أحداث
الأحكام العسكرية الفرنسية على نبيه العظمة ورفاقه المتهمين بمحاولة إشعال ثورة 1940
مع اندلاع الشراراة الأولى للحرب العالمية الثانية، حاولت السلطات الفرنسية قمع أي حراك وطني في سورية، وشنت حملة لاعتقال بعض السياسيين والشخصيات في سورية.
واتهم الفرنسيون تلك الشخصيات بالاشتراك في تدبير إغتيال المديرين، وإحداث تشكيلات من شأنها القيام باضطرابات مختلفة من خطف الضباط الفرنسيين،وإغتيال الرجال المخصلين لفرنسا، الذين كانوا يسمونهم بالخونة، ومهاجمة المخافر وغيرها من الأعمال التي تخل بالأمن، فضلاً عن اتهامهم بالسعي لإشعال ثورة عامة (1).
وكان من بين المتهمين نبيه العظمة رئيس لجنة الدفاع عن فلسطين، و الذي كان منذ اذار 1938 معتقلاً في السجون الفرنسبة في تدمر وبيروت وأخيراً في قلعة دمشق.
وذكر مراسل صحيفة الجزيرة في دمشق والتي كانت تصدر في عمان أن المحكمة العسكرية عقدت جلساتها يوم الخامس عشر من أيار دون توقف، واستمعت إلى شهادات جميع شهود الدفاع والحق العام، كما استمعت إلى إفادات المتهمين.
وأضاف المراسل انه في تمام الساعة الثانية والدقيقة الخامسة بعد الظهر أعلنت المحكمة ختام المحاكمة، وبعد ثلاث ساعات من مذاكرة القضية، خرجت وتلا الرئيس قرار التجريم، وكانت خلاصة الأحكام كالتالي:
الحكم بالإعدام على كلاً من:
أحمد بن محمد بارافي من محلة الأكراد
خالد بن ياسين القنواتي من دمشق
يوسف بن قاسم سفراني
محمد بن حافظ عبد الرحمن باشا
علاء الدين بن عبد القادر حريري
أحمد بن نايف علواني
جميل علواني
كما حكمت المحكمة أيضاً على كل من:
عرفان حمدي الجلاد بالسجن خمس سنوات وخمسمائة فرنك جزاء نقدي.
منير على الرحيم الريس ونبيه العظمة كل منهما على 20 سنة في السجن مع الأشغال الشاقة.
وحكمت 20 سنة إبعاد على كل من نجيب محمود الريس، وعبد الهادي المعصراني، ورامي صابوني، وعادل العظمة، شفيق سليمان بك، أبو الهدى اليافي، عثمان حوراني، الدكتور رشدي الجابي، سعيد عبد الفتاح الإمام، المحامي داود تكريتي، أحمد عثمان شراباتي، المحامي فهمي أحمد المحايري بالسجن 20 سنة و 20 سنة إبعاد.
كما حكمت المحكمة على عدي 15 سنة في السجن و 15 سنة إبعاد ” لم يذكر سوى اسمه الأول في الخبر”
عبد الرحمن بن فارس عيد 10 سنوات سجن و10 سنوات إبعاد.
زكريا أحمد زينو 10 سنوات سجن ومثلها إبعاد.
الحاج أديب بن أحمد خير 15 سنة سجن ومثلها إبعاد.
وقال المراسل انه بعد ان تلا الرئيس خلاصة هذه الأحكام انفضت الجلسة وسلمت الأحكام إلى الترجمات حيث تلاها على المتهمين.
وفي الساعة الخامسة والنصف أعيد المحكومون بسيارة عسكرية كبيرة إلى سجنهم(2).
(1) قاسمية (خيرية)، الرعيل العربي الأول، أوراق نبيع وعادل العظمة، دار رياض الريس للطباعة والنشر، لندن كانون الثاني 1991م، صـ 84 -89.
(2) صحيفة الجزيرة، عمان العدد 967 الصادر في السادس عشر من نيسان 1940م.