ميشيل عفلق: المثالية الواقعية
المثالي ليس نقيض الواقعي، لأن الواقعي ليس الذي يستسلم للواقع بل الذي يفهمه. وقد يفهمه ليماشيه ويستغله، او ليعلو عليه ويغيره. ولذلك يجوز ان يكون، وفي عرفنا يجب أن يكون، المثالي واقعيا كي يقدر على تحقيق مثله في العمل.
ولكن الواقعية السائدة، ليست سوى الاستسلام للواقع، أما بعامل الخوف والجبن، واما بباعث النفعية والاستغلال والاصح ان تسمى هذه الفئة بفئة المستسلمين والمنتفعين.
عندنا سياسيون، فيهم الشيوخ والكهول والشباب، ولكنهم مستسلمون ومنتفعون او مستسلمون لانهم منتفعون. دخل أكثرهم العمل العام دون فهم كلي للقضية القومية، ودون أن يتصوروها كلا، فضاعوا في الاجزاء، وعجزوا عن نفع القضية، فرأوا عندئذ ان لا بأس من الانتفاع بها.
وعندنا إلى جانب هؤلاء، جيل جديد، مرشح لان يكون قوميا، دفعته أخطاء السياسيين ومغالاتهم الى أن يعتبر ويفكر. وهذا الجيل لا يزال في دور النشوء والتهيؤ، لم يتسلم سلطة ولم يصل بعد الى مرحلة التحقيق، وسيبقى زمنا طويلا. اذا فهم حقيقة مهمته – في دور النضال.
والنضال يسمح له، بل يشترط عليه ان يكون متشددا في مطاليبه، دقيقا في المحافظة على مبادئه، مبتعدا عن كل تساهل تقضي به السياسة ويبرره استعجال النجاح.
عام 1943
انظر مقالات ميشيل عفلق:
في الثلاثينيات:
عهد البطولة | 1935 |
ثروة الحياة | 1936 |
في الأربعينيات:
القومية حب قبل كل شئ | 1940 |
القومية قدر محبب | 1940 |
في القومية العربية |
1941 |
نفدي العراق | 1941 |
ذكرى الرسول العربي | 1943 |
التفكير المجرد | 1943 |
واجب العمل القومي |
1943 |
الإيمان |
1943 |
المثالية الموهومة |
1943 |
المثالية الواقعية |
1943 |
انظر ايضاً:
ميشيل عفلق: البعث العربي هو الانقلاب
ميشيل عفلق: الدور التاريخي لحركة البعث
ميشيل عفلق: الحركة الفكرية الشاملة