You dont have javascript enabled! Please enable it!
مقالات

إياد محفوظ: مقهى العطري في حلب

 إياد محفوظ – التاريخ السوري المعاصر

تاريخ المقهى

يعود تاريخ تأسيس هذا المقهى إلى بدايات إنشاء حيّ الجميليّة، ولئن قُدّر له البقاء على قيد الحياة لناهزت سنوات عمرِه الآن دون أدنى ريب نحواً من مائة عام، ولكن دوام الحال من المحال، فقد لقي حتفه عنوة إثر هدمه وإزالته من الوجود، وذلك في بداية الثمانينيّات من القرن العشرين أسوة بالعديد من المنشآت والأبنية التراثية في المحلة، التي آلت إلى المصير نفسه.

لعب المقهى أدواراً اجتماعيّة وثقافيّة وترفيهيّة عديدة، وربما سياسيّة أيضاً خلال مسيرته العامرة التي امتدت عقود عدّة. لا عجب في ذلك فنفر كبير من رجال الكتلة الوطنية الذين ناضلوا ضدّ الاستعمار الفرنسي اتخذوا من حيّ الجميليّة مقراً لسكناهم، وعلى رأسهم الزعيم (إبراهيم هنانو)(1)، إضافة إلى افتتاح عدد من فروع الأحزاب السياسيّة في المحلة، حيث أسّس أعضاء حزب البعث العربي الاشتراكي أوّل مقر لهم في حلب ضمن إحدى البنايات الكائنة في الطرف المقابل لمدرسة الفاروق الابتدائية في شارع إسكندرون.

بداية أطلق عليه صاحبه اليهودي، وهو من أسرة صفرا الموسويّة المعروفة اسم مقهى الجميليّة، ومنذ انطلاق نشاطه استقطب معظم رجال المحلة لا سيما أبناء الطائفة اليهوديّة، حيث يبدو أنّ الحاجة إلى وجود مثل تلك الأماكن في أحياء المدينة الجديدة كان ملحاً إلى حدّ كبير، وذلك تبعاً لمفاهيم البيئة المحليّة المهيمنة آنذاك، إذ إنّه يلبي متطلباتهم ورغباتهم المتنوعة.

وقد ذكر الباحث والمؤرخ الدكتور (محمود حريتاني)(2) في كتابه (تاريخ اليهود في حلب)(3)، الصفحة (97)، في سياق حديثه عن الحياة الاجتماعيّة لأبناء الطائفة اليهوديّة في حلب أنّهم كانوا يترددون على مقهى الجميليّة مع المسلمين والمسيحيين، حيث أشار إلى قصّة أحد أبناء الحيّ من اليهود، وأقتبس:

“كمْ كان يشتهي (إدمون صفرا)(4) أغنى أغنياء العالم، الحلبي الأصل، وصديق الصحفي (ظافر فكتور كالوس)(5) العودة إلى حلب، فكثيراً ما كان يقول لصديقه الصحفي:

“خذ بعض ثروتي مقابل نَفسْ أركيلة، وصحن حمص تحت ضوء القمر في مقهى الجميليّة (مقهى العطري)”.

نهاية الاقتباس.

تدخل أوّل

ماذا بوسعنا تصنيف هذا الهيام بالجذور والذكريات؟ هل هذا ترف أو بذخ أو سعادة؟ أو هو فناء أو دمار أو ولادة؟ أو هو تطرف أو تصوف أو عبادة؟

ضمن هذا المفهوم الفريد هل يسعنا وصف مواكب المغتربين بأنّهم قد خذلوا أوطانهم؟ أم أنّها هي التي خذلتهم؟ كما لو أنّهم محكومون بالغربة على الوجهين.

تدخل آخر

إذا أنعمنا النظر في تمنيات المهاجر اليهودي التي لا يتجاوز عدد كلماتها السطرين، فإنّه يمكننا ملاحظة بعض الدلالات الاجتماعيّة السائدة في تلك الآونة، ناهيك عمّا تخللها من عواطف وحنين إلى مدينته وإلى أجوائها الآسرة، ومنها:

1- هذه الرغبة المحمومة في الاستمتاع بنفس أركيلة، الذي كان مصنوعاً دون أدنى شكّ من التنباك العجمي الأصيل، تدلّ على عدم وجودها وقتذاك في بلاد الاغتراب من جهة، وحضورها اللافت في بلاد المشرق العربي من جهة أخرى.

2- إنّ اشتياقه إلى صحن الحمص لعلّه يفيد بأنّ وجبة الحمص بالطحينة كانت أكثر انتشاراً آنذاك في المدينة من الأكلات الشعبية الأخرى كالفول والفلافل، وفي الوقت نفسه يبدو أنّها لم تكن متوافرة في البلد الأجنبي الذي استقر فيه إثر رحيله من حلب.

3- أمّا تغنيه بضوء القمر فهذا الأمر يفتح لنا بابين من الرؤى، أولهما رومانسية المهاجر الغامرة وتوقه لأمسيات حلب الساحرة، وثانيهما ربما يشير إلى عدم انتشار التيار الكهربائي على نحو واسع في حيّ الجميليّة إبان تلك الفترة.

موقع المقهى

يحتل مقهى العطري إحدى زوايا تقاطع شارع القوتلي مع شارع إسكندرون، كما ينتصب قبالته في الزاوية التالية (مقهى البللور)(6) حيث كانا يقعان على الطرف الأيمن من الاتجاه الواصل بين (ساحة سعد الله الجابري)(7)، وبين محطة الشام وعلى مقربة منهما في الجهة المؤديّة إلى (جامع الصديق)(8) يقبع (مقهى العطّار)، وهو الأصغر بينها.

يمتد المقهى فوق أرض واسعة تعود ملكيتها إلى أحد أبناء الطائفة الموسوية، حيث من المعروف أنّ اليهود أقدموا على استملاك عدد كبير من أراضي حيّ الجميليّة وعقاراته إثر انتقالهم إليه في بدايات القرن العشرين سواء من محلة بحسيتا أو من الأحياء القديمة الأخرى لا سيما الميسورين منهم، وأبناء العائلات العريقة.

 

موقع مقهى العطري

وصف المقهى

اشتهر مقهى العطري بقسميه الشتوي، والصيفي إذ كان على مدى سنوات طويلة يعدّ محجّاً مفعماً بالإغراء لأغلب أهالي الحيّ، وبخاصة في أيّام فصل الصيف الحارة.

يحتل الجزء المكشوف من المقهى القسم الأكبر منه، ويقع في جهته الغربية، تنتصب في إحدى جنباته شجرة يتيمة فضلاً عن بعض الشجيرات المتناثرة هنا وهناك، وبوسع هذا القسم احتضان نحو من ثلاثمائة شخص في الوقت عينه على أقلّ تقدير، حيث يطل مدخله ذو الدرجات الثلاث على تقاطع شارعي القوتلي وإسكندرون، في حين تحدّ أطرافه الخارجية حافة صغيرة تتيح لمن يجلس بجوارها امتلاك متعة الفرجة على المارّة، كما لو أنّه يقعد في مقصورة سينما من طراز (بلكون لوج)(9).

أمّا الجزء المغلق فيشغل الجهة الشرقية من المقهى، حيث تشرف بوابته الوحيدة على شارع القوتلي، بينما تطل واجهته الجانبية على شارع صغير متفرع من الجادّة الرئيسة، ويتكون هذا القسم من صالة كبيرة يقبع في آخرها كتلة المرافق والخدمات المؤلفة من (الحمامات، غرفة تجهيز المشروبات والطلبات، ركن صغير لتحضير الأراكيل، فضلاً عن مستودع يعلو هذا الجزء لتخزين الكراسي وإصلاحها، حيث كانت تصنع آنذاك من القَش والخيْزُرَان، ويمكن الوصول إليه من خلال درج خارجي).

رواد المقهى

يشكل رواده مزيجاً عجيباً من فئتي الرجال والشباب، كما أنّهم ينحدرون من مستويات علميّة متفاوتة، وينتمون إلى طبقات اجتماعيّة متباينة، وفئات دينيّة مختلفة، فترى نفراً من علية القوم، تزين رؤوس أغلبهم الطرابيش الحمر الأنيقة، وهم متحلقون حول إحدى الطاولات، يتابعون منافسة حادّة تجري بين إثنين منهما في لعبة المحبوسة، وهي من أرقى ألعاب طاولة الزهر وأصعبها، وهم يدخنون الأركيلة ذات التنباك العجمي “شغل عمك الحاج علي”.

بينما يجلس إلى الطاولة المجاورة لهم ثلة من الشباب المراهقين وقد تصاعد شغبهم، وهم يتبارون بحماسة في (لعبة التركس)(10) أشهر ألعاب ورق الشدّة في حلب آنذاك، وينفثون دخان سجائرهم الوطنية من نوع (حمراء، وشرق).

وقلّما تجد طاولة اتخذها أربابها ميداناً للمنافسة في لعبة الشطرنج، أو لعبة “الدومينو”، وربما ترى عدداً قليلاً من الطاولات تشغَلُها طائفة من أولئك الذين لا يجيدون سوى الثرثرة وفنونها، وهكذا دواليك.

وأشير إلى أنّه كانت تجري في المقهى أشكال المراهنات كافة أسوة بمقاهي المدينة الأخرى، على أنّه لا يسعنا الخلوص إلى أنّها كانت تدار على نحو علني وفاضح، بل اعتاد المقامرون عقد المراهنات بصورة خفيّة في ألعاب الورق، وطاولة الزهر أيضاً على الرغم من أنّ القانون يحظر ممارستها في الأماكن العامة.

كما تنسحب على المقهى ورواده التقاليد والعادات جميعها التي كانت تضبط إيقاع هذه المرافق الترفيهيّة العامة، والمنتشرة بكثرة في المدينة، ونشير إلى أنّ هذه الطقوس والأعراف وردت بالتفصيل في لوحة حلبية بعنوان (الإستراتيجيات العشر) في كتاب (أعجب العجب في طبائع أهل حلب)(11).

في بداية الستينيّات من القرن العشرين، ومع بزوغ عصر التلفاز وضعت شركة (سيرونكس) كنوع من الدعاية والترويج لمنتجاتها الجديدة جهاز “تلفزيون” في إحدى زوايا قهوة العطري، حيث صار قِبلة للرواد طوال فترة بثه التي كانت تستمر آنذاك من الساعة السادسة مساء حتى منتصف الليل تقريباً، على أنّه توارى عن الأنظار خلال سنوات قليلة إثر انتشار أجهزة التلفزيون على نحو ملحوظ في بيوت أهالي حي الجميليّة.

والآن دعوني أفدكم بأنّ عنوان المقهى العريض يختصر في ثلاث شخصيات رئيسة.

المعلم أبو زكي عطري

في الخمسينيّات من القرن الماضي انتقلت ملكية مقهى الجميليّة إلى المعلم أبو زكي عطري، أو بالأحرى أقدم السيد أحمد زكي عطري على استثماره وإدارته، وأغلب الظن أنّ ملكيته ظلت بحوزة صاحبه اليهودي، ومذّ ذلك الحين أصبح يعرف باسم مقهى العطري.

ينتمي أبو زكي عطري إلى أسرة حلبية معروفة، وقد استطاع من خلال جهده وذكائه أن يجعل من هذا المقهى قِبلة لأهالي الحي من الشرائح الاجتماعيّة المتنوعة جميعها على نحو خاص، ولسائر أبناء المدينة بصورة عامة، ومنافساً شرساً لمقهى البلّور المجاور له، حيث كان يفصل بينهما شارع إسكندرون الشهير كما أشرنا.

اعتاد المعلم أبو زكي إدارة المقهى بنفسه والإشراف على كل صغيرة وكبيرة فيه على مدار ساعات اليوم كلها، حيث اتخذ من الزاوية الداخلية اليسرى في القسم الشتوي من المقهى مقراً لتسيير أموره ومتابعتها.

في السنوات الأخيرة من عمر المقهى خلفه ابنه زكي إثر وفاته، فكان خير خلف لخير سلف في إدارة شؤون المقهى والإشراف عليه.

رئيس الكراسين مستو

هذا المقهى الفسيح الذي كان يبلغ حدّ الامتلاء بمجرد أن يشرع قرص الشمس البرتقالي بالزحف نحو مخدعه، لا سيما في أيام الصيف الساخنة، يقوده نادل (كرسون)(12) واحد يدعى (مستو) ويساعده عدد من الصبيان (الكوميكيه)(13).

الغريب في الأمر، والطريف في الوقت نفسه أنّ هذا الرجل لا يسأل زبائنه عن نوع الشراب الساخن أو البارد الذي يرغبون في تناوله، فهو يوزع كؤوس الشاي، وفناجين القهوة مع سكرية صغيرة، إضافة إلى الكازوز البارد من نوع (ستاركن)(14) على رواد المقهى بشكل آلي وسلس دون أي خطأ يذكر أو تأخير يلحظ، فقد كان يتمتع بقدرة عجيبة على معرفة طلبات زبائنه وتلبيتها فور دخولهم إلى المقهى، واستقرارهم بجوار إحدى طاولاته، على نحو غدا فيه متوحداً مع رغباتهم وأهوائهم، كما أنّه امتلك مهارة فائقة في تقفي رهط من الفتية ذوي الطبائع الدنيئة الذين اعتادوا المناورة والهرب من دفع ثمن (الشكلة)(15)، على الرغم من أنّ قيمتها لم تتخط في سنواته الأخيرة مبلغ نصف ليرة سورية، في حين كانت في بداية السبعينيّات قيمة “الشكلة” ربع ليرة سورية فقط، وفي العموم تشمل هذه الأجرة استخدام ألعاب التسلية بأنواعها كافة (الورق، طاولة الزهر، الشطرنج، الدومينو).

مع مرور الأيام والسنين تماهى مستو مع زبائن قهوة العطري، وغدا أشبه بقطب مبهر تدور حوله الأشياء والرغبات والغايات، فإذا وقع الزهر على الأرض إثر رمية تغلب عليها الحماسة من أحد لاعبي طاولة الزهر صاح منافسه: “يا مستو جبلو مطاطة للأفندي”، كنوع من السخرية، في حين يقول آخر عند حدوث الحال نفسها: “يا مستو هات صحن دبق للأستاذ”، وفي أيام الصيف الحارة تراه دائماً يأمر مساعده (ديبو)، والصبيان الآخرين بإحضار الماء البارد للزبائن، وذلك من خلال نبرة فيها إيقاع ممطوط: “ماي هااات، ماي هااااات”.

صاحب الأركيلة الحاج علي

هو شخص هادئ وصبور، يتمتع بالنشاط والهمّة العالية على الرغم من سنه المتقدمة، يتميز بارتداء الثياب العربية التقليدية (القنباز، الشال، الطربوش، الكسرية، إلخ..).

كان مسؤولاً عن تحضير “الأراكيل” وتقديمها لمرتادي المقهى بما فيها خدمة تزويدهم بالنارة كلما تطلّب الأمر ذلك، وتراه منذ الصباح الباكر يبادر إلى تنظيف “الأراكيل” والإكسسوارات التابعة لها بتؤدة وروية، فضلاً عن غسل التنباك العجمي وتنشيفه طيلة الفترة النهاريّة دون كلل أو ملل، ومن ثَمّ تقديمها إلى الزبائن على مدى ساعات المساء الممتدة إلى ما بعد منتصف الليل، ويقال: إنّ النفس الذي يخرج من بين يديه يعدّ الأفضل مما كان متوافراً في المقاهي الحلبية الأخرى، والأجود بينها أيضاً، كما أنّه اشتهر بغلي القهوة العربية المرّة على نار هادئة من خلال غمس الركوة ضمن الرماد الطازج.

نهاية غير متوقعة

بعد مسيرة طويلة عامرة بأشكال الحياة الاجتماعيّة المتنوعة تنحى مقهى العطري مرغماً إثر قرار جائر ومباغت، صدر عن حفنة من أصحاب العقول الصمّاء المشوّهة، لا تتقن في هذه الدنيا سوى لغة المال والمصالح الضيقة.

فعند صبيحة يوم داكن من أحد أيام سنة (1982) وقف جمهور غفير من أهالي الحيّ وفي حلوقهم تزاحم مزيج من الغصّة والحَرْقة، وفي عيونهم استوطن فيض من علامات الذهول والحَيْرة، وهم يشهدون مقهى العطري الجريح وهو يلفظ آخر أنفاسه، كما لو أنّ تلك المعاول العملاقة تهدم هيكل المعبد الذي أودعو فيه ذكرياتهم وحكاياتهم وأسرارهم وأفراحهم وآلامهم، فقد أقدمت إحدى المؤسّسات العامة على تشييد بناء تجاري ضخم، لا هوية له ولا خصال، فضلاً عن عدم تحليه بمظهر يليق بتاريخ الأرض التي انتصب فوقها.

صحيحٌ! قد لا يسعنا تصنيف مبنى مقهى العطري ضمن خانة المباني التراثيّة وفق المعايير التقليديّة المتعارف عليها، بيد أنّ مسيرته الحافلة وحضوره المعنوي الآسر يمثلان دون أدنى ريب أقصى دلالات وخصائص ما يطلق عليه الآن تراثاً لا مادياً في المجتمعات البشرية الراقية، حيث لم يزل ثمّة شرخ غائر يتغلغل في وجدان شريحة كبيرة من أهالي المدينة على الرغم من مرور عقود عدّة على رحيله.


1- إبراهيم هنانو: ولد في بلدة كفر تخاريم بمحافظة إدلب في العام (1869 ميلادية)، نشأ في أسرة غنية، تلقى تعليمه الابتدائي في قريته، وأتم دراسته الثانوية بحلب، حصل على شهادة الحقوق في الجامعة السلطانية بإستنبول، وتوفي بتاريخ (21/11/1935). وقد كانت من الأيام المشهودة في مدينة حلب تلك التي خرجت فيها جنازة الزعيم (إيراهيم هنانو)، حيث وصلت طلائعها إلى أطراف حيّ الجميليّة، في حين ما زال آخرها يتدفق من (الجامع الأموي الكبير)، فقد شارك في تشييعه وفود من البلاد السوريّة، والعربيّة كافة، واكتست المدينة خلالها رداء الحزن والأسف والكبرياء.

2-الدكتور محمود حريتاني: ولد في حلب عام (1924)، تلقى علومه في مدارسها، حصل على إجازة الآداب – قسم التاريخ عام (1952) في الجامعة السورية، ونال الدكتوراه عن الأسواق القديمة في حلب من جامعة ليون الثانية بفرنسا عام (1984)، وهو باحث ومؤرخ وأستاذ جامعي، وعمل مفتشاً ومديراً لآثار ومتاحف المنطقة الشمالية في سورية، له مؤلفات عديدة عن مدينة حلب وأسواقها وقلعتها، ورافق نحواً من أربعين بعثة أثرية دولية عملت في سورية، ونال العديد من الأوسمة داخل سورية وخارجها، انتقل إلى جوار ربه بتاريخ (20/05/2020).

3- تاريخ اليهود في حلب: تأليف الدكتور محمود حريتاني، صدر عام (2008)، عن دار شعاع للنشر والعلوم، في حلب.

4- إدمون صفرا: جاء ذكر عائلة صفرا في كتاب “نهر الذهب في تاريخ حلب”، لصاحبه الشيخ “كامل الغَزّي”، الصفحة (247)، في سياق حديثه عن الأسر الشهيرة في محلة الجميليّة، حيث أشار إلى أنّها واحدة من الأسر الموسويّة الثريّة والمعروفة في الحي، كما ذكر الغَزّي أيضاً أنّ الدور العظام في هذه المحلة هي دور هذه الأسر.

5- ظافر فيكتور كالوس: وهو صاحب كتاب “تاريخ اليهود في بلاد الشام، حلب – دمشق – بغداد”، ومنه اقتبس الدكتور حريتاني قصّة إدمون صفرا ومقهى الجميليّة (العطري).

6- مقهى البلّور: أو مقهى الشويكي، وصاحبه واحد من أبناء الطائفة الموسويّة من آل موصلّي، كان يديره السيد مويز شويكي، وهو من المقاهي العامرة التي كانت موجودة في حي الجميليّة، يمتاز بواجهاته الزجاجيّة، هدم وأزيل في الستينيّات من القرن الماضي، وأقيم مكانه مبنىً سكني ضخم.

7- ساحة سعد الله الجابري: هي الساحة الرئيسة في حلب، تقع في قلب المدينة بجوار الحديقة العامة، تقام فيها معظم الاحتفالات والمهرجانات وأهمها مهرجان القطن. استمدت اسمها من اسم المناضل الوطني الكبير سعد الله الجابري، وهو أحد أهم الزعماء الذين أعادوا توحيد سوريّة بعد أن قسمها الفرنسيون إلى دويلات. ولد عام (1311 هجريّة، 1894 ميلاديّة) في حلب لعائلة عريقة مشهورة بالوطنيّة والدين والثراء. والده الحاج عبد القادر لطفي الجابري مفتي ولاية حلب، أنهى سعد الله دراسته الثانويّة في حلب وتابع تحصيله العلميّ في الكليّة الملكيّة في إستانبول ثم أكملها لمدة سنتين في ألمانيا، حين بدأت الحرب العالميّة الأولى التحق بالجيش العثماني برتبة (كجك ضابط)، وعندما انتهت الحرب عاد إلى مدينته وانخرط في حركة حقوق الإنسان وبدأ نضاله ضد الاستعمار الفرنسي، انتخب نائباً في البرلمان عن حلب مرات عدّة، وتولى وزارة الخارجيّة والداخليّة ورئاسة الوزراء، كما انتخب رئيساً للمجلس النيابي، كان رئيساً للوفد السوري في اجتماع توقيع برتوكول الإسكندريّة، ورئيس وفدها في اللجنة التحضيريّة للمؤتمر العربي الأول، كما شارك في إعلان تأسيس جامعة الدول العربيّة، كرّس حياته ليرى سوريّة حرّة مستقلّة فلم يتسنّ له الزواج، ولم يخلّف ولداً أو مالاً، إذ إنّه باع ممتلكاته جميعها وأنفقها خلال مشواره النضاليّ الطويل، وافاه الأجل في حزيران عام (1366 هجريّة، 1947 ميلاديّة)، وشيّعته الشهباء بموكب كبير جليل حاشد، ووري الثرى إلى جوار رفيق جهاده الزعيم إبراهيم هنانو.

8- جامع الصديق: بني في الثلاثينيّات من القرن الماضي، وهو الثاني في حي الجميليّة بعد جامع زكي باشا (الجامع الحميدي)، وجرى توسيعه على نحو كبير في بداية القرن الواحد والعشرين.

9- بلكون لوج: وهي مقصورات ذات مقاعد وثيرة تشْغل مقدمة القسم العلوي من صالات السينما الراقية، وعادة ما يكون سعر البطاقة في هذا الجزء من السينما مرتفعاً نظراً لأنه يتيح لمن يجلس فيه مشاهدة الفيلم على نحو مباشر ومريح.

10- لعبة التركس: إحدى أنواع اللعب في ورق التسلية (الشدّة)، منتشرة على نحو واسع في البلاد السوريّة.

11- أعجب العجب في طبائع أهل حلب: تأليف إياد جميل محفوظ، صدر عام (2018) عن دائرة الثقافة في إمارة الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة.

12- الكرسون: ويلفظها أهل حلب الكرصون، من الفرنسيّة: GARCON: خادم الدعوات، خادم الأماكن العامة، ويجمعونها على: الكراسين، ومؤنثه الكرسونة، وجمعه: الكرسونات. وضع لجمعها أحمد تيمور باشا: النُدُل، وأقرها المجمع الملكي، والقياس أن يكون مفردها: النَدول.

تندر بعضهم فيقول: أصل الكرسون عربي: جار الصحون.

يقولون: شوف هالكرسون الشبّ – ما شاء الله – مثل الزرزور: نشيط وحركتو خفيفة.

من نوادرهم: “اتنين حلبيّة راحو لباريس وما بيعرفوا فرنساوي مليح، شوفن في المطعم ما بيعرفوا أسامي الأكل، قال الواحد للتاني: منقول إسم الأكلة بالعربي ومنحطّ بآخرا (tion) بمشي الحال.

– كارسون!، أجا الكرسون.

– رزّ سيون، وجيج سيون.

راح الكرسون وجاب رزّ وجيج، وقال لهما: لولا أنّو أنا سوري وفهمت عليكن كنتو بتاكلوا هوا سيون”.

انظر موسوعة حلب (المقارنة)، تأليف خير الدين الأسدي، وتحقيق محمد كمال، المجلد السادس، الصفحة (440).

13- الكوميك: جمع كوميك، وهم أقل شأناً من النادل، ويقومون بالخدمات الوضيعة في المطاعم والمقاهي والأماكن المشابهة لها كافة.

14- ستاركن: نوع من أنواع المشروبات الغازية، لم يكن متوافراً سوى في مقهى العطري، ومقهى العطار الذي ما زال موجوداً أمام المدخل الرئيس لقلعة حلب.

15- الشَكلة: مصطلح متعارف عليه في عالم المقاهي والملاهي والأماكن المشابهة لها، ويمثل قيمة المشروب الواحد الذي لا غنى لمن يرغب في ارتياد مثل تلك الأماكن عن طلبه. ويقولون: “قيم شَكلة الضمّة وحط مطرحا شَكلة الكسرة”. ويقولون: “مزينة صدرا هالبنت بشكلة دهبيّة”. ويقولون: “عم بلعبوا بالطاولة عشكلة القهوة”. ويقولون: “هالصايغ شغلو شكلة بنتزع قوام”. كل ما تقدم وأمثالها اسم الواحدة من فعل “شَكَل” العربيّة: ربط وقيّد.

انظر موسوعة حلب (المقارنة)، تأليف خير الدين الأسدي، وتحقيق محمد كمال، المجلد الخامس، الصفحة (82).

المصدر
محفوظ (إياد)، حكايات الجميلية



 أحداث التاريخ السوري بحسب السنوات


سورية 1900 سورية 1901 سورية 1902 سورية 1903 سورية 1904
سورية 1905 سورية 1906 سورية 1907 سورية 1908 سورية 1909
سورية 1910 سورية 1911 سورية 1912 سورية 1913 سورية 1914
سورية 1915 سورية 1916 سورية 1917 سورية 1918 سورية 1919
سورية 1920 سورية 1921 سورية 1922 سورية 1923 سورية 1924
سورية 1925 سورية 1926 سورية 1927 سورية 1928 سورية 1929
سورية 1930 سورية 1931 سورية 1932 سورية 1933 سورية 1934
سورية 1935 سورية 1936 سورية 1937 سورية 1938 سورية 1939
سورية 1940 سورية 1941 سورية 1942 سورية 1943 سورية 1944
سورية 1945 سورية 1946 سورية 1947 سورية 1948 سورية 1949
سورية 1950 سورية 1951 سورية 1952 سورية 1953 سورية 1954
سورية 1955 سورية 1956 سورية 1957 سورية 1958 سورية 1959
سورية 1960 سورية 1961 سورية 1962 سورية 1963 سورية 1964
سورية 1965 سورية 1966 سورية 1967 سورية 1968 سورية 1969
سورية 1970 سورية 1971 سورية 1972 سورية 1973 سورية 1974
سورية 1975 سورية 1976 سورية 1977 سورية 1978 سورية 1979
سورية 1980 سورية 1981 سورية 1982 سورية 1983 سورية 1984
سورية 1985 سورية 1986 سورية 1987 سورية 1988 سورية 1989
سورية 1990 سورية 1991 سورية 1992 سورية 1993 سورية 1994
سورية 1995 سورية 1996 سورية 1997 سورية 1998 سورية 1999
سورية2000

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى