في الحادي عشر من تموز عام 1948 فارق الشهيد محي الدين الأتاسي أول شهيد في سلاح الجو السوري الحياة في المشفى في دمشق متأثراً بجروحه اثر احدى المعارك الجوية ضد الطيران الصهيوني.
صحيفة ألف باء نشرت خبراً عن استشهاده وتشييعه في العدد الصادر في الثالث عشر من تموز عام 1948م.
عنوان الخبر:
فاجعة الطيران السوري بالفقيد الأتاسي
نص الخبر:
(احتفلت دمشق أمس “الحادي عشر من تموز” بتشييع أول شهيد من شهداء الطيران السوري النائب في سلاح الجو السيد محي الدين الأتاسي، فسارت الجماهير الغفيرة من الرجال الرسميين والشعبيين وراء النعش حيث وري الفقيد في مقره الأخير بسفح قاسيون، وعدد مناقبه بعض أخوانه معرفته.
والفقيد كان مساعداً في الطائرة التي يقودها الطيار الباسل السيد الكيلاني وقد ردت هذه الطائرة وطائرات سورية أخرى الطائرات الصهيونية المغيرة على القنيطرة ليلة بدء الهجوم واستئناف القتال وأهوت على طائرة صهيونية حاولت الإفلات باتجاه طريق دمشق وكادت تلامسها وأطلقت عليها رصاص الرشاش حتى اشتعلت النار فيها فولت الطائرات الصهيونية الأدبار.
وأصيب الطيار الكيلاني ومعاونه الأتاسي بجراح ولكنهما أوصلا الطائرة السورية إلى قواعدها سالمة وقد نجحت العمليات التي أجريت بمهارة للطيارين بيد أن الفقيد الأتاسي، لما سمع صوت مدفع السحور قفز من سريره يصيح اين رشاشي.. أهجموا اقتلوهم.. عليهم يا أبطال ما أحلى الموت في سبيل الله!.
وبعد قليل أغمي عليه ولما فحصه الأطباء إذا به قد فارق الحياة شهيداً في سبيل الله فنستمطر له الرحمة والرضوان ونعزي آله وسلاح الجو السوري بفقده.
هذا وقد رفعت وزارة الدفاع الوطني الشهيد محي الدين الأتاسي من درجة نائب إلى ملازم ثان ومنحت وسام الاستحقاق السوري تقديراً لما أظهره من ضروب الشجاعة والبطولة).
