زيارة الوفد البرلماني السوري إلى القاهرة في كانون الثاني 1956

زيارة الوفد البرلماني السوري إلى القاهرة في كانون الثاني 1956م

غادر الوفد النيابي السوري إلى القاهرة لتقديم التهنئة بإعلان الدستور الجديد، غادر دمشق يوم الثلاثاء السابع عشر من كانون الثاني عام 1956م.

ضم الوفد كلاً من: (الدكتور ناظم القدسي رئيس مجلس النواب ورئيس الوفد، الدكتور معروف الدواليبي، إحسان الجابري، محمد العايش، عدنان الأتاسي، أكرم الحوراني، جورج شلهوب، فاخر الكيالي، فرزت المملوك، فيصل العسلي، علي الدندشي، جهاد الهواش، ثامر الملحم، صلاح الدين البيطار، نوفل إلياس، عبد الرؤوف أبو طوق، خالد بكداش، عوينان المدلول، مصطفى تامر، حسن عبد الكريم، عبد الوهاب خضر، شكري رحمو الشهابي، ورافق الوفد أكرم القدسي بصفبته سكرتير الوفد).

وداع الوفد:

احتشد عدد كبير من المودعين في مطار المزة بمناسبة سفر الوفد البرلماني السوري إلى القاهرة، وكان في مقدمة المودعين سعيد الغزي رئيس مجلس الوزراء، والوزراء والنواب، وعدد كبير من موظفي الدولة وعدد كبير من كبار الشخصيات وموظفي السفارة المصرية بدمشق.

غادر الوفد البرلماني مطار المزة عبر طائرة مصرية خاصة، وصلت إلى المطار لنقل الوفد.

تصريحات القدسي والحوراني في مطار المزة:

قبيل مغادرة الوفد مطار المزة صرح الدكتور ناظم القدسي رئيس مجلس النواب ورئيس الوفد حول أهداف الزيارة، فقال: (إن زيارة الوفد البرلماني السوري للقطر المصري الشقيق كانت تلبية لدعوة الحكومة المصرية، وإن هذه الزيارات بين الدول العربية تنفع دوماً للتقارب بين الشعوب العربية لوصولها إلى أهدافها لتكون أمة عربية واحدة تعيش في مختلف أقطارها حسب النظم التي تختارها، وتوحيد السياسة الخارجية والاقتصادية وقواها العسكرية، وترفع الحواجز الجمركية حتى نتمكن من الصمود لمختلف الأحداث والأخطار في الحاضر والمستقبل).

وصرح أكرم الحوراني بالتصريح التالي: (إن مجلس النواب السوري سيسعى بعد عودة الوفد البرلماني من مصر إلى إرسال وفد برلماني إلى مختلف الإمارات العربية لأن مثل هذه الزيارات من شأنها توثيق أواصر الأخوة بين سورية والدول العربية).

المغادرة:

غادر الوفد في الساعة الواحدة تماماً على الطائرة المصرية، وغادر على نفس الطائرة محمود رياض سفير مصر في دمشق، وأعضاء الوفد السوري إلى المجلس الاقتصادي العربي – المؤتمر الاقتصادي العربي الذي عقد في القاهرة قي الحادي والعشرين من كانون الثاني عام 1956.

استقبال عبد الحكيم عامر للوفد البرلماني السوري:

استقبل الوفد اللواء عبد الحكيم عامر القائد العام للقوات المسلحة الوفد البرلماني السوري التهنئة بإعلان الدستور. وصرح ناظم القدسي بعيد اللقاء مع عبد الحكيم عامر بأن الجيش المصري درع العروبة.

استقال الرئيس جمال عبد الناصر للوفد البرلماني السوري:

استقبل الرئيس جمال عبد الناصر الوفد السوري في القاهرة يوم الثامن والعشرين من كانون الثاني عام 1956م، وصرح القدسي عقب الإجتماع بأنه تحدث مع الرئيس المصري حديثاً صريحاً يفيد العرب وقضاياهم.

عودة الوفد إلى دمشق:

عاد الوفد السوري إلى مطار المزة وتأجل وصوله عدة ساعات بسبب رداءة الأوضاع الجوية، وكان في استقباله رئيس مجلس الوزراء والوزراء ومجموعة من الشخصيات.

وبعد وصوله أبرق ناظم القدسي رئيس مجلس الوزراء ورئيس الوفد النيابي إلى الرئيس جمال عبد الناصر  ببرقية جاء فيها:  سيادة الرئيس جمال عبد الناصر- القاهرة

باسم الوفد النيابي السوري وبأسمي يسعدني أن أرفع لسيادتكم ولزملائكم الأكارم أسمى آيات الشكر الجزيل والامتنان العميق والود الخالص لما لقيناه من ترحيب أخوي حميم  وضيافة كريمة أصيلة في ربوع مصر العزيزة، ولما شعرنا به من رغبة المسؤولين الأكيدة في تمكيننا من تفهم وتتبع الجهود المبذولة والمرتكزة إلى دراسة وتمحيص وتصميم بغية تذليل الصعاب التي تحول دون بلوغ الشعب مستوى الحياة الكريمة، ومن أجل حل المشاكل السياسية والاجتماعية، ومن أجل حل المشاكل السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي أورثها الاستعمار البلاد العربية بصورة مماثلة.

وإننا لسعداء أن نزداد إيماناً في أن رغبة الاتحاد بين البلاد العربية لم تعد محدودة بدرء الخطر الصهيوني فحسب بل تعدته إلى اليقين بأن الاتحاد هو الحقيقة الأصيلة المستمدة من واقعنا الجغرافي والتاريخي والطريق الوحيد الكفيل بضمانة سلامة حاضرنا وبإمكان تقدمنا وبناء أمجاد مستقبلنا.

ونضرع إلى الله أن تكون الخطوة التي تمت بين مصر وسوريا نواة اتحاد أخوي عربي قريب صحيح يشمل جميع البلاد العربية.

وإننا لنرجو الله أن يأخذ بيدكم ويوفقكم لما فيه خير مصر وشعبها، وخير الأقطار العربية جمعاء فيما تبتغيه من اتحاد وعزة وازدهار.

الرئيس جمال عبد الناصر يستقبل ناظم القدسي رئيس مجلس النواب في الثامن والعشرين من كانون الثاني عام 1956م.