رسالة بطرس معوض إلى أهالي حلب قبيل انعقاد المؤتمر العربي في باريس 1913إليكم معاشر الحلبيين لإيقاظهم من رقادهم:
يابني الشهداء المحترمين
تحية واحترام:
سمعتم صوت الصارخ الذي ينادي بأبناء الشرق لإحياء موات الشرق وعرفتم ولاشك الواجب المقدس الذي يتطلبه منكم الوطن المحبوب، وإنكم لترون بالباصرة ما يأتيه أبناء بيروت والشام الكرام من تضحية المصلحة الخاصة من التفاني في خدمة هذا الوطن.
يابني
مابكم! .. نهضوا وبقيتم في سباتكم
أنتم وهم تظلكم سماء سورية الجميلة وتقلكم أرضها الكريمة ما اختلفت عناصركم ولا تباينت أصولكم فعلام أنتم باقون في بيئة الخمول ضمائركم مبنية على السكون وأنكم مثلهم شاعرون بما حاق بالوطن من الخراب وما حاق بكم من الذل والهوان فما عذركم الآن وقد فتحت أمامكم طريق العمل ونهجت لكم السبيل فشمروا عن ساعد الأقدام وأقدموا مستميتين حباً بالوطن حباً بهذا الشرق الحبيب.
يابني الأعراب
دم ابائكم الساري بعروقكم ولكم فيه الحياة يطلب إليكم أن لا تمتهنوا قدره ولا تحطوا من كرامته والشرق بلاد أسلافكم تناديكم لترددوا عليها مجدها الذاهب وفخارها المفقود.
يأبى الشمم العربي وتأبي الشهامة الشرقية إلا أن تتحدوا وتتفق اراؤكم وأن تكونوا كلكم جسماً واحدة تسري فيه روح واحدة:
“مضى زمن التفريق واتفق الرأي”
يابني الشهداء
أنتم ياكرام، وحدكم عنيت بكلامي ولست بملوم فقد رأيت من تهاملكم ما جرأني على الكلام فأرسلتها كلمة تبرهن عن غيرة طالما أيدتها لكم بكل كلمتي أقولها لكم وأنا أعرف منكم نفوساً كبيرة وهمماً عالية عجبت مما أقعدها عن مثل هذا الواجب العظيم.
كلمتي أرددها وما مصدرها إلا الحب الحقيقي لقوم أقمت بين ظهرانيهم زمناً فآنست فيهم كل ذي حمية ونهضة كل محب لبلاده.
كلمتي أعيدها وأملي أن تقع موقعها من القلوب ويكون من ورائها تمام المأمول بمن الله وحوله.
بطرس معوض
رئيس تحرير الشعب سابقا
صاحب الأستاذ
