You dont have javascript enabled! Please enable it!
مقالات

إياد محفوظ: نادي حلب الأهلي – الإتحاد الرياضي

من كتاب حكايات الجميلية

إياد محفوظ – التاريخ السوري المعاصر

لا تسألوا أنا اسمي وبيتي فين، أنا أهلاوي وبيتي نادي الأهلي، بروحي ودمي بفديك يا أهلي والله أنا بفديك.

هذه العبارات البسيطة / العميقة، وغيرها الكثير، الكثير من الأهازيج النظيفة، والهتافات الراقية كانت ترجّ جنبات الملاعب وفضاء الصالات، وتجعلها ملتهبة بالحماسة والبهجة تزامناً مع تحقيق فرق النادي في الألعاب المختلفة الانتصارات والبطولات، لا سيما فريق كرة السلة في فترة السبعينيّات والثمانينيّات من القرن الماضي.

حقاً لقد كان النادي بيتنا الثاني، فهو لم يكن مكاناً لمزاولة التمارين الرياضية الرسمية فحسب، بل غدا متنفساً عذباً، نستنشق في ربوعه رحيق الصحبة الجميلة، وعبير المتعة والتسلية، ووشائج الأخوة، ومعانقة ألوان الدهشة، ومسارب الإلهام، وعفوية الانتماء، ناهيك عن بناء الأجساد القوية، والعقول المرنة، واكتساب المهارات الرياضية المتنوعة.

إنّ الحديث عن نادي حلب الأهلي، ومن ثَمّ نادي الاتحاد الرياضي، يحتاج إلى مجلدات مترعة بالذكريات والأمجاد، والحقائق الغائبة، فهو واحد من أكبر الأندية السوريّة، وأوسعهم جماهيريّة، وأكثرهم حصداً للبطولات المحليّة، والإقليميّة، في الألعاب الرياضيّة كافة، وهذا لن يتوافر في هذه العجالة، التي أقرّ جازماً أنّها لن تفي النادي شيئاً من حقّه المعنوي المتناسل، الذي ما برح يغمرني بالشغف والفخر والاعتزاز إزاء انتمائي إلى أسرته الكبيرة، فطيفه ما زال مسكوناً في وجداني على الرغم من سنوات الهجر الطويلة التي حرمتني قسريّاً من حنانه ودفئه وعليائه.

سأتوقف عند بعض المحطات المهمة في تاريخ النادي العريق، لما لها من علامات مضيئة في مسيرته العامرة بالمواقف الملهمة، والمتسامية، حيث يتناغم هذا الأمر مع المنهج الذي اتبعته في هذا الكتاب، وهو البحث عن المرويات الشفاهية التي كان لها تأثير مباشر أو غير مباشر في أشكال الحياة الاجتماعية التي ميّزت حي الجميليّة عن سواه من الأحياء الحلبية الأخرى، ومنحته طابعه الخاص، ومن ثَمّ العمل على تدوينها خوفاً من ضياع دلالاتها واندثارها، وتفادياً من ذوبان جوهرها وتبدده في زحمة الحياة.

إشهار النادي

من المعروف أنّ نادي حلب الأهلي انطلق بشكل رسمي عام (1951) إثر اندماج ثلاثة فرق شعبيّة وهي:

أسود الشهباء وأشرف عليه محمد كيال.

النجمة وأشرف عليه أحمد ملقي.

المعري وأشرف عليه المربي الأستاذ صبحي غضنفر.

ومن ثَمّ أشهر النادي في الخامس والعشرين من كانون الثاني عام 1953، بمساعي حميدة من أحد أبنائه الأبرار، وهو المربي الفاضل الأستاذ صبحي غضنفر، مفتش مادة التربية الرياضية العام في حلب، إذ إنّ الأندية كانت تتبع آنذاك هيئة رعاية الرياضة والشباب، المنضوية تحت مظلة وزارة التربية والتعليم، ومن الجدير ذكره ما حدثني به ابنه الصحفي الألمعي، الأستاذ رضوان غضنفر، عن عدم قبول والده استلام منصب رئيس مجلس إدارة نادي حلب الأهلي إثر إشهاره بشكل رسمي، لئلا تتعارض عواطفه مع مسؤولياته الإدارية، التي تملي عليه الإشراف العادل على الأندية الحلبية كافة، وتفرض عليه في الوقت نفسه المحافظة على مسافة واحدة من تلك الأندية.

وقد اختار المؤسّسون عقاراً صغيراً مقرّاً رسمياً للنادي، وهو عبارة عن قبو متواضع يقع في أحد الشوارع الفرعية في منطقة العزيزية بالقرب من نادي الشبيبة الكاثوليكية، على أنّ المقام في هذا المكان لم يطل كثيراً، فقد تحول مقر النادي إلى قبو آخر في حي الجميليّة، يقع أمام القسم الشتوي من مقهى العطري في حارة متفرعة عن شارع القوتلي، ثم ما لبث أن انتقل عام (1954) إلى شقة كبيرة قبالة مرطبات سلورة الشهيرة، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذا المكان صار مقراً لنادي الفتيان الرياضي إثر انتقال نادي حلب الأهلي عام (1958) إلى مقره الجديد، الذي أصبح يتمتع بمساحات واسعة، في شارع شوقي المتفرع عن جادة القوتلي.

حنكة مسالمة وتدبير بريء

تتحدث الأخبار عن قصّة طريفة ساهمت في انتقال مقرّ نادي حلب الأهلي من موقعه الصغير الموجود أمام مرطبات سلورة، إلى محلّه الجديد في شارع شوقي كما أسلفنا، وهو ما يعرف الآن بالمقر القديم لنادي الاتحاد، وقد جرت هذه الحكاية على النحو التالي:

حدثني أستاذي وصديقي، الأخ الفاضل المربي (صفوة جوخة جي) عن المعاناة التي كابدها رعيل النادي الأوائل، والمصاعب التي حاقت بهم بغية إيجاد قطعة أرض خالية، ومناسبة لإقامة ملاعب خاصّة بفرق النادي، وتتسع في الوقت عينه لإنشاء مقر ملائم لاجتماعات أعضاء مجلس إدارته، وفسحة رحبة للقاءات أعضائه المتكاثرين يوماً إثر يوم، وبما أنّ التركيز كان منصباً على حي الجميليّة، الذي كان من أرقى أحياء حلب في بداية القرن المنصرم وحتى العقود الوسطى منه، فإنّ أعضاء النادي انصرف اهتمامهم إلى البحث عن مكان يحقق أغراضهم وأهدافهم، وبهذا المعنى انحصرت خياراتهم حول أرض واسعة وخالية من المباني جرّاء الفراغ من زيارة شوارع الحي وحاراته كلها، غير أنّهم اصطدموا بالرفض، المتمثل بعدم رغبة أصحاب العقار في تأجيره، وهنا تجلت مهارة الروح الرياضية وشغبها الأليف، فقد اتفق عدد منهم على أن يتصدى أحدهم إلى لعب دور العاشق مدّعياً إعجابه بالسيدة (كورنيه)(1) التي كانت تملك مفتاح الحل، إذ تبين لهم أنّها الوكيلة القانونية لملاك الأرض الأصليين، وهم من أصول فرنسية، وقد أتت الخطّة أكلها إثر وقوع السيدة الأربعينيّة في حب الشاب ذي العضلات المفتولة، والقوام الرشيق، فقد تمكن من اقتناص موافقتها على توقيع عقد الآجار إزاء تعلقها بقلبه الفتي، وتدبيره السخي. تلك كانت بداية الحكاية.

وما هي إلّا أيام معدودة حتى بدأ العمل والبناء، فقد دفع شحّ الإمكانات والموارد المالية أعضاء النادي إلى أن يشمّروا عن سواعدهم، ويبادروا إلى نزع الأشواك بأكفهم العارية، وإزالة المخلفات التي كانت الأرض الجديدة تفيض بها، وهكذا نرى أنّ هذا الصرح العظيم الموغل في الذكريات الآسرة، والمشاعر الدافئة قد ظهر إلى الوجود، وبات أمراً واقعاً، بفضل جهود أعضاء النادي وتعاونهم جميعاً.

أمّا الحديقة الصغيرة التي كانت تحتضن لقاءات أعضاء النادي وشغبهم الفطري فتعود ملكيتها لإحدى الأسر اليهودية، حيث اعتاد أبناء النادي التحلق حول النافورة الحجرية الصغيرة والاسمتاع بتناول المشروبات الساخنة والباردة المصنوعة بيدين الرجل الطيب أبو محمد (مسؤول البوفيه)، لا سيما شراب (تمر الهندي) اللذيذ.

هذه قصّة الملاعب المفتوحة، والفسحة الصيفية الملحقة بها، حيث صنعت موئلاً عذباً، وملتقىً عزيزاً، ما برح يزرع الألفة والذكريات الجميلة في أفئدة أعضاء النادي خلال عقدين من الزمن تقريباً، امتدت من نهاية الخمسينيّات إلى بداية الثمانينيّات، أي قبل أن ينتقل النادي إلى مقرّه الجديد في حي الشهباء، الذي يبدو أنّه لم يتمكن من زرع الألفة في قلوب أعضاء النادي كما كان يفعل المقر القديم في حي الجميليّة على الرغم من مساحاته الواسعة، ومنشآته العديدة، وملاعبه المتنوعة، وإمكاناته الهائلة.

تضحية وانتماء

أمّا مكاتب إدارة النادي القديم في حي الجميليّة، والصالة المخصّصة لاجتماعات اللاعبين وأعضاء النادي، والمرافق الملحقة بها فلها قصّة أخرى، قد تبدو أوّل وهلة بسيطة وعابرة، إلّا أنّها معجونة بماء الوفاء والعرفان، تكاد أحداثها تنتمي إلى عالم الخيال فيما إذا سمحنا لأنفسنا أن نقارنها بما تشهده جنبات مقر النادي الجديد وأروقته من أخبار وأحداث غريبة في هذه الأيام الخجلى على الرغم من أنّه مستقر منذ عقود في أحضان حي الشهباء الراقي.

لقد حدثني المربي الجليل، والأستاذ الفاضل أحمد هلال زين الدين عن الظروف والمجريات التي مكّنت النادي من امتلاك منزل، يقع في الطابق الأرضي من بناية انتصبت حديثاً بجوار ملاعب النادي، وتطلّ عليها مباشرة، وهو المكان الذي احتضن مكاتب الإدارة وفعاليات النادي الاجتماعية المتنوعة الأخرى، ولا يفوتني في هذا المقام أن أشير إلى أنّ الأستاذ أحمد هلال زين الدين يعدّ واحداً من أهم رؤساء مجالس الإدارة الذين قادوا نادي حلب الأهلي (نادي الاتحاد) خلال مسيرته العامرة بالإنجازات والبطولات.

والحكاية جرت أحداثها على النحو التالي:

استقبلتْ مدينة حلب عام (1959) فريق نادي أرارات لكرة القدم، الذي كان ذائع الصيت في تلك الفترة لما اشتهر به من مستوىً فني متميز، وقوة في اللعب والأداء، وقد سمحتْ العلاقة الطيبة التي تجمع نادي الهومنمن (نادي العروبة) مستضيف نادي أرارات الأرمني، بنادي حلب الأهلي في تلك الآونة، أن يُجرى لقاء ودّي بين فريق نادي حلب الأهلي لكرة القدم وبين الفريق الزائر، وقد شهد الملعب البلدي في حلب جمهوراً غفيراً وإقبالاً غزيراً قلّ نظيره في تلك الأيام، أسفر عن امتلاء صندوق النادي نحواً من خمسة عشر ألف ليرة سورية.

إنّ النديّة التي أظهرها فريق النادي في تلك المباراة المشهودة، دفعت الضيوف إلى دعوة فريق حلب الأهلي لإجراء مباريات ودّية في مدينة يرفان عاصمة جمهورية أرمينيا، وقد نصّت الاتفاقية المبرمة بين الطرفين أن يتحمل النادي الحلبي مصاريف السفر إلى أرمينيا بما فيها كلفة بطاقات الطائرة، على أن يبادر نادي أرارات إلى رد تلك المبالغ إلى بعثة نادي حلب الأهلي فور وصول فريقها إلى يرفان.

ترافقت هذه الأحداث مع العرض المغري الذي قدّمه صاحب منزل يقع بجوار ملاعب النادي، فقد وافق على بيعه بمبلغ ثمانية عشر ألف ليرة سورية إثر قبوله بحسم مبلغ ألفي ليرة سورية من ثمنه الذي كان متشبثاً به.

هنا وقعت إدارة النادي في حيرة كبيرة، فإمّا أن تنتقل الأموال الموجودة في صندوق النادي إلى جيب صاحب المنزل، ويمتلك النادي على إثرها مقراً محترماً، ومناسباً لاجتماعات إدارته ولقاءات لاعبيه وأعضائه، وهي فرصة ذهبية، بدت كما لو أنّها عطيّة هبطت من السماء، قد لا تُعوضها الأقدار على هذا النحو في المدى المنظور، وإمّا أن تتسرب تلك الأموال إلى خزينة إحدى شركات الطيران، ويحظى آنذاك الفريق واللاعبون برحلة رائعة إلى أرمينيا.

بادرت الإدارة إلى دعوة لاعبي فريق كرة القدم وجهازه التدريبي إلى اجتماع خاص، عرضت فيه عليهم الموضوع برمته، وسبرت من خلاله آرائهم وأمزجتهم، وهنا كانت المفاجأة، فقد سارع الجميع دون تردّد أو إبطاء إلى الموافقة على أن تكون الأفضلية لشراء المنزل، وهذا ما تمّ فعلاً.

لا عجب في ذلك فالأندية السورية كانت عامرة بإخلاص أعضائها وتضحياتهم اللامحدودة، فالأمجاد الرياضية لا تصنعها الملاعب والعمائر بمفردها، بل تنقشها بحروف من عطاءات النفس البشرية وتوقها على نحو عفوي إلى الظفر بالقيم الروحية والإنسانية المتسامية.

لاحقاً، تعاون أفراد الفريق، وأعضاء مجلس الإدارة في شراء تذاكر الطيران من مالهم الخاص، وحيال تلك التضحية المترفعة عن الأنانية والشخصانية، وبهذا الإيثار النادر، تمكن النادي من امتلاك المنزل، وتحويله إلى مقر للإدارة، حيث توافرت فيه وسائل العمل الحديثة، من أجهزة هواتف أرضية إلى آلة كاتبة، وخزانة حديدية لحفظ الأموال والوثائق المهمة، وخزائن جدارية مهيئة لاستخدامات متنوعة، ومكاتب ومقاعد وجهاز تلفاز، وغيرها.

وأشد ما كان يدهشني في تلك الفترة الموغلة بالذكريات، والحكايات المدهشة، تلك الصور المعلقة بشموخ على جدران القاعة الكبيرة المخصّصة للقاءات لاعبي النادي وأعضائه، حيث كانت تُسطر ببهاء واعتزاز باذخين فصولاً متتالية من إنجازات فرق النادي، الحائزة على البطولات المتنوعة في الألعاب الرياضية المختلفة.

الجائزة الكبرى

إنّ سمعة النادي العطرة، وتنامي جماهيره المتيمة، وتكاثر إنجازاته الرياضية الهائلة، التي وسمت مسيرة النادي الطويلة بالتميز والتفرد، دفعت المسؤولين، وفي مقدمتهم محافظ حلب آنذاك الأستاذ عبد الغني السعداوي، إلى منح نادي حلب الأهلي في بداية السبعينيّات من القرن الماضي أرضاً شاسعة، مترامية الأطراف، في أجمل بقعة بالمدينة، وأرقى أحيائها على الإطلاق، كما لو أنّ النادي فاز بالجائزة الكبرى، وذلك إثر استملاكها من أصحابها الأصليين.

وهنا بدأ فصل جديد من التضحيات، والمبادرات الفردية والجماعية، بهمة لا تلين، وعزيمة لا تنطفئ، ارتقى النادي إزاءها إلى مصاف الأندية الكبيرة والعريقة، ليس على مستوى البلاد السورية فحسب، وإنّما على امتداد البلاد الشامية بأسرها، وذلك إثر امتلاكه منشآت رياضية متميزة، تزخر بالملاعب النظامية، والصالات الشتوية، والمسابح المزودة بالتقنيات الحديثة، والمباني الخدمية المتنوعة، ولا يسعني في هذا المقام إلّا أن أذكر أفضال رئيس مجلس إدارة النادي في تلك الفترة المهندس نصوح برازي، ومن بعده أنوه بالأيادي البيضاء لرئيس مجلس الإدارة الذي جاء بعده المحامي اللامع الأستاذ إسماعيل اليوسفي، لما كان لهما بالغ الأثر في جعل منشآت النادي الجديدة في حي الشهباء أمراً ملموساً، وشامخاً على أرض الواقع، فضلاً عن الجهود الجبارة التي بذلها المدرب القدير، والإداري الفذ، الأستاذ مروان نابلسي في بدايات انطلاق الأعمال الإنشائية في الموقع الجديد، ولا أجد حرجاً إذا أطلقت عليه لقب (الجندي المجهول)، وفي هذا السياق اسمحوا لي من باب الوفاء والعرفان أن أشيد بالخدمات الجليلة التي وفرها المهندس مأمون مدرس مدير مؤسّسة الإنشاءات العسكرية بحلب، والدكتور المهندس نبيل سالم رئيس قسم ميكانيك التربة في كلية الهندسة بجامعة حلب، والقائمة تطول، ومعظمهم رحل إلى العالم الآخر، غير أنّ أعمالهم وإبداعاتهم وتضحياتهم ستبقى مثار اهتمام، ومصدر إلهام لأبناء النادي جيلاً إثر جيل.

أنوه أخيراً إلى أنّ اسم النادي، تحول من نادي حلب الأهلي، إلى نادي الاتحاد الرياضي إثر صدور المرسوم التشريعي رقم (38)، لعام (1971)، القاضي بتنظيم النشاط الرياضي في سورية تحت مظلة الاتحاد الرياضي العام، على أنّه تجدر الإشارة إلى أنّ نادي حلب الأهلي هو أحد الأندية القليلة في سورية التي لم تندمج مع نادي آخر، نظراً لممارسة أعضائه أنواع الرياضات المختلفة جميعها، إضافة إلى تمتعه بقاعدة جماهيرية كبيرة، ثم استردّ اسمه الأصلي حلب الأهلي عام (2022).

في نهاية المطاف، أجدني غير راغب في مغادرة هذه الجولة السريعة في تاريخ النادي المجيد، وتراثه الرياضي المضيء، قبل أن أسجل اعتزازي، وافتخاري بانتسابي إليه عام (1968)، كلاعب كرة سلة في فريق الصغار، وما فتئت تنتابني مشاعر آسرة كلما وقع بصري على بطاقة ذات لون أخضر، تضم صورة شخصية صغيرة، كُتب عليها، هُوية لاعب، إياد محفوظ، فريق الأشبال، عام (1970)، نادي حلب الأهلي، حيث ما زلت محتفظاً بها ضمن أوراقي العزيزة جداً على قلبي.


مدام كورنيه: أم سيرج: هي سيدة تعود أصولها إلى أسرة مسيحية عريقة من أهالي حي العزيزية، اقترنت بضابط فرنسي كبير، فضلت البقاء في حلب بعد رحيل الانتداب الفرنسي عن سورية، فأصبحت الوكيلة القانونية لأملاك زوجها جميعها، أقامت في بناية يملكها زوجها الفرنسي أيضاً، تقع جنوب نادي حلب الأهلي بالجميليّة، والجدير ذكره أنّ السيد محمد سعيد الزعيم الذي أصبح وزيراً للصناعة في سورية في الخمسينيّات من القرن العشرين سكن في الدور العلوي من تلك العمارة، ثم شغل الطابق نفسه مكتب العشائر قبل أن ينتقل إلى مبنى جمعية العاديات في شارع القدسي، فأصبح تالياً مشفىً خاصّاً للدكتور صبحي غازي، واستمر على هذا الحال حتى تاريخ هدم البناية في بداية السبعينيّات إثر وفاة السيدة (كورنيه) التي أنجبت من زوجها ولداً وحيداً، أسمته (سيرج).


المصدر
 من كتاب حكايات الجميلية، تأليف إياد جميل محفوظ، صدر عن دار الحوار باللاذقية عام (2021).



 أحداث التاريخ السوري بحسب السنوات


سورية 1900 سورية 1901 سورية 1902 سورية 1903 سورية 1904
سورية 1905 سورية 1906 سورية 1907 سورية 1908 سورية 1909
سورية 1910 سورية 1911 سورية 1912 سورية 1913 سورية 1914
سورية 1915 سورية 1916 سورية 1917 سورية 1918 سورية 1919
سورية 1920 سورية 1921 سورية 1922 سورية 1923 سورية 1924
سورية 1925 سورية 1926 سورية 1927 سورية 1928 سورية 1929
سورية 1930 سورية 1931 سورية 1932 سورية 1933 سورية 1934
سورية 1935 سورية 1936 سورية 1937 سورية 1938 سورية 1939
سورية 1940 سورية 1941 سورية 1942 سورية 1943 سورية 1944
سورية 1945 سورية 1946 سورية 1947 سورية 1948 سورية 1949
سورية 1950 سورية 1951 سورية 1952 سورية 1953 سورية 1954
سورية 1955 سورية 1956 سورية 1957 سورية 1958 سورية 1959
سورية 1960 سورية 1961 سورية 1962 سورية 1963 سورية 1964
سورية 1965 سورية 1966 سورية 1967 سورية 1968 سورية 1969
سورية 1970 سورية 1971 سورية 1972 سورية 1973 سورية 1974
سورية 1975 سورية 1976 سورية 1977 سورية 1978 سورية 1979
سورية 1980 سورية 1981 سورية 1982 سورية 1983 سورية 1984
سورية 1985 سورية 1986 سورية 1987 سورية 1988 سورية 1989
سورية 1990 سورية 1991 سورية 1992 سورية 1993 سورية 1994
سورية 1995 سورية 1996 سورية 1997 سورية 1998 سورية 1999
سورية2000

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى