عنوان الخبر:
لماذا إجتمع الدكتور ناظم القدسي برياض الصلح في صيدا إجتماعاً مفاجئاً وبماذا تباحثا؟
زيارة الأسطول الأميركي السادس لبيروت، وماذا يدور حولها؟
نص الخبر:
بيروت – لمكاتب المقطم اللبناني
تناقلت الصحف أخبار زيارة الدكتور ناظم القدسي رئيس وزارة سورية لمدينة صيدا وبقاءه فيها مدة يومين.
وصيدا هي المدينة القديمة التاريخية في لبنان أنشأت الحكومة فيها فندقاً على أحسن طراز فصارت تعتبر من أحسن المشاتي اللبنانية التي تستتب فيها السكينة والراحة ولهذا قصد الدكتور قدسي إليها مؤثراً إياها على بيروت المدينة الكثيرة الأضواء والعاصمة التي تروج فيها الحركة السياسية ويكثر فيها السياسيون ومسقط الأخبار.
وفي صيدا هذه اجتمع الدكتور القدسي مع رياض بك الصلح رئيس الوزارة اللبنانية السابق السياسي العربي المشهور فخلا الرجلان خلوات كثيرة، وافاهما إليها: أحد أمناء سر وزارة الخارجية اللبنانية.
فماذا تحدث السياسيان اللبناني والسوري وما هو الداعي إلى انتقال الدكتور ناظم القدسي إلى لبنان حيث اجتمع بزميله السابق رياض بك الصلح هذا الإجتماع الذي تبين فيما بعد أن الدوائر السياسية السورية لم يكن لها علم به وقد أبدت دهشتها لما اتصلت أخباره بها.
ولما عاد الدكتور القدسي إلى سورية لم تستطع صحفها أن تعلق على الإجتماع بكلمة واحدة، كما لم تستطع صحف لبنان أداء أي تعليق بهذا الصدد.
وأما نحن فنتسائل عن الداعي إلى هذا الإجتماع وهل تم عن قصد أو جاء صدفة ودون موعد؟
لاشك أن الإجتماع قد تم بناء على موعد، وأن هناك من القضايا العارضة ما يدعو إلى إجتماع السياسيين وان كان رياض الصلح ليس رئيس وزارة الآن.
فمن القضايا موضوع النقطة الرابعة الذي وافق عليه لبنان ولم ترق موافقته سورية ولا صحفها، ومنها موضوع الصلح مع إسرائيل والضغط البادي على لبنان وعلى سورية بنوع خاص بصفتهما الدولتين الأكثر متاخمة لإسرائيل من سواهما من دول العرب.
على أن هناك ما يمكن أن يكون أهم من كل ذلك، وأن يكون ناتجاً عن زيارة المستر جونس مساعد المستر ماك جي الذي زار سورية ثم زار لبنان راجعاً من مؤتمر الدبلوماسيين الأميركيين في الأستانة.
فالمستر جونز حمل ولا شك إلى السلطات في سورية ولبنان أخباراً عن مؤتمر الأستانة هذا وقراراته بصدد الشرق الأوسط وما يطلب منه وسورية ولبنان من الشرق هذا في الأيام القابلة وبخاصة ما قرره بشأن إسرائيل والعمل لاستتباب الأمن في الشرق والمصالحة مع إسرائيل.
هذا ما قد يكون السبب في إجتماع الرئيسيين اللبناني والسوري هذا الإجتماع الذي جاء على أعقاب زيارة المستر جونس هذه.
ثم لا ننسى أن هناك سبباً آخر غير قليل الأهمية أيضاً وهو موضوع حلف شرق البحر المتوسط الذي يطلب من الدول العربية أن تكون في عداده مع اليونان وتركيا.
فالموضوعات هذه كلها موضوعات خطيرة تشاور فيها رجلا السياسة السورية واللبنانية وإن كان رياض بك الصلح ليس رئيس وزارة بالفعل الآن فهو رئيس للوزارة مستور لا تزال المراسم التي كان منزله محاطاً بها هي هي كما كانت يوم كان رئيساً للوزارة.
زيارة الأسطول الأميركي:
وفي هذا الوقت الذي اجتمع فيه مؤتمر الدبلوماسيين الأميركيين في الآستانة وأنفض إجتماعهم عن قرارات خطيرة بشأن الشرق الأدنى تحرك الأسطول الأميركي في البحر المتوسط لزيارة شواطئنا فرست قطعة في مياه بيروت صباح أمس.
وقد ذهبت أوساط بيروت في تعليقاتها على هذه الزيارة مذاهب شتى فمن قائل أنها ترتبط بمهمة الدفاع عن حوض البحر المتوسط ومن قائل أنها زيارة تمت بعد إنتهاء مؤتمر مالطة العسكري الأنجلو – أميركي.
إلا أن وزارة الخارجية اللبنانية تؤكد أن كل تفسير لزيارة الأميرال لنتين لبيروت هو من نسج الخيال وهي زيارة جد عادية لا تتسم بأي سمة استثنائية.
المراجع والهوامش:
(1). صحيفة المقطم- القاهرة، العدد الصادر في التاسع من نيسان عام 1951م.
