You dont have javascript enabled! Please enable it!
Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
من الصحافةوثائق سوريا

مقابلة ميشيل عفلق مع مجلة النضال عام 1945م

أجرى مندوب مجلة “النضال” حواراً صحفياً مع ميشيل عفلق.

نشر الحوار تحت عنوان: ( الدافع التاريخي لتأسيس البَعث)، في المجلة في العدد الصادر في 16 أيلول 1945.(1):

1. ما الذي دفعكم لتأسيس حزب البعث العربي؟

 الدافع هو شعورنا بالضرورة التاريخية، فالمجتمع العربي يقف اليوم على مفترق الطرق. وهو اما ان يستمر في الطريق الذي يسيّره فيه قادة السياسة الحاضرة، الذين يرضون بالواقع الفاسد فيستكثرون على البلاد هذا التقدم الضئيل وهذه النتائج الطفيفة التي انتهت اليها سياستهم في أربعين سنة، ويحكمون هكذا على الأمة بأن تبقى متأخرة مهملة الوزن في العالم، واما ان يوقف العرب هذا التدهور بنتيجة تحول عنيف، واستجماع للإرادة، ووعي الإمكانيات الحقيقية الكامنة، فيسيروا في طريق جديد صاعد، يستمدّ قيمه وأحكامه وغايته من خصال العربي الاصيل، ومبادئ الرسالة العربية المتعالية على الواقع ونسبية أحكامه.

هذا الطريق الجديد يقتضي ظهور قيادة جديدة تمثل جوهر الشعب لا ظاهره، ومستقبله لا حاضره.

إننا نؤمن بنبل شعبنا وطيب عنصره وغنى مؤهلاته، وبأنه قادر على تحقيق نهضة عربية جديدة تكون مثالاً في الخلق الكريم والحيوية الدافقة والتقدم السليم اذا تولت أمره قيادة صالحة تكسب ثقته وحبه واحترامه، وتبعث فيه حماسته الدفينة ومواهبه الراقدة. ونحن لذلك نحمّل تبعات الفساد الحاضر للفئات التي كانت للشعب أسوأ قدوة، ولايمانه ومواهبه وأخلاقه عامل إضعاف وتهديم.

وبهذا المعنى يكون حزبنا حزب الجيل العربي الجديد، الزاخر بالأمل والنشاط، والمتطلع الى مستقبل خليق بماضي أمته المجيد، وبحاضر الأمم القوية الراقية، والذي يريد ان تكون السياسة العربية رسالة لا حرفة.

2. ما هي الخطوط الاساسية في برنامج الحزب ومبادئه؟

لقد أخرجنا الفكرة العربية من التجريد ووضعناها في إطارها الحي، لذلك سمينا حزبنا “البعث العربي”، لا البعث القومي.

وهكذا ضمنا لهذه الفكرة تطوراً وتجدداً لا حد لهما. ولكن وقيناها من ان تكون مقراً لتباين النظريات ومتناقض الإتجاهات وكل ما هو مصطنع مستعار، فالشخصية العربية أساس البعث العربي، والايمان برسالة خالدة للعرب هو الدافع العميق لكل بعث.

أما التعبير الإجتماعي لهذا الاتجاه فقد كتبنا، قديما، “نمثل التاريخ العربي الحي ضد الرجعية الميتة والتقدم المصطنع”.

وأما التعبير الإقتصادي، فهو كما جاء في المبادئ “الإشتراكية العربية تستمد من روح الأمة العربية وحاجاتها العميقة وأخلاقها الأصيلة، وتزود أكبر عدد ممكن من أفراد الشعب العربي بكل الوسائل والفرص ليستطيعوا تحقيق عروبتهم على أكمل صورة”.

والتعبير السياسي “قادة الشعب العربي هم الذين تتمثل فيهم عبقريته وفضائله ويخرجون من صفوفه، لا من الطبقة المستغلة التي اختلطت بالاجانب وطغت عليها المصلحة الشخصية”.

والتعبير العملي “تحقيق انقلاب شامل للحياة العربية الحديثة في الروح والفكر والخلق والأوضاع الإجتماعية، وذلك بتنظيم صف نضالي يلتزم خطة المعارضة للواقع الفاسد”.

وما يميز نظرية البعث العربي انها لم تفرق بين الفكرة والاسلوب، او بين الغاية والوسيلة. فالفكر والغايات عامة مشاعة، يستطيع أي فرد أو أي حزب أن يدّعيها، ولكن الضامن الوحيد لهذا الإدعاء هو ان تكون الوسائل والأساليب مشتقة من صلب الفكرة مع الغاية. فاشتراطنا ان تكون القيادة القومية من طبقة الشعب ومن غير الدخلاء والشعوبيين، وان تكون الحركة القومية شعبية اشتراكية، تفرض على العاملين فيها المساهمة بقدر معلوم من المال متناسب مع ثروتهم وإيرادهم، وان يبرهن العاملون في هذه الحركة على صدق اعتناقهم لفكرة الإنقلاب بالتزام خطة المعارضة والابتعاد عن الحكم زمنا طويلاً. كل ذلك ينقذ الحركة القومية من ان تتلاعب بها مختلف الأيدي ويتبناها أقل الناس تلاؤماً معها وإخلاصاً لها، فتحدد هكذا تحديدأ يُبعد عنها الدخلاء والمستغلين والضعفاء والعجولين، ويحصرها بأهلها والذين هُيّئوا بحكم تربيتهم وشروطهم الإجتماعية والإقتصادية للنضال، وبلغوا من الوعي درجة تؤهلهم لفهم ضرورة الإنقلاب، والعمل الصادق المستمر في سبيله.

3. إلى اي مدى استطاع الحزب تحقيق بعض هذه المبادئ؟

 نعتقد اننا نجحنا الى حد بعيد في ابراز الفكرة العربية وتحديدها وتوضيحها حتى اصبحت ايمانا عميقا في نفوس الكثيرين من شباب الجيل الجديد. كما أن لنشرات الحزب ومواقفه العملية المتكررة اثراً لا ينكر في تكوين رأي عام عربي قائم على تقديس الفكر ومحاربة السحر والجهل والتدجيل والطغيان. وحزبنا العصامي الناشئ لا نرضى له نمواً سريعاً مصطنعاً بل نمواً حياً طبيعياً ليستطيع الصمود أمام مختلف الظروف.

4. ما رأي الحزب في الموقف الحاضر، وما موقفه من الاحزاب؟

لقد أعلنا رأينا في الوقت الحاضر في بياننا الأخير الذي صادرته الحكومة، وقد قلنا ان الحل الوحيد هو تطبيق الحكم الدستوري الصحيح، مع العلم بأن هذا المطلب ليس امراً سهلاً يتحقق بمجرد الرغبة والوعود بل يقتضي من الشعب مقاومة ايجابية منظمة تجبر الفئة الحاكمة على الإذعان للدستور.

أما موقفنا من الأحزاب، فنحن لا نرفض فكرة التعاون معها، ولكننا نقيدها بجملة تحفظات وشروط تجعل مجال تطبيقها محصوراً في نطاق بعض الأحزاب دون البعض الآخر، ومقتصراً على بعض الحالات العامة التي يكون فيها التعاون ضرورة قومية. وتفصيل ذلك اننا نخرج من نطاق التعاون الأحزاب التي تقوم في أساس تشكيلها على ارتباط أجنبي وعلى فكرة مخالفة للقومية العربية.

أما الأحزاب الأخرى فإننا نحكم عليها بمقياس حكمنا على الدور الحاضر. فمن المعروف اننا معارضون لهذا الدور منذ ابتدائه. إذن فلا نقبل بالتعاون مع الأحزاب التي تماثل المجموعة القائمة على هذا الدور او تفوقها في التهاون بالمبادئ والاهداف الوطنية، وفي سياسة الإنتفاع. ونحن نرمي من وراء هذا الموقف الى غايتين: الاولى هي الارتفاع بالتربية القومية بالترفع عن سياسة الاحقاد الشخصية والتنافس على الجاه والمنافع الذي يبلغ حد التضحية بالمصلحة القومية والإستعانة بالاجنبي على الخصوم من أبناء الوطن. والثانية هي إيجاد الوسيلة الصحيحة لإنقاذ البلاد من محترفي السياسة الذين يتلاعبون بمصالح الوطن. وفي اعتقادنا ان الكذب لا يحارب بالكذب، والنفعية بنفعية مثلها، والوطنية الضعيفة بالخيانة اوما يشبهها، ويؤسفنا ان نرى كثيرين لا يزالون يتجاهلون هذه الحقيقة او يقصرون عن إدراكها.


(1) تصريح لجريدة “النضال” الدمشقية في 16 ايلول 1945 حول مبادئ الحزب وبرامجه ومواقفه.


انظر مقالات  ووثائق ميشيل عفلق:

في الثلاثينيات:

عهد البطولة 1935
ثروة الحياة 1936

في الأربعينيات:

 القومية حب قبل كل شئ 1940
 القومية قدر محبب 1940
في القومية العربية
1941
نفدي العراق 1941
ذكرى الرسول العربي 1943
التفكير المجرد 1943
واجب العمل القومي
1943
الإيمان
1943
المثالية الموهومة
1943
المثالية الواقعية
1943
المعركة الانتخابية الأولى
1943
حول الاعتداء على استقلال لبنان 1943
الجيل العربي الجديد 1944
الأرض والسماء
1944
موقفنا من النظرية الشيوعية
1944
السياسة الأمريكية حول فلسطين
1944
حول السياسة الأميركية والهجرة اليهودية 1945
موقف الحزب من ميثاق الجامعة العربية
1945
مقابلة ميشيل عفلق مع مجلة النضال
1945

انظر ايضاً:

ميشيل عفلق: التنظيم الإنقلابي

ميشيل عفلق: البعث العربي هو الانقلاب

ميشيل عفلق: حزب الانقلاب

ميشيل عفلق: الدور التاريخي لحركة البعث

ميشيل عفلق: الحركة الفكرية الشاملة

المصدر
موقع في سبيل البعث



 أحداث التاريخ السوري بحسب السنوات


سورية 1900 سورية 1901 سورية 1902 سورية 1903 سورية 1904
سورية 1905 سورية 1906 سورية 1907 سورية 1908 سورية 1909
سورية 1910 سورية 1911 سورية 1912 سورية 1913 سورية 1914
سورية 1915 سورية 1916 سورية 1917 سورية 1918 سورية 1919
سورية 1920 سورية 1921 سورية 1922 سورية 1923 سورية 1924
سورية 1925 سورية 1926 سورية 1927 سورية 1928 سورية 1929
سورية 1930 سورية 1931 سورية 1932 سورية 1933 سورية 1934
سورية 1935 سورية 1936 سورية 1937 سورية 1938 سورية 1939
سورية 1940 سورية 1941 سورية 1942 سورية 1943 سورية 1944
سورية 1945 سورية 1946 سورية 1947 سورية 1948 سورية 1949
سورية 1950 سورية 1951 سورية 1952 سورية 1953 سورية 1954
سورية 1955 سورية 1956 سورية 1957 سورية 1958 سورية 1959
سورية 1960 سورية 1961 سورية 1962 سورية 1963 سورية 1964
سورية 1965 سورية 1966 سورية 1967 سورية 1968 سورية 1969
سورية 1970 سورية 1971 سورية 1972 سورية 1973 سورية 1974
سورية 1975 سورية 1976 سورية 1977 سورية 1978 سورية 1979
سورية 1980 سورية 1981 سورية 1982 سورية 1983 سورية 1984
سورية 1985 سورية 1986 سورية 1987 سورية 1988 سورية 1989
سورية 1990 سورية 1991 سورية 1992 سورية 1993 سورية 1994
سورية 1995 سورية 1996 سورية 1997 سورية 1998 سورية 1999
سورية2000

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى