شهادات ومذكرات
من مذكرات أمين أبو عساف (49): فوج المدرعات الثاني وتعيني آمراً له
من مذكرات أمين أبو عساف (49): فوج المدرعات الثاني وتعيين الرئيس أمين أبو عساف آمراً له
قبل بدء العمليات كان فوجان مدرعات قيد التشكيل (الثاني والثالث) وفي كلّ منهما: سرية مصفحات وسرية محمولة وعندما تتوفر المصفحات يتم تشكيل سريتين متماثلين في كل فوج. المصفحات “بنهارد” فرنسية قديمة وتسليحها قديم مدفع عيار /37 مم ورشاش عيار 7,5 مم/ مع مصفحات من صنع بيروت استعملها الفرنسيون في البادية حيث لا يوجد سلاح مضاد للدرع. وذلك بوضع ألواح مصفحة حول قاعدة الشاحنة من الأمام والخلف وعلى الجانبين ومكشوفة من الأعلى، ووضع برج يحمل الأسلحة وهي مدفع عيار /37/ مم أو رشاش /7,5/ مم -إن الدرع يقي من الأسلحة العادية فقط.
كان آمرا الفوجين ضابطي مشاة الرئيس “صلاح الدين النحاس” وهو من الضباط الذين بدأوا خدمتهم أيام تركيا والمقدم “رشاد نظمي” خريج الكلية العسكرية في حمص. عندما أعطت القيادة أوامرها لدمج الفوجين وتشكيل فوج واحد منهما والالتحاق بالجبهة تمارض الرئيس “صلاح الدين النحاس” ودخل المستشفى، فشكل فوج المدرعات الثاني وأسندت قيادته إلى المقدم “رشاد نظمي”.
أخذت كل من سرايا الفوج مهمة خاصة وبقيت قيادة الفوج وسرية المقر في مكانها كي تؤمن تموين السرايا.
السرية المحمولة الأولى مقابل المخاضة جنوبي الحولة لحمايتها ومنع تسلل العدو منها بقيادة “عبد الله الفرا”، السرية المحمولة الثانية بقيادة الرئيس “برهان حسن” مقابل المخاضة جنوبي جسر كعوش لحمايتها ومنع تسلل العدو منها.
سرية المصفحات الأولى بقيادة الرئيس “توفيق الشوفي” رعيل حول بناية الجمرك حيث توجد قيادة القطاع لحمايتها ورعيل في الخلف احتياط، سرية المصفحات الثانية بقيادة الرئيس “عبد الرحمن شاويش” في العليقة احتياط لآمر القطاع.
في التاسع عشر من أيار تسللت دورية صهيونية ليلاً قاصدة القيادة في بناية الجمرك، تمكنت من مفاجأة رعيل الحماية أحرقت مصفحتين وهرب جنودهما، دافع الباقون ولم يتمكنوا الصهاينة من الوصول إلى المصفحات الباقية، ذهب الصهاينة باتجاه بناية القيادة حيث تمركز أمامها الرئيس “توفيق الشوفي” مع اثنين من صف الضباط يحملون رشيشات ومنعوهم من الوصول إلى هدفهم، استشهد الرقيب الأول “عبد العزيز داغوط” أثناء هذه العملية، استنفر المركز عندها انسحبت دورية العدو وكانت من المغاوير هدفها القيادة.
إن تعيين رعيل مصفحات لحماية القيادة هو خطأ فادح يجب أن تكون الحماية والحراسة من المشاة أو السرايا المنقولة على أن تكون آلياتها بعيدة في مكان آمن.
بعد هذا الحادث وأخذاً بعين الاعتبار كيفية وصول الفوج إلى الجبهة، قررت القيادة نقل المقدم “رشاد نظمي” وعينت المقدم “سليم ورد” مكانه ولكنه لم يستلم لعدم اختصاصه بالمدرعات، عندها تلقيت البرقية التالية:
برقية رقم /902/ آب بتاريخ 25/ 5/ 1948 إلى الرئيس “أمين أبو عساف”
تعينت آمراً “جاد” التحق فوراً إلى ش”أمية” /225/
التوقيع : قائد واحد
التحقت بنفس التاريخ إلى مقر قيادة الفوج في حرش المومسية، وجدت المقدم “نظمي” على عجلة من أمره، التصاريح من آمري السرايا جاهزة وموقعة بالاعتراف بأن تجهيزات وأسلحة السرايا مطابقة للقيود (إحدهما مسجل عليه المستلم .. المقدم “سليم ورده” ومن الضابط المحاسب بأن موجودات الصندوق مطابق لسجل الواردات والصرفيات وموجود مستودع الفوج مطابق لقيود السجلات.
طلبت منه أن نذهب لزيارة السرايا في الخط الأمامي كي أتعرف على أماكنهم، أجاب: إنه لا يعرفها! قال: يدلني رقيب التموين عليها، ولا يمكنه التأخير ويرغب العودة، ذهب دون أو يودع أحداً، طلبت من الملازم الأول “ظافر الجندي” آمر سرية المقر ومعاون آمر الفوج جمع كل العناصر الموجودة في مقر القيادة ليتعرفوا على آمرهم الجديد وأجرى أول اتصال معهم.
طلبت منهم أن يكونوا يقظين وأن يبذلوا أقصى جهد في خدمة الوطن بهذه الظروف العصيبة وأن يقوموا بواجبهم على أتم وجه، ثم ذهبت مباشرة لزيارة مقرات السرايا في الخطوط الأمامية، قال الرئيس “عبد الله الفرا” عند وصولي: هذه هي المرة الأولى نرى بها آمر الفوج! إن المقدم “نظمي” لم يأتِ إلى هنا مطلقاً.
نعاهدك على بذل كلّ جهد ممكن حتى نقوم بالواجب ويكون الفوج محلّ ثقة القيادة.
كما زرت أيضاً مقر سرية الرئيس “برهان حين” قلت لهما اليوم لا وقت لدي لزيارة كل المخافر، رغبت الاتصال بآمري السرايا واعتباراً من الغد سأبدأ بزيارة تشمل كل العناصر، وقد أبدى كل من آمري السرايا سرورهما بلقاء آمرهما ووعدا ببذل جهدهم مع سراياهم لخدمة الوطن، في اليوم التالي بعد اطلاعي على شؤون الفوج الإدارية، ذهبت إلى السرايا، زرت المخافر كلها وتحدثت مع رؤسائها ومع الجنود وكانت هذه عادتي منذ تخرجي من الكلية.
بعد انتهاء جولتي في الفوج، ذهبت إلى قيادة اللواء الثاني والقطاع الأوسط.. لأقدّم نفسي إلى آمر اللواء المقدم “توفيق بشور” للاتصال المباشر ولأعرف ملاحظاته على الفوج.
جرت محاولة تسلل ليلية ثانية بعد استلامي قيادة الفوج من قبل سرية كومندوس قطعت المخاضة جنوبي بحيرة الحولة باتجاه الشرق ثم اتجهت جنوباً لكي تصل إلى يناية الجمرك حيث القيادة.
لكن يقظة الرئيس “عبد الله” وحسن تدبيره تمكن من صدّها، انسحبت بعد معركة حامية، وفي اليوم التالي شوهدت دماء على خطّ سيرها.
كانت قيادة الجبهة تحاول التوغل في فلسطين من القطاع الجنوبي عن طريق سمخ ولما رأت صعوبة ذلك نقلت نشاطها إلى القطاع الأوسط.
في الثالث من حزيران أصدرت قيادة القطاع أمراً لقطعاتها لإرسال دوريات استطلاع ودراسة دفاعات العدو على كامل جبهة القطاع، كانت مهمة السرايا المنقولة استطلاع كعوش الموقع المحصّن المشرف على المنطقة:
سرية “عبد الله الفرا” من الشمال، وسرية “برهان حسن” من الجنوب، تمكنا من الوصول إلى مشارف كعوش وأمنّا المعلومات المطلوبة، كما أن الرئيس “عبد الله” أحرق بيادر غلال بجوارها.
اقرأ:
من مذكرات أمين أبو عساف (1): الثورة العربية الكبرى
من مذكرات أمين أبو عساف (2): بدايات الحكم الفرنسي في السويداء
من مذكرات أمين أبو عساف (3): أسباب الثورة السورية الكبرى 1925
من مذكرات أمين أبو عساف (4): اشتراك حوران وعرب اللجاة في الثورة السورية الكبرى
من مذكرات أمين أبو عساف (5): متابعة دراستي وانتسابي إلى الصف الخاص
من مذكرات أمين أبو عساف (6): الدخول إلى الكلية العسكرية
من مذكرات أمين أبو عساف (7): الدراسة في الكلية العسكرية
من مذكرات أمين أبو عساف (8): التخرج من الكلية العسكرية وتعييني في الكوكبة الثالثة
من مذكرات أمين أبو عساف (9): نقلي إلى كتيبة شمال سورية الكوكبة /25/
من مذكرات أمين أبو عساف (10): إجراءات السفر إلى “سومير”
من مذكرات أمين أبو عساف (11): مدرسة سومير للفرسان والمدرعات
من مذكرات أمين أبو عساف(12): زيارة باريس
من مذكرات أمين أبو عساف (13): إعلان فرنسا الحرب على ألمانيا النازية
من مذكرات أمين أبو عساف(14) : نقلي إلى الكوكبة الثالثة مدرباً لطلاب الكلية العسكرية
من مذكرات أمين أبو عساف (15) : محاضرة عن الدروز في “جبل الدروز”
من مذكرات أمين أبو عساف (16): الحرب عام 1941 بين قوات فيشي وقوات فرنسا الحرة والجيش البريطاني
من مذكرات أمين أبو عساف (17): ذهاب الكتيبة إلى الحدود الفلسطينية
من مذكرات أمين أبو عساف (18): معركة فيق
من مذكرات أمين أبو عساف (19):الانسحاب من تل الفرس
من مذكرات أمين أبو عساف (20): العودة إلى حمص بالقطار من محطة القدم
من مذكرات أمين أبو عساف (21): إعادة تشكيل الرعيل واستلامي مهمات دفاعية على طريق تدمر ودمشق
من مذكرات أمين أبو عساف (22): تعييني أمراً لرعيل المدرعات الثاني عام 1941
من مذكرات أمين أبو عساف (23): عودة الرعيل إلى ثكنته في اللاذقية
من مذكرات أمين أبو عساف (24): نقلي معاوناً لقائد الفرسان والمدرعات
من مذكرات أمين أبو عساف (25): نقلي إلى الكتيبة الخفيفة للمنطقة الشمالية آمراً للتشكيلات الآلية
من مذكرات أمين أبو عساف (26): تشكيل أول كوكبة آلية وتعيين قائداً لها عام 1942
من مذكرات أمين أبو عساف (27): نقلي إلى الكتيبة الدرزية
من مذكرات أمين أبو عساف (28): تعييني معاوناً لآمر المجتمع الرابع
من مذكرات أمين أبو عساف (29): إبعاد الضباط النظاميين إلى بيروت
من مذكرات أمين أبو عساف (30): عودتي معاوناً لآمر المجتمع الرابع
من مذكرات أمين أبو عساف (31): استلامي قيادة الكوكبة الخفيفة الرابعة
من مذكرات أمين أبو عساف (32): وضع المفرزة
من مذكرات أمين أبو عساف (33): الانسحاب عن الفرنسيين
من مذكرات أمين أبو عساف (34): كيف سارت الأمور في دمشق والسويداء عام 1945
من مذكرات أمين أبو عساف (35): تشكيل مديرية العشائر وقيادة قوى البادية عام 1945م
من مذكرات أمين أبو عساف (36): خلاف البدو والحضر في تدمر ودور البريطانيين
من مذكرات أمين أبو عساف (37): وصول “راكان بن مرشد” وتحريض العسكريين
من مذكرات أمين أبو عساف (38): كتاب إلى آمر قوى البادية عام 1945
من مذكرات أمين أبو عساف (39): تشكيل فوج البادية بتدمر عام 1945
من مذكرات أمين أبو عساف (40): العيد الوطني لاستقلال سورية عام 1946
من مذكرات أمين أبو عساف (41): نقلي إلى كتيبة الفرسان الأولى في السويداء
من مذكرات أمين أبو عساف (42): مقابلة “سلطان باشا الأطرش”
من مذكرات أمين أبو عساف (43): عودة “حمد الأطرش” آمر لكتيبة الفرسان في السويداء
من مذكرات أمين أبو عساف (44): تعييني قائداً لمنطقة جبل العرب عام 1947
من مذكرات أمين أبو عساف (45): تعيين “عارف بك النكدي” محافظاً للسويداء
من مذكرات أمين أبو عساف (46): أوضاع الضباط السوريين في قوات المشرق الخاصة
من مذكرات أمين أبو عساف (47): حشد الجيش على حدود فلسطين
من مذكرات أمين أبو عساف (48): تعيين حسني الزعيم رئيساً للأركان