You dont have javascript enabled! Please enable it!
اختيارات المحررمختارات من الكتب

خمس رصاصات في الرأس.. انتحار عبد الكريم الجندي

من كتاب البعث والبينونة الكبرى للمحامي محمد حيدر

 خمس رصاصات في الرأس
انتحار عبد الكريم الجندي

يوم الثلاثاء الموافق الثاني من آذار 1969 أعلنت الإذاعة السورية انتحار مدير المخابرات العامة (أمن الدولة) ومدير مكتب الأمن القومي عضو القيادة القطرية العقيد عبد الكريم الجندي و كان النبأ خاليا من أية تفاصيل.

كانت القيادة القطرية قد عممت في وقت سابق من ظهر ذلك اليوم إلى فروعها كافة البرقية التالية (انتحر الرفيق عبد الكريم الجندي رئيس مكتب الأمن القومي في مكتبه هذا اليوم بسبب محاصرة عناصر المخابرات العسكرية ل عناصره).
بيان الإذاعة السورية والتي كانت قوات وزير الدفاع حافظ الأسد قد سيطرت عليها قبل أيام يبدو متناقضا مع مع برقية القيادة القطرية والتي كان يسيطر على جهازها الحزبي وعلى أجهزة الدولة اللواء صلاح جديد الأمين العام المساعد للحزب والذي كان على خلاف مع وزير الدفاع.

كانت برقية سابقة للقيادة القطرية قد أعلنت ما معناه أن المخابرات العسكرية قد اغتالت الرفيق عبد الكريم الجندي
يقول عضو القيادة القومية يومها محمد حيدر انه في ذلك اليوم توجه هو والرفيق عبد الحليم خدام إلى مقابلة وزير الدفاع حافظ الأسد وأنهم في طريقهم إلى مكتبه في وزارة الدفاع دخلوا إلى مكتب الرفيق علي ظاظا رئيس شعبة المخابرات العسكرية ((وهناك التقينا مع الرائد عبد الغني إبراهيم وجلسنا نتحدث حول الأزمة وأثناء الجلسة رن جرس الهاتف الخاص للرفيق علي ظاظا وسمعته يقول احترامي سيدي ثم يرد متلعثما لا يا سيدي لا يا سيدي لست مقصودا والرفيق حافظ يحبك ويحترمك ثم رأيته يرخي سماعة الهاتف من يده ويمتقع لونه وهو يقول لقد انتحر عبد الكريم الجندي و عندما استفسرنا منه عما جرى قال إنه كان يحتج على أن دوريات المخابرات العسكرية تمنع عناصره من القيام بعملها وأنه يحاول الاتصال ب وزير الدفاع ولكنه لا يرد عليه لذلك قرر ترك البلد لوزير الدفاع ثم أطلق النار على نفسه من مسدسه وسمعت الإطلاق ب أذني من خلال سماعة الهاتف (الكلام لا يزال طبعا ل علي ظاظا) وذهبنا جميعا إلى مكتب وزير الدفاع والتقينا مع عدد من رفاقنا العسكريين الخارجين من مكتبه وأذكر منهم ناجي جميل.

عندما دخلنا وقف الرفيق حافظ الأسد مستندا إلى طاولة المكتب ليسلم علينا وهو ممتقع الوجه والحزن والألم باديان على وجهه وبيده سماعة الهاتف ليطلب أطباء للذهاب إلى مشفى الطلياني حيث اسعف إلى هناك العقيد الجندي وكان يردد بين لحظة وأخرى كلمات الأسف على أبو حسين ويلوم نفسه لأنه بدل ب الأمس أرقام الهواتف الخاصة به ولم يخبره بذلك ولم يطل المقام حتى أخبرنا بوفاة عبد الكريم الجندي))

بالفعل كان عبد الكريم الجندي قد نقل إلى مشفى الطلياني القريب من مكتب الجندي حيث لفظ أنفاسه الأخيرة وتبين أن الجندي كان مصابا بعدة طلقات في الرأس وقال الطبيب الإيطالي الذي فحص عبد الكريم انه لا يمكن أن يكون قد انتحر بل أطلق عليه الرصاص من مسافة قريبة جدا منه فلم تهتز يد مطلق النار أبدا والمنتحر لا بد أن ترتجف يده سببه موقع اليد من الصدغ خصوصا مع وجود خمس طلقات في الصدغ وتقول رواية تم تداولها يومها أن رقيب اول من المقربين من الجندي خرج من غرفة التصوير المجاورة ل مكتب الجندي وكان بيده مسدس الجندي الذي كان تركه في درج المكتب واطلق النار على الجندي وارداه قتيلا.

من الأمور الغامضة بعد وفاة الجندي والتي تعزز فرضية اغتياله انتحار زوجة عبد الكريم الجندي أيضا وهذا أمر يدعو ل الاستغراب وهي بالمناسبة من مدينة حمص ومن إحدى العائلات المعروفة بيت مندو .

أتى انتحار زوجة الجندي بعد لقاء جمعها مع وزير الدفاع عقب نشر وصية الجندي في إحدى الصحف.
وبعد يومين من انتحار زوجة الجندي أطلقت سيارة مسرعة النار على سائق عبد الكريم الجندي في المفرق الواقع أمام فندق ديدمان حاليا ( المريديان).

بعد وفاة الجندي نشرت صحيفة النهار اللبنانية وصحيفة الراية الناطقة باسم القيادة القطرية والتي كانت تصدر في لبنان وتوزع سرا في سورية نسخة عن وصية عبد الكريم الجندي وهي لم تكن تتحدث عن أمور شخصية بل كانت وصية سياسية وورد فيها أمور خطيرة.


اقرأ:

خمس رصاصات في الرأس.. انتحار عبد الكريم الجندي

 

نور الدين الأتاسي وعبد الكريم الجندي أمام قصر الضيافة عام 1967

 

من كتاب الأسد والصراع على الشرق الأوسط .. إسقاط عبد الكريم الجندي

 

مقتل عبد الكريم الجندي

المصدر
حيدر (محمد)، البعث والبينونة الكبرى، صـ 180



 أحداث التاريخ السوري بحسب السنوات


سورية 1900 سورية 1901 سورية 1902 سورية 1903 سورية 1904
سورية 1905 سورية 1906 سورية 1907 سورية 1908 سورية 1909
سورية 1910 سورية 1911 سورية 1912 سورية 1913 سورية 1914
سورية 1915 سورية 1916 سورية 1917 سورية 1918 سورية 1919
سورية 1920 سورية 1921 سورية 1922 سورية 1923 سورية 1924
سورية 1925 سورية 1926 سورية 1927 سورية 1928 سورية 1929
سورية 1930 سورية 1931 سورية 1932 سورية 1933 سورية 1934
سورية 1935 سورية 1936 سورية 1937 سورية 1938 سورية 1939
سورية 1940 سورية 1941 سورية 1942 سورية 1943 سورية 1944
سورية 1945 سورية 1946 سورية 1947 سورية 1948 سورية 1949
سورية 1950 سورية 1951 سورية 1952 سورية 1953 سورية 1954
سورية 1955 سورية 1956 سورية 1957 سورية 1958 سورية 1959
سورية 1960 سورية 1961 سورية 1962 سورية 1963 سورية 1964
سورية 1965 سورية 1966 سورية 1967 سورية 1968 سورية 1969
سورية 1970 سورية 1971 سورية 1972 سورية 1973 سورية 1974
سورية 1975 سورية 1976 سورية 1977 سورية 1978 سورية 1979
سورية 1980 سورية 1981 سورية 1982 سورية 1983 سورية 1984
سورية 1985 سورية 1986 سورية 1987 سورية 1988 سورية 1989
سورية 1990 سورية 1991 سورية 1992 سورية 1993 سورية 1994
سورية 1995 سورية 1996 سورية 1997 سورية 1998 سورية 1999
سورية2000

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى