مقالات
حمصي فرحان الحمادة: التقويم الرقي عام 1927 .. سنة موتة حاجم والجراد الأصفر
حمصي فرحان الحمادة – التاريخ السوري المعاصر
سنة موتة حاجم والجراد الأصفر
موتة حاجم / العيد البارد / العجة الصفرا/ الجراد الأصفر / المحل
حدثت في عام 1927م، عدة أحداث هامة جعلت أهل الرقة يدخلونها في تقويمهم الشعبي، وسنستعرضها بشكل موجز:
أولاً- سنة موتة حاجم:
لن نستعرض حياة الشيخ حاجم بن مهيد وهو أحد شيوخ الفدعان من عشيرة عنزة في هذه العجالة، ولكن نقول: إنه ولد عام 1869م، وبعد معركة ميسلون ودخول القوات الفرنسية إلى دمشق، قام الشيخ حاجم بن مهيد بتشكيل حكومة الحركة الوطنية في منطقة الجزيرة الفراتية وشكلها من عدد من شيوخ عشائر المنطقة ووجهاء مدينة الرقة، وبقيت تحكم المنطقة مدة خمسة عشر شهراً.
في 17 / كانون الأول / 1921م، عبرت القوات الفرنسية نهر الفرات بقيادة الكولونيل دي بفوار متجهة نحو الرقة، ولم تلقَ أي مقاومة تذكر من قبل قوات الحركة الوطنية.
وطلبت السلطات الفرنسية الشيخ حاجم بن مهيد وحاكمته في مدينة حلب، ولكن الشيخ مجحم بن مهيد توسط له، فتم العفو عنه بشرط التوقيع على صك الاعتراف بالانتداب الفرنسي، ووقع الشيخ حاجم الصك بتاريخ 19 / تموز / 1922م.
استقر في منطقة طوال عبا في شمال الرقة بالقرب من عين عيسى. وعاش في سنوات عمره الأخيرة مبتعداً عن العمل السياسي، بعد أن أصيب بخيبة أمل مما رآه من تخاذل الذين كان يأمل منهم مساعدته وظل على هذا الحال إلى أن توفي بتاريخ 21 أيار 1927.
ونظراً لمكانة الشيخ حاجم بن مهيد ودوره في الحركة الوطنية، فقد اعتبر سكان منطقة الرقة سنة وفاته حدثاً هاماً وسموا هذه السنة (سنة موتة حاجم).
تغمده الله برحمته وأسكنه فسيح جنته.
ثانياً (سنة العيد البارد):
منطقة الرقة كباقي مناطق بلاد الشام، يكون البرد فيها في فصل الشتاء مقبولاً واعتاد الناس عليه، ولكن إن حدثت موجة هوائية باردة جداً، تجعل حياة الناس صعبة وقاسية فهذا الحدث يبقى حدثاً استثنائياً يذكره الناس لسنوات. في هذا العام 1927م، اجتاحت منطقة بلاد الشام موجة هوائية قطبية باردة جداً وتزامن هبوبها مع استعداد الناس بالاحتفال بالعيد، ولكن هذه الرياح القطبية الباردة منعت الناس من الاحتفال بالعيد، خاصة وأنها استمرت لعدة أيام. هذا الحدث دخل التقويم الرقي تحت مسمى (سنة العيد البارد).
ثالثاً- (سنة العجة الصفرة):
منطقة الرقة التي تقع على مشارف بادية الشام اعتادت على هبوب رياح قوية تحمل معها الأتربة لمسافات بعيدة ولفترات زمنية مختلفة وتسمى هذه الرياح المحملة بالأتربة (العجة).
في هذا العام حدثت عجة صفراء وسميت بذلك لكثرة ما تحمله من أتربة، وذكر لي من شاهدها أنها استمرت لساعات كثيرة جداً امتدت من الصباح إلى منتصف الليل، عانى فيها الناس كثيراً وخاصة كبار السن، وكذلك ممن يعانون من مشاكل تنفسية، وأدت هذه العجة إلى وفاة عدد من الناس، ودخلت التقويم الرقم تحت مسمى (سنة العجة الصفرة).
رابعاً- سنة الجراد الأصفر:
أسراب الجراد بأنواعها كانت تمر على المنطقة فتحدث هلاكاً للمحصولات الزراعية، وأخطر هذه الأنواع هو الجراد الصحراوي (الأصفر) ويمكن للجراد الصحراوي استهلاك ما يعادل الكتلة التقريبية لوزن الجسم في كل يوم (2 جرام) من النباتات الخضر: الأوراق، الزهور، القلف، النباتات الجذعية النباتات ذات السيقان، الفاكهة والبذور.
وما يقدر بكم هائل من جميع المحاصيل والنباتات المثمرة وغير المثمرة كلها في خطر، بما في ذلك اللؤلؤ الدخن، الأرز، الذرة، قصب السكر، الشعير، القطن، وأشجار الفاكهة، النخيل، الخضار، وأعشاب المراعي، السنط، الصنوبر، والموز، ما هو أكثر من ذلك، فضلات سامة الجراد، وتفسد أي طعام تخزين ما تبقى غير مأكول.
في هذا العام حطت أسراب من الجراد الأصفر على منطقة الرقة فقضت على جميل المحاصيل الزراعية، ونتيجة لهلاك المحاصيل دخلت هذه السنة في التقويم الرقي تحت مسمى (سنة الجراد الأصفر).
خامساً- سنة المحل:
المحل في اللهجة الرقية تعني القحط الشديد، وكما ذكرت أن أسراب الجراد الأصفر الصحراوي اجتاحت المنطقة والتهمت جميع المحاصيل الزراعية. وبالتالي ونتيجة لذلك حدث القحط أو المحل، وسمي هذا العام بـ (سنة المحل).
انظر:
حمصي فرحان الحمادة: التقويم الرقي عام 1917 ..سنة الجوع .. سنة الغلا.. سنة الحميضة
حمصي فرحان الحمادة: التقويم الرقي عام 1918 ..سنة سقوط العصملي – سنة الوجع
حمصي فرحان الحمادة: التقويم الرقي عام 1919 .. سنة الشريف
حمصي فرحان الحمادة: التقويم الرقي عام 1920 .. سنة حاجم – سنة زكرت حاجم
حمصي فرحان الحمادة: التقويم الرقي عام 1922 .. سنة دخول الفرنسي
حمصي فرحان الحمادة: التقويم الرقي عام 1925 .. فيضة الهويدي وموتة حسين الدرويش
حمصي فرحان الحمادة: التقويم الرقي عام 1926 .. سنة الشمالي
المراجع والهوامش:
(1). حمادة (حمصي فرحان)، التقويم الرقمي بين عام 1709 - 1988، توتول للطباعة والنشر والتوزيع، دمشق 2022م، 158-161
المراجع والهوامش:
(1). حمادة (حمصي فرحان)، التقويم الرقمي بين عام 1709 - 1988، توتول للطباعة والنشر والتوزيع، دمشق 2022م، 158-161