You dont have javascript enabled! Please enable it!
وثائق سوريا

كلمة الجنرال سبيرز في لقاء مع الصحفيين بمناسبه إنتهاء مهامه في دمشق عام 1944

كلمة الجنرال سبيرز مع الصحفيين في حفل وداعه قبيل مغادرة دمشق عام 1944

استقبل الجنرال سبيرز المفوض البريطاني في دمشق الصحفيين وأصحاب الصجف والمحررين في فندق أوريان بلاس في السادس من كانون الأول عام 1944م.

وكان الكولونيل “مرساك” الضابط البريطاني للمطبوعات في دمشق دعا الصحفيين إلى حفل وداع الجنرال سبيرز بعد انتهاء مهمته في دمشق واختياره عضواً في مجلس العموم البريطاني.

ألقى نصوح بابيل صاحب صحيفة “الأيام” كلمة ودع فيها الجنرال سبيرز، ثم وقف الجنرال سبيرز وألقى كلمة ترجمها إلى اللغة العربية الأستاذ “سليمان سعد” مساعد ضابط المطبوعات البريطاني بدمشق.

وبعد انتهاء الجنرال سبيرز من إلقاء كلمته، وقف النائب نجيب الريس مودعاً الجنرال بكلمة طيبة.

وفي مساء يوم السبت التاسع من كانون الأول أقام جميل مردم بك وزير الخارجية مأدبة عشاء في سراي الحكومة على شرف الجنرال سبيرز دعا إليها رجال الحكومة وكبار الشخصيات.


نص كلمة الجنرال سبيرز في لقاء الصحفيين:

إنها لبرهة أليمة هذه البرهة لأنني أودع بها أصدقائي، فالصحافة السورية كالصحافة اللبنانية كانت ولا تزال لطيفة وطيبة نحوي دون ما استثناء.

ويسرني أن أغتنم هذه الفرصة لأعبر بها للجميع عن عظم تقديري لشعورهم الطيب نحوي.

وعندما خاطبت رجال الصحافة اللبنانية أول أمس أسهبت الكلام في الدور الفائق الأهمية الذي يجب على الصحافة أن تقوم به في بلاد ديمقراطية وليس ثمة من حاجة أن أعيد عليكم ما قلته آنذاك، غير أنني أود أن أؤكد أن الصحافة القوية المستقلة ضرورية لكل شعب حر، والأمم الأخرى تتطلع إلى صحافتها لتقودها في تلمسها آراء الشعب الحقيقية، ولذا كان من الضرورة بمكان عظيم أن تنعكس لديهم صورة صحيحة تمثل ذاك الرأي.

لقد روجت الإشاعات حول صفري ويستغرب المرء متسائلاً عن مصدرها ومقاصدها، وهي تذيع أن مغادرتي البلاد تدل على تغيير في سياسة حكومة صاحب الجلالة.

غير أنه يسرني أن اقول أن الحكومة البريطانية قد أصدرت بلاغاً يذكر بأوضح العبارات أن الحالة هي على غير ذلك. فحكومة صاحب الجلالة قد تعهدت بأن تدعم استقلالكم وهي باقية على عهدها، والبلاغ يقول أنني قد مثلت حكومة صاحب الجلالة تمثيلاً ممتازاً جداً في هذه البلاد.

وهذا لا يمكن أن يعني إلا أن الحكومة البريطانية مسرورة بهذه الخطوة العظمى إلى الأمام في طريق الاستقلال التي سارت عليها الجمهوريتان خلال المدة التي كنت فيها هنا.

وإنني استطيع أن أؤكد لكم أن الديمقراطيين في بلادي جد مسرورين لأنكم أصبحتم في مصاف جماعة الشعوب الحرة العظيمة، ويقول البلاغ أيضاً: أنه بما أن رسالتي قد تمت فإنني صرت راغباً في استئناف واجباتي النيابية.

نعم أنه لحقيقي أن رسالتي في سوريا ولبنان التي بدأت منذ أربعة أعوام قد تمت وإنني استطيع من الآن فصاعداً أن أقوم بخدمات لكم من على مقعدي في مجلس العموم.. أجل وأعظم مما لو بقيت هنا، وأتمكن من مساعدة بلادي على تفهم مشاكلكم ومصاعبكم.

وإني لواثق بأن العطف يعقب التفهم.

إن لديكم رجالاً ممتازين أفاخر بأن أدعوهم بأصدقائي يديرون دفة الأمور بينكم ولا تنقصهم المواهب والشجاعة في مجلسكم النيابي وبين أبناء شعبكم.

ولقد انتشرت إشاعات أخرى أيضاً مشيرة إلى أن المؤسسات المختلفة التي دعتنا حالة الحرب إلى إنشائها في بلادكم ستتوقف عند سفري، وهذه الإشاعات إنما هي طبعاً كلام هراء، فالأمور ستظل كما هي غير أن التطور من حالة الحرب إلى حالة السلم يجب أن يحدث ولا شك تغييراً إلى أن يأتي اليوم الذي تصبح فيه علاقاتنا معكم على أساس التبادل الدبلوماسي الإعتيادي كما هي الحالة مع أي من البلدان المستقلة الأخرى، وإني واثق من أنكم ستحبون خلفي وهو صديق لي وليس بالإمكان اختيار من هو أفضل منه لتسلم هذا المركز، وإني أعلم حق العلم أنه سيبدي عطفاً وتفهماً لما إليه تصبون وتطمحون.

إني مؤمن تمام الإيمان بمستقبل سوريا، وعندما يحيا المرء على مقربة من الحوادث فالأغلاط تبدو مكبرة والتقدم يلوح بطيئاً غير أنني متأكد من أن هذه التطورات نفسها إذا ما نظر إليها من مسافة بعيدة كمسافة بلادي فإن الرأي ليعجب إيما إعجاب بتقدم شعبكم لاسيما خلال هذه السنة الأخيرة ولا تزال أمامكم مشاكل عديدة يجب معالجتها غير أنها إذا ما جوبهت بالشجاعة التي أعرف أن شعبكم يتحلى بها وبتلك المحبة للوطن الذي أعهدها فيكم فإنكم ستتغلبون عليها ولا شك.

لقد نما فيّ حب سوريا وحب شعبها ذلك الشعب الذي قاسمته حياة الألفة والمودة خلال مرحلة ربما كانت أشد المراحل الفاصلة في تاريخه.

ولسوف أرقب ما يجري هنا بأشد الاهتمام. وكما أنني تركت جزءاً من قلبي بينكم، فإني آمل أن أعود قريباً، وبعد ذلك غالباً لآراكم، وأتفقد ذلك الجزء من قلبي الذي خلفته بينكم.


 

المراجع والهوامش:

(1). صحيفة ألف باء - دمشق، العدد 6915 الصادر في يوم الخميس السابع من كانون الأول عام 1944



 أحداث التاريخ السوري بحسب السنوات


سورية 1900 سورية 1901 سورية 1902 سورية 1903 سورية 1904
سورية 1905 سورية 1906 سورية 1907 سورية 1908 سورية 1909
سورية 1910 سورية 1911 سورية 1912 سورية 1913 سورية 1914
سورية 1915 سورية 1916 سورية 1917 سورية 1918 سورية 1919
سورية 1920 سورية 1921 سورية 1922 سورية 1923 سورية 1924
سورية 1925 سورية 1926 سورية 1927 سورية 1928 سورية 1929
سورية 1930 سورية 1931 سورية 1932 سورية 1933 سورية 1934
سورية 1935 سورية 1936 سورية 1937 سورية 1938 سورية 1939
سورية 1940 سورية 1941 سورية 1942 سورية 1943 سورية 1944
سورية 1945 سورية 1946 سورية 1947 سورية 1948 سورية 1949
سورية 1950 سورية 1951 سورية 1952 سورية 1953 سورية 1954
سورية 1955 سورية 1956 سورية 1957 سورية 1958 سورية 1959
سورية 1960 سورية 1961 سورية 1962 سورية 1963 سورية 1964
سورية 1965 سورية 1966 سورية 1967 سورية 1968 سورية 1969
سورية 1970 سورية 1971 سورية 1972 سورية 1973 سورية 1974
سورية 1975 سورية 1976 سورية 1977 سورية 1978 سورية 1979
سورية 1980 سورية 1981 سورية 1982 سورية 1983 سورية 1984
سورية 1985 سورية 1986 سورية 1987 سورية 1988 سورية 1989
سورية 1990 سورية 1991 سورية 1992 سورية 1993 سورية 1994
سورية 1995 سورية 1996 سورية 1997 سورية 1998 سورية 1999
سورية2000

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى