بطاقات بحث
الجيش في عهد الانتداب الفرنسي
(قوات الشرق المساعدة) و(قوات المشرق الخاصة)
في عام 1920م، أنشئت وزارة الحرب الفرنسية ما يسمى بـ (فرقة الشرق المساعدة) التي ضمت الجنود السوريين واللبنانيين الذين كانوا منضوين في فيلق الشرق.
وسعت سلطات الانتداب حينها بكل الأشكال إلى دعوة السوريين للانضمام إلى هذا الجيش.
كما احتفظت فرنسا ببعض الضباط الذين خدموا في الجيش التركي ودفعتهم للانضمام إلى قوات الشرق الخاصة. لكن لغتهم الفرنسية بقيت ضعيفة. وهذه نقطة ضعف رافقتهم حتى النهاية. إذ إن اللغة في الجيش كانت الفرنسية(1).
في عام 1920 عين الجنرال بوردو الذي كان يتولى في حمص قيادة الفرقة السادسة من جيش الشرق قومنداناً للفرقة الأولى في أضنه بدلاً من الجنرال ليونين الذي عاد إلى فرنسا لأسباب صحية(2).
وأصدر المفوض السامي الفرنسي هنري بونسو في العشرين من آذار عام 1930 قراراً يقضي بإلغاء تسمية :”قوات المشرق المساعدة” واستبدالها بتسمية :” قوات المشرق الخاصة” للدلالة على التشكيلات العسكرية الوطنية المحلية في كل من سورية ولبنان.
وفي أول كانون الثاني عام 1936 كانت قوات المشرق الخاصة تتألف من :
10 كتائب مشاة.
12 سرية خيالة او خفيفة
4 بطاربات
3سرايا صحراوية خفيفة
3 سرايا هندسة
6 فصائل مستقلة في مختلف المصالح.
وذكر إسكندر نجار في كتابه قاموس لبنان أن جيش المشرق ضمن كتيبة (الجبل الخاصة الخامسة) التي صارت تحت إمرة العقيد فؤاد شهاب قبيل انسحاب القوات الفرنسية من سورية ولبنان.
وقدتم حلت قوات المشرق الخاصة في الحادي عشر من آب 1941م (3).
الجيش السوري في نهاية عهد الانتداب عام 1945م.
في شهر أيار عام 1945 أطلق الفرنسيون قذائف المدفعية من حصن غورو في المزة على القلعة التي يتمركز فيها الدرك السوري، ثم هاجموا مبنى المجلس النيابي السوري وقتلوا حراسه، فقامت الحكومة السورية باجراء اتصال مع الحكومة البريطانية وطالبت بايقاف العدوان فوراً.
جرت الاتصالات على وجه السرعة بين الدولتين الفرنسية والريطانية أسفرت عن إصدار أمر من الجنرال “ديغول” يقضي بوقف القصف، ولكن القائد الفرنسي العسكري لمنطقة دمشق الجنرال “بيلو ” تقاعس عن تنفيذ أمر وقف القصف، ونتيجة لذلك تدخلت القوات البريطانية بقيادة الجنرال “باجيت” وأنذرت القوات الفرنسية وأمرتها بوقف القصف وإلا …؟ فتوقف اطلاق النار …
وبدأ الضباط والرتباء والجنود من أهل البلاد بالانشقاق عن القوات الفرنسية والالتحاق بالقوى الوطنية. ففي المنطقة الشرقية أصدرت مجموعة من الضباط في المنطقة الشرقية نداء إلى قواد وقوات حامية الرقة عام 1945 يدعونهم فيه للانشقاق عن الجيش الفرنسي والانضمام لبقية القوات السورية المنشقة لتشكيل الجيش الوطني السوري(4).
وأصدرت الحكومة السورية حينها سلسلة من القوانين بهدف انشاء وحدات عسكرية سورية بشكل سريع، فأصدرت القانون رقم 190 تاريخ 26 أيار 1945 الذي حدد مهام ” وزارة الدفاع الوطني” ثم القانون رقم 192 الذي يعطي الحكومة صلاحية دعوة المواطنين للخدمة العسكرية. وتابعت باصدار القانون رقم 194 الذي يتعلق بانشاء قوة احتياطية قوامها 5000 رجل ترتبط بقوى الدرك الوطني.
التحق حوالي 95 % من الضباط السوريين الذين يخدمون في الوحدات الفرنسية، وقامت الحكومة السورية بتنظيم “الحرس السوري”، ثم جرى تشكيل أركان مؤقته في مدرسة صلاح الدين الأيوبي في حي “الشريبيشات ” على الشكل التالي :
الزعيم عبد الله عطفة رئيساً للأركان ..
العقيد عبد الوهاب الحكيم معاوناً لرئيس الأركان ..
الرئيس مأمون البيطار رئيساً للشعبة الأولى ..
الرئيس سعيد حبي رئيساً للشعبة الثانية ..
الرئيس محمد صفا رئيساً للشعبة الثالثة ..
الرئيس صلاح البزرة رئيساً للشعبة الرابعة..
وبعد فترة زمنية انتقلت رئاسة الأركان الى الصالحية، وتمركزت في مبنى قيادة الموقع …
في العاشر من تموز 1945 قامت اجتماعات مهمة بين ممثلين عن الحكومة الفرنسية والسورية واللبنانية في بلدة شتورا للتفاوض حول استلام القطعات العسكرية، ولما جرت المفاوضات بشكل مرضي أصدر الزعيم عبد الله عطفة أمراً ادارياً تحت رقم 4 / 22 تاريخ 15 تموز 1945 لتحضير استلام القطعات العسكرية من تاريخ 25 / تموز حتى تاريخ 31 / تموز 1945، ونتيجة للمفاوضات النهائية تم الاستلام بشكل نهائي يوم 1 اّب 1945م.
شملت الوحدات المستلمة على سبعة أفواج مشاة مع عدد من الوحدات المساعدة، وكان الفوج في ذلك الزمن أكبر تشكيل مقاتل ضمن القطعات السورية الخاصة، وكان يضم أربع سرايا مشاة وفصيلة مدافع عيار 25 مم وفصيلة هاون عيار 81 مم وفصيلة رشاشات ” هوتشكيس ” ، ومن ملاك الفوج عربة لركوب قائد الفوج ، وخيولا لركوب قادة السرايا والفصائل ..
وفي بداية تأسيس الجيش العربي السوري كان توزيع الأفواج السبعة على الشكل التالي :
الفوج الثاني بقيادة المقدم صلاح خانكان ومركزة اللاذقية .
الفوج الثالث بقيادة المقدم أنور بنود وكان يتمرركز في لبنان ، فتم نقله الى دمشق .
الفوج الرابع : بقيادة المقدم جميل برهاني ومركزه في حلب وكان يضم ثلاث سرايا بقيادة كل من الرؤساء أمير شلاش، ابراهيم مرشاق ، خليل الحلو .
الفوج الخامس بقيادة الكابتن جيرمانوس ،ه وكان مقره الرقة، وبما أن قائده لم يلتحق بالقوات السورية فقد جرى حله وتسميته بالفوج الخامس وكان سابقا اسمه الفوج الثامن بقيادة المقدم موسى اليازجي وقد تمركز في الحسكة ..
الفوج السادس بقيادة المقدم تركي زعيني ومقره في دير الزور
الفوج السابع بقيادة المقدم توفيق الدوخي كان مقره في لبنان ثم تم نقله الى حماة .
الفوج الثامن وقد تمت تسميته بالفوج الخامس كما تم شرحه .
أخيرا لابد من التنوية الى أن القيادة السورية بعد استلامها القطعات الخاصة، عملت على ادماجها ببعضها البعض للقضاء على أي نزعات تفريقية سعى الفرنسيون لتغذيتها، ثم قامت تلك القيادة بالعمل على ترجمة الايعازات والمصطلحات وكتب التدريب الأساسي(5).
(1) من مذكرات أمين أبو عساف (46): أوضاع الضباط السوريين في قوات المشرق الخاصة، صـ 138.
(2) صحيفة لسان الحال – بيروت، العدد 520- 8170 الصادر يوم الأربعاء الثالث من تشرين الثاني عام 1920م.
(3) (قوات الشرق المساعدة) و(قوات المشرق الخاصة)
(4) بيان ضباط حامية دير الزور إلى قواد وقوات حامية الرقة يدعونهم للانشقاق عام 1945
(5) خالد محمد جزماتي: ولادة الجيش العربي السوري.. 1 آب عام 1945م
اقرأ:
أنسين (شعار) الفرقة السادسة في جيش المشرق عام 1926
(قوات الشرق المساعدة) و(قوات المشرق الخاصة)