شهادات ومذكرات
من مذكرات أمين أبو عساف (56): المعارك التي اشتركت بها كوكبات الكتيبة الأولى أو مخافرها
من مذكرات أمين أبو عساف (55): المعارك التي اشتركت بها كوكبات الكتيبة الأولى أو مخافرها
عندما عُينت في الخامس عشر من تموز لاستلام الكتيبة الأولى، ثم أُلغي الأمر، كانت القيادة ترغب الانتقام من المقدم “حمد الأطرش” ومن الدروز عامة! لأن العدو احتلّ تل العزيزيات!.
هذا الموقع الحصين من أرض فلسطين، وهو مشرف على مستعمرات العدو وعلى الجبهة السورية. وبصورة خاصة طرق المواصلات فيها. (طريق القنيطرة- بانياس) و(بانياس – ك1- العقدة). ومن يحتله يتحكم في تلك المنطقة على الجانبين.
طلب من الوكيل الأولى (صالح العطار) أن يشرح لي ظروف معركة تل العزيزيات فأعطاني المعلومات التالية:
“على أثر إحتلال تل العزيزيات من قبل الجيش السوري وطرد العدو منه. كان المقدم “حمد الأطرش” آمر الكتيبة وقائد القطاع. سأله الزعيم القائد العام للجيش والقوات المسلحة: كيف ستؤمن حماية التل؟ أجاب المقدم “حمد” أرغب تعيين سرية لحمايته.
قال الزعيم: لا لزوم إلى سرية هنا مخفر من حضيرة أو نصف حضيرة كافية لحمايته.
فاجأ العدو هذه القوة وطردها واستولى على التل؟.
حضر الزعيم القائد العام وأعطى أمراً إلى المقدم “حمد” باسترجاع التل بوسائط الكتيبة الخاصة الموجودة في تلك المنطقة. لأن باقي الكتيبة موزع على مخافر على طول الجبهة.
جمع المقدم “حمد” كل العناصر المتوفرة وهي لا تتعدى نصف سرية. وأمرها باحتلال ذلك الموقع المشرف الحصين. تقدمت هذه القوة حتى أوقفتها النيران وأجبرتها على التقهقر تاركة قتلى و جرحى..
لم يكن الزعيم مرتاحاً لهذه النتيجة ووجه ملاحظاته إلى المقدم “حمد” ومنها (سوف ترى كيف نسترجع هذا التل من قبل سباع البر). جاء بسرية هجانة وأمرها بالهجوم. تقدمت قليلاً ولم تصل إلى المكان الذي وصل إليه أفراد الكتيبة ووقع قتلى وجرحى وتقهقرت.
علّق المقدم “حمد” قائلاً للزعيم: أين سباع البر؟ .. والآن أعطيت أمراً بتنفيذ هجومين فاشلين! في حين كان الزعيم يركب سيارته ويغادر المكان”.
لقد أخطأت القيادة مرتين: الأولى عندما لم تعين قوة كافية لحماية تل العزيزيات، هذا الموقع الهام. والثانية عندما هاجمته بقوة غير كافية أيضاً. ولماذا لم يكن الهجوم بهاتين القوتين مجتمعتين مع دعم بالنيران من المدفعية والرشاشات.
عادت القيادة وطلبت من المقدم “حمد” تحضير خطة هجوم على تل العزيزيات بوسائط الكتيبة الخاصة الموجودة في تلك المنطقة.
نفذ الأمر بدون نقاش وكنت قد أطلعتُ على هذه الخطة عندما حضرت مع المقدم “جميل ماميش” ليستلم قيادة الكتيبة.
تابع الوكيل الأول “صالح العطار” حديثه قائلاً:
“عاد الزعيم إلى أركانه. وطلب تحضير هجوم لاستعادة تل العزيزيات. وبعد الدراسة شكلت قوة للهجوم من : فوجي مشاة.. الكتيبة الثانية بكاملها – عناصر الكتيبة الأولى في ك1- فوج المدرعات الأولى.
قبيل الهدنة في السابع عشر من تموز عام 1948 قامت هذه القوة بالهجوم وبدهم من الطيران والمدفعية. تمكنت من احتلال التل وطرد العدو مدحوراً مع خسائر من الجانبين”.
بيان بالمعارك التي خاضتها وحدات الكتيبة الأولى أو مخافرها حسب سجلات الكتيبة
تاريخ المعركة:
20 / 5 / 1948 الهجوم على دكانيا: اشتركت الكوكبة الرابعة بالهجوم على دكانيا جنوبي بحيرة طبريا.
الخسائر: جرحى الملازم الأول “خطار حمزة” آمر الكوكبة، الوكيل “حسين أبو الفضل”، العريف “يحيى الحمدان”، الجندي “جديع عزام”، الجندي “طلال كرباج”، والجندي “جابر المحيثاوي”.
5/ 6 / 1948 حصار طوبا: من الشهداء العريف “حسين كيوان” الكوكبة الرابعة.
12 / 6 / 1948 هجوم العباسية من تل خنزير:
الشهداء: نائب أول “أنيس الجباعي” الجندي “فندي الشعراني” الكوكبة الأولة.
الجرحى : العرفاء “كامل العميري” و”منصور الجباعي” والجنود “نقولا العيد” و”حمود غزالة” من الكوكبة الأولى.
الهجوم على كفر سلط :
الشهداء: الجندي “شاهين معالي” – الكوكبة الرابعة.
9 / 7 / 1948 معركة تل العزيزيات:
الشهداء:
نائب أول “صياح أبو دهن” و”هندي العبد الله” والجنود :”سليمان حديفي” و”عطيه الجابر” من كوكبة القيادة.
10 / 7/ 1948 مخفر الدردارة: جريح الجندي “فهد نصر” – الكوكبة الأولى.
17 / 7/ 1948 معركة استرجاع تل العزيزيات:
الشهداء : النائب “نسيب حاطوم”، العريف “داود سمارة” من كوكبة القيادة.
الجرحة : العريف: “مرعي سجاع” من كوكبة القيادة.
معركة قلعة الحصن:
الجرحى الجنود: “توفيق العبد” و”توفيق كيوان” و”أسد بلان” من الكوكبة الرابعة.
19 / 7/ 1948 معركة العقدة: طوق العدو هذا المخفر وحاصره. تمكن المخفر من الصمود وفك الحصار وإفشال هجوم العدو.
الشهداء الجنود: “يوسف شحاذي الطويل” و”شحاذي حسن علبه”.
الجرحى: عرفاء: “حسن نوفل” و”مصطفى نعمة” والجنود “متروك نوفل” و”نايف عزام” و”متعب عامر” و”عيسى النعمة” وهم من الكوكبة الثالثة.
خلال شهر تشرين ثان نقل عدد كبير من الكتيبة الأولى إلى الجزيرة. وهو نقل تعسفي لا مبرر له. وقد ودعتهم بهذه الكلمة:
أيها الجنود البواسل
يؤلمني جداً أن تحول هذه التدابير الزاجرة بينكم وبين جبهة القتال وقد مكثتم فيها طيلة سبعة أشهر. تهاجمون العدو، وتصدون هجماته بشجاعة فائقة، وتتحملون التعب والمرض وعدم العطف لأسباب لستم مسؤولين عنها.
أنحنى أمام الذين استشهدوا من صفوفكم من أجل فلسطين، وإستمطر عليهم الرحمة والرضوان. أرجو أن تثابروا على الخدمة بجدّ وإخلاص وتصبروا حتى يتم الهدف الذي استشهد من أجله إخواننا.
إنها محنة حلّت بنا ولا يخلصنا منها سوى الصبر والاستقامة في العمل لخدمة الوطن المفدى.
يصعب عليكم أن تغادروا الجبهة، إلى تلك المنطقة النائية العزيزة من أرض الوطن، دون وداع عائلاتكم وتأمين لوازمهم في هذا الشتاء. ولكن ما العمل؟ وهي الأوامر العسكرية.
لم أتمكن من مساعدتكم كآمر وهو الموقف الأول من نوعه في حياتي العسكرية.
لقد كان نقلكم مفاجأة لي. لم أتمكن من تدارك ماحصل إذ إن الكلامّ غير مسموع! والأعمال تجري بتكتم زائد وبصورة فجائية. أوصيكم بالصبر وشجاعتكم كفيلة بتذليل العقبات التي قد تتعرضون لها. حافظوا على الروح العسكرية والطاعة لرؤسائكم. يجب أن تربطكم جميعاً صلة الرفقة الجيدة والصداقة المتينة.
إياكم والتخاذل أو القنوط والصبر مفتاح الفرج. الرجل من يصبر على الشدئد. حافظوا على سمعتكم. وليكن سلوككم مثالاً يُقتدى به.
إن المصائب لها أول وآخر. فكروا في مستقبلكم ولا تتسرعوا في الاستقالات. إن واجبنا الخدمة في كل أنحاء الوطن. وأعلموا أن سلوككم وخدماتكم هي التي تربط آمركم بكم. فإذا كنتم موضع ثقته حصلتم على تقديره ومساعدته. والعكس يضر مصلحتكم. فسيروا وفقكم الله.
يوم الأحد 28 / 11 الساعة التاسع عشرة دخلتُ إلى مطعم الضباط. سمعتهم يتحدثون عن موضوع احتلال الجليل، وهجوم العدو القوي على قوى الإنقاذ واحتلال مواقعها، ومتابعهة تقهقرها. إذاعة الصهاينة أطلقت على القوات المهاجمة أسم اللواء الدرزي. كان رفاقنا من الضباط مقتنعين بصدق إذاعة العدو. إذ سمعتُ كلمة (خيانة الدروز وتسليم فلسطين للصهاينة). وعندما شاهدوني صمتوا.
قلت لهم : لا تصدقوا إذاعة “إسرائيل”. الدروز في فلسطين البالغ عددهم أربعة عشر ألف نسمة لا يمكنهم تشكيل لواء حتى ولا فوج. شفا عمر وجوارها موطن الدروز في فلسطين سقطت حديثاً بيد الصهاينة بعد تراجع قوى الإنقاذ وهي من المناطق التي خصصت للعرب في الجليل.
ليس بإمكان إسرائيل أن تدربهم وتعتمد عليهم في هذا الوقت القصير. إنما هي تذيع ذلك من أجل التشويش والبلبلة وخلق الفرقة في صفوفنا.
لا نزال في المعركة وقد تبين حتى الآن من قام بواجبه ومن تخاذل لنحاسب بعضنا. إن رؤسائنا السياسيين هم الذين كانوا السبب في تسليم فلسطين.
إن الرئيس “شكري القوتلي” والزعماء العرب هم المسؤولون عن تسليم فلسطين إلى الصهيونية. بسبب عدم إعداد القوة التي تحتل فلسطين، وتحافظ عليها. كان الحوار بصوت عادي لاي خلو من الانفعال.
عندما حضر آمر الكتيبة المقدم “جميل ماميش” وسأل: ما الأمر؟ قلت له: تذيع إسرائيل أن اللواء الدرزي هو الذي احتل الجليل. وقد نبهت الضباط إلى عدم تصديق دعايات إسرائيل لأن غايتها أن تدب الفرقة بين صفوفنا. وإنه لا يوجد لواء درزي ولا يمكن للدروز بعددهم القليل هناك تشكيل لواء. وليسوا مدربين على ذلك.
أجاب: “طيب حبيبي طيب” هكذا كان يقول وخرج..
ونظراً لمعرفتي به وبعدم صراحته خشيتُ أن يفسر كلامي تفسيراً خاطئاً أو أن يحرفوه. إتصلت مع المقدم “محمود بنيان” آمر كتيبة الشراكسة في الجبهة الثانية من القنيطرة، وهو من المقربين من الزعيم قائد الجيش نظراً لشجاعته أثناء العمليات. ولديه سيارة. طلبت إليه أن يأتي حالاً لأني بحاجة إليه.
وصل المقدم “محمود” أخبرته عما حصل بالتفصيل. قال: لماذا ذكرت الرئيس وما دخله بالموضوع؟ أجبته: إن ما قلته في حالة الغضب أتحمل مسؤولياته كاملاً. ولكن أخشى أن ينسب إلى أشياء لم أقلها، أو يحرف الكلام. أبوح لك بكل ذلك حتى تكون مطلعاً على الحقيقة وبإمكانك أن تسأل من تشاء.
وفي الساعة الواحدة والعشرين، وصلت برقية بنقلي إلى اللواء الرابع رئيس أركان اللواء، وهو لواء تدريب المجندين ومركزه معسكرات قطنا. بلغني آمر الكتيبة البرقية. وهو يرغب التخلص مني وقال: التحق فوراً سيارة البكاب جاهزة.
طلبت منه أن ألتحق صباحاً بدلاً من الذهاب في الليل. أجاب: نص البرقية الالتحاق فوراً.. وذهبت في الحال إلى معسكرات قطنا.
اقرأ:
من مذكرات أمين أبو عساف (1): الثورة العربية الكبرى
من مذكرات أمين أبو عساف (2): بدايات الحكم الفرنسي في السويداء
من مذكرات أمين أبو عساف (3): أسباب الثورة السورية الكبرى 1925
من مذكرات أمين أبو عساف (4): اشتراك حوران وعرب اللجاة في الثورة السورية الكبرى
من مذكرات أمين أبو عساف (5): متابعة دراستي وانتسابي إلى الصف الخاص
من مذكرات أمين أبو عساف (6): الدخول إلى الكلية العسكرية
من مذكرات أمين أبو عساف (7): الدراسة في الكلية العسكرية
من مذكرات أمين أبو عساف (8): التخرج من الكلية العسكرية وتعييني في الكوكبة الثالثة
من مذكرات أمين أبو عساف (9): نقلي إلى كتيبة شمال سورية الكوكبة /25/
من مذكرات أمين أبو عساف (10): إجراءات السفر إلى “سومير”
من مذكرات أمين أبو عساف (11): مدرسة سومير للفرسان والمدرعات
من مذكرات أمين أبو عساف(12): زيارة باريس
من مذكرات أمين أبو عساف (13): إعلان فرنسا الحرب على ألمانيا النازية
من مذكرات أمين أبو عساف(14) : نقلي إلى الكوكبة الثالثة مدرباً لطلاب الكلية العسكرية
من مذكرات أمين أبو عساف (15) : محاضرة عن الدروز في “جبل الدروز”
من مذكرات أمين أبو عساف (16): الحرب عام 1941 بين قوات فيشي وقوات فرنسا الحرة والجيش البريطاني
من مذكرات أمين أبو عساف (17): ذهاب الكتيبة إلى الحدود الفلسطينية
من مذكرات أمين أبو عساف (18): معركة فيق
من مذكرات أمين أبو عساف (19):الانسحاب من تل الفرس
من مذكرات أمين أبو عساف (20): العودة إلى حمص بالقطار من محطة القدم
من مذكرات أمين أبو عساف (21): إعادة تشكيل الرعيل واستلامي مهمات دفاعية على طريق تدمر ودمشق
من مذكرات أمين أبو عساف (22): تعييني أمراً لرعيل المدرعات الثاني عام 1941
من مذكرات أمين أبو عساف (23): عودة الرعيل إلى ثكنته في اللاذقية
من مذكرات أمين أبو عساف (24): نقلي معاوناً لقائد الفرسان والمدرعات
من مذكرات أمين أبو عساف (25): نقلي إلى الكتيبة الخفيفة للمنطقة الشمالية آمراً للتشكيلات الآلية
من مذكرات أمين أبو عساف (26): تشكيل أول كوكبة آلية وتعيين قائداً لها عام 1942
من مذكرات أمين أبو عساف (27): نقلي إلى الكتيبة الدرزية
من مذكرات أمين أبو عساف (28): تعييني معاوناً لآمر المجتمع الرابع
من مذكرات أمين أبو عساف (29): إبعاد الضباط النظاميين إلى بيروت
من مذكرات أمين أبو عساف (30): عودتي معاوناً لآمر المجتمع الرابع
من مذكرات أمين أبو عساف (31): استلامي قيادة الكوكبة الخفيفة الرابعة
من مذكرات أمين أبو عساف (32): وضع المفرزة
من مذكرات أمين أبو عساف (33): الانسحاب عن الفرنسيين
من مذكرات أمين أبو عساف (34): كيف سارت الأمور في دمشق والسويداء عام 1945
من مذكرات أمين أبو عساف (35): تشكيل مديرية العشائر وقيادة قوى البادية عام 1945م
من مذكرات أمين أبو عساف (36): خلاف البدو والحضر في تدمر ودور البريطانيين
من مذكرات أمين أبو عساف (37): وصول “راكان بن مرشد” وتحريض العسكريين
من مذكرات أمين أبو عساف (38): كتاب إلى آمر قوى البادية عام 1945
من مذكرات أمين أبو عساف (39): تشكيل فوج البادية بتدمر عام 1945
من مذكرات أمين أبو عساف (40): العيد الوطني لاستقلال سورية عام 1946
من مذكرات أمين أبو عساف (41): نقلي إلى كتيبة الفرسان الأولى في السويداء
من مذكرات أمين أبو عساف (42): مقابلة “سلطان باشا الأطرش”
من مذكرات أمين أبو عساف (43): عودة “حمد الأطرش” آمر لكتيبة الفرسان في السويداء
من مذكرات أمين أبو عساف (44): تعييني قائداً لمنطقة جبل العرب عام 1947
من مذكرات أمين أبو عساف (45): تعيين “عارف بك النكدي” محافظاً للسويداء
من مذكرات أمين أبو عساف (46): أوضاع الضباط السوريين في قوات المشرق الخاصة
من مذكرات أمين أبو عساف (47): حشد الجيش على حدود فلسطين
من مذكرات أمين أبو عساف (48): تعيين حسني الزعيم رئيساً للأركان
من مذكرات أمين أبو عساف (49): فوج المدرعات الثاني وتعيني آمراً له
من مذكرات أمين أبو عساف (50): معركة كعوش
من مذكرات أمين أبو عساف (51): نقلي من فوج المدرعات إلى الكتيبة الأولى
من مذكرات أمين أبو عساف (52): استلامي قيادة الهجوم على خان يردا
من مذكرات أمين أبو عساف (53): قصف للطيران اللإسرائيلي وإصابتي بجراح
من مذكرات أمين أبو عساف (54): تعييني رئيساً للشعبة الثالثة في أركان اللواء الثاني
من مذكرات أمين أبو عساف (55): نقلي معاوناً لآمر كتيبة الفرسان الأولى