عمرو الملاّح – التاريخ السّوري المعاصر
صدر حديثاً عن سلسلة المنشورات الثقافية لمصرف العمل في تركيا مذكرات رجل الدولة العثماني العربي ذي الأصول الدمشقية الوزير أحمد عزت باشا العابد (1852-1924) المعروف في الحوليات العثمانية باسم “عرب عزت باشا”، الذي كان يعد بمثابة اليد اليمنى للسلطان عبدالحميد الثاني.
وتقع مذكرات العابد التي صدرت بعنوان ” صندوق عبدالحميد الأسود: يوميات عرب عزت هولو باشا” في مجلدين ضخمين يبلغ مجموع عدد صفحاتهما 1496.
وبينما يحتوي المجلد الأول- الذي يقع في 564 صفحة- على ترجمة للنص الأصلي ليوميات العابد من التركية العثمانية إلى التركية الحديثة، يتضمن المجلد الثاني صورة طبق الأصل بخط العابد لهذه اليوميات.
وتمتد يوميات الوزير أحمد عزت باشا العابد ثلاثة عشر عاماً (1895-1908)، وهي الفترة التي لازم فيها السلطان عبدالحميد بعدما جعله قرينه وثاني أمناء سره؛ وذلك قبل أن يفر من اسطنبول بأمر من السلطان عبدالحميد ذاته في أعقاب إخفاق المحاولة الانقلابية في نيسان من العام 1909 المعروفة باسم “حادثة 31 مارت 1325″، ميمماً شطر أوروبا فمصر.
يُذكر أن يوميات العابد ظلت مفقودة مدة تقارب القرن إلى أن عثر عليها سبطه رجل الأعمال التركي سميح ممتاز حفيد المؤرخ الكبير أحمد سميح ممتاز المتزوج من السيدة سنية خانم كريمة أحمد عزت باشا محفوظة في خزانة حديدية خاصة في أحد المصارف السويسرية.
وتتضمن يوميات العابد تفصيلات تنشر للمرة الأولى، وتكشف عن أحداث مفصلية وقعت في عهد السلطان عبدالحميد الثاني وما زال يكتنفها الغموض إلى يومنا هذا، مما يجعلها تمثل إضافة قيمة ونوعية للمكتبة المتخصصة في التاريخ العثماني.
وفي ضوء صدور مذكرات العابد مؤخراً، فإن أي محاولة لدراسة السلطان عبدالحميد الثاني وعصره ونهجه في الحكم تدعي الرصانة والجدية ستبقى ناقصة، وبعيدة كل البعد عن الأسس العلمية التي تقوم عليها الكتابة التاريخية ما لم تعتمد على “صندوق عبدالحميد الأسود: يوميات عرب عزت هولو باشا” بوصفه مصدراً رئيساً.
اقرأ:
وايضاً:
