مقالات
عمرو الملاح: حسني بك باقي زادة ..أحد رواد السياسة في حلب العثمانية
عمرو الملاّح- التاريخ السوري المعاصر
يذكر مؤرخ حلب العلامة الشيخ محمد راغب الطباخ في كتابه المرجعي “إعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء” أن آل باقي زادة هم من الأسر الشهيرة في حلب، وينحدرون من أرومة كردية، ويتصل نسبهم ببطل الإسلام ومؤسس الدولة الأيوبية (صلاح الدين يوسف ابن أيوب).
والواقع إن آل باقي زادة يأتي ترتيبهم الأول من بين أسر الأعيان في حلب التي بلغ أفرادها مراتب الباشوية في عصر التنظيمات العثمانية بواقع خمس باشوات (الوزير شوكت باشا، والمشير إسماعيل حقي باشا، والمشير رشيد باشا، والفريق علي رضا باشا، وأمير اللواء وصفي باشا)، في دلالة واضحة على ما كانوا يتمتعون به من الحظوة والمكانة.
ولد حسني بك باقي زادة في حلب وتوفي في الإسكندرونة. وتلقى تعليمه بحلب، وأتقن العربية والتركية والفرنسية والإيطالية، وألم بالفارسية والعبرانية والأرمنية.
وانتظم في سلك الإدارة العثمانية، وتقلب في المناصب حتى بلغ درجة مدير منطقة (قائمقام)؛ وذلك قبل أن يسميه مجلس إدارة ولاية حلب نائباً في مجلس المبعوثان الأول (1877-1878)، حيث شارك في صياغة قانون البلديات العثماني الذي أقره المجلس في العام 1877.
وبعد تعطيل مجلس المبعوثان عمل موظفاً في نظارة الضابطية العثمانية (الأمن العام) في اسطنبول، التي تدرج فيها حتى شغل منصب رئيس هيئة التحقيق.
كان باقي زادة من المشتغلين بالعلم والأدب، وله معرفة بسياسة الدولة العثمانية، التي كان لها اعتماد عظيم عليه؛ فانتدبته لكثير من مهام أمورها.
كما كان من أصحاب المراتب في الدولة العثمانية؛ إذ بلغ الرتبة (الأولى من الصنف الأول) الرفيعة في الهرمية العثمانية، التي يلقب حاملها بـ”بك” أو “أفندي” أو بكليهما معاً، وينعت بـ”حضرة صاحب السعادة” دوماً.
صنف كتاب “منهاج الأرب في تاريخ العرب – خ” الذي قدمه إلى خزانة ملك النرويج، ولعله لا يزال فيها. وله كتب بالتركية والعربية. كما كانت له عناية بجمع الكتب واقتنائها؛ فجمع مكتبة نفيسة.
عاش بقية حياته في الإسكندرونة، التي بنى فيها مدارس أهلية وقف عليها أوقافا حسنة.
مراجع للاستزادة:
اقرأ :