شهادات ومذكرات
من مذكرات أمين أبو عساف (61) وضع الجيوش العربية خلال معركة فلسطين
من مذكرات أمين أبو عساف (57): وضع الجيوش العربية خلال معركة فلسطين
عندما دخلت الجيوش العربية إلى فلسطين، رغم كل الأخطاء سيطرت على الموقف واحتلت مع قوى الإنقاذ الأجزاء المعينة للعرب حسب قرار التقسيم وتجاوزتها.
إن الحماس الرسمي والشعبي كان بارزاً في الدول العربية. احتل الجيش الأردني والعراقي الضفة الغربية بكاملها، وكانت قوى الإنقاذ قد احتلت الجليل الغربي حتى الناصرة.
تمكن الجيش الأردني وفرق الجهاد المقدس الفلسطينية بقيادة “عبد القادر الحسيني” من تطهير القدس الشرقية من الصهاينة، وحاصروا القدس الجديدة من كل الجهات ومنعوا عنها التموين والماء. صار سكانها يستغيثون ويطلبون تزويدهم بالماء والمؤن والذخيرة وإلا اضطروا للاستسلام.
تدخلت أمريكا ودول الغرب بقوة لتخلص إسرائيل من الطوق المضروب حولها وكان لها ما أرادت. وفرضت هدنة مدتها أربعة أسابيع تبدأ من 11 / 6 / 1948 تمكن الإسرائيليون من استيراد الأسلحة التي تمكنهم من التفوق على العرب من طائرات حديثة ومدفعية ودبابات وكل أنواع الأسلحة والذخيرة. خلال الهدنة الأولى ورغم الأسلحة الحديثة التي زودت بها إسرائيل لم تؤثر على العرب.
ومن نتيجة الهدنة الأولى ظهور خلاف خفي بين الحكام العرب أدى إلى عدم التعاون.
إن أهم هدف إسرائيلي للعرب والذي يضم السكان والقيادة هو : القدس الجديدة وقد حال التواطؤ والهدنة دون استسلامها، وتل أبيب وقد أحاطت بها ثلاثة جيوش عربية قوية أنقذها عدم تعاون هذه الجيوش للإطباق عليها.
قبيل انتهاء الهدنة تم إخلاء اللد والرملة من قبل القيادة الأردنية وهما مركزان هامان (ومخصصان للعرب بموجب قرار التقسيم) لحماية تقدم الجيش المصري باتجاه تل أبيب.
كل هذه العوامل أدت ليس إلى عدم تمكين الجيش المصري من التقدم فحسب بل سببت تطويقه وقطع خطوط مواصلاته. مما اضطر الحكومة المصرية لعقد الهدنة الدائمة مع إسرائيل بعد حصار دام عدة أشهر وبتاريخ 24 شباط 1949 احتفظت بجزء من قطاع غزة بطول /40/ كم وتمكنت إسرائيل خلال شهر تشرين أول /1948/ من القضاء على قوى الإنقاذ في الجليل الغربي واضطرتها إلى الانسحاب إلى لبنان ولم يتحرك أي جيش عربي لمساعدتهم.
وضع الجيش المصري:
(أخذت هذه المعلومات من الضباط ذوي الاتصال مع القيادة العامة وقيادة الجيش السوري).
هاجم الجيش المصري فلسطين من الجنوب في مناطق قليلة المستعمرات. وبعد احتلال غزة وبئر السبع كقاعدة تابع باتجاه الشمال، حاول العدو القضاء على هذا الجيش أو إعاقة تقدمه بهجمات قوية ومركزة من الأمام وعلى الجوانب، وعلى خطوط مواصلاته الطويلة فلم يتمكن. قضى الجيش المصري على كل هذه المحاولات وانتصر فيها وواصل سيره المظفر حتى وصل إلى جبهة أسدود – الفالوجة وهي لا تبعد كثيراً عن يافا- تل أبيب ومجتازاً ثمانين كيلو متراً من الأراضي الفلسطينية. وعندما فرضت الهدنة الأولى في 11 حزيران 1948 كان الجيش المصري من محبذي هذه الهدنة لأنه كان ينتظر أسلحة وذخيرة من الخارج بعد أن صرف كثيراً منها في معاركه.
في تلك الفترة كان الجيش الأردني يحتل مدينتي اللد (حيث المطار الرئيسي) والرملة إلى الجنوب الشرقي من تل أبيب وهي من المناطق الهامة المخصصة للعرب.
هذه المراكز القوية تحمي مجنبة الجيش المصري وتدعمه في حال تقدمه باتجاه يافا- تل أبيب.
كما كان الجيش العراقي يحتل جبهة طول كرم – قلقيلية- إلى الشمال الشرقي من تل أبيب ولا يبعد عن الساحل أكثر من اثني عشر كيلو متراً.
إن وضع الجيوش الثلاثة المحيطة بتل أبيب مناسب جداً للتعاون والقيام بعمل حاسم لو كان هناك قرار وقيادة حكيمة وفعالة.
قبيل انتهاء الهدنة وفي 7 تموز 1948 تعرض الجيش المصري لهجمات قوية من كل الجهات وعلى خطوط مواصلاته، قضى عليها جميعاً خلال أسبوع من القتال، وهزم العدو وشتته. وعندما أصبح جاهزاً لمتابعة حركته باتجاه تل أبيب فوجئ بإخلاء اللد والرملة بدون ضغط وبدون هجوم من قبل الصهاينة. برر الجنرال “كلوب” قائد الجيش الأردني عملية الانسحاب لتقصير خطوط المواصلات، وإنه مستعد لإعادة احتلالها في أي وقت. احتل العدو اللد والرملة وطرد أهلها وشردهم إلى الأردن.
اعترضت مصر على هذا الإخلاء المفاجي، وتعهد الملك “عبد الله” باسترادادها من قبل الجيش العراقي والأردني. ولكن الوعد لم ينفذ، ولو كان صادقاً بوعده لما أخلاها.
فُرضت الهدنة الثانية الدائمة في 18 تموز 1948 وكل شيئ على حاله. أثناء الهدنة الدائمة وخلال شهر تشرين أول هاجم الصهاينة الجيش المصري وطوقوه في الفالوجة وقطعوا خطوط مواصلاته.
قررت الجامعة العربية فك الحصار بواسطة الجيوش العربية الأخرى.. العراقي – الأردني- السوري. شكلت جمهرة الجيش السوري من فوجين مشاة وبطارية مدفعية وكوكبة مصفحات حسب قرار الجامعة، وهذا كل الاحتياط لدى الجيش السوري، وهي مجازفة قامت بها القيادة السورية لفك الحصار عن الجيش المصري وكانت جاهزة للحركة. وعند الاتصال بالجيش العراقي والأردني تبين أن ليس لديهم رغبة بالاشتراك. وتركوا الجيش المصري وحده يقرر مصيره.
بقي الجيش المصري مطوقاً بدون مساعدة وقد كان المدفعية المستوردة حديثاً قد وصلت غير صالحة للاستعمال مع الذخيرة الفاسدة التي طالما انتظرها وكانت من أسباب نكبته.
انظر ايضاً:
الفصل الأول – الثورة العربية الكبرى وسوريا تحت الانتداب
من مذكرات أمين أبو عساف (1): الثورة العربية الكبرى
من مذكرات أمين أبو عساف (2): بدايات الحكم الفرنسي في السويداء
من مذكرات أمين أبو عساف (3): أسباب الثورة السورية الكبرى 1925
من مذكرات أمين أبو عساف (4): اشتراك حوران وعرب اللجاة في الثورة السورية الكبرى
من مذكرات أمين أبو عساف (5): متابعة دراستي وانتسابي إلى الصف الخاص
من مذكرات أمين أبو عساف (6): الدخول إلى الكلية العسكرية
من مذكرات أمين أبو عساف (7): الدراسة في الكلية العسكرية
من مذكرات أمين أبو عساف (8): التخرج من الكلية العسكرية وتعييني في الكوكبة الثالثة
من مذكرات أمين أبو عساف (9): نقلي إلى كتيبة شمال سورية الكوكبة /25/
من مذكرات أمين أبو عساف (10): إجراءات السفر إلى “سومير”
من مذكرات أمين أبو عساف (11): مدرسة سومير للفرسان والمدرعات
من مذكرات أمين أبو عساف(12): زيارة باريس
من مذكرات أمين أبو عساف (13): إعلان فرنسا الحرب على ألمانيا النازية
من مذكرات أمين أبو عساف(14) : نقلي إلى الكوكبة الثالثة مدرباً لطلاب الكلية العسكرية
من مذكرات أمين أبو عساف (15) : محاضرة عن الدروز في “جبل الدروز”
من مذكرات أمين أبو عساف (16): الحرب عام 1941 بين قوات فيشي وقوات فرنسا الحرة والجيش البريطاني
من مذكرات أمين أبو عساف (17): ذهاب الكتيبة إلى الحدود الفلسطينية
من مذكرات أمين أبو عساف (18): معركة فيق
من مذكرات أمين أبو عساف (19):الانسحاب من تل الفرس
من مذكرات أمين أبو عساف (20): العودة إلى حمص بالقطار من محطة القدم
من مذكرات أمين أبو عساف (21): إعادة تشكيل الرعيل واستلامي مهمات دفاعية على طريق تدمر ودمشق
من مذكرات أمين أبو عساف (22): تعييني أمراً لرعيل المدرعات الثاني عام 1941
من مذكرات أمين أبو عساف (23): عودة الرعيل إلى ثكنته في اللاذقية
من مذكرات أمين أبو عساف (24): نقلي معاوناً لقائد الفرسان والمدرعات
من مذكرات أمين أبو عساف (25): نقلي إلى الكتيبة الخفيفة للمنطقة الشمالية آمراً للتشكيلات الآلية
من مذكرات أمين أبو عساف (26): تشكيل أول كوكبة آلية وتعيين قائداً لها عام 1942
من مذكرات أمين أبو عساف (27): نقلي إلى الكتيبة الدرزية
من مذكرات أمين أبو عساف (28): تعييني معاوناً لآمر المجتمع الرابع
من مذكرات أمين أبو عساف (29): إبعاد الضباط النظاميين إلى بيروت
من مذكرات أمين أبو عساف (30): عودتي معاوناً لآمر المجتمع الرابع
من مذكرات أمين أبو عساف (31): استلامي قيادة الكوكبة الخفيفة الرابعة
من مذكرات أمين أبو عساف (32): وضع المفرزة
من مذكرات أمين أبو عساف (33): الانسحاب عن الفرنسيين
من مذكرات أمين أبو عساف (34): كيف سارت الأمور في دمشق والسويداء عام 1945
من مذكرات أمين أبو عساف (35): تشكيل مديرية العشائر وقيادة قوى البادية عام 1945م
من مذكرات أمين أبو عساف (36): خلاف البدو والحضر في تدمر ودور البريطانيين
من مذكرات أمين أبو عساف (37): وصول “راكان بن مرشد” وتحريض العسكريين
من مذكرات أمين أبو عساف (38): كتاب إلى آمر قوى البادية عام 1945
من مذكرات أمين أبو عساف (39): تشكيل فوج البادية بتدمر عام 1945
من مذكرات أمين أبو عساف (40): العيد الوطني لاستقلال سورية عام 1946
الفصل الثاني- فجر الاستقلال وحرب فلسطين:
من مذكرات أمين أبو عساف (41): نقلي إلى كتيبة الفرسان الأولى في السويداء
من مذكرات أمين أبو عساف (42): مقابلة “سلطان باشا الأطرش”
من مذكرات أمين أبو عساف (43): عودة “حمد الأطرش” آمر لكتيبة الفرسان في السويداء
من مذكرات أمين أبو عساف (44): تعييني قائداً لمنطقة جبل العرب عام 1947
من مذكرات أمين أبو عساف (45): تعيين “عارف بك النكدي” محافظاً للسويداء
من مذكرات أمين أبو عساف (46): أوضاع الضباط السوريين في قوات المشرق الخاصة
من مذكرات أمين أبو عساف (47): حشد الجيش على حدود فلسطين
من مذكرات أمين أبو عساف (48): تعيين حسني الزعيم رئيساً للأركان
من مذكرات أمين أبو عساف (49): فوج المدرعات الثاني وتعيني آمراً له
من مذكرات أمين أبو عساف (50): معركة كعوش
من مذكرات أمين أبو عساف (51): نقلي من فوج المدرعات إلى الكتيبة الأولى
من مذكرات أمين أبو عساف (52): استلامي قيادة الهجوم على خان يردا
من مذكرات أمين أبو عساف (53): قصف للطيران اللإسرائيلي وإصابتي بجراح
من مذكرات أمين أبو عساف (54): تعييني رئيساً للشعبة الثالثة في أركان اللواء الثاني
من مذكرات أمين أبو عساف (55): نقلي معاوناً لآمر كتيبة الفرسان الأولى
من مذكرات أمين أبو عساف (56): المعارك التي اشتركت بها كوكبات الكتيبة الأولى أو مخافرها
من مذكرات أمين أبو عساف (57): استلام قطعات الشرق الخاصة
من مذكرات أمين أبو عساف (58): زج الجيش السوري بالمعركة أمام “خط إيدن” عام 1948
من مذكرات أمين أبو عساف (59): احتلال كعوش
من مذكرات أمين أبو عساف (60) التعاون العربي لتشكيل قيادة القوات العربية
المراجع والهوامش:
المراجع والهوامش: