You dont have javascript enabled! Please enable it!
قضايا

مؤتمر العلماء الأول في دمشق عام 1938

مؤتمر العلماء الأول في دمشق في الفترة الواقعة ما بين السادس والثامن من أيلول عام 1938م.

افتتاح المؤتمر:

افتتح مؤتمر العلماء الأول في دمشق أعماله في الساعة الرابعة من بعد ظهر يوم الثلاثاء السادس من أيلول عام 1938م بدعوة من جمعية العلماء بدمشق .

وجاء انعقاد المؤتمر في اليوم التالي لاحتفال الجمعية بافتتاح مقرها وناديها الجديد في دمشق.

المشاركون:

حضر مندوبون من مختلف المدن في سورية ولبنان وفلسطين، منهم (1):

دمشق 32
ريف دمشق والقنيطرة 4
حلب 15
منبج والباب 2
حماة 11
حمص 19
طرطوس واللاذقية والاسكندرون 5
إدلب 2
لبنان 9
القدس ونابلس 2
النجف – العراق 1

إدارة المؤتمر:

انتخب أعضاء المؤتمر في الجلسة الأولى الشيخ طاهر الأتاسي مفتي حمص رئيساً للمؤتمر، كما انتخبوا الشيخ عبد الرحمن سلام أمين الفتوى في الجمهورية اللبنانية معاوناً له، والشيخ عبد الرزاق الأسطواني والشيخ مصطفى الزرقا أمناء سر، والشيخ محمد كامل القصاب والشيخ بهجت البيطار وأحمد الدقر مراقبين.

الأهداف والغايات من المؤتمر:

أوضح كامل القصاب رئيس جمعية علماء دمشق في حوار أجرته صحيفة الأخبار أن الغاية من انعقاد المؤتمر هي تعارف العلماء وتفاهمهم، وبث الأخلاق العالية والعلم الصحيح في روح الشعب، وتوحيد الصفوف بين المسلمين ليكونوا يداً واحدة في جميع مرافق الحياة.

وقال القصاب في حوار صحفي أن المؤتمر لا يتدخل في السياسة والشؤون السياسية لأن غايته علمية وأخلاقية فقط(2).

وجاء في البيان الختامي للمؤتمر أن الغاية منه هي :(لما كان تعاقب الحوادث قد أفقد المسلمين كثيراً من مقوماتهم الدينية، والأخلاقية ظواهرها وخوافيها، وكان التطور الزمني يقضي بأن يكون ذلك التلافي منظماً وعاماً في جميع المراكز الإسلامية وقائماً على أيد دائبة دائمة في جبهة موحدة مشتركة من العلماء، كما قدم عزم العلماء بعد أن تراسلوا من مختلف البلاد الشامية على عقد مؤتمر لهم في مدنية دمشق عاصمة البلاد الشامية، للنظر في سائر الشؤون المتقدمة الذكر، واتخاذ الذرائع المنتجة لتحقيق ما يجب فيها، وتنظيم الجبهة العلمية تنظيماً يضمن النهضة والاضطلاع بأعباء هذا الأمر الجلل، وتنفيذاً لهذه العزيمة قامت جمعية العلماء بدمشق بتوجيه الدعوة إلى هذا المؤتمر الميمون فلباها من القدس ونابلس والنجف وبيروت وصيدا وطرطوس واللاذقية وحمص وحماة وحلب وأنطاكية وإدلب).

موقف الحكومة من المؤتمر:

رحبت الحكومة بانعقاد المؤتمر ولم تصلني أنباء إذا كانت هناك مشاركة رسمية من الحكومة في المؤتمر أم لا، إلا أن رئيس الحكومة بالوكالة دعى أعضاء المؤتمر وعدد من كبار المسؤولين إلى حفلة عشاء فخمة في مساء اليوم الثالث والأخير للمؤتمر في حديقة الأمة على شرف العلماء أعضاء المؤتمر(3).

مقررات المؤتمر:

خرج المؤتمرون بجملة مقررات وردت في البيان الختامي:

1- مطالبة الحكومة الكريمة بإنشاء مدارس شرعية منظمة ابتدائية وثانوية في المدن، والعناية بتنظيم المدارس الموجودة حالياً، وتأسيس معهد عال شرعي ضمن الجامعة السورية ذي ثلاث سنوات لتخريج القضاة الشرعيين والمفتين سداداً للحاجة الملحة اليوم، وإحياء للتراث التشريعي الإسلامي الجليل، ذي الشأنين العلمي والعقلي في تاريخ التشريع الإسلامي خاصة والعالمي عامة، والإسراع بإرسال بعثات شرعية لهذه الغاية إلى مصر للتخصص.

2- مطالبة الحكومة بإصلاح المحاكم الشرعية، والعناية بها عناية تامة، وملء شواغر القضاء الشرعي بقضاة شرعيين، وإلغاء القرار الحكومي السابق الذي يقضي بانتداب الحكام المدنيين مكان القضاة الشرعيين.

3- المطالبة بملء الشواغر من الوظائف الشرعية كالإفتاء والتدريس العام سداً للحاجة القائمة.

4- المطالبة بإعادة الأوقاف المستولى عليها من قبل بعض الدوائر الحكومية، وبدفع جميع عائدات الأوقاف العشرين التي تدخل على الخزينة إلى دوائر الأوقاف.

5- تأييد ما قرره مؤتمر الدفاع عن الأوقاف المنعقد بحلب سنة 1353 هـ و1934 م من وجوب إدارة الأوقاف الإسلامية إدارة أهلية طائفية انتخابية، والمطالبة بالإسراع في وضع النظام الطائفي الانتخابي لإدارة الأوقاف.

6- الاحتجاج على غصب الخط الحجازي واستثماره لمصلحة شركة خطوط دمشق – حماة وتمديداتها (D.H.P) لما في ذلك من عدوان على المؤسسات الوقفية المقدسة، ومخالفة للعهود الدولية، ولحقوق المسلمين الدينية، مع المطالبة بإعادة هذا الخط إلى الأوقاف الإسلامية.

7- تأييد رسالة (جمعية العلماء بدمشق) التي أصدرتها بشأن عدم جواز حل الأوقاف الذرية وإلغائها، وجمعت فيها فتاوى علماء الأمة ومفتيها من مختلف البلدان، بالنظر لصراحة الأدلة والأحكام الشرعية فيها.

8- المطالبة بزيادة الدروس الدينية في مدارس المعارف، من ابتدائية وثانوية، وخاصة منها دور المعلمين والمعلمات. وجعل الدروس الدينية في جميع تلك المدارس تابعة للامتحان.

9- المطالبة بصيانة الآداب والأخلاق العامة وذلك من خلال مراقبة الأشرطة السينمائية مراقبة أخلاقية علاوة على المراقبة السياسية المقتصر عليها الآن، ومنع كل ما يخل بالآداب العامة المصونة بالشرائع والقوانين، وبمراقبة لغة الشوارع، وفرض عقاب على من يتلفظ بالألفاظ المستهجنة المخجلة، التي تصدر من بعض الجهلة على مسمع من الأحداث والنساء، لما فيه ذلك من الإساءة إلى سمعة آداب البلاد.

10- الاحتجاج الشديد على ما يجري في فلسطين الشقيقة المعذبة لإجراء أهلها عنها، وتقسيمها بين الدخلاء- من أعمال السلطة الإنكليزية من قتل وتعذيب ونسف للمنازل والقرى ولمدينة جنين، والاعتداء على كرامة رجال الدينين الإسلامي والمسيحي، ومعاملتهم كالجناة المجرمين، وانتهاك حرمات المعابد، وتعطيل المجلس الإسلامي الأعلى، والاستيلاء على الأوقاف الإسلامية مع تأييد قرار جماعة كبار علماء الأزهر الشريف برفض مشروع التقسيم، وتأييد فتوى علماء العراق الأجلة من أهل السنة والشيعة باعتبار جهاد فلسطين جهاداً مشروعاً، وتأييد أعمال “اللجنة المركزية بدمشق للدفاع عن فلسطين” في يوم 27 رجب يوم فلسطين لجمع الإعانات لمنكوبي أهلها، وإن المؤتمر يرسل تحية خالصة مملوءة بالإكبار والإجاب لزعماء فلسطين وشعبها الباسل في جهادهم الشريف العظيم.

11- الاحتجاج الشديد على ما آل إليه الوضع الحاضر في لواء إسكندرون، الذي شتت فيه شمل التمسكين بدينهم من العرب وغيرهم.

12- المطالبة بضمان مستقبل طلاب العلوم الشرعية بحصر وظائف دوائر الأوقاف، ودواوين المحاكم الشرعية بهم، وإشراكهم في تدريس العلوم العربية في مدارس الحكومة.

13- تأييد اقتراح الأستاذ الكبير الشيخ عبد الكريم الزنجاني من علماء إخواننا الشيعة في النجف في وجوب جمع كلمة المسلمين من مختلف المذاهب الإسلامية، الذين تجمعهم  عقيدة التوحيد، ومقاصد الإسلام، لمكافحة الإلحاد، ولتنظيم العمل الاجتماعي، والشؤون الإسلامية التي تهم الجميع.

 14- المطالبة بزيادة الاعتناء باللغة العربية:

أولاً: في المدارس بشكل يحفظ جوهر اللغة، ويفقّه في أساليبها وآدابها، مع لفت نظر الحكومة إلى الخطأ الكبير في إرسال بعثات معلمي اللغة العربية وآدابها إلى أوربا للتخصص في ذلك، والمطالبة بإرسال تلك البعثات إلى مصر منبع اللغة وآدابها عوضاً عن أوربا.

ثانياً- في دواوين الحكومة ودوائرها في لغة المعاملات الرسمية التي يجب أن تكون سليمة من الأخطاء العربية لأن لغة الدوائر تمثل قومية الحكومة الكريمة وعروبتها.

15- اعتبار جمعية العلماء بدمشق لجنة تنفيذية مركزية للمؤتمر، على أن يدخلوا معهم من شاؤوا من أعضاء المؤتمر من دمشق.

16- تأليف جمعيات للعلماء في المدن خلال ثلاثة أشهر من انفضاض المؤتمر، واعتبار تلك الجمعيات لجاناً تنفيذية فرعية للجنة التنفيذية المركزية، على أن يعتبر الآن أعضاء المؤتمر من كل بلدة لجنة تنفيذية فرعية مؤقتة إلى أن يتم تأليف الجمعيات المذكورة.

17- تكرير عقد المؤتمر عندما تدعو الضرورة إليه، وذلك بدعوة من اللجنة التنفيذية المركزية.

18- تكليف اللجنة التنفيذية بتنظيم مالية دائمة للمؤتمر، وطبع مقرراته.

19- المباشرة تنظيم مشروع القرش ليصرف في سبيل تأسيس مدارس علمية، ومياتم ومستشفيات، ويكون أساساً لأموال المؤتمر.

20- إصدار صحيفة لجمعيات العلماء.

21- تكليف جمعيات العلماء في المدن بالعمل للإصلاح بين الناس، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، ونشر الآداب الإسلامية، وحمايتها في المدن والقرى.

22- تكليف اللجنة التنفيذية المركزية بوضع نظام للعلماء- بعد أخذ اقتراح جمعيات العلماء في البلاد – يشتمل على أسس عديدة منها:  تبيين الواجبات الأدبية والعلمية المطلوبة من العلماء في أعمالهم ومظاهرهم، وتعين شعار خاص بالعلماء ليتميزوا عن غيرهم من الدخلاء، وأخذ امتياز  رسمي به ليكون ممنوعاً عن سواهم، وتعيين لجنة علمية عليا لتطبيق النظام ولترتيب المسؤوليات المتحتمة على العلماء عند خروج أحدهم على النظام.

23- تكليف جمعيات العلماء في كل مدينة بتسجيل أسماء العلماء فيها ليكون أساساً للاعتبار عند الاقتضاء.

24- إذاعة بيان عن أعمال المؤتمر وفي مقدمته إعلان المبادئ الإسلامية في المساواة بين المسلمين وبقية المواطنين، وشجب الدعايات الاستعمارية المشوهة لسمعة الإسلام عن طريق إثارة فكرة الألقاب، وصم المسلمين بالتعصب الذميم.

25- العمل على توثيق الصلات بين علماء الأقطار، وسائر الجمعيات الإسلامية، وبين منظمات الشباب المتعلم، لتسهيل القيام بالواجب الملقى على عواتق الجميع.

26- توجيه شكر للحكومة السورية الكريمة على شمولها المؤتمر بالعناية والرعاية والاعتبار والجليل.

27- شكر الصحافة السورية التي اهتمت بشأن المؤتمر ونشر أخباره ومباحثاته(4).


(1) أعضاء مؤتمر العلماء الأول في دمشق عام 1938

(2) صحيفة الأخبار- يافا، العدد 4577 الصادر في يوم الثلاثاء السادس من أيلول عام 1938م.

(3) صحيفة الأخبار- يافا، العدد 4580 الصادر في يوم السبت العاشر من أيلول عام 1938م.

(4) بيان مؤتمر العلماء الأول في دمشق عام 1938



 أحداث التاريخ السوري بحسب السنوات


سورية 1900 سورية 1901 سورية 1902 سورية 1903 سورية 1904
سورية 1905 سورية 1906 سورية 1907 سورية 1908 سورية 1909
سورية 1910 سورية 1911 سورية 1912 سورية 1913 سورية 1914
سورية 1915 سورية 1916 سورية 1917 سورية 1918 سورية 1919
سورية 1920 سورية 1921 سورية 1922 سورية 1923 سورية 1924
سورية 1925 سورية 1926 سورية 1927 سورية 1928 سورية 1929
سورية 1930 سورية 1931 سورية 1932 سورية 1933 سورية 1934
سورية 1935 سورية 1936 سورية 1937 سورية 1938 سورية 1939
سورية 1940 سورية 1941 سورية 1942 سورية 1943 سورية 1944
سورية 1945 سورية 1946 سورية 1947 سورية 1948 سورية 1949
سورية 1950 سورية 1951 سورية 1952 سورية 1953 سورية 1954
سورية 1955 سورية 1956 سورية 1957 سورية 1958 سورية 1959
سورية 1960 سورية 1961 سورية 1962 سورية 1963 سورية 1964
سورية 1965 سورية 1966 سورية 1967 سورية 1968 سورية 1969
سورية 1970 سورية 1971 سورية 1972 سورية 1973 سورية 1974
سورية 1975 سورية 1976 سورية 1977 سورية 1978 سورية 1979
سورية 1980 سورية 1981 سورية 1982 سورية 1983 سورية 1984
سورية 1985 سورية 1986 سورية 1987 سورية 1988 سورية 1989
سورية 1990 سورية 1991 سورية 1992 سورية 1993 سورية 1994
سورية 1995 سورية 1996 سورية 1997 سورية 1998 سورية 1999
سورية2000

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى