قضايا
المعاهدة السورية – الفرنسية عام 1936
المعاهدة السورية – الفرنسية عام 1936
ظروف بدء المفاوضات:
في الثالث والعشرين من شباط عام 1936 انسحبت وزارة الشيخ تاج الدين الحسني من مقاليد الحكم وتقدمت باستقالتها، فعهد الرئيس محمد علي العابد رئيس الجمهورية إلى عطا الأيوبي بتشكيل وزارة ائتلافية.
قامت تلك الحكومة بدور الوسيط بين الكتلة الوطنية والمفوض السامي الفرنسي، وفي النهاية تم الاتفاق على إرسال وفد سوري إلى باريس ليفاوض وزارة الخارجية بغية عقد معاهدة بين البلدين بشرط أن لا تقل شاناً عن معاهدة العراق.
تشكيل الوفد:
صدر مرسوم عن رئيس الجمهورية السورية، يقضي بتشكيل الوفد السوري المكلف بالتفاوض مع الحكومة الفرنسية، برئاسة السيد هاشم الأتاسي، وعضوية كل من فارس الخوري، جميل مردم، سعد الله الجابري ممثلين عن الكتلة الوطنية، ومصطفى الشهابي، إدمون حمصي ممثلين عن الحكومة، ونعيم أنطاكي سكرتيراً، والقائم مقام أحمد اللحام (أحد ضباط الجيش العربي سابقاً) خبيراً ومستشاراً عسكرياً،فيما تشكل الوفد الفرنسي من روبير دوكيه (كان سكرتيراً للجنرال غورو ثم مندوباً عنه في دمشق)، شوفلر (كان مندوباً للمفوض السامي في دمشق ثم حاكماً لجبل العلويين)، سان كنتان (رئيس ضباط الاستخبارات الفرنسية في الشرق)، باستيد (من موظفي الخارجية الفرنسية).
في الأول من آذار 1936م وصل الوفد السوري إلى باريس فمكث فيها وباشر أعماله واستغرقت المباحثات والمفاوضات ما يقرب من ستة أشهر ونيف، إلى أن تم الإتفاق على بنود المعاهدة وبرتوكولاتها.
جرى الاتفاق وتم كتابة صيغة الاتفاق وإمضاء ضبط الجلسات بالعربية والفرنسية وكانت هذه الصيغة مرجعاً للمفاوضات التي جرت فيما بعد في فرنسا وحجة للوفد السوري عند حدوث أي خلاف مع الوفد الفرنسي المفاوض.
جرى التوقيع على المعاهدة بحفلة رسمية أقيمت في “الكي دوز سيه” قصر وزارة الخارجية الفرنسية كل من رئيس وزراء فرنسا ليون بلون ورئيس الوفد السوري هاشم الأتاسي.
وفي 21 آذار 1936 استقل الوفد القطار إلى باريس فوصلها في 26 من الشهر نفسه، وتولى شكري القوتلي رئاسة (الكتلة الوطنية ) نيابة عن هاشم الأتاسي خلال فترة غيابه في باريس.
بدأت المفاوضات في الرابع من نيسان 1936، واستمرت إلى مطلع شهر أيلول 1936م، حيث توصلا لصياغة مشروع معاهدة مقبول من كليهما، وقد تم التوقيع على المشروع بالأحرف الأولى من قبل هاشم الأتاسي ممثلاً عن الحكومة السورية، وفيينو والمفوض السامي دي مارتيل ممثلين عن الحكومة الفرنسية، وجرى ذلك خلال حفل رسمي في مبنى وزارة الخارجية الفرنسية في 9 أيلول 1936.
بعد التوقيع على المعاهدة، صادق المجلس النيابي المنتخب بالإجماع عليها في جلسة 27/12/1936، كما صادقت عليها الحكومة السورية الجديدة، وحملت المصادقة تواقيع رئيس الحكومة جميل مردم، ووزير الخارجية سعد الله الجابري، ووزير الدفاع شكري القوتلي، وبعد أن أبرم رئيس الجمهورية نص المعاهدة في نسختيه العربية والفرنسية، تم إرسال النسختين إلى الحكومة الفرنسية عن طريق المفوض دي مارتيل، الذي وقع عليها بدوره، إلا أن هذه الحكومة احتفظت بالنسختين ولم تُعد أيّ منهما إلى الحكومة السورية، كما يقضي العرف الدولي في شأن المعاهدات.
انظر:
مرسوم تشكيل وفد سوري مفاوض لتهيئة مشروع معاهدة مع فرنسا عام 1936
من صحافة 1932- لا معاهدة في سورية قبل سنة 1936
المراجع والهوامش:
(1). العياشي (غالب)، الإيضاحات السياسية وأسرار الانتداب الأفرنسي في سوريا، مطابع أشقر اخوان، بيروت عام 1955م، صـ 408.
(2). العياشي (غالب)، الإيضاحات السياسية وأسرار الانتداب الأفرنسي في سوريا، مطابع أشقر اخوان، بيروت عام 1955م، صـ 408.
