أحداث
الاحتفال بإلغاء جوازات السفر بين سورية والأردن عام 1956
الاحتفال بإلغاء جوازات السفر بين سورية والأردن الذي جرى في السادس عشر من تموز عام 1956م.
جرى الاحتفال صباح يوم السادس عشر من تموز عام 1956م بين الحدود السورية والأردنية.
وصف الاحتفال:
مركز الاحتفال:
في الساعة السادسة من صباح يوم 16 تموز اجتمع في القصر الجمهوري أعضاء الوفد السوري لتمثيل سورية في الاحتفال.
تألف الوفد من فؤاد الحلبي الأمين العام للقصر الجمهوري ممثلاً للرئيس شكري القوتلي رئيس الجمهورية، وأحمد قنبر وزير الداخلية ممثلاً عن الحكومة، والدكتور صلاح الدين الطرزي الأمين العام لوزارة الخارجية، والشريف حامد سعد الدين وزير الأردن المفوض بدمشق، والسيد أكرم حجازي رئيس الدائرة السياسية، والسيد ميشيل زيات رئيس دائرة الجوازات.
الاتجاه إلى درعا:
غادر الوفد السوري القصر الجمهوري في طريقه إلى الحدود الأردنية في الساعة السادسة والنصف، وعند وصوله إلى ناحية غباغب استقبل من قبل محافظي حوران والسويداء وقائد درك المنطقة.
وسار الموكب بشكل رسمي حتى مدينة درعا حيث استراح بعض الوقت في مكتب محافظ درعا وتناول القهوة، وفي الساعة التاسعة إلا خمس دقائق تابع الموكب سيره إلى الحدود.
مركز الاحتفال:
وفي الساعة التاسعة تماماً وصل الوفد السوري إلى مركز الاحتفال وهو منتصف الطريق بين مدينتي درعا السورية والرمثا الأردنية.
وقد استقبل الوفد بترحيب مواطنين سوريين وأردنيين، وحيت الوفد ثلة من رجال الدرك السوري، وعزفت الموسيقى النشيدين السوري والأردني، كما حيا الوفد ثلة من الجيش الأردني، وعزفت الموسيقى الأردنية النشيدين الأردني والسوري، وعندها التقى الوفدان ورحبا ببعضهما.
الوفد الأردني:
تشكل الوفد الأردني من السيد بهجت التلهوني رئيس الديوان الملكي مندوباً عن الملك حسين والسيد عمر مطر وزير الداخلية ممثلاً للحكومة، وفؤاد القضماني وزير سورية المفوض في الأردن، وأركان المفوضية السورية، ووكيل وزير الخارجية، والمطبوعات والإذاعة، ومدير الجوازات، ومدير المباحث العامة، ومتصرف لواء عجلونن، وقائد درك المنطقة، ومندوب الإذاعة ورجال الصحافة.
هتاف الجماهير:
هتفت الجموع المشتركة بحياة الرئيس شكري القوتلي والملك حسين، ودعت الهتافات بإلغاء جميع الحواجز المصطنعة بين الدول العربي، كما كانت تندد بالمخططات التي أوجدت هذه الحواجز، وجزأت الدول العربية، وشتتها.
كما حمل المتظاهرون لوحات ولافتات كتب عليها “يحيا الشعب العربي – نطالب بتحقيق الوحدة الشاملة مع جميع الدول العربية، يحيا الملك حسين، يحيا الرئيس القوتلي، نطالب بمد الأردن بالمساعدات المالية والعربية، ليسقط الأستعمار، تسقط الصهيونية، وغير ذلك”.
انتقل الوفدان بعد ذلك إلى المنصة التي أقيمت للاحتفال، وبعد استراحة قصيرة تناول المدعوون المرطبات، ثم ألقى الأستاذ بهجت التلهوني مندوب الملك حسين كلمة.
نص الكلمة:
(مندوب فخامة الرئيس السوري,
صاحب المعالي، أيها الحفل الكريم,
إنها أمنية عزيزة طالما راودت خيال العاملين، وأنه لأمل كان حلماً زاهياً، فأصبح اليوم حقيقة واقعة نحتفل بها اعترافاً بجهود العاهلين، وهذا الحاجز الذي كان يفصل بين أخوين وجزئين من وطن واحد قد اندثر ليلتقي الشقيق بالوطن، وليهنئ الحسين أخاه القوتلي، ولتحييي دمشق الفيحاء عمان الأردن.
بهذه الخطوة الأولى الجبارة يلتقي جزءان من أمتنا العظيمة على صعيد واحد، ويسجل تاريخنا الحديث أعظم حدث، وأزهى صفحة من صفحات الوحدة، والإخاء بين شعبين لهما ماض واحد، وتاريخ واحد، ومستقبل واحد بعون الله، وسيحلى تاريخنا جيده بعبارة الحسين الخالدة التي هي أنشودة كل عربي عندما قال: “إننا نبارك هذه الخطوة في سبيل تقارب أوثق، وتأليف أمتن، ومن أجل اللقاء في وحدة الآمال والأهداف، هذا التجاوب الروحي قد أينعت فكرة من لقاء الشقيقين في دمشق، وأينع ثمراً طيباً في اجتماعهما في عمان عندما أعلن البشير إلى العالم وحدتنا في الآلام والآمال.
هذا العمل العظيم نزفه تهنئة ليس للبلدين الشقيقين فحسب، وإنما إلى الوطن العربي الكبير، وفاء من الحسين والقوتلي إلى أحرار الأمة العربية الذين عملوا من أجلها وقضوا في سبيلها، وهذه التحية المباركة الطيبة من العاهلين العربيين في عهد الأضحى يهنئان بها بردى والأردن، ويهيئان بذلك الطريق إلى وحدة العرب، والعمل مع جميع اخوانهم قوة واحدة، ويداً واحدة لتحقيق أماني وأهداف هذه الأمة العربية الكريمة والسلام عليكم).
ثم ألقى الأستاذ فؤاد الحلبي الأمين العام لرئاسة الجمهورية كلمة باسم الرئيس شكري القوتلي هذا نصها:
في هذا اليوم المبارك الذي يطلع على دنيا العرب، تلتقي إرادة الشعب العربي على هذه التخوم العربية التي أرادها الأجنبي دليل فرقة وعامل تنابذ وخصام، والتي أرادها الوعي القومي نقطة التقاء، وبدء معركة طويلة في سبيل الحرية والوحدة والكرامة.
ولاع عجب أن تبدأ الوحدة من هذا المكان ، فعلى بضعة كيلو مترات من هذه الحدود تربض طلائع الفداء العربي تتأهب للرد على العدوان والذود عن الأرض المقدسة، وعلى بضعة كيلو مترات أيضاً تجثم دولة البغي وتتربص قوى الباطل، وفأخلق بالنضال العربي أن يحكم الطوق حولها، وأن يؤكد أخوة الدم والأمل والعمل المشترك.
وإن يكن في إلغاء الجوازات بين سورية والأردن من معنى فهو معني حرية المواطن العربي في التنقل بين أرجاء وطنه الكبير، وأي عائق يمكن أن يقبل به في الطريق إلى مشارف القدس وتلال طولكرم وإلى ميادين الفداء والحرية.
وإن كان لي من كلمة أقولها في هذا الحفل فهي أن أشكر بأسمي صاحب الفخامة السيد شكري القوتلي رئيس الجمهورية السورية وباسم الشعب العربي في سورية جلالة الملك الشاب الحسين ملك المملكة العربية الهاشمية الذي جدد شباب الجهاد العربي، وجسد بطولة الأردن الشقيق، والذي رعى هذه القضية كل الرعاية فكان لها شرف التحققق على يديه.
فلتكن هذه الخطوة أول مرحلة لنا في طريق الوحدة نعتز بها مفاخرين، ولكي نطالب بعدها بخطوات أخرى تؤكد أخوة الشعبين الشقيقين وتقودهما نحو طريقهما المشترك، وطريق الوحدة والبناء.
الانتقال الى الحدود:
ثم انتقل الوفدان إلى مراكز الحدود، وسار وراءهما المشاركون في الحفل وهم يهتفون، وعند وصولهما إلى مراكز الحدود عزفت موسيقى الدرك السوري النشيدين الأردني والسوري، ثم عزفت موسيقى الجيش الأردني النشيدين السوري والأردني.
وبهذه الأثناء أنقض جمهور من المجتمعين الأردنيين والسوريين على الحواجز وشارات الحدود المصطنعة وانتزعوها بعنف من أماكنها هاتفين بالوحدة العربية وبحياة الملك حسين والرئيس القوتلي، وكان المشهد مؤثراً معبراً عن شعور الشعبين السوري والأردني.
ثم تصافح الوفدان مودعين، وعاد كل منهما إلى عاصمته بعد أن تبادلا التهاني بإلغاء هذه الحواجز.
وصول الوفد السوري:
وفي الساعة الحادية عشرة والنصف وصل الوفد السوري إلى دمشق وقصد فورا وصوله القصر الجمهوري، وقال الرئيس شكري القوتلي وقد رافق الوفد الرشيف حامد سعد الدين وزير الأردن المفوض.
تبادل الرئيس القوتلي والوزير الأردني كلمات الود والتهاني بإلغاء الحواجز بين البلدين، وبعد قليل وصل إلى القصر الجمهوري صبري العسلي رئيس مجلس الوزراء.
وفود من الأردن بدمشق:
وصلت وفوداً عديدة من الأردن إلى دمشق في الساعة الثانية بعد الظهر على رتل كبير من السيارات وكانت هذه السيارات الأردنية مزينة بالأعلام الأردنية والسورية.
كما كانت هذه الوفود تهتف بحياة سورية، والأردن والملك الحسين والرئيس القوتلي.
وبذلك أصبح تنقل السوريين والأردنيين خاضعاً فقط لتسجيل هوية المسافر على الحدود.
انظر:
كلمة فؤاد الحلبي في حفل إلغاء جوازات السفر بين سورية والأردن عام 1956
كلمة بهجت التلهوني مندوب الملك حسين في حفل إلغاء جوازات السفر بين سورية والأردن عام 1956





المراجع والهوامش:
(1). صحيفة بردى- دمشق، العدد 2109 الصادر يوم الثلاثاء 17 تموز عام 1956م.
بطاقة نقابية للمدرس خالد عبد النبي عام 1971م
قرار تمديد خدمة عاملين في رئاسة الجمهورية رقم 6 عام 1997م