شهادات ومذكرات
افتتاح الهاتف الآلي بدمشق .. من مذكرات محمد حسن بوكا (24)
افتتاح الهاتف الآلي بدمشق .. من مذكرات محمد حسن بوكا (24)
افتتاح الهاتف الآلي بدمشق :
عدت الى دمشق وباشرنا العمل في تنفيذ انشاء شبكات المواصلات الخارجية بين المدن الكبيرة دمشق وحمص وحلب وحماة واللاذقية وكانت الأعمال تنسجم ومؤهلاتي فاستمتعت بهذا العمل ، وأشرف على التنفيذ خبراء انجليز تعلمتُ منهم الكثير وأظهرت لهم أفضل ماعندى فكان يؤكل اليّ الأعمال الدقيقة والمهمة ، تم تركيب أجهزة المقاسم الآلية بدمشق في نهاية عام 1950.
وسافرنا الى المحافظات المعنية وقمنا بتركيب الأجهزة ثم فحصها ، وعدت الى دمشق لتشغيل الشبكة . كان وضعنا جيداً فالرواتب والتعويضات سـخية والعمل ممتع وعلاقة الموظفين بينهم قوية وجيدة .
عملي بالنبك :
بعد فترة من عملي وخبرتي في دمشق طَلبتُ نقلي الى مركز النبك الذي يبعد عن دمشق 60 كم ، وعينت كرئيس لجهاز التقوية وذلك في 25/5/1951 وهي مسؤولية كبيرة فهي نقطة وصل بين دمشق وباقي المحافظات ، لذا كان يتوجب عليّ تشغيل الأجهزة وفحصها ومعايرتها مع المحطات الآخرى وفق التعليمات الفنية من الشركة المصنعة وكانت كلها باللغة الانجليزية ، مما دفعنى بجهد كبير الى تقوية لغتي باعتباري أني تعلمت الانجليزية أثناء دراستي في مصر .
كان مركز البريد والهاتف عبارة عن مبنى مستقل يبعد 5 كم عن البلد وبه سكن خاص لمدير الهاتف وسكن أخر لمدير البريد .
خلال عملى بالمركز بالنبك وحيث كنت أعزباً وأسكن في نفس المبنى ، كانت تخدمني فتاة من أهالي النبك طيلة النهار فتقوم بتنظيف وترتيب الشقة وغسيل الملابس و كيها وإعداد بعض الطعام .
وفي يوم من الأيام صباحاً وأنا أتجول بحديقة المركز وجدت صرة قد رميت من المبنى فأخذتها ووجدت فيها سندويش من العسل عرفت أنها من شقتي حيث اُهدى اليّ بعض العسل ولا أحد يسكن معي ، ولا يوجد أحد بالطابق العلوي إلا الخادمة . فتركتها مكانها لأعرف من المقصود بها ، وإذا بأحد عمال الهوائيات موجود بالحديقة إلتقطها دون أن يرانى ، عندها احترت من أمرى ماذا أفعل وخفت أن أفصل الخادمة أو العامل فـتشـاع قصتهم ولاسيما بأن مركز النبك صغير وأي حدث أو قصة تنتشر الإشاعات مباشرة بالبلد وتؤثر على سمعة الفتاة والموظف .
استدعيته لمكتبي وسألته عن ماجرى وهل له قصة حب أو غرام مع الفتاة ، فذكر لي أنه مجرد اعجاب ولا شيء غير ذلك وهو ينوى الزواج منها .
فقلت له : هل أنت على استعداد للتقدم لزواجها ؟ فأجاب : نعم .
فقلت له : إذن سنقوم بترتيب ذلك وأخبرك .
كان بالمحطة حارس من أهالي النبك كبير بالسن ومعروف لدى الجميع وذو شأن ويكنى أبو علي ، استدعيته وعرضت الموضوع عليه ، فتشجع وقال أنا أعرف أهلها جيداً وهم طيبون وطالما الأمر بالحلال وعلى سنة الله ورسوله لم لا ..
فقلت له هل تريد أن أذهب معك لذلك ؟ فقال لي : دعنى أسأل اهلها أولاً .
وفعلا ذهب وعرض عليهم الموضوع : بأن أحد موظفي الهاتف يرغب بالزواج من ابنتهم عندما رأها تعمل لدى مدير المركز . فلم يبدوا أي اعتراض .
حدد موعداً معهم ، وذهبت أنا والعامل والحارس أبو علي ، وبعد تقديم الشاي لنا تم خطبتها وتحديد المهر وقرأنا الفاتحة على نية القبول والتوفيق وتركناهم ليحددوا تفاصيل الزواج من الفرح والتلبيس والسكنى ، فكان زواجاً شهداً سببه سندوش عسلاً.
انظر:
تعريف .. من مذكرات محمد حسن بوكا (1)
مرحلة الطفولة .. من مذكرات محمد حسن بوكا (2)
التاجر الصغير .. من مذكرات محمد حسن بوكا (3)
مجيد الفوال .. من مذكرات محمد حسن بوكا (4)
المرحلة الابتدائية .. من مذكرات محمد حسن بوكا (5)
مرحلة الشباب .. من مذكرات محمد حسن بوكا (6)
العرفان بالجميل .. من مذكرات محمد حسن بوكا (7)
التلميذ المدلل .. من مذكرات محمد حسن بوكا (8)
مقابلة الشيخ تاج الدين الحسني .. من مذكرات محمد حسن بوكا (9)
مرضي بذات الجنب .. من مذكرات محمد حسن بوكا (10)
الحياة العائلية ما بين 1940- 1950 .. من مذكرات محمد حسن بوكا (11)
رهان مقبوضة .. من مذكرات محمد حسن بوكا (12)
البطل الكردي أحمد البارافي .. من مذكرات محمد حسن بوكا (13)
النضال الوطني .. فترة المطالبة بالجلاء.. من مذكرات محمد حسن بوكا (14)
إلقاء القنبلة على هيئة الأركان الفرنسية.. من مذكرات محمد حسن بوكا (15)
مقابلة فارس الخوري .. من مذكرات محمد حسن بوكا (16)
هجوم الفرنسيين على المجلس النيابي .. من مذكرات محمد حسن بوكا (17)
وقف الاعتداء الفرنسي 1945 .. من مذكرات محمد حسن بوكا (18)
دراستي في مصر .. من مذكرات محمد حسن بوكا (19)
عيد الجلاء .. من مذكرات محمد حسن بوكا (20)
مستشفى بحنس .. من مذكرات محمد حسن بوكا (21)
بداية حياتي العملية .. من مذكرات محمد حسن بوكا (22)
إيفادي الى مصر .. من مذكرات محمد حسن بوكا (23)