You dont have javascript enabled! Please enable it!
بطاقات بحث

المظاهرات في سورية بمناسبة زيارة بلفور في نيسان 1925

وصول بلفور إلى دمشق

وصل اللورد بلفور إلى محطة الحمة في درعا في الساعة الثالثة ظهراً يوم الأربعاء الثامن من نيسان عام 1925م.

حيث أرسلت الحكومة عدداً من عناصر الشرطة السرية إلى محطة الحمة ورافقهم مستشار درعا الإداري وقائددرك لواء حوران ومعه 12 دركياً إلى المحطة المذكورة لمواكبة اللورد بلفور ومرافقته.

كان بلفور يجلس في عربة خاصة بالقطار مع الماجر “لاسل” وقرينته.

رافق رجال الدرك والشرطة السرية القطار حتى وصوله إلى دمشق، ورغم كل الاحتياطات التي أتخذت انهالت الحجارة على مركبة بلفور عند مرورها قرب محطة أزرع فتكسرت نوافذها.

الوصول إلى دمشق

اتخذت السلطات في دمشق التدابير اللازمة لاستقبال بلفور، وعلمت أن الجماهير التي ستحتشد في محطة الحجاز في القنوات ستنادي بسقوط وعد بلفور وستحيي فلسطين. وخشيت السلطات الفرنسية أن يجر هذا إلى ما لا تريده من فوضى واضطرابات، فتواصلت مع القنصل البريطانية واقترحت نزول اللورد بلفور في محطة القدم ومن ثم الانتقال بالسيارة إلى دمشق.

وصل القطار إلى محطة القدم في الساعة السابعة والنصف وكان بانتظاره فيها قنصل بريطانيا ومعاونه ومستشار الشرطة  ووكيل مديريتها ورئيس قسم التحري فيها.

نزل اللورد وصحبه من القطار ثم ركب سيارة القنصلية وتبعتها سيارة الشرطة تحمل المستشار والوكيل ورئيس التحري إلى أن وصلتا إلى فندق فكتوريا مكان إقامة اللورد بلفور وزوجته.

الجماهير في محطة الحجاز

تجمع عدد كبير من الأهالي في محطة الحجاز – القنوات على الرغم من اعتقاد بعضهم بأن اللورد سينزل في محطة القدم، وقد خدع تلك الجموع وجود أفراد الشرطة ومفتشها وقدوم المسيو بيجان ومعاون مندوب المفوض السامي غوتيه ومعاون القنصل البريطاني إلى محطة الحجاز لإيهام الناس بأن بلفور سينزل هناك.

لما وصل القطار إلى محطة الحجاز ونزل الركاب سرى في الناس خبر نزول بلفور في محطة القدم، ووصوله إلى فندق فكتوريا فأنكفأت الجماهير نحو الفندق سائرة وهي تنادي بسقوط وعد بلفور وتهتف لحرية فلسطين وعروبتها وحياتها.

سارت الجماهير نحو شارع السنجقدار وهي تنادي وتهتف بحياة فلسطين وتابعت سيرها إلى سوق الحميدية وهناك تشكلت مظاهرة كبرى ضمت جموع الشعب الخارجة من المسجد بعد الصلاة، وعادت الجموع الكبيرة إلى محطة الحجاز فغصت بهم الطرق، وذكرت بعص الصحف أنه تكاد المدينة كلها تشترك في المظاهرة، وكانت الجموع تردد العبارات التالية:

“لتسقط الصهيونية وليسقط وعد بلفور، ولتحيا فلسطين عربية حرة إلى الأبد”.

عندما بلغت المظاهرة شارع السنجقدار استوقفها أحد الشباب وألقى خطاباً قال فيه:

“أخواني إن فلسطين العربية قطعت من سوريا، وسوريا كل لا يتجزأ، ولقد برهنتم بارك الله فيكم بتظاهركم هذه عن قوة ارتباطكم بفلسطين وشعوركم بخطر الوطن القومي، ولقد رأيت أن نرسل البرقية الآتية إلى اللجنة التنفيذية في فلسطين، وها أنا أقرؤها عليكم لتصدقوا عليها”

ثم قرئت البرقية، وهذا نصها:

(القدس : اللجنة التنفيذية

الجماهير المحتشدة الآن في عاصمة الأمويين، المتظاهرة ضد بلفور، الساخطة على وعده، الناقمة على الصهيونية، تحيي فلسطين، شقيقتها الناهضة منادية بحياة سوريا المتحدة الحرة).

فردت الجماهير بصوت واحد: لتحيا فلسطين عربية، وعربية إلى الأبد، سيري ياسوريا نحو المجد، لتحيا سوريا المتحدة.

ثم تابعت الجماهير سيرها نحو ساحة الشهداء – المرجة ومرت من أمام دائرة الشرطة وهنا تدخل رجال الشرطة، ومنعوا المتظاهرين من المرور على جسر بردى فاشتد هياج الشعب وهتافه وحدث صدام  مع الشرطة التي استخدمت العصي والهراوات وقاموا بتوقيف 23 شاباً في نظارة دائرة الشرطة حتى صباح الخميس.

وصل المتظاهرون إلى أمام فندق فكتوريا الذي نزل فيه بلفور وهتفوا بسقوط وعده. وأقامت السلطات الفرنسية طوقاً من رجال الشرطة حول الفندق لحراسته وحمايته، كما وضعت عدداً من رجال الشرطة داخل الفندق نفسه.

دامت المظاهرة حتى الساعة الحادية عشر ليلاً. بعد انصراف المظاهرة حاول بلفور الخروج من باب الفندق للتجول في دمشق فطلب منه رجال الشرطة البقاء في الفندق وعدم مغادرته خشية حدوث أي اعتداء عليه(1).

في الأسبوع الأول من نيسان عام 1925، زار اللورد بلفور فلسطين ولما شاع نبأ عزمه على زيارة دمشق، عزم الوطنيون وفي مقدمتهم الفلسطينيون المقيمون في سورية واللاجئون إليها على القيام بمظاهرة احتجاجاً على وعده المشؤوم بإعطاء اليهود وطناً قومياً في فلسطين.

وما كان اللورد بلفور يصل إلى دمشق في الثامن من نيسان عام 1925 ويحل في فندق فكتوريا، حتى كانت جماهير الشعب تسير بمظاهرة منادية بسقوط وعد بلفور وحياة العرب واستقلالهم. ولما أطل من النافذة، تلا أحد الشبان خطاباً دافع فيه عن حق الفلسطينيين والعرب أجمعين في مقاومة هذا الوعد، ثم صعد أحدهم على شجرة كبيرة قريبة من النافذة وأخذ يتلو باللغة الإنكليزية خطاباً مماثلاً، وسط هتافات الجماهير بسقوط الوعد وصاحبه، فلم يبد بلفور سوى ابتسامة صفراء، وتراجع على أثرها عن النافذة إلى داخل الفندق وعبثاً حاول رجال الشرطة الحيلولة دون هذه المظاهرة التي انتهت بسلام.

في اليوم التالي، بلغ البعثة الفرنسية عزم الأهالي على الخروج من الجامع بمظاهرة أكبر من سابقتها والمناداة بسقوط بلفور والانتداب. فذهب المندوب شفلر إلى زيارة بلفور في الفندق، معتذراً عما سلف من الأهالي آسفاً لعزمهم على تجديد المظاهرة، رغم استعداد رجال الأمن العام للوقوف في سبيلهم لمنعهم من التقدم إلى الفندق. فأجابه بلفور أنه على أهبة السفر إلى بيروت وسافر فوراً بحراسة سيارة الأمن العام(1).

نتائج المظاهرة:

1- فشل زيارة اللورد بلفور  ومنعه من التجول في المدن السورية واجراء اجتماعات ولقاءات مع بعض الشخصيات فيها.

2- إعفاء المندوب شفلر مندوباً للمندوب السامي في دمشق وتعيينه حاكماً على منطقة بلاد العلويين، ويذكر يوسف الحكيم أن عملية النقل جرت بناء على احتجاج بريطانيا على إهمال المندوب شفلر ما كان يجب اتخاذه من التدابير للمحافظة على راحة الوزير البريطاني أثناء زيارته القصيرة إلى دمشق.

3- تعيين خليل رفعت قائداً جديداً للشرطة في دمشق(2).


(1)  صحيفة ألف باء، العدد الصادر في العاشر والحادي عشر من نيسان عام 1925.

صحيفة فلسطين، العدد 769/12 الصادر يوم الرابع عشر من نيسان عام 1925م.

الحكيم (يوسف)، سورية والانتداب الفرنسي، دار النهار، الطبعة الثانية، عام 1991م، صـ 106.

(2)  قرار تعيين خليل رفعت قائداً للشرطة في دمشق



 أحداث التاريخ السوري بحسب السنوات


سورية 1900 سورية 1901 سورية 1902 سورية 1903 سورية 1904
سورية 1905 سورية 1906 سورية 1907 سورية 1908 سورية 1909
سورية 1910 سورية 1911 سورية 1912 سورية 1913 سورية 1914
سورية 1915 سورية 1916 سورية 1917 سورية 1918 سورية 1919
سورية 1920 سورية 1921 سورية 1922 سورية 1923 سورية 1924
سورية 1925 سورية 1926 سورية 1927 سورية 1928 سورية 1929
سورية 1930 سورية 1931 سورية 1932 سورية 1933 سورية 1934
سورية 1935 سورية 1936 سورية 1937 سورية 1938 سورية 1939
سورية 1940 سورية 1941 سورية 1942 سورية 1943 سورية 1944
سورية 1945 سورية 1946 سورية 1947 سورية 1948 سورية 1949
سورية 1950 سورية 1951 سورية 1952 سورية 1953 سورية 1954
سورية 1955 سورية 1956 سورية 1957 سورية 1958 سورية 1959
سورية 1960 سورية 1961 سورية 1962 سورية 1963 سورية 1964
سورية 1965 سورية 1966 سورية 1967 سورية 1968 سورية 1969
سورية 1970 سورية 1971 سورية 1972 سورية 1973 سورية 1974
سورية 1975 سورية 1976 سورية 1977 سورية 1978 سورية 1979
سورية 1980 سورية 1981 سورية 1982 سورية 1983 سورية 1984
سورية 1985 سورية 1986 سورية 1987 سورية 1988 سورية 1989
سورية 1990 سورية 1991 سورية 1992 سورية 1993 سورية 1994
سورية 1995 سورية 1996 سورية 1997 سورية 1998 سورية 1999
سورية2000

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى