You dont have javascript enabled! Please enable it!
شهادات ومذكرات

النضال الوطني .. فترة المطالبة بالجلاء.. من مذكرات محمد حسن بوكا (14)

النضال الوطني .. فترة المطالبة بالجلاء.. .. من مذكرات محمد حسن بوكا (14)


في هذه الفترة كان هناك تنسيق بين لجان جميع المدارس في سوريا منها مدرسة التجهيز الأولى والتجهيز الثانية والصنائع والتجارة والفرير واللاييك والكلية الوطنية وغيرها .

ذهبت أنا ولجنة طلاب مدارس دمشق الى رئيس الجمهورية شكري القوتلي أثناء حكمه الفترة الاولى عام 1943 – 1949 وسألناه عن عدم امتلاكنا أسلحة لمقاومة الفرنسيين ،  فأجابنا بأن الاستعمار يحاصر جميع الدول المستعمرة

ويرفض بيع السلاح لها ولأى دولة تناضل للاستقلال .

و كانت لجان الطلاب تنسق فيما بينها على خطة للإضراب والعودة للدراسة ومقاومة الاستعمار . وكانت العلاقة بين الحكومات وشعوبها في ذلك الوقت جيدة جداً لخطورة المرحلة ولوجود هدف واحد مشترك هو الاسـتعمار فكان التنسيق بالأهداف والتوجهات. في عام 1944 ويوم افتتاح دار التوليد قمنا بمظاهرة واتجهنا الى القصر الجمهوري بالمهاجرين نؤكد المطالبة بتسليم الجيش السوري الذى كان تحت القيادة الفرنسية الى الحكومة السورية .

فاعلمنا الحرس أن الرئيس شكري بك القوتلي ذهب لافتتاح دار التوليد فعدنا الى هناك فخرج الينا الرئيس مستاءاً لتعكير حفل الافتتاح ، فطلب من الطلاب العودة الى الدراسة وترك الأمر للرئيس والحكومة فحصل وجوم بين الطلاب وصرخ أحد الطلاب يندد بالحكومة ، فادركنا خطورة الإيقاع بين الحكومة و الشعب ففرقنا المظاهرة فورا .

فوجئت مساء ذلك اليوم بأن الشرطة السرية (التحري كما كانوا يسمونه ذلك الحين) يطرق باب دارنا  في حارة العبيد يطلبونني للحضور الى مدير الشرطة فوراً ، وعند دخولي المديرية وجدت أغلب زملائي من لجان الطلاب موجودين هناك .

جمعنا مدير الشرطة العام / صبحي العمري و مدير شرطة دمشق / عبدالكريم العائدي  واعلمنا بأن الرئيس شكري بك مسـتاءاً منا لتصرفنا أثناء افتتاح دار التوليد وأنه ينتظرنا لمقابلته فوراً ، وطلب منا اختيار اثنين للتكلم باسم الطلاب .

فكلفنا الطالب / عبد المجيد تجار ، والطالب / بشير الأحمر من كلية الحقوق للتحدث باسم الطلبة مع رئيس الجمهورية شكري بيك القوتلي برفقة مدير الشرطة .

ولدى دخولنا خرج الينا سيادة الرئيس معاتباً ، فاعتذرنا له ووعدناه بالتصرف بالحكمة والعقلانية . وطلب منا التوقف عن المظاهرات عدة أيام خوفاً من استغلالها من قبل الفرنسيين وأعداء الوطن ولتفادى وقوع الفتنة بين الشعب والحكومة ، وقد أعلمنا فخامته بأن الحكومة تسعى للحصول على السلاح لمقاومة الفرنسـيين .

في عام 1945 انتخبتُ كرئيس للجنة الطلاب وكان من ضمن أهدافنا مقاومة الإستعمار الفرنسي والمطالبة  بتسليم البلاد  للجيش السوري ، الذي كان تحت تصرف الحكومة الفرنسية .

اذكر مرة اقيمت مباراة كرة القدم بين منتخب مدارس العراق مع منتخب مدارس سوريا في الملعب البلدي على ضفاف نهر بردى و كانت برعاية وزير التربية السيد / نصوح البخاري وضابط كبير بالجيش الفرنسي ، وكان يحكم المباراة الحكم الدولي / فوزي تللو والملعب محاط  بثكنات عسكرية فرنسية فيها جنود عرب ، وكانوا مخططين للإعتداء على اللاعبين وبث الفوضى في الملعب . فجلس عدة جنود على الخط التماس بالملعب وطلب منهم الحكم الرجوع عن الخط فرفضوا فاستعان الحكم بالشرطة المتواجدين لحفظ النظام (تابعين للشرطة السورية) ولما أقبل الشرطي / محمد أنارة وطلب منهم الرجوع رفضواواستعملوا احزمتهم لضربه ، فما كان منه إلا أن أشهر مسدسه وأطلق بعض الأعيرة النارية بالفضاء لإرهابهم ، ولكنهم لم يهابوا ذلك فأطلق رصاصة على أحدهم فأرداه قتيلا ، وهنا عمّت الفوضى في الملعب ونزل الجنود من الثكنات لقمع المتظاهرين .

فأخذ وزير التربية / نصوح البخارى – الذى كان ضابطاً في الجيش التركى سابقاً – الكرسي الذي يجلس عليه و ضرب الضابط الفرنسي به ، وهنا سارع الطلاب كالعادة بإستعمال الحجارة ضد الفرنسيين وأقاموا حائطاً بوجه الفرنسـين لإتاحة الفرصة للجمهور الذي يحوى نساء وأطفال للخروج من الملعب بسلام .

وأحطنا بالشرطي / محمد أناره لحمايته من القبض عليه أو قتله لأنه أصيب برأسه أثناء المشاجرة الى أن وصل الى سيارة الإسعاف ، وتم نقله الى المستشفى الإنجليزي في القصاع ومن ثم تم نقله الى مديرية الشرطة بجسر فيكتوريا ، وحراسته من قبل زملائه من الشرطة ومن الطلاب ، واحضر له سرير وطبيب وممرضة لمديرية الشرطة للاهتمام به ، و حصل وجوم عام في مدينة دمشق كلها واصدرت الحكومة الفرنسية بيانا تطلب تسليمها الشرطي وإلا تقصف مدينة دمشق .. رفضت الحكومة السورية الطلب ، وعادت الحكومة الفرنسية بتوجيه انذار وحددت مدة 24 ساعة لتسليمه فرفضت الحكومة السورية مرة أخرى بل بالعكس صدر قرار بترفيع الشرطي الى ملازم تقديراً له على بسالته .


انظر:

تعريف .. من مذكرات محمد حسن بوكا (1)

مرحلة الطفولة .. من مذكرات محمد حسن بوكا (2)

التاجر الصغير .. من مذكرات محمد حسن بوكا (3)

مجيد الفوال .. من مذكرات محمد حسن بوكا (4)

المرحلة الابتدائية .. من مذكرات محمد حسن بوكا (5)

مرحلة الشباب .. من مذكرات محمد حسن بوكا (6)

العرفان بالجميل .. من مذكرات محمد حسن بوكا (7)

التلميذ المدلل .. من مذكرات محمد حسن بوكا (8)

مقابلة الشيخ تاج الدين الحسني .. من مذكرات محمد حسن بوكا (9)

مرضي بذات الجنب .. من مذكرات محمد حسن بوكا (10)

الحياة العائلية ما بين 1940- 1950 .. من مذكرات محمد حسن بوكا (11)

رهان مقبوضة .. من مذكرات محمد حسن بوكا (12)

 البطل الكردي أحمد البارافي .. من مذكرات محمد حسن بوكا (13)



 أحداث التاريخ السوري بحسب السنوات


سورية 1900 سورية 1901 سورية 1902 سورية 1903 سورية 1904
سورية 1905 سورية 1906 سورية 1907 سورية 1908 سورية 1909
سورية 1910 سورية 1911 سورية 1912 سورية 1913 سورية 1914
سورية 1915 سورية 1916 سورية 1917 سورية 1918 سورية 1919
سورية 1920 سورية 1921 سورية 1922 سورية 1923 سورية 1924
سورية 1925 سورية 1926 سورية 1927 سورية 1928 سورية 1929
سورية 1930 سورية 1931 سورية 1932 سورية 1933 سورية 1934
سورية 1935 سورية 1936 سورية 1937 سورية 1938 سورية 1939
سورية 1940 سورية 1941 سورية 1942 سورية 1943 سورية 1944
سورية 1945 سورية 1946 سورية 1947 سورية 1948 سورية 1949
سورية 1950 سورية 1951 سورية 1952 سورية 1953 سورية 1954
سورية 1955 سورية 1956 سورية 1957 سورية 1958 سورية 1959
سورية 1960 سورية 1961 سورية 1962 سورية 1963 سورية 1964
سورية 1965 سورية 1966 سورية 1967 سورية 1968 سورية 1969
سورية 1970 سورية 1971 سورية 1972 سورية 1973 سورية 1974
سورية 1975 سورية 1976 سورية 1977 سورية 1978 سورية 1979
سورية 1980 سورية 1981 سورية 1982 سورية 1983 سورية 1984
سورية 1985 سورية 1986 سورية 1987 سورية 1988 سورية 1989
سورية 1990 سورية 1991 سورية 1992 سورية 1993 سورية 1994
سورية 1995 سورية 1996 سورية 1997 سورية 1998 سورية 1999
سورية2000

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى