شهادات ومذكراتموضوعات مختارة
قوات الهجانة في سورية
تنظيم قوة الهجانة في سورية 1919
بعد عودة الشريف ناصر من حلب وقرار بقائه في دمشق، صدر الأمر بعودة الهجانة الحجازيين الذين كانوا في حلب بإمرة الشريف مطر فأضيفوا إلى باقي الهجانة الذين جرى تجميعهم ممن كانوا في معية الأمير وباقي الأشراف.
وتشكل من مجموعهم قوة واحدة بقيادة الشيخ مرزوق التخيمي واعتبرت كحرس خاص للأمير، وأصبح من الضروري، وهم متمركزون في داخل مدينة دمشق، أن يصار إلى تنظيمهم بتشكيل شبه عسكري لتأمين أمور إدارتهم وتدريبهم وضبطهم، وكلفني الأمير زيد أن أساعد الشيخ مرزوق التخيمي بهذا التنظيم، وفنظمنا لهم منهج تدريب ملائماً وأنظمة للواجبات وقضايا الضبط.
بقيت هذه القوة وسرية الحرب الملكي النظامية التي كان جميع جنودها من اليمانيين الذين كانوا في الجيش الشمالي هي القوات الوحيدة من جيش الثورة التي بقيت سليمن من التشتيت، ولم يكن لقوة الهجانة هذه ارتباط بالجيش لا من الوجهة الإدارية ولا العسكرية ولا المالية، بل هي مرتبطة بالأمير زيد مباشرة.
وفي موقعة ميسلون ظهر النفع العظيم الذي حققه هذا الترتيب عندما بقيت هذه القوة سليمة من إفساد العناصر المأجورة من الداخل، كما وقع في أكثر قطعات الجيش، وقد سلمت أيضاً من التسريح، وكانت هي وسرية الحرس الملكي القوتين الوحيدتين اللتين حاربتا في موقعة ميسلون[1].
[1] العمري (صبحي)، ميسلون نهاية عهد، دار رياض الرئيس، لندن، الطبعة الأولى1991، صـ 50