خالد محمد جزماتي: تأسيس جيش الإنقاذ(1)
تأسيس جيش الإنقاذ من أواخر عام 1947 وحتى أيار 1949
جرت الأحداث خلال القرن التاسع عشر في العالم بشكل دراماتيكي ، حيث استطاعت الدول الغربية استعمار أراضي شعوب اّسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية بالقوة ةبدأت بنهب ثروات الشعوب، ولقد اشتد الصراع بين الدول الغربية وروسيا القيصرية حول مستقبل الدولة العثمانية وأراضيها الشاسعة، ولقد ساهمت بريطانيا وفرنسا في عدم سقوط الحكم العثماني على يد الجيوش الروسية القيصرية طوال القرن التاسع غشر ..
وعندما جرى الانقلاب على السلطان العثماني عبد الحميد عام 1908 واعتماد الاتحاديين الأتراك على الألمان بدأ الصراع يأخذ منحى اّخر وخاصة بعد تورط الدولة العثمانية ودخولها الحرب العالمية الأولى الى جانب ألمانيا والنمسا ضد الحلفاء ..
وبنتيجة الحرب الخاسرة استولى الانكليز والفرنسيون على الأراضي العربية التي كانت تحت الحكم العثماني ..سورية ولبنان تحت الانتداب الفرنسي ..فلسطين والعراق تحت الانتداب الانكليزي ..وقبل ذلك تم احتلال الشمال الافريقي العربي من قبل انكلترا وفرنسا وايطاليا، وقامت الثورات العربية في بلاد الشام والعراق وهدفها دحر الدخلاء وتحقيق اّمال الأمة بقيام الدولة العربية الواحدة …
وبرزت الى الوجود قضية فلسطين العربية التي تبلورت بالنهاية عن قيام دولة يهودية على أراضي فلسطين بتاريخ 15 أيار 1948 ..واذا تساءلنا كيف حدث هذا ؟ لكان الجواب طويلا ، وأحداثه معقدة جدا ….!
وبداية لابد لي كقارىء للتاريخ ولمعرفتي ببعض الرجال الذي عاشوا وساهموا في بعض أحداث ما جرى خلال النصف الأول من القرن العشرين ، أن أتحدث عن تأسيس جيش الانقاذ الذي تم في الربع الأخير من عام 1947 ، بسبب تعقيد القضية الفلسطينية ، وضعف حال الحكام العرب وضعف الجيوش العربية عدة وعددا ، وأنا أرى في هذا المجال أن الجامعة العربية وأمينها العام في ذلك الزمان المرحوم عبد الرحمن عزام ، ساهمت في الدعوة لتأسيس جيش الانقاذ نتيجة للضغوط الشعبية الهائلة ، وربما كان ذلك مخرجا لها ولأعضائها من حكام الدول العربية ….
في الثامن من كانون الأول عام 1947م عقد مجلس جامعة الدول العربية في القاهرة اجتماعا حضره رؤساء الحكومات السبع الأعضاء في الجامعة ( مصر وسورية والعراق ولبنان والأردن والسعودية واليمن ) ، كما حضره الأمين العام لجامعة العربية عبد الرحمن عزام ومندوب عن الهيئة العربية العليا لشعب فلسطين ، وبحثوا خلال هذا الاجتماع القرار الأممي الذي دعا الى تقسيم فلسطين ، حيث تم رفض القرار من خلال اصدار بيان تضمن ما يلي :
1- اتخاذ التدابير الحازمة الكفيلة باحباط مشروع التقسيم ونصرة حق العرب، ومجابهة كل الاحتمالات الممكنة .
2- تزويد اللجنة العسكرية المنبثقة عن اجتماع مجلس جامعة الدول العربية في عاليه في لبنان يوم 7 تشرين الأول 1947 ، بعشرة اّلاف بندقية مع ذخيرة لا تقل عن 500 طلقة لكل بندقية .
3- تزويد اللجنة العسكرية بما لا يقل عن 3000 متطوع من الدول المشاركة في الاجتماع ، وأن تتكفل كل دولة بلوازم متطوعيها ، وأن يلتحق هؤلاء بالمعسكرات التي تحددهاللجنة العسكرية في سورية والأردن .
وقد تمت تسمية قوات المتطوعين، بقوات الانقاذ ، ثم جرى تغيير الاسم الى ” جيش الانقاذ ” اعتبارا من الأول من كانون الثاني 1948 .
ولقد تم تسمية الفريق طه ياسين الهاشمي مفتشا عاما لجيش الانقاذ ، يعاونه اللواء اسماعيل صفوت ..أما القائد فوزي القاوقجي فقد تمت تسميته كقائد عام ميداني لجيش الانقاذ في السادس من كانون الأول 1947 ….
وجمعت وزارة الدفاع السورية حوالي سبعة اّلاف بندقية وعدد من الرشاشات والهاونات والقنابل اليدوية ومليوني طلقة من القطعات المتمركوة في دير الزور والجزيرة وحلب ودمشق ، وخزنت هذه الأسلحة والمعدات والذخائر في مستودعات المزة قرب دمشق ..
وكان عدد المتطوعين السوريين 2000 متطوع ومن الفلسطينيين 1500 متطوع ، و1000 متطوع من العراق ، و 500 متطوع من باقي الدول العربية ..ولقد تم تدريب سريع ل3000 متطوع قي أحد مغسكرات قطنا ، والقسم الآخر في أحد مغسكرات الأردن …
المراجع :
تاريخ الجيش العربي السوري ” المجلد الأول “
مذكرات فوزي القاوقجي
مذكرات أكرم الحوراني
كفاح الشغب الغربي السوري للدكتور احسان هندي
مذكرات مدينة للمحامي عثمان عدي
اقرأ:
خالد محمد جزماتي: تأسيس الدولة العربية في دمشق 1918- 1920
خالد محمد جزماتي: الجيش العربي ومعركة ميسلون (1)
خالد محمد جزماتي: الجيش العربي ومعركة ميسلون (2)
خالد محمد جزماتي: الجيش العربي ومعركة ميسلون (3)
خالد محمد جزماتي: مـعـركـة مـيسـلـون.. خسائرالطرفين (4)
خالد محمد جزماتي : مـعـركـة مـيسـلـون.. فيصل الأول وفوزي القاوقجي (5)
الدكتور توفيق الشيشكلي .. زعيم حماة و رئيس الكتلة الوطنية
أحمد سامي السراج .. أعلام وشخصيات من حماة
هاشم صيادي .. أعلام وشخصيات من حماة
المحامي رئيف الملقي .. أعلام وشخصيات من حماة
عبد الرحمن آغا الشيشكلي وأبناؤه الثلاثة
