شهادات ومذكراتمقالات
من مذكرات أمين أبو عساف (53): قصف للطيران اللإسرائيلي وإصابتي بجراح
من مذكرات أمين أبو عساف (53): قصف للطيران اللإسرائيلي وإصابتي بجراح
فاجأتنا قوة العدو – بعد الهدنة- بعد أن كان طيرانه بدائياً إذ به يزجّ في المعركة أحدث الطائرات ذات الأربعة محركات ومدفعية ثقيلة وهاوناً ثقيلاً. لم يكن يملكها من قبل!
الصهاينة لديهم الإمكانيات دائماً لاستعمال أي سلاح. وليسوا بحاجة إلى تحضير الفنيين.
الطيارون وغيرهم من كلُ الدول الشرقية والغربية التي فيها يهود يأتون إلى “إسرائيل” وبصورة خاصة من الولايات المتحدة الأميركية حيث يسمح لأي كان بالتطوع في إسرائيل دون أن يفقد الجنسية الأمريكية.
في السابع عشر من تموز عام 1948 هاجمت خمس طائرات صهونية. ثلاثُ قاصفة واثنتان حماية. استهدفت جسر كعوش الذي شيدته هندسة الجيش السوري على نهر الأردن ولكنها لم تصبه بأذى لأن المدفعية تصدت لها ولم تمكنها من تدميره، وقصفت القيادة في كعوش.
أصُبت بجراح عدة في الكتف وهو الأخطر والرأس والعين والشفة من جهة اليسار والساق الأيمن وسقط من الفوج قتيلان وخمسة جرحى.
بعد انتهاء الغارة ذهبت إلى مستوصف كعوش. قال الطبيب: يجب أن تذهب إلى مستشفى الميدان في القنيطرة- قلت: لا لزوم لذلك. فالإصابات خفيفة. اتصل الطبيب بآمر اللواء وأخبره بأنه يريد تحويلي إلى القنيطرة. وأنا أرفض ذلك وأطلبُ أن أعالج وأبقى في الجبهة – اتصل معي آمر اللواء العقيد “أنور بنود”. وقال: يجب أن تتقيد بأوامر الطبيب.
ذهبت إلى القنيطرة – وحاولت أن تكون المحطة الأخيرة. فلم يوافق رئيس الأطباء. وقد أحالني إلى مستشفى الشهيد “يوسف العظمة” في المزة حيث بقيت عشرة أيام.
وعلى أثر وصول جرحىى من الجبهة خرّجوا غير الخطرين وكنتُ منهم مع نقاهة لمدة أسبوعين.
وقد زارني في المستشفى مندوب عن رئاسة الأركان، وأرسلت هدية “علبة حلوى” من وزير الدفاع ورئيس الوزراء “جميل مردم بك” ولم تتم الزيارة لعدم الازعاج.
إن العناية الطبية كانت جيدة جداً. منذ مستوصف كعوش وحتى مستشفى الميدان في القنيطرة إلى مستشفى الشهيد “يوسف العظمة” وقد قام الأطباء بعملهم خير قيام مع تأمين الهدوء التام.
ولا أنسى يوم وصولي إلى المستشفى حيث أخذ الألم يشتد. وبعد معالجتي من قبل الطبيب ووصولي إلى غرفتي قالت لي الممرضة التي كانت تقوم بواجبها على أكمل وجه: أريدُ أن أنظف وجهك؟ وأنا لا أعلم أن وجهي معفر إلى هذه الدرجة. وقد نظفت وجهي بالقطن المبلل. ثم قالت: أريد أن أجلب ماء لتنظيف رجليك؟ قلت لا يمكنني ذلك لصعوبة الحركة! قالت: أنا أنظفها. حلبت الماء وغسلت رجليّ. بارك الله بتلك الممرضة إنها ملاك الرحمة بحق. ومن المؤسف جداً أنني نسيت اسمها حتى أسجله هنا اعترافاً بجميلها.
أمضيت ليلة مريحة بدون مسؤوليات وهدوء تام رغم ألم الجراح الذي اشتد. بعد انتهاء النقاهة في 7 / 8 / 1948 عدت إلى الجبهة لأجد الفوج في مسعدة في الخط الثاني يقوم بالتدريب- وقيادة اللواء الثاني في بانياس.
كانت الهدنة الثانية الدائمة قد فرضت من قبل الولايات المتحدة الأميركية. ليستغلها الصهاينة في تحسين مواقعهم والحصول على أسلحة من وقت لآخر. وبقيت قطعات الجيش السوري تحتل الأراضي الذي استولت عليها في فلسطين.
انصرفنا إلى التدريب. وإتمام نواقص تجهيزات الفوج من أسلحة وآليات وألبسة وتحضير الفوج لتلقي الأوامر.
اقرأ:
من مذكرات أمين أبو عساف (1): الثورة العربية الكبرى
من مذكرات أمين أبو عساف (2): بدايات الحكم الفرنسي في السويداء
من مذكرات أمين أبو عساف (3): أسباب الثورة السورية الكبرى 1925
من مذكرات أمين أبو عساف (4): اشتراك حوران وعرب اللجاة في الثورة السورية الكبرى
من مذكرات أمين أبو عساف (5): متابعة دراستي وانتسابي إلى الصف الخاص
من مذكرات أمين أبو عساف (6): الدخول إلى الكلية العسكرية
من مذكرات أمين أبو عساف (7): الدراسة في الكلية العسكرية
من مذكرات أمين أبو عساف (8): التخرج من الكلية العسكرية وتعييني في الكوكبة الثالثة
من مذكرات أمين أبو عساف (9): نقلي إلى كتيبة شمال سورية الكوكبة /25/
من مذكرات أمين أبو عساف (10): إجراءات السفر إلى “سومير”
من مذكرات أمين أبو عساف (11): مدرسة سومير للفرسان والمدرعات
من مذكرات أمين أبو عساف(12): زيارة باريس
من مذكرات أمين أبو عساف (13): إعلان فرنسا الحرب على ألمانيا النازية
من مذكرات أمين أبو عساف(14) : نقلي إلى الكوكبة الثالثة مدرباً لطلاب الكلية العسكرية
من مذكرات أمين أبو عساف (15) : محاضرة عن الدروز في “جبل الدروز”
من مذكرات أمين أبو عساف (16): الحرب عام 1941 بين قوات فيشي وقوات فرنسا الحرة والجيش البريطاني
من مذكرات أمين أبو عساف (17): ذهاب الكتيبة إلى الحدود الفلسطينية
من مذكرات أمين أبو عساف (18): معركة فيق
من مذكرات أمين أبو عساف (19):الانسحاب من تل الفرس
من مذكرات أمين أبو عساف (20): العودة إلى حمص بالقطار من محطة القدم
من مذكرات أمين أبو عساف (21): إعادة تشكيل الرعيل واستلامي مهمات دفاعية على طريق تدمر ودمشق
من مذكرات أمين أبو عساف (22): تعييني أمراً لرعيل المدرعات الثاني عام 1941
من مذكرات أمين أبو عساف (23): عودة الرعيل إلى ثكنته في اللاذقية
من مذكرات أمين أبو عساف (24): نقلي معاوناً لقائد الفرسان والمدرعات
من مذكرات أمين أبو عساف (25): نقلي إلى الكتيبة الخفيفة للمنطقة الشمالية آمراً للتشكيلات الآلية
من مذكرات أمين أبو عساف (26): تشكيل أول كوكبة آلية وتعيين قائداً لها عام 1942
من مذكرات أمين أبو عساف (27): نقلي إلى الكتيبة الدرزية
من مذكرات أمين أبو عساف (28): تعييني معاوناً لآمر المجتمع الرابع
من مذكرات أمين أبو عساف (29): إبعاد الضباط النظاميين إلى بيروت
من مذكرات أمين أبو عساف (30): عودتي معاوناً لآمر المجتمع الرابع
من مذكرات أمين أبو عساف (31): استلامي قيادة الكوكبة الخفيفة الرابعة
من مذكرات أمين أبو عساف (32): وضع المفرزة
من مذكرات أمين أبو عساف (33): الانسحاب عن الفرنسيين
من مذكرات أمين أبو عساف (34): كيف سارت الأمور في دمشق والسويداء عام 1945
من مذكرات أمين أبو عساف (35): تشكيل مديرية العشائر وقيادة قوى البادية عام 1945م
من مذكرات أمين أبو عساف (36): خلاف البدو والحضر في تدمر ودور البريطانيين
من مذكرات أمين أبو عساف (37): وصول “راكان بن مرشد” وتحريض العسكريين
من مذكرات أمين أبو عساف (38): كتاب إلى آمر قوى البادية عام 1945
من مذكرات أمين أبو عساف (39): تشكيل فوج البادية بتدمر عام 1945
من مذكرات أمين أبو عساف (40): العيد الوطني لاستقلال سورية عام 1946
من مذكرات أمين أبو عساف (41): نقلي إلى كتيبة الفرسان الأولى في السويداء
من مذكرات أمين أبو عساف (42): مقابلة “سلطان باشا الأطرش”
من مذكرات أمين أبو عساف (43): عودة “حمد الأطرش” آمر لكتيبة الفرسان في السويداء
من مذكرات أمين أبو عساف (44): تعييني قائداً لمنطقة جبل العرب عام 1947
من مذكرات أمين أبو عساف (45): تعيين “عارف بك النكدي” محافظاً للسويداء
من مذكرات أمين أبو عساف (46): أوضاع الضباط السوريين في قوات المشرق الخاصة
من مذكرات أمين أبو عساف (47): حشد الجيش على حدود فلسطين
من مذكرات أمين أبو عساف (48): تعيين حسني الزعيم رئيساً للأركان
من مذكرات أمين أبو عساف (49): فوج المدرعات الثاني وتعيني آمراً له
من مذكرات أمين أبو عساف (50): معركة كعوش
من مذكرات أمين أبو عساف (51): نقلي من فوج المدرعات إلى الكتيبة الأولى
من مذكرات أمين أبو عساف (52): استلامي قيادة الهجوم على خان يردا