You dont have javascript enabled! Please enable it!
مقالات

د.عادل عبدالسلام (لاش): في ذكرى استقالة أقدم أستاذ جامعي

د. عادل عبدالسلام (لاش) – التاريخ السوري المعاصر

أنهيت في  عام 2019 مسيرة عملي في حقل التربية والتعليم والبحث العلمي والتأليف، المسيرة التي بدأت من أول دخولي إلى غرفة الصف الرابع الإبتدائي في مدرسة جوبر الثانية عام 1952، معلمأ وكيلاً، وختمتها باستقالتي أستاذاَ من جامعة دمشق في 31 كانون الثاني سنة 2019. وهذا نصها:
السيد الأستاذ الدكتور رئيس قسم الجغرافيا – كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة دمشق

تحية طيبة، يشرفني ويسعدني أن أتقدم برغبتي في التوقف عن التدريس والاستقالة من أي عمل جامعي اعتباراً من أول شهر شباط لعام 2019، على الرغم من تمتعي بما يؤهلني للعمل والتأليف بدليل أنني نشرت كتاباً جغرافياً الكترونياً قبل شهر، يبدو أنه أثار حفيظة البعض.

أما الأسباب فأترفع عن الحديث عنها وأربأ بنفسي عن الغوص في خلفياتها وفي ترهاتها، و أتغاضى عنها لإبقاء الود والمودة مع من هم أهل لهما، ولصون الكرامة والمكانة التي بنيتها في خدمة هذا البلد، دون الانقياد للسبل المعوجة، على امتداد أكثر من نصف قرن في العمل الجامعي….لعلي أنشرها بأدق تفاصيلها في قادم الأيام، إن تطلب الأمر ذلك.

31 كانون الثاني 2019 الأستاذ الدكتور عادل عبد السلام

فوجئ الجميع وتساءل عن أسباب هذه الخطوة وتحنيط حلمي الذي حققته للوصول إلى مرتبة علمية مشرفة، وعضوية أكاديمية العلوم العالمية الأديغية في روسيا… والجواب يكمن في نص الإستقالة بخطوطها العامة، إضافة إلى تصميمي على تجنب السقوط في حبائل الفاسدين واللصوص ومكائدهم الخبيثة، وكذلك إدراكا مني بمعرفة ساعة الصفر في قطع الجسور وما يجب حرقه.منها…. وانطلاقاً من مبدأ (اعرف متى تقفز من المركب المخروق، وتحافظ على طاقتك وكرامتك)….وصحة مقولة (هين فلوسك ولا تهين نفوسك).

لم أندم في يوم من الأيام على شئ أو عمل قمت به، لأنه كان بحسب رأيي حصيلة تجاوبي تجاهه في ظروف ومؤثرات تنسجم مع الزمان والمكان وموقفي منها. ومع ذلك دفعني ما عشته في العقود الثمانية ونيف من عمري وما وصلنا إليه .. لمراجعة أوراقي، أثناء كتابة مذكراتي…..والتساءل الآن عن أحداث مرت، كان علي التشدد والحسم في مواقفي تجاهها.. منها، ترددي وتأخري بالاستقالة…. ورفضي عروض عمل مغرية مدى الحياة في جامعات غير سورية.

… نعم إن استقالة المرء من عمل أو منصب ما، لا يغيرمن الناحية العملية شيئا في حياة الآخرين والعالم، لكنها تعد نقطة تحول جوهرية بالنسبة لصاحبها. فقد ثؤثر في حياته سلباً كما يراها الكثيرون من المتقاعدين، بحيث يعتقدون أن مسألة التقاعد هي نهاية الحياة، ويشبهون المتقاعد بـ: (الميت قاعدا). لكنني وجدت أن الأمر ليس كذلك…بل مغاير لذلك و عائد إلى المتقاعد نفسه، إذ يمكنه توظيف المعطيات المناسبة لعمره بشكل يقلب فيه السلبيات إلى إيجابيات تعيده الى جادة نشاط وروح وثابة جديدة. ترتكز على إمكاناته وخبراته السابقة لرسم خطوط التأقلم مع متطلبات الحياة في المرحلة الجديدة للفترة الأقصر من عمره.

فمن نعم المولى علي أنني رب لأسرة لا يمل أي فرد فيها من إغداق المحبة والدفء علي، وتوفير الراحة والهدوء والسعادة لي أثناء عملي في الكتابة والمطالعة…وبمساعدتي في حل أي إشكال تقني وغيره يواجهني، إذ كان لابني وبناتي فضل تمرسي المتواضع بتقنية التواصل الاجتماعي(الفيس بوك)، الذي لا أذيع سراً إن ذكرت أنه تقنية أحيت في روح العمل الشبابي، وجددته في عباءة شيخوخة يدعوها الشركس بـ:
(Жъышхьэмаф الشيخوخة المباركة)،

كما لا تفوتني في مناسبة مرور سنة على استقالتي هذه، الإشادة بمواقف الأوفياء والمحبين من أصدقائي و زملائي وطلابي، وغيرهم من الجنسين، ممن حملوا لي ويحملون نقي الود وصادق الصدق، ممن لم يسمعوا المثل الشامي القائل (خلصت المصالح، صار الحلو مالح)، وما زالوا يسعدونني باتصالاتهم وتواصلهم معي وقيام الكثير منهم بزيارتي…

وإنني إذ اتقدم بالشكر لمن وافق على استقالتي لأمرخبيث في نفس يعقوب، منها الرغبة في الخلاص مني، أعترف أنه كان له الفضل غير المقصود منه لخدمتي، بتمكيني من تحقيق رغباتي الشخصية في البحث والكتابة في الموضوعات التي كنت أجلت العمل عليها لزمن التقاعد، والتي اكتشفت أنها أكثر من أن تغطيها السنوات القصيرة المتبقية، كمالايفوتني أيضاً أن أحيي وأثمن عالياً موقف كل من رفض ولم ينقطع عن رفض استقالتي حتى الآن من الشريفات والأشراف.

لقد أراحتني الإستقالة ممن قال عنهم أحدهم ، وأعتقده دستويفسكي (لم يعد العمر يتسع لمزيد من الأشخاص الخطا)، سيما وأنني أقترب من العقد التاسع من العمر.

عادل عبد السلام (لاش)
دمشق: 31 – 1 – 2020.


انظر:

د.عادل عبدالسلام (لاش): رقصة الخنجر (القاما) والأمير أحمد شوقي

د.عادل عبدالسلام (لاش): لعبة الـ: ( تشِن) الشتوية

د.عادل عبدالسلام (لاش): من أحداث نزوح شركس الجولان

د.عادل عبدالسلام (لاش): الألقاب عند الشركس

د.عادل عبدالسلام (لاش): ولادة الجمعية الجغرافية السورية

د.عادل عبدالسلام (لاش): ورقة من سيرتي الذاتية في الجولان

د.عادل عبدالسلام (لاش): لعبة الصمت عند الشركس

د. عادل عبدالسلام (لاش): هاجس مزمن .. وواقع معاش

د. عادل عبدالسلام (لاش): مع عمر بهاء الدين الأميري .. الشاعر الإنسان

د. عادل عبدالسلام (لاش): خروج فرنسا من القنيطرة ووالدي يرفع العلم السوري

د. عادل عبدالسلام (لاش): السفر برلك .. سنوات المجاعة والهلاك

د. عادل عبدالسلام (لاش): كوشباي أسعد .. مجاجة الأسطورة

د. عادل عبدالسلام (لاش): صفحة وطنية مشرفة للقائد الشركسي ناظم بيك سنجر

د. عادل عبدالسلام (لاش): أحكام إعدام فرنسية لجنود شراكسة في سورية 1945

د. عادل عبدالسلام (لاش): معسكر جغرافي في الجزيرة العليا – شمال شرقي سورية 1981

د. عادل عبدالسلام (لاش): المواقيت والأزمنة عند الشركس

د. عادل عبدالسلام (لاش): العرس الأديغي (الشركسي) التقليدي في سورية

د. عادل عبد السلام (لاش) : تهجير الشركس إلى سورية وتوطينهم في شريط الليمس الشركسي

د. عادل عبد السلام: من جعبة الذاكرة.. المظاهرات الطلابية السورية

د. عادل عبد السلام: ظاهرة لغوية اجتماعية أديغية (شركسية)

د. عادل عبدالسلام (لاش) : بدايات كرة القدم في مرج السلطان

د. عادل عبد السلام : آداب الطعام و قواعد المائدة الشركسية

د. عادل عبد السلام : الحاتيون أسلاف الشركس 

د. عادل عبد السلام : حول الأمير الأديغي ينال الكبير، والسلطان الأديغي (الجركسي) الأشرف ينال العلائي

د. عادل عبد السلام (لاش) : على هامش أحداث الجزائر

د. عادل عبد السلام : أول مسجد في مرج السلطان

د. عادل عبدالسلام (لاش) : بين الجامعة والكلية الحربية وقاسم الخليل

د. عادل عبدالسلام (لاش) :مرج السلطان وعيد الأضحى

د. عادل عبدالسلام (لاش): في ذكرى إبادة الشركس

د. عادل عبدالسلام (لاش): نزوح الشراكسة من الجولان في صيف 1967

د. عادل عبدالسلام (لاش): رحلة مجانية أحن إلى مثلها

د. عادل عبد السلام (لاش) : يوم الحداد الشركسي

د. عادل عبد السلام (لاش) : رحلة شتوية إلى جبال صلنفة

د. عادل عبد السلام (لاش) – مسيرة تربوية تعليمية.. زرعنا فحصدنا

عادل عبد السلام (لاش): حكمت شريف حلمي شاشأه في ذكرى رحيله

د. عادل عبد السلام (لاش): غياض الحَور في مرج السلطان

د. عادل عبد السلام (لاش): اللواء محمد سعيد برتار رجل المهمات الصعبة والملمات الإنسانية

د. عادل عبد السلام (لاش): الضائقة المالية وقرار طردي من معهد غوتة

د. عادل عبد السلام (لاش) – حسن يلبرد

د. عادل عبدالسلام (لاش) : شكري القوتلي في مرج السلطان

د. عادل عبد السلام  لاش- مراحل رسم الحدود السياسية لسورية منذ زوال الإمبراطورية العثمانية

د. عادل عبد السلام (لاش) : من رجالات الشركس .. الفريق الركن أنور باشا أبزاخ

د. عادل عبد السلام (لاش) : صورة….. واعتقال



 أحداث التاريخ السوري بحسب السنوات


سورية 1900 سورية 1901 سورية 1902 سورية 1903 سورية 1904
سورية 1905 سورية 1906 سورية 1907 سورية 1908 سورية 1909
سورية 1910 سورية 1911 سورية 1912 سورية 1913 سورية 1914
سورية 1915 سورية 1916 سورية 1917 سورية 1918 سورية 1919
سورية 1920 سورية 1921 سورية 1922 سورية 1923 سورية 1924
سورية 1925 سورية 1926 سورية 1927 سورية 1928 سورية 1929
سورية 1930 سورية 1931 سورية 1932 سورية 1933 سورية 1934
سورية 1935 سورية 1936 سورية 1937 سورية 1938 سورية 1939
سورية 1940 سورية 1941 سورية 1942 سورية 1943 سورية 1944
سورية 1945 سورية 1946 سورية 1947 سورية 1948 سورية 1949
سورية 1950 سورية 1951 سورية 1952 سورية 1953 سورية 1954
سورية 1955 سورية 1956 سورية 1957 سورية 1958 سورية 1959
سورية 1960 سورية 1961 سورية 1962 سورية 1963 سورية 1964
سورية 1965 سورية 1966 سورية 1967 سورية 1968 سورية 1969
سورية 1970 سورية 1971 سورية 1972 سورية 1973 سورية 1974
سورية 1975 سورية 1976 سورية 1977 سورية 1978 سورية 1979
سورية 1980 سورية 1981 سورية 1982 سورية 1983 سورية 1984
سورية 1985 سورية 1986 سورية 1987 سورية 1988 سورية 1989
سورية 1990 سورية 1991 سورية 1992 سورية 1993 سورية 1994
سورية 1995 سورية 1996 سورية 1997 سورية 1998 سورية 1999
سورية2000

عادل عبد السلام

الدكتور عادل عبدالسلام لاش من أبناء قرية مرج السلطان، من مواليد عسال الورد عام 1933. يحمل دكتوراه في العلوم الجغرافية الطبيعية من جامعة برلين الحرة. وهو أستاذ في جامعة دمشق منذ عام 1965. له 32 كتاباً منشوراً و10 أمليات جامعية مطبوعة، بالإضافة إلى أكثر من 150 مقالة وبحث علمي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى