباعي: الداعية المجدّد، دار القلم (دمشق، 2000)، 95: نقلاً عن : الأتاسي (فارس)، مئة شخصية وشخصية من حمص [مخطوط]

(3). سعد الدين (عدنان)، مذكرات وذكريات ما قبل التأسيس وحتى عام 1954م، مكتبة مدبولي- القاهرة، الطبعة الأولى عام 2010م، صـ 41.

(4). الاسطواني، (محمد بسّام)، مصطفى السباعي: تاريخ دعوة في حياة رجل (مقالة)، مجلّة حضارة الإسلام، الاعداد: 4-5-6 من السنة الخامسة، عدد خاص بفقيد الإسلام د. مصطفى السباعي (1964): نقلاً عن : الأتاسي (فارس)، مئة شخصية وشخصية من حمص [مخطوط]

(5). سعد الدين (عدنان)، مذكرات وذكريات ما قبل التأسيس وحتى عام 1954م، مكتبة مدبولي- القاهرة، الطبعة الأولى عام 2010م، صـ 42.

(6). الباروت، (محمد جمال)، رواية اسمها سورية: مئة شخصية أسهمت في تشكيل وعي السوريين في القرن العشرين (مقالة)، تحرير وإشراف عام: نبيل صالح، إصدار خاص- ط2 (2007) (2/982): نقلاً عن : الأتاسي (فارس)، مئة شخصية وشخصية من حمص [مخطوط]

(7). الاسطواني، (محمد بسّام)، مصطفى السباعي: تاريخ دعوة في حياة رجل (مقالة)، مجلّة حضارة الإسلام، الاعداد: 4-5-6 من السنة الخامسة، عدد خاص بفقيد الإسلام د. مصطفى السباعي (1964)، نقلاً عن : الأتاسي (فارس)، مئة شخصية وشخصية من حمص [مخطوط]

(8). الاسطواني، المصدر السابق. عن كتاب: رجال فقدناهم، جمع وتقديم وتعليق: مجد مكّي، دار ابن حزم (بيروت، 2012)، 272-273: نقلاً عن : الأتاسي (فارس)، مئة شخصية وشخصية من حمص [مخطوط]

(9). الأتاسي (فارس)، مئة شخصية وشخصية من حمص [مخطوط]

(10). السباعي، (مصطفى)، الإخوان المسلمون في معارك فلسطين (مقالة)، مجلّة حضارة الإسلام- السنة الثانية، العدد الممتاز الخاص بفلسطين:الأتاسي (فارس)، مئة شخصية وشخصية من حمص [مخطوط].

(11). الجمعية التأسيسية في سورية 1949

(12). بيان مصطفى السباعي حول جعل دين الدولة الإسلام عام 1950

(13). الأتاسي (فارس)، مئة شخصية وشخصية من حمص [مخطوط]

(14). كان الناجح الوحيد في المسابقة التي جرت في كلية الحقوق بالجامعة السورية بموجب القرار رقم 1364 الصادر في الحادي والثلاثين من كانون الأول عام 1950م. انظر الجريدة الرسمية، العدد 1، الصادر في الرابع من كانون الثاني عام 1951م، صـ 27.

(15). الأتاسي (فارس)، مئة شخصية وشخصية من حمص [مخطوط]

(16). افتتاح كلية الشريعة بدمشق عام 1955

(17). حنا (عبد الله)، صفحات من تاريخ الأحزاب السياسية في سورية في القرن العشرين وأجواؤها الاجتماعية، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسيات، قطر، ط1، عام 2018م، صـ 168 - 175.

(18). الأتاسي (فارس)، مئة شخصية وشخصية من حمص [مخطوط]

(19). الأتاسي (فارس)، مئة شخصية وشخصية من حمص [مخطوط]

(20). الأتاسي (فارس)، مئة شخصية وشخصية من حمص [مخطوط]

(21). الأتاسي (فارس)، مئة شخصية وشخصية من حمص [مخطوط]

(22). الأتاسي (فارس)، مئة شخصية وشخصية من حمص [مخطوط]

(23). زرزور (عدنان)، مصطفى السباعي، الداعية المجدد 1915- 1964

(24). الأتاسي (فارس)، مئة شخصية وشخصية من حمص [مخطوط]

(25). كلمة محمد الفاضل في تأبين مصطفى السباعي عام 1964

(26). الأتاسي (فارس)، مئة شخصية وشخصية من حمص [مخطوط]

(27). حسن (محمد عبد الغني)، باحث الاشتراكية في الإسلام.. المرحوم مصطفى السباعي، مجلة الرسالة - القاهرة، العدد 1084 الصادر في الثاني والعشرين من تشرين الأول عام 1964م



 أحداث التاريخ السوري بحسب السنوات


سورية 1900 سورية 1901 سورية 1902 سورية 1903 سورية 1904
سورية 1905 سورية 1906 سورية 1907 سورية 1908 سورية 1909
سورية 1910 سورية 1911 سورية 1912 سورية 1913 سورية 1914
سورية 1915 سورية 1916 سورية 1917 سورية 1918 سورية 1919
سورية 1920 سورية 1921 سورية 1922 سورية 1923 سورية 1924
سورية 1925 سورية 1926 سورية 1927 سورية 1928 سورية 1929
سورية 1930 سورية 1931 سورية 1932 سورية 1933 سورية 1934
سورية 1935 سورية 1936 سورية 1937 سورية 1938 سورية 1939
سورية 1940 سورية 1941 سورية 1942 سورية 1943 سورية 1944
سورية 1945 سورية 1946 سورية 1947 سورية 1948 سورية 1949
سورية 1950 سورية 1951 سورية 1952 سورية 1953 سورية 1954
سورية 1955 سورية 1956 سورية 1957 سورية 1958 سورية 1959
سورية 1960 سورية 1961 سورية 1962 سورية 1963 سورية 1964
سورية 1965 سورية 1966 سورية 1967 سورية 1968 سورية 1969
سورية 1970 سورية 1971 سورية 1972 سورية 1973 سورية 1974
سورية 1975 سورية 1976 سورية 1977 سورية 1978 سورية 1979
سورية 1980 سورية 1981 سورية 1982 سورية 1983 سورية 1984
سورية 1985 سورية 1986 سورية 1987 سورية 1988 سورية 1989
سورية 1990 سورية 1991 سورية 1992 سورية 1993 سورية 1994
سورية 1995 سورية 1996 سورية 1997 سورية 1998 سورية 1999
سورية2000

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى