You dont have javascript enabled! Please enable it!
من الصحافة

مقابلة شاكر نعمت الشعباني مع صحيفة لسان الحال عام 1932

زار شاكر نعمت الشعباني بيروت في مطلع شهر آب عام 1932م، وخلال الزيارة أجرت معه صحيفة لسان الحال حواراً صحفياً، نشر في العدد الصادر في الثامن من آب عام 1932م.

عنوان الخبر:

كيف يعارض الوطنيون السوريون وكيف يوالون

شاكر نعمت بك يتحدث عن السياسة السورية

نص الخبر:

هبط بيروت منذ بضعة أيام حضرة النائب السوري الأستاذ شاكر نعمة بك فتحدث إليه أحد محرري هذه الجريدة بحديث:

– لقد قرأتم ولا شك ما تنوقل من أن وزير الخارجية الفرنسوية استقبل المسيو بونسو وهنأه بنجاحه في علاج المسألة السورية، فماذا كان لذلك من الوقع في نفوسكم، وما هو رأيكم في هذه التهنئة.

شاكر نعمة بك: من الطبيعي أن يهنئ وزير الخارجية الفرنسوية المسيو بونسو في نجاحه لمعالجة القضية السورية لأسباب عديدة أولها ان المسيو بونسو عندما أعلن الدساتير في أيار سنة 1930 وسافر إلى باريس عقد الكتليون إجتماعاً كبيراً في دار جميل بك في شارع بغداد حضره لا أقل من 15 ألف نسمة، وكلفوا الأستاذ جميل بك مردم أن يبرق إلى وزارة الخارجية محتجاً على إعلان ذاك الدستور فأبرق قائلاً باسم الحشد العظيم احتج على المسيو بونسو لإعلانه الدستور السوري الذي وضعته الجمعية التأسيسية مبتوراً منتقصاً، وأعلنأن سورية لا ترضى به، ولا تقبله دستوراً لها بوجه من الوجوه.

ولما مثل المسيو بونسو في جامعة الأمم ابتدرها بعد كلامه على إعلانه الدستور السوري قراءة تلغراف جميل مردم بك قائلاً أنه تلغراف من صديق.

ودار الفلك دورته فإذا بالأستاذ جميل مردم بك يدخل الانتخابات النيابية في سنة 1932 على أساس القبول بهذا الدستور نفسه الذي أحنج عليه، ويصبح في الوزارة القائمة على تنفيذه، وفي هذا ما فيه من الظفر للمسيو بونسو.

والأمر الثاني الذي استحق المسيو بونسو التهنئة عليه هو أنه أضعف المعارضة التي كانت الأكثرية الساحقة من الجمعية المؤسسة التي عقدت في سنة 1928 مؤلفة منه فأصبحت اليوم أقلية في مجلس النواب لا تعد أكثر من 16 عضواً من 69 وفي هذا ما فيه من دواعي الفخر للمسيو بونسو بأنه نجح في سياسته، فاستحق من وزير الخارجية الثناء عليه.

الأمر الثالث الذي استحق الثناء عليه من الكاي دورساي هو نجاحه بإصعاده لرئاسة الجمهورية السورية رجلاً من المعتدلين صديقاً لفرنسا.

الأمر الرابع تأليفه جبهة من الرؤساء جميعهم من أصدقاء فرنسا وهي مؤلفة من رئيس الجمهورية  ورئيس الوزارة الصديق الحميم لفرنسا، ورئيس مجلس النواب الذي كان رئيس حكومة الاتحاد السوري وصديق فرنسا أيضا.

هذه بعض الأمور التي يمكن أن تعتبر سبباً لتهنئة الكاي دورساي لفخامة المسيو بونس.

المحرر: يدعى الوطنيون اليوم أن المفوضية العليا تحرج مركز وزرائهم لتظهر للملأ السورية أنهم ليسوا ممن يعتقد عليهم في الملمات، فمار رأكم.

شاكر بك:

إن هذا غلط وليس من الحكمة في شيئ فالوزارة الحالية ليست وزارة دستورية، وهي لم تتعرف إلى البرلمان ولا قدمت برنامجاً تتمشى عليه فما هي والحالة هذه إلا وزارة كالوزارات التي سبقتها تستمد قوتها من الذين عينوها، ولهذا كان لزاماً عليها أن تأتمر بأمرهم وكما كان يأتمر الشيخ تاج مثلاً بأمر المفوض السامي ومندوبه يطلب من هذه الوزارة.

أن تأتمر بأمر المفوض السامي ومندوبه:

وقد أدعت أن مركزها أحرج بمعارضتها تعيين فيضي الأتاسي رئيساً لبلدية حمص، والدكتور الأرمنازي لغرفة رئاسة الجمهورية والمهندس جورنيس في حلب.

هذا غلط فإن هذا التعيين غلط والوزارة منشقة، على نفسها والكتلويون يتحدون رئيسها فهم يعتقدون إجتماعاتهم في دمر، وهنا وهنالك ويضعون قائمة بأسماء بعض الموظفين يسلمونها للدكتور الأرمنازي فيطلب من رئيس الجمهورية تعيينهم فيحصل التشاد بينهم وبين رئيس الوزارة الذي يريدون أن يغفلوه، وتقع المشادة بينهم وبين مندوب المفوض السامي، وهم معينون بإيعاز منه لو يعلمون وهو يعتبر أن كل تعيين وعمل يجب أن يطلع عليه ويحصل على موافقته.

والخلاصة أن سوء تدبير هذه الوزارة هو الذي يحرج مركزها

– فما رأيكم في المعاهدة وعقدها:

أنا لا أعتقد أن البحث فيها سيدور قبل سنة 1934 ولو مهما قال بعض أركان الكتلة بأنهم سيبحثون فيها في دورة المجلس المقبل، وإنهم يلحون بعقد المعاهدة لينالوا تسوية يستئزون بها وجههم ولكن هذا بعيد.

 

 

المراجع والهوامش:

(1). صحيفة لسان الحال- بيروت، العدد 1 1355 الصادر يوم الاثنين الثامن من آب عام 1932



 أحداث التاريخ السوري بحسب السنوات


سورية 1900 سورية 1901 سورية 1902 سورية 1903 سورية 1904
سورية 1905 سورية 1906 سورية 1907 سورية 1908 سورية 1909
سورية 1910 سورية 1911 سورية 1912 سورية 1913 سورية 1914
سورية 1915 سورية 1916 سورية 1917 سورية 1918 سورية 1919
سورية 1920 سورية 1921 سورية 1922 سورية 1923 سورية 1924
سورية 1925 سورية 1926 سورية 1927 سورية 1928 سورية 1929
سورية 1930 سورية 1931 سورية 1932 سورية 1933 سورية 1934
سورية 1935 سورية 1936 سورية 1937 سورية 1938 سورية 1939
سورية 1940 سورية 1941 سورية 1942 سورية 1943 سورية 1944
سورية 1945 سورية 1946 سورية 1947 سورية 1948 سورية 1949
سورية 1950 سورية 1951 سورية 1952 سورية 1953 سورية 1954
سورية 1955 سورية 1956 سورية 1957 سورية 1958 سورية 1959
سورية 1960 سورية 1961 سورية 1962 سورية 1963 سورية 1964
سورية 1965 سورية 1966 سورية 1967 سورية 1968 سورية 1969
سورية 1970 سورية 1971 سورية 1972 سورية 1973 سورية 1974
سورية 1975 سورية 1976 سورية 1977 سورية 1978 سورية 1979
سورية 1980 سورية 1981 سورية 1982 سورية 1983 سورية 1984
سورية 1985 سورية 1986 سورية 1987 سورية 1988 سورية 1989
سورية 1990 سورية 1991 سورية 1992 سورية 1993 سورية 1994
سورية 1995 سورية 1996 سورية 1997 سورية 1998 سورية 1999
سورية2000

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى